الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَاطِفَةٌ! 16 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ 17 هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فتصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، 18 لَا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلَا شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. 19 كُلُّ شَجَرَةٍ لَا تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّار 20 فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ." (متى 7: 15).
ويستشف أيضًا من كلام المسيح عليه السلام أنه ينبئ بنبيٍ بعده ليس بكاذب، وسوف يأتي بعد عيسى عليه السلام أنبياء ليسوا بكذبة، وكأن أصحابه سألوه: وكيف نفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق؟ ، فقال لهم: من ثمارهم تعرفونهم، ومن نتاج عمله ودعوته يظهر، فالنبي الصادق لا بد أن تكون ثمرته طيبة كعمل صالح لأتباعه وغير ذلك، أما الأنبياء الكذبة بعد عيسى، فقد ذكر التاريخ العديد منهم، خاصة مع نهاية القرن الأول الميلادي.
أسماء الأنبياء الكذبة بعد عيسى عليه السلام
-:
1 -
سيمون "الملقب بالساحر":
وهو لم يدَّعِ النبوة فقط، بل ادَّعى الألوهية أيضًا، خرج هذا الرجل من بعض قرى "السامرة" بفلسطين في عهد القيصر كلوديس، وأتى ببعض أعمال السحر العجيبة، وتابعه عدد كبير من أهل السامرة وغيرها؛ بل لقد صنع له في روما تمثال أقيم فوق نهر "التيبر" نقش عليه "إلى سيمون الإله القدوس" ورغم الأعمال الخارقة لسيمون هذا، فقد كانت أخلاقه وضيعة؛ إذ كان يعاشر عاهرة تدعى "هلانة" سماها "الفكرة الأولى" التي انبثقت منه، وسجد أتباعُهُ أمام أصنامه هو وعشيقته ويعبدونها بالبخور والذبائح. (1)
2 -
اليهودي المصري الذي خرج في القرن الأول الميلادي، وقد اقتاد جيشًا مكونًا من 4000 من اليهود لدخول القدس لكن الحامية الرومانية قضت عليهم، وقد أتى ذكره في الإنجيل في سفر الأعمال (21: 38) (2)
(1) تاريخ الكنيسة، يوسابيوس القيصري (82).
(2)
المصدر السابق (83).
3 -
ولقد تكلم العهد القديم نفسه عن العديد من الأشياء مثل "أجابوس" وغيره الذين شكلوا ظاهرةً خطيرةَ بنهاية القرن الأول. (1)
4 -
ذكر التاريخ أيضًا من أوائل مدعي النبوة "ميناندر العراف" خليفة سيمون الساحر. الذي قال إنه نفسه "المخلص" الذي أرسل من الدهور غير المنظورة لخلاص البشر. وقد أتى بأعمال سحر عظيمة، وأقنع أتباعه أنهم لن يموتوا. (2)
5 -
أما أخطر النبوات الكاذبة بعد عيسى التي ذكرها التاريخ المسيحي، فهي نبوة "مونتانوس" الذي أعلن عام 156 م أن الروح القدس يتكلم إليه مباشرة. . . (وأن أتباعه أداة توصيل للروح القدس "البراكليت"). . . وكان ينطق بعبارات مثل. . ." هو ذا الإنسان وكأنه قيثارة، وأن الله يلعب على أوتارها. . . انضمت إلى مونتانوس نبيتان أعلنتا نهاية العالم ورجوع المسيح السريع إلى "فريجيا" موطن مونتاس في تركيا الحالية، وأن أورشليم الجديدة سوف تنزل من السماء. . . وقد رحب الكثيرون بكل قوة بهذه الدعوة؛ لأن الانتظار- انتظار عودة المسيح - قد ضعف منذ نهاية القرن الأول. . . وقد امتدت المونتانية حتى إلى الغرب؛ بل وتبعها العديد من الآباء الكبار مثل "ترتليان القرطاجي" وعاشت المونتانية حتى القرن الخامس رغم المحاربة السابقة لها، ذلك لرفعها صوت النبوة في وجه السلطان الكهنوتي.
وقد عاب المونتانية أخذها من مدينة "فريجيا" التي عبدت الإلهة "سيبيل" أخذت منها الرقصات المتوحشة، وخصى الذات، والاستحمام في دماء الثور الذي يقدم ذبيحة لها. (3)
والآن وبعد استعراض هذه النبوءات الزائفة تعال بنا لنطبق المعادلة التي ذكرناها في بداية البحث وهي "مِنْ ثِمارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.".
(1) التفسير الحديث للكتاب المقدس، (د. ت. فرانس) (إنجيل متى 155) نقلا عن: محمد في الترجوم والتلمود والتوراة، هشام محمد طلبة (212 - 214).
(2)
المصدر السابق (154).
(3)
تاريخ الكنيسة، جون لويمر، دار الثقافة (1/ 120).