الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية:
1 -
كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس، وكان أجودَ الناس، وكان أشجعَ الناسِ، ولقد فزِع أهلُ المدينة ذاتَ ليلةٍ فانطلق ناسٌ قِبَلَ الصّوت (1) فتلقّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا وقد سبقهم إلى الصّوت، وقد استبرأ الخبر (2) وهو على فرس لأبي طلحة عري (3) في عنقه السيف، وهو يقول: لن تراعوا وقال "وجدناه بحرًا"(4) وكان الفرس قبل ذلك بطيئًا فعاد لا يُجارى (5).
2 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسُه القرآن، فلَرسول الله أجودُ بالخيرِ من الريح المرسَلة. (6)
3 -
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا إذا احمرَّ البأس. (7) نتّقي به، وإنّ الشّجاع منّا الذي يحاذي به - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم. (8)
(1) قبل الصوت: تجاهه.
(2)
استبرأ الخبر: أي طلب آخره لقطع الشبهة.
(3)
عري: أي ليس عليه سرج ولا أداة.
(4)
أي: واسع الجري.
(5)
رواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع منها (1820، 2867)، ومسلم (2307).
(6)
رواه البخاري (4997)، ومسلم (2308).
(7)
احمرار البأس: كناية عن شدة الحرب، واستعير ذلك لحمرة الدماء الحاصلة فيها في العادة، أو لاستعار الحرب واشتعالها كاحمرار الجمر.
(8)
رواه مسلم (1776).
4 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما كان يومُ بدر اتّقينا المشركين برسول الله، وكان أشدّ الناس بأسًا وما كان أحدٌ أقربَ إلى العدوّ منه. (1)
5 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين، والله ما قال لي أفًا قطّ ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلّا فعلت كذا" (2).
وفي رواية قال: خدمته في السفر والحضر والله ما قال لي لشيء صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا؟ وكان أحسن الناس خلقًا.
6 -
عن جابر رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله شيئًا فقال: لا. (3)
7 -
وعن أنس رضي الله عنه، قال: ما سئل رسول الله على الإسلام شيئًا. (4) إلا أعطاه قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين فرجع إلى قومه، فقال يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاءَ من لا يخافُ الفاقة (5). (6)
8 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء (7) في خِدْرِها، وكان إذا كَرِه شيئًا عرفناه في وجهه". (8)
9 -
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وذكر رسول الله قال: لم يكن فاحشًا ولا متفحّشًا. (9)
(1) رواه البيهقي في الدلائل (70).
(2)
رواه البخاري (6038)، ومسلم (2309)، واللفظ له.
(3)
رواه البخاري (6034)، ومسلم (2311).
(4)
أي: على الدخول في الإسلام، أو على نصرة الإسلام.
(5)
الفاقة: الفقر والحاجة.
(6)
رواه مسلم (2312).
(7)
هي الجارية البكر.
(8)
رواه البخاري (6102)، ومسلم (2320).
(9)
الفحش: هو كل ما خرج عن مقداره حتى يستقبح. رواه البخاري (3559)، ومسلم (2321).
10 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله سبّابًا ولا فحّاشًا ولا لعّانًا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة (1) ماله ترِبتْ جبيبنُه (2).
11 -
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناسِ منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قطُّ إلا أن تنتهك حرمة الله (3).
12 -
وعنها رضي الله عنها قالت: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئًا قَطُّ لا امرأةً ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيءٌ من محارم الله فينتقم لله. (4)
13 -
وعنها وقد سئلت عن خُلق رسول الله فقالت: كان خلقُه القرآنَ. (5)
14 -
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن هذه الآية التي في القرآن {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45]. قال في التوراة: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا الله. وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا). (6)
(1) المعتبة: هي مصدر عتب عليه.
(2)
أي: خرّ لوجهه فأصاب الترابُ جبينَه، وهذا من الكلام الذي يجري على اللسان ولا يراد به حقيقته. رواه البخاري (6031).
(3)
أي حرمات الله. رواه البخاري (3560)، ومسلم (2327).
(4)
رواه مسلم (6195).
(5)
رواه مسلم (746).
(6)
رواه البخاري (2018).
15 -
عن سعد بن هشام وقد سأل عائشة رضي الله عنها عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قالت: فإن خلقَ نبي الله القرآنُ. (1)
16 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب رسوُل الله طعامًا قَطُّ، إن اشتهاه أكله وإلّا تركه. (2)
17 -
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ. (3)
18 -
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ: أَرْسَلَنِى إِلَيْكَ رَبُّكَ أَفَمَلَكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: "بَلْ عَبْدًا رَسُولًا". (4)
19 -
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ "أَسْلِمْ". فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهْوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَقُولُ "الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ". (5)
20 -
وعن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم كلّمَ رجلًا فأرعد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هوّن عليك فإني لست بملِك، إنّما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش كانت تأكل القدِيد. (6)
(1) رواه مسلم (746).
(2)
رواه البخاري (5409) ومسلم (2064).
(3)
وهو حديث صحيح. رواه الترمذي (2754)، وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقال الألباني في الصحيحة: إسناده صحيح على شرط مسلم (358).
(4)
رواه أحمد في مسنده (2/ 231)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في الصحيحة (1002)
(5)
رواه البخاري (1290).
(6)
رواه ابن ماجه في سننه (3312)، والحاكم 2/ 506، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في الصحيحة (1876).
21 -
وعن أنس رضي الله عنه: أن امرأة كان في عقلها شيءٌ، قالت: يا رسول الله: إن لي إليك حاجة، قال: يا أمّ فلان، خُذي في أي الطرق شئت قومي فيه حتّى أقومَ معك، فخلَا معها يُناجيها حتّى قضَتْ حاجَتَها.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كانت الأمةُ من إماء أهل المدينة لَتأخذُ بيد رسول الله فتدور به في حوائجها حتى تفرُغَ ثُمّ يرْجع. (1)
وروي عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان رسول الله يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لها حاجتها (2).
وعن أنس رضي الله عنه قال: ما رأيت أرحمَ بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. (3)
وعنه رضي الله عنه قال: مرّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على صِبيان فسلّم عليهم. (4)
وروى ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسُ على الأرض، ويأكلُ على الأرض، ويعتقلُ الشاة، ويجيبُ دعوة المملوك على خبز الشعير. (5)
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ إِنَّمَا كَانَ يَتبَسَّمُ - قَالَتْ - وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا. رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ، قَالَتْ: فَقَالَ "يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24]. (6)
(1) رواه أبو داود (4818)، وأحمد في المسند 3/ 119. وصححه الألباني في سنن أبي داود.
(2)
رواه النسائي (1413)، وابن حبان (6424). وصححه الألباني في المشكاة (3/ 1622).
(3)
رواه مسلم (2316).
(4)
رواه البخاري (5893)، ومسلم (2168).
(5)
صحيح. رواه الطبراني في الكبير (12524). انظر: السلسلة الصحيحة (2125).
(6)
رواه البخاري (4551)، مسلم (899).
وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بُرد نَجْرانيّ غليظُ الحاشِية، فأدركه أعرابيّ فجبذ بردائهِ جبذًا شديدًا حتى نظرتُ إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثّرت بها حاشيةُ البُرد من شدّة جبذته ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، قال: فالتفتَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء. (1)
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلّاه الذي يصلي فيه حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدّثون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتَبسّم. (2)
وعن عائشة رضي الله عنها وسألها الأسود ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرتِ الصلاةُ خرج. (3)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام من خبزِ بُرٍّ تباعًا حتى مضى لسبيله. (4)
وعنها رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثةُ أهلة في شهرين وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ. فقلت: يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر، والماء إلَّا إنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيرانٌ من الأنصار كانت لهم منائحَ وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا. (5)
وقال أنس رضي الله عنه: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفًا مرقَّقًا حتى لحق بالله، ولا أرى شاةً سميطًا بعينه قط. (6)
وعنه أيضًا رضي الله عنه قَالَ: مَا عَلِمْتُ النبي صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَلَى سُكُرُّجَةٍ قَطُّ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلَا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ. قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلَى مَا كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ. (7)
(1) رواه البخاري (2980)، مسلم (1057).
(2)
رواه مسلم (670).
(3)
رواه البخاري (466).
(4)
رواه مسلم (2970).
(5)
رواه البخاري (2428)، مسلم (2972).
(6)
رواه البخاري (5105).
(7)
رواه البخاري (5071).
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقَلِ ما يملأُ به بطنَهُ. (1)
وعن أنس رضي الله عنه أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبزِ شعيرٍ وإهالةِ سنخةٍ، ولقد رهن درعَهُ عند يهوديّ فأخذ لأهله شعيرًا، ولقد سمعته يقول: ما أمسى عند آل محمّدٍ صاعُ بُرٍّ ولا صاعُ حَبٍّ، وإنهم يومئذ تسعةُ أبيات، وفيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أَدَم حشوُه ليف. (2)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم لما ذكر اعتزال رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال: فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خزانته، فإذا هو مضطجعٌ على حصير فأدنى إليه إزاره وجلس وإذا الحصير قد أثَّر بجنبه، وقلَّبْتُ عينيَّ في بيته فلم أجد شيئًا يرُدُّ البصرَ غيرَ قبضةٍ من شَعيرٍ، وقبضةٍ من قرَظٍ نحو الصاعين وإذا أفْيَقٌ (الإهاب الذي قد ذهب شعره ولم يُدبَغ) مُعَلَّقةٌ فابتدرت عيناي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لي لا أبكي، وأنت صفوة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخيرته من خلقه، وهذه خزانتك، وهذه الأعاجم كسرى وقيصر في الثمار والأنهار؟ فقال: أَوَ فِي شكٍّ أنْتَ يا ابن الخطاب؟ ! أولئك قومٌ عُجِّلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا - وفي رواية - أَوَ ما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ قال: بلى قال: فالحمد لله عز وجل. قال: فقلت: أستغفر الله. (3)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل رزق آلِ محمدٍ قُوتًا. (4)
وعن عبد الله رضي الله عنه قال: اضطَّجعَ النبيّ صلى الله عليه وسلم على حصيرٍ فأثّر في جلده؛ فقلتُ: بأبي وأمي
(1) رواه مسلم (2977).
(2)
رواه البخاري (1963).
(3)
رواه مسلم (1479).
(4)
رواه البخاري (2372)، مسلم (1055).