الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا لِلْكَلِمَةِ التي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ". (1)
وهذا فيه من الأدلة ما فيه على أن الشياطين تستطيع أن تصل إلى ما لا يمكن أن يصل إليه الإنسان من حيث الأماكن.
الوجه الخامس: ذكر بعض الأحداث التي دست في حادثة الإسراء والمعراج
.
قال ابن تيمية: وفيه ما هو ضعيف وفيه ما هو من الموضوعات المختلقات مثل ما يرويه بعضهم فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له جبرائيل هذا قبر أبيك إبراهيم انزل فصل فيه وهذا بيت لحم مولد أخيك عيسى انزل فصل فيه. وأعجب من ذلك أنه قد روي فيه أنه قيل له في المدينة انزل فصل هاهنا قبل أن يبني مسجده وإنما كان المكان مقبرة المشركين والنبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إنما نزل هناك لما بركت ناقته هناك فهذا ونحوه من الكذب المختلق باتفاق أهل المعرفة وبيت لحم كنيسة من كنائس النصارى ليس في إتيانها فضيلة عند المسلمين. (2)
قال ابن القيم: وقد قيل: إنه نزل ببيتِ لحمٍ، وصلَّى فيه، ولم يَصِحَّ ذَلكَ عَنْهُ البتة. (3)
قال السيوطي: إلى القوم الذين يجتمعون على كتاب "الإسراء والعراج" الذين ينسبونه لابن عباس- رضي الله عنهما وإلى القوم الذين تركوا صحيح السنة إلى ضعيف الآثار. ومحض الصواب من الاتباع إلى محض الباطل من الرأي والظن والهوى. أهدي هذا الكتاب عسى أن تهتدي به نفس إلى أتباع الهدي النبوي الصحيح وترك احتطاب الليل، وأتباع الهوى (4).
الوجه السادس: الرد من الكتاب المقدس
.
قال رحمت الله الهندي: في إثبات معجزة الإسراء والمعراج:
وأما نقلًا فلأن صعود الجسم العنصري إلى الأفلاك ليس بممتنع عند أهل الكتاب.
1 -
قال القسيس وليم اسمت في كتابه المسمى بطريق الأولياء في بيان حال أخنوخ
(1) البخاري (4701).
(2)
اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (438).
(3)
زاد المعاد 3/ 34.
(4)
الآية الكبرى في شرح الإسراء والمعراج للسيوطي (1).
الرسول الذي كان قبل ميلاد المسيح بثلاث آلاف سنة وثلثمائة واثنتين وثمانين سنة هكذا:
(أن الله نقله حيًا إلى السماء لئلا يرى الموت كما هو مرقوم أنه لم يوجد لأن الله نقله فترك الدنيا من غير أن يحمل المرض والوجع والألم والموت ودخل بجسده في ملكوت السماء).
وقوله كما هو مرقوم إشارة إلى الآية الرابعة والعشرين من الباب الخامس من سفر التكوين، وفي الباب الثاني من سفر الملوك الثاني هكذا: 1 (وكان لما أراد الرب أن يصعد إيليا بالعجاج إلى السماء انطلق إيليا واليسع من الجلجال 11 وبينما هما يسيران ويتكلمان إذ بعجلة من نار وخيل من نار فاقتربت فيما بينهما وصعد إيليا بالعجاج إلى السماء).
وقال آدم كلارك المفسر في شرح هذا المقام: (لا شك أن إيليا رفع إلى السماء حيًا).
والآية التاسعة عشر من الباب السادس عشر من إنجيل مرقس هكذا: (ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ الله)(مرقس 16/ 19).
وقال بولس في حال معراجه في الباب الثاني عشر من رسالته الثانية إلى أهل قورنيثوس هكذا: (أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفي الجسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الجسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. الله يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. 3 وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفي الجسَدِ أَمْ خَارِجَ الجسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. الله يَعْلَمُ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لَا يُنْطَقُ بِهَا، وَلَا يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتكلَّمَ بِهَا).
وقال يوحنا في الباب الرابع من المكاشفات: بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سمِعْتُهُ كَبُوق يَتكلَّمُ مَعِي قَائِلًا:"اصْعَدْ إِلَى هُنَا فأُرِيَكَ مَا لَا بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا". 2 وَللْوَقْتِ صرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ.
فهذه الأمور مسلمة عند المسيحيين فلا مجال للقسيسين أن يعترضوا على معراج النبي صلى الله عليه وسلم عقلًا أو نقلًا. نعم يرد عليهم أنه لا وجود للسماوات على حكم علم الهيئة الجديد، فكيف يصدق عندهم أن أخنوخ وإيليا والمسيح عليهم السلام رفعوا إلى السماء وجلس المسيح على يمين الله واختطف مقدسهم إلى السماء الثالثة وإلى الفردوس. وقد
عرفنا مطهر البابويين وجهنمهم كما مر في الفصل الثاني من الباب الخامس لكنا ما عرفنا فردوس المسيحيين أهو على السماء الثالثة الموهومة كأنياب الأغوال عندهم أو فوقها أو هو عبارة عن جهنم كما يفهم بملاحظة الإنجيل وكتاب عقائدهم، لأن المسيح قال للسارق المصلوب معه وقت الصلب إنك اليوم تكون معي في الفردوس.
وهم يصرخون في العقيدة الثالثة من عقائدهم أنه نزل إلى جهنم، فإذا لاحظنا الأمرين يعلم أن الفردوس عندهم جهنم.
قال جواد بن ساباط في البرهان السادس عشر من المقالة الثانية من كتابه أن القسيس كياروس سألني في حضور المترجمين: ماذا يعتقد المسلمون في معراج محمد صلى الله عليه وسلم؟ قلت: إنهم يعتقدون أنه من مكة إلى أورشليم ومنه إلى السماء. قال: لا يمكن صعود الجسم إلى السماء. قلت: سألت بعض المسلمين عنه فأجاب أنه يمكن كما أمكن لجسم عيسى عليه السلام. قال القسيس: لِمَ لَمْ تستدل بامتناع الخرق والالتئام على الأفلاك؟ قلت: استدللت به لكنه أجاب أنهما ممكنان لمحمد صلى الله عليه وسلم كما كانا ممكنين لعيسى عليه السلام. قال القسيس: لمَ لَمْ تقل أن عيسى إله له أن يتصرف ما يشاء في مخلوقاته؟ قلت: قد قلت ذلك لكنه قال أن ألوهية عيسى باطلة لأنه يستحيل أن يطرأ على الله علامات العجز كالمضروبية والمصلوبية والموت والدفن. ونقل بعض الأحياء أن قسيسًا في بلد بنارس من بلاد الهند كان يقول في بعض المجامع تغليطًا لجهال المسلمين البدويين كيف تعتقدون المعراج وهو أمر مستبعد فأجابه مجوسي من مجوس الهند أن المعراج ليس بأشد استبعادًا من كون العذراء حاملة من غير زوج، فلو كان مطلق الأمر المستبعد كاذبًا فهذا أيضًا يكون كاذبًا فكيف تعتقدونه فبهت القسيس. (1)
وجاء في الكتاب المقدس: (وَعِنْدَمَا أَزْمَعَ الرَّبُّ أَنْ يَنْقُلَ إِيِلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ، ذَهَبَ إِيِليَّا وَأَليشَعُ مِنَ الجلْجَالِ. . . . وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيتَجَاذَبَانِ أَطْرَافَ الحْدِيثِ، فَصَلَتْ بَيْنَهما مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ تَجُرهَا خُيُولٌ نَارَّيةٌ، نَقَلَتْ إِيليَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ)(الملوك الثاني 2: 1 - 11).
(1) إظهار الحق 4/ 1023.