الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِيني مِنْكَ". إِلَى آخِرِ الحدِيثِ وَزَادَ فِيهِ" وَيُذَكِّرُهُ الله سَلْ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَال الله: هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ -قَال- ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الحورِ الْعِينِ فتقُولَانِ: الحمْدُ لله الذي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ -قَال- فَيَقُولُ: مَا أُعْطِىَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ" (1).
وعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الجنَّةِ دُخُولًا رَجُل يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا فَيَقُولُ الله: اذْهَبْ فَادْخُلْ الجنّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتها مَلْأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الجْنّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتها مَلْأَى، فَيقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الجنّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالها أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ المُلِكُ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَكَانَ يَقُولُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الجنَّةِ مَنْزِلَةً (2).
تحفة أهل الجنة إذا دخلوها
.
عن ثوبان قَال: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فجَاءَ حَبر مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَال: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ. فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا فَقَال: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ يَا رَسُولَ الله. فَقَال الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِى سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اسْمِى مُحَمَّدٌ الَّذِى سَمَّانِى بِهِ أَهلى". فَقَال الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْألكَ. فَقَال لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ". قَال: أَسْمَعُ بِأُذُنيَّ. فَنكَتَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بعُودٍ مَعَهُ. فَقَال: "سَلْ". فَقَال الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تبدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ؟ فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هُمْ في الظُّلْمَةِ دُونَ الجسْرِ". قَال: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ قَال: "
(1) مسلم (188).
(2)
البخاري (6571)، مسلم (186).
فُقَرَاءُ المهَاجِرِينَ". قَال الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ؟ قَال: "زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ "قَال: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا؟ قَال: "يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الجنَّةِ الَّذِى كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا". قَال: فَما شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَال: "مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا". قَال صَدَقْتَ. قَال: وَجِئْتُ أَسْألكَ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ. قَال: "يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ"؟ . قَال: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ.
قَال: جِئْتُ أَسْألكَ عَنِ الْوَلَدِ. قَال: "مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ المرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ المرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ الله، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ المرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنثَا بِإِذْنِ الله". قَال الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ، وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "لَقَدْ سَألنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَألنِي عَنْهُ وَمَا لِي عِلْم بِشَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أتانِيَ الله بِهِ"(1).
وعن أنس أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ سَلَامٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المدِينَةَ، فَأتَاهُ يَسْألهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقَال: إِنِّى سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجنَّةِ؟ وَمَا بَال الْوَلَدِ يَنْزعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ قَال: "أَخْبَرَنى بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا". قَال ابْنُ سَلَامٍ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الملَائِكَةِ. قَال "أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَار تَحْشُرُهُمْ مِنَ المشْرِقِ إِلَى المغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الجَنَّةِ، فَزِيَادَةُ كَبِدِ الحوتِ، وَأَمَّا الْوَلَدُ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ المرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ". قَال: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأنَكَ رَسُولُ الله. قَال يَا رَسُولَ الله: إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ الله بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ؟ ". قَالوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ الله بْنُ سَلَامٍ؟ ". قَالوا: أَعَاذَهُ الله مِنْ ذَلِكَ. فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالوا مِثْلَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ الله فَقَال: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله. قَالوا: شَرُّنَا
(1) مسلم (513).