الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن جرير: قال فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله يعني: صدقوا رسوله موسى عليه السلام لما عاينوا من عظيم قدرة الله وسلطانه (آمنتم) يقول: أصدقتم بموسى وأقررتم بنبوته قبل أن آذن لكم بالإيمان به؟ (إن هذا) يقول: تصديقكم إياه وإقراركم بنبوته (لمكر مكرتموه في المدينة) يقول: لخدعة خدعتم بها من في مدينتنا لتخرجوهم منها. (1)
الموضع الرابع:
عن ابن إسحاق قال: لما أظهر النساء ذلك من قولهن: تراود عبدها؛ مكرا بها لتريهن يوسف وكان يوصف لهن بحسنه وجماله، فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئًا. (2)
وهكذا باقي الآياتِ في مكر هؤلاء تدور حول الخداع، والتضليل، والتدبير للمؤمنين لإيقاعهم في الباطل أو قتلهم.
- قال تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)} [يوسف: 102]، وقال تعالى:{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)} [الرعد: 33]، وقال تعالى:{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال (46)} [إبراهيم: 46].
- وقال تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)} [النحل: 26].
(1) تفسير الطبري 9/ 23.
(2)
تفسير الطبري 12/ 201، وابن كثير 2/ 477.
قال ابن كثير: قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} برسلهم وأرادوا إخراجهم من بلادهم؛ فمكر الله بهم وجعل العاقبة للمتقين كقوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} [الأنفال: 30].
وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)} [النمل: 50، 51]، {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} (النمل: من الآية 52) الآيتين، وقوله:{يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} [الرعد: 42]، أي أنه تعالى عالم بجميع السرائر والضمائر، ويجزي كل عامل بعمله وسيعلم الكافر، والقراءة الأخرى: الكفار لمن عقبى الدار، أي لمن تكون الدائرة والعاقبة لهم أو لأتباع الرسل، كلا بل هي لأتباع الرسل في الدنيا والآخرة ولله الحمد والمنة. (1)
- قال تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)} [النحل: 45].
- وقال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)} [النحل: 127].
- وقال تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)} [النمل: 51].
- وقال تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)} [النمل: 70].
- وقال تعالى: {وَقَال الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَال فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ
(1) تفسير ابن كثير 2/ 522.