الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} [الكهف: 29].
قال ابن جرير: وقوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} يقول تعالى ذكره: فبين لها ما ينبغي لها أن تأتي أو تذر من خير، أو شرّ أو طاعة، أو معصية. (1)
ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس، قوله:{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} يقول: بَيَّنَ الخيرَ والشرَّ. (2)
عن مجاهد {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} قال: عَرَّفَها. (3)
عن قتادة {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} : فبَيَّن لها فجورها وتقواها. (4)
عن الضحاك بن مزاحم {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} قال: الطاعةَ والمعصيةَ. (5)
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنَّ الله جعل فيها ذلك.
ذكر من قال ذلك:
قال ابن زيد، في قوله:{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} قال: جعل فيها فجورَها وتقواها. (6)
الوجه الثاني: الرب يضلل الناس في كتبهم المقدسة
(1) تفسير الطبري (30/ 210).
(2)
إسناده ضعيف. أخرجه الطبري في تفسيره (30/ 210). فيه على بن أبى طلحة صدوق يخطئ ثم هو لم يسمع من ابن عباس التفسير فهو مرسل (جامع التحصيل 1/ 240).
(3)
أخرجه الطبرى في تفسيره (30/ 210). من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به.
(4)
إسناده صحيح. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (3627) من طريق معمر، وأخرجه الطبري في تفسيره (30/ 210) من طريق سعيد. كلاهما عن قتادة به.
(5)
حسن. أخرجه عبد الرزاق في التفسير (3628) من طريق ابن أبي داود. وأخرجه الطبري في تفسيره (30/ 210) من طريق عبيد كلاهما عن الضحاك به.
(6)
أخرجه الطبري في تفسيره (30/ 210) حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب عن ابن زيد به.
إذا كانوا يفهمون خطأ بأن الله يدعو للفجور، فهم يزعمون أن الرب يضلل الناس. كما جاء في أشعيا:(لمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ، قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ، أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ)(اشعياء 63/ 17)
وكما جاء في حزقيال: (فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلَامًا، فَأَنَا الرَّبُّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ، وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ)(حزقيال 14/ 9)
* * *