الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبراهيم عليه السلام فيها سبع آبار وغرس فيها أشجارًا (التكوين: 21/ 34: 28).
وعلى هذا فالمقصود هو:
1 -
أن بئر سبع كانت مسكن إسماعيل عليه السلام وأمه.
2 -
وأنها كانت بعيدة عن مسكن إسحاق عليه السلام وأمه.
3 -
وأنها كانت مسكن إبراهيم عليه السلام الذي ذهب منه للتضحية، ورجع إليها بعدها.
2 - الاستدلال بصفقه وحيدك
.
أولًا: من خلال النصوص الواردة في سفر التكوين نلاحظ أنها وصفت الابن بأنه وحيد إبراهيم، وكرر هذا الوصف ثلاث مرات (خذ ابنك وحيدك)(تكوين 22/ 2)، (فلم تمسك ابنك وحيدك عني)(تكوين 22/ 12)، (لم تمسك ابنك وحيدك)(تكوين 22/ 16).
مع ملاحظة أن كلمة (إسحاق) أضيف إلى كلمة (وحيدك) في المرة الأولى فقط، وفي المرتين الثانية والثالثة ذكرت كلمة وحيدك دون أن تقترن بكلمة (إسحاق).
ولنا أن نتساءل: هل ينطبق على إسحاق هذا الوصف؟ ولن نذهب بعيدًا لنعرف جواب ذلك. فالجواب من عندهم:
فمن خلال نصوص السفر نفسه نجد أن إسحاق قد ولد بعد إسماعيل إذ كانت سارة عقيمًا لا تلد فعرضت على إبراهيم يدخل بهاجر وحملت هاجر وحدث ما حدث من غيرة سارة منها وإذلالها حتى ولدت، وإليك هذا النص:
وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، 2 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ:"هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلادَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ". فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ.3 فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ المصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا، مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ. 4 فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاتها فِي عَيْنَيْهَا. 5 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: "ظُلْمِي عَلَيْكَ! أنا دَفَعْتُ جَارِيتي إِلَى حِضْنِكَ، فَلَمّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي
عَيْنَيْهَا. يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ".6 فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: "هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. افْعِلي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ". فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ، فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا. (التكوين 16/ 6: 1).
وفي نهاية الإصحاح: فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأبَرَامَ ابْنًا. وَدَعَا أَبرامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ إِسماعِيلَ.16 كَانَ أَبرامُ ابْنَ سِتٍّ وَثمانينَ سَنَةً لمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأبرامَ. (التكوين 16/ 16: 15).
وإذا كان إبراهيم الخليل عليه السلام لم يولد له إسماعيل إلا في السادسة والثمانين من عمره فإن إسحاق لم يولد له إلا بعد أن بلغ المائة سنة من عمره كما ذكر السفر نفسه، وإليك النص:(وكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ)(التكوين 21/ 5).
وعلى هذا يكون سن سيدنا إسماعيل عندما وُلدَ سيدنا إسحاق قد بلغ الرابعة عشر من عمره، بل إن سفر التكوين قد نص في موضع آخر على أن إسماعيل كان عمره ثلاث عشرة سنة، حينما ختنه أبوه إبراهيم وقد تم هذا حينما بشر بإسحاق قبل أن تحمل به أمه سارة وكان عمره في هذا الوقت تسعًا وتسعين سنة (التكوين 17/ 27: 15)، وبناءً على ذلك فإنه لا يمكن أن يتحقق وصف الابن الوحيد لإسحاق إلا بموت إسماعيل في حياة أبيه، ولكن الأسفار تذكر أن إسماعيل كان موجودًا أثناء فطام إسحاق وكان يلعب معه (التكوين 21/ 10: 8)، بل إن الأسفار أيضًا تثبت أن إسماعيل ظل حيًا حتى قام بدفن إبراهيم مع أخيه إسحاق عليهم السلام (التكوين 25/ 9).
وعلى هذا فلا ينطبق هذا الوصف (الوحيد) إلا على إسماعيل طوال الأربعة عشر عامًا قبل مولد إسحاق، وهذا يدل على أن كلمة إسحاق بجوار وحيدك لا تتلاءم وأنها قد أقحمت إقحامًا وحشرت حشرًا على النص، كذلك فإن إنجيل (برنابا) يذكر على لسان المسيح عليه السلام أن العهد صنع بإسماعيل لإسحاق وأن إسماعيل هو الذبيح ووصفه (بالبكر)(1).
وما يدل ويزيد التوكيد بشأن إضافة كلمة إسحاق أن النسخة العبرية تشتمل على كلمة (بكرك) بدلًا من كلمة (وحيدك) ولفظ بكرك -بدون شك ولا ريب- أشد دلالة وأكثر تحديدًا من لفظ
(1) إنجيل برنابا (الفصل الثالث والأربعون، والرابع والأربعون).