الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في استفتاح الصلاة: "لبيك وسعديك والخير كله في يديك". (1)
وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها". (2)
وفي الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم قال: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار كما يكفؤ أحدكم خبزته في السفر نزلًا لأهل الجنة". (3)
أما الأدلة من نصوص القرآن فمنها قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (سورة المائدة: 64)، وقوله تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة الزمر: 67)
قال ابن عمر رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا على المنبر فقال: "إن الله تعالى إذا كان يوم القيامة جمع السماوات والأرض في قبضته ثم قال هكذا ومد يده وبسطها ثم يقول أنا الله الرحمن". (4)
الوجه الثاني: الجواب عن الإبهام
.
ذكروا الحديث وفيه: "وأشار بإصبعيه ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر".
وهذا نشأ من عدم فهمهم للحديث؛ لأن الذي فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبهامه، ولم يخبر عن الله تعالى، قال ابن أبي حاتم في تفسيره (8979): حدثنا أبو زرعة، ثنا محمد بن كثير، ثنا حماد، أنبأ ثابت، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ
(1) مسلم (222).
(2)
مسلم (2759).
(3)
البخاري (6155)، مسلم (2972).
(4)
عن كتاب (الرد على منكر صفتي الوجه واليد) لسعيد بن ناصر الغامدي.
جَعَلَهُ دَكًّا} (الأعراف: 143)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - هكذا وصفه حماد -، ووضع طرف إبهامه على طرف خنصره من المفصل". قال:"فساخ الجبل".
فالوصف كان من حماد بن سلمة لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن إخبارًا عن صفات الله عز وجل، ولو فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الله تعالى بهذه الصفة؛ فنحن نقول فيها مثلما قلنا في باقي الصفات الأخرى من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل.
أما صفة الأنامل فقد وردت في حديث الرؤيا عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَال: احْتبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيعًا، فَثُوِّبَ بِالصَّلاةِ وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَال: كَمَا أَنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَال: إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ الْغَدَاةَ! إِنِّي قُمْتُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي، فَنَعَسْتُ فِي صَلاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي عز وجل فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَال: يَا مُحَمَّدُ! أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْملأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي يَا رَبِّ، قَال: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْملأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي رَبِّ. فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ، وَعَرَفْتُ. فَقَال: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصمُ الْملأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَال: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: نَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَجُلُوسٌ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ. قَال: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلامِ، وَالصَّلاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَال: سَلْ، قُلْتُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ، وَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا. (1)
كل ذلك حق نؤمن به؛ ولكن ليس على طريق أهل التشبيه الذين يمثلون الخالق
(1) صحيح. مسند الإمام أحمد (22162)، وصححه الألباني في الصحيحة (3169).