الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحب المؤسسة أو مديرها، سواء كان على صواب أو خطأ. ولا يكون للعاملين فيها رأى، وإنما يكونون أدوات تنفيذية جسدية فقط، ويصير التزلف والنفاق وسائل مشروعة؛ بل مستحبة، ويحل الخوف والقلق على المصير ويعيش العاملون في رعب مستمر وتوتر دائم.
2 - إرهاب الجماعات المنظمة:
كما هو الحال في جماعات المافيا، فلا تدخل أعمال الجريمة المنظمة التي تقوم بها (المافيا) ضمن دائرة الأفراد؟ لأن (المافيا) تعمل وفق تخطيط مبرمج هادف، ويقوم على تسييرها مجموعات من المتطرفين فكريًّا تدعمهم مؤسسات رأسمالية وعسكرية وقانونية واقتصادية، وينتشر خطرها ليشمل مناحي الحياة كافة، ولهذا عدت المافيا دولة داخل الدولة، وبسبب قوة تأثيرها، واستغلالها للعالم السري (تحت الأرض) مجالا لتنفيذ مخططاتها، مستعملة المخدرات بأنواعها والجنس، والإغراء والتهديد والقتل وكل الوسائل المرزولة سبيلًا للوصول إلى غايتها الهادفة إلى السيطرة والتحكم.
إن أعمال المافيا كلها تدخل في دائرة الإرهاب والعنف؛ لأنَّها تعد الإنسان سلعة، وكما لا قيمة له مطلقًا إلا بقدر الفائدة المادية التي تجني من ورائه.
ولهذا كان ضمن أعمالها "الإرهابية" اختطاف أشخاص بغية استعمال أعضائهم طبيًّا حيث يجري اقتلاع أعين المخطوفين أو أكبادهم، أو كلاهم، كي يستفيد منها ثرى هنا أو هناك، مما يفقد المواطن إحساسه الكامل بالأمن، ويجعله دائم القلق على مصيره ومصير أبنائه إضافة إلى الخطف واستعمال المخدرات من أجل الوصول إلى الهدف.
ومن هذا النوع بعض الجماعات التي تتخذ أغراضًا دينية أو سياسية لتبرير أعمالها الإرهابية، ولا يدخل ضمن ذلك بالطبع الجماعات التي تقاتل للحصول على حق مشروع لشعوبها.
4 - الإرهاب الدولي:
وهو أفدح أنواع الإرهاب وأعمه خطرًا؛ لأنه يشمل الكون بأسره شعوبًا وحكومات، ويتمثل هذا الإرهاب في محاولة فرض الذات على الآخرين بالإكراه أو الإغراء، وكان من نتيجة هذه الفلسفة بروز قطبين متناحرين بعد الحرب العالمية، أدى سباق التسلح بينهما إلى
قيام ما سمى بالحرب الباردة، التي عاشها العالم مرعوبًا من الأسلحة الذرية والبكتيرية وسواها عشرات السنين، والتي نشبت خلالها عشرات الحروب الساخنة وبخاصة في قارات العالم الثالث: آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، دفع الناس خلالها ملايين القتلى والجرحى والمشوهين والمعاقين، وجرى تدمير اقتصاديات تلك البلدان لعقود طويلة قادمة، وما فيتنام، وغانا، وغينيا، والصومال، ولاوس، وكوريا، والأرجنتين إلا أمثلة قليلة لما جرى من محاولات السيطرة على العالم واقتسامه بين الغرب الرأسمالي والشرقي الشيوعي أو الاشتراكي.
أما الأعمال الإرهابية التي يمكن إدراجها تحت مظلة العنف الدولي فيمكن إجمالها في الآتي:
أ- المؤامرات الانقلابية: بقصد تغيير أنظمة الحكم غير الموالية، حيث تلجأ بعض الدول إلى نشر عملائها وجواسيسها وبثهم في مؤسسات الدولة للإطاحة بنظام الحكم فيها عبر سلسلة من الدعايات المغرضة الهادفة إلى خلق بلبة في الرأي العام وتهيئته لقبول التغيير القادم، وما حدث في الأرجنتين من قتل للمواشي وإتلاف لمزروعات الفلاحين يعد مثالًا من هذه المؤامرات والدسائس التي تبتغي قلب الحكم ووضع نظام بديل ينفذ سياسة الدولة الكبرى.
ويدخل ضمن هذه الوسائل الضاغطة على الحكومات ما تجريه الدول الكبرى من مناورات عسكرية واسعة وتحريك للأساطيل والقطع البحرية الكبيرة أو المناورات المشتركة مع الدول الحليفة، حيث تجرى هذه الأعمال قريبًا من حدود الدولة المقصودة.
كما يندرج تحتها خلق أجسام ومؤسسات عسكرية غرضها إرهاب الآخرين مثل إنشاء وحدات التدخل السريع، وهي تحمل اسمًا دالا على طبيعة عملها وهو التدخل في شئون الآخرين، رغم أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على عدم التدخل في هذه الشئون ولكنه المنطق الإرهابي المسنود بنظرية البقاء للأصلح، بمعنى الأقوى.
ب - الإرهاب الاقتصادي: