الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبا بكر؛ فإنها أيام عيد"، وتلك (الأيام) أيام منى.
ولا ريب أن العرب كانَ لهم غناء يتغنون به، وكان طم دفوف يضربون بها، وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها، وكانت دفوفهم مثل الغرابيل، ليس فيها جلاجل، كما في حديث عائشة- رضي الله عنها، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"أعلنوا النكاح واضربوا عليهِ بالغربال"، وخرجه وابن ماجه بإسناد فيه ضعفٌ" (1).
قال الإمام الغزالي: الرخصة في الغناء والضرب بالدف من الجاريتين، مع أنه شبه ذلك بمزمار الشيطان وفيه بيان أن المزمار المحرم غير ذلك. (2)
فالأحاديث فقط تحلل الدف من بين الآلات الموسيقية وهو الدف الذي لا يحتوي على الجلاجل.
وقال ابن القيم: بعد ما ذكر كلامًا في ذلك أنه لا يجوز للرجل بذل ماله للمغني؛ ويحرم عليه ذلك؛ فإنه بذل ماله في مقابلة محرم؛ وأن بذله في ذلك كبذله في مقابلة الدم واليتة.
الخامس: أن الزمر حرام وإذا كان الزمر الذي هو أخف آلات اللهو حراما فكيف بما هو أشد منه كالعود، والطنبور، واليراع، ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك؛ فأقل ما فيه: أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور.
وفي حاشية رد المحتار (3): اسم مغنية ومغن: إنما هو في العرف لمن كان الغناء حرفته التي يكتسب بها المال وهو حرام، ونصوا على أن التغني للهو أو لجمع المال حرام بلا خلاف.
وقال موفق الدين ابن قدامة المقدسي: ومن أدمن على شيء من ذلك، ردت شهادته، لأنه إما معصية، وإما دناءة وسقوط مروءة (4).
الوجه [الثامن][*]: الغناء والرقص في الكتاب المقدس
.
ففي سفر أخبار الأيام الثاني (5/ 13): وَكَانَ لمَّا صَوَّتَ المبَوِّقُونَ وَالمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ
(1) ابن ماجه (1895)، وضعفه الألباني في الضعيفة (978).
(2)
إحياء علوم الدين 2/ 433.
(3)
حاشية رد المحتار لابن عابدين 6/ 26.
(4)
الكافي (4/ 342).
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بالمطبوع «السابع»
صَوْتًا وَاحِدًا لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ، وَرَفَعُوا صَوْتًا بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ، وآلاتِ الْغِنَاءِ، وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ:"لأنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبدِ رَحْمَتَهُ". أَنَّ البَيْتَ، بَيْتَ الرَّبِّ، امْتَلأَ سَحَابًا.
وفي (الأيام الثاني 20/ 22): وَلمَّا ابْتَدَأُوا فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سِعِير الآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَانْكَسَرُوا.
وفي (الأيام الثاني 23/ 13): وَنَظَرَتْ وَإِذَا الملِكُ وَاقِفٌ عَلَى مِنْبر فِي المدْخَلِ، وَالرُّؤَسَاءُ وَالأَبْوَاقُ عِنْدَ الملِكِ، وَكُلُّ شَعْبِ الأَرْضِ يَفْرَحُونَ وَيَنْفُخُونَ بِالأَبْوَاقِ، وَالمغَنُّونَ بِآلاتِ الْغِنَاءِ، وَالمُعَلِّمُونَ التَّسْبِيحَ. فَشَقَّتْ عَثَلْيَا ثِيَابَهَا وَقَالَتْ:"خِيَانَةٌ، خِيَانَةٌ! ".
وفي (الأيام الثاني 23/ 18) وَجَعَلَ يَهُويَادَاعُ مُنَاظِرِينَ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ الْكَهَنَةِ اللَاّوِيِّينَ الَّذِينَ قَسَمَهُمْ دَاوُدُ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ، لإِصْعَادِ مُحْرَقَاتِ الرَّبِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، بِالْفَرَحِ وَالْغِنَاءِ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ.
وفي سفر الخروج (32/ 19): وَكَانَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَى المحَلَّةِ أنَّهُ أَبْصَرَ الْعِجْلَ وَالرَّقْصَ، فَحَمِيَ غَضَبُ مُوسَى، وَطَرَحَ اللَّوْحَيْنِ مِنْ يَدَيْهِ وَكَسَّرَهُمَا فِي أَسْفَلِ الجبَلِ.
وفي سفر القضاة (21/ 21): وَانْظروا. فَإِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ، ليَدُرْن فِي الرَّقْصِ، فَاخْرُجُوا أنتُمْ مِنَ الْكُرُومِ وَاخْطِفُوا لانفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأتهُ مِنْ بَنَاتِ شِيلُوهَ، وَاذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ.
وفي سفر صموئيل الأول (6/ 18): وَكَانَ عِنْدَ مجَيئهِمْ حِينَ رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ، أَنَّ النِّسَاءَ خَرَجَتْ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ لِلِقَاءِ شَاوُلَ الملِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفَرَحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ.
وفي صموئيل الأول (11/ 21): فَقَالَ عَبِيدُ أَخِيشَ لَهُ: "أَليْسَ هذَا دَاوُدَ مَلِكَ الأَرْضِ؟ أَليْسَ لهِذَا كُنَّ يُغَنِّينَ فِي الرَّقْصِ قَائِلاتٍ: ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رِبْوَاتِهِ؟ .
* * *