الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الثاني: الآياتِ التي فيها أن الشيطان يضل.
الوجه الثالث: ماذا في كتبهم عن الرب؟
وإليك التفصيل
الوجه الأول: توضيح الآياتِ التي ذكروها وفق ما قال أهل التفسير
.
الآية الأولى:
قول الله تعالى {لَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)} [النساء: 119].
وهي خاصة بالشيطان كما في سياق الآياتِ حيث قال الله قبلها {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَال لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)} [النساء: 117، 118].
قال ابن جرير: القول في تأويل قوله: {لَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} .
يعني بقوله جل ثناؤه: مخبرًا عن قيل الشيطان المريد الذي وصف صفته في هذه الآية: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ} ، ولأصدّن النصيب المفروض الذي أتخذه من عبادك عن محجة الهدى إلى الضلال، ومن الإسلام إلى الكفر. {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} ، يقول: لأزيغنَّهم - بما أجعل في نفوسهم من الأماني - عن طاعتك وتوحيدك، إلى طاعتي والشرك بك، {فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} ، يقول: ولآمرن النصيبَ المفروض لي من عبادك، بعبادة غيرك من الأوثان والأنداد حتى يَنْسُكوا له، ويحرِّموا ويحللوا له، ويشرعوا غيرَ الذي شرعته لهم، فيتبعوني ويخالفونك.
و"البتك"، القطع، وهو في هذا الموضع: قطع أذن البَحِيرة ليعلم أنَّها بَحِيرة.
وإنما أراد بذلك الخبيثُ أنه يدعوهم إلى البحيرة، فيستجيبون له، ويعملون بها طاعةً له.