الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: "مَنْ قَال حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللهمَّ رَبَّ هَذه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِى وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ". (1)
عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ قَال: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الْوَسِيلَةُ دَرَجَةٌ عِنْدَ الله لَيْسَ فَوْقَهَا دَرَجَةٌ فَسَلُوا الله أَنْ يُؤْتِيَنِي الْوَسِيلَةَ". (2)
عدد الجنات
.
الجنة: اسم شامل لجميع ما حوته من البساتين والمساكن والقصور وهي جنات كثيرة جدًّا. جنتان من ذهب وجنتان من فضة.
عن أنس بن مالك أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهْىَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالتْ: يَا نَبِيَّ الله، أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ في الجنَّةِ، صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ في الْبُكَاءِ. قَال "يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ في الجْنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى". (3)
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: "جَنَتّانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَتّانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِه في جَنَّةِ عَدْنٍ". (4)
(1) البخاري (614).
(2)
أحمد 3/ 83، الطبراني في "المعجم الأوسط"(1/ 89/ 263)، وأيضًا (2/ 126/ 1466). والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3571).
(3)
البخاري (2809).
(4)
البخاري (4878)، مسلم (180).
وقد قال تعالى {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن: 46] فذكرهما ثم قال: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)} [الرحمن: 62] فهذه أربعٌ، وقد اختلف في قوله "ومن دونهما" هل المراد به أنهما فوقهما أو تحتهما، على قولين:
فقالت طائفة: من دونهما أي: أقرب منهما إلى العرش فيكونان فوقهما.
وقالت طائفة: بل معنى من دونهما: تحتهما، قالوا: وهذا المنقول في لغة العرب، إذا قالوا: هذا دون هذا أي: دونه في المنزلة، كما قال بعضهم لمن بالغ في مدحه: أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك، وفي الصحاح: دون نقيض فوق، وهو تقصير عن الغاية ثم قال: ويقال: هذا دون هذا أي أقرب منه، والسياق يدل على تفضيل الجنتين الأوليين من عشرة أوجه.
أحدها: قوله {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)} [الرحمن: 48] وفيه قولان: أحدهما: أنه جمع فنن وهو الغصن، والثاني: أنه جمع فن وهو الصنف أي ذواتا أصناف شتى من الفواكه وغيرها ولم يذكر ذلك في اللتين بعدهما.
الثاني: قوله {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)} [الرحمن: 50] وفي الأخريين {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)} (الرحمن: 66) والنضاخة هي الفوارة والجارية السارحة وهي أحسن من الفوارة فإنها تتضمن الفوران والجريان.
الثالث: أنه قال: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52)} [الرحمن: 52] وفي الأخريين {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)} [الرحمن: 68] ولا ريب أن وصف الأوليين أكمل.
الرابع: أنه قال: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} (الرحمن: 54) وهذا تنبيه على فضل الظهائر وخطرها وفي الأخريين قال {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)} [الرحمن: 76] وفسر الرفرف بالمحابس والبسط وفسر بالفرش وفسر بالمحابس فوقها وعلى كل قول فلم يصفه بما وصف به فرش الجنتين الأوليين.