الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قيل منه صحيح شاذ، وهو ممن يرى أن الشذوذ مطلق التفرد كما أسلفنا في بحث الشاذ.
"الكتب المؤلفة في العلل": لقد ألفت في علل الحديث كتب كثيرة من أجلها كتاب العلل لعلي بن المديني، والعلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم، وهو مرتب على أبواب الفقه، وكتاب العلل للخلال، والعلل للدارقطني قال ابن كثير: وهو من أجل كتاب بل أجل ما رأيناه وضع في هذا الفن لم يسبق إلى مثله، وقد أعجز من يريد أن يأتي بعده، ولكن يعوزه شيء لا بد منه، وهو أن يرتب على الأبواب ليقرب تناوله على الطلاب. قال السيوطي: وصنف شيخ الإسلام فيه "الزهر المطلول في الخبر المعلول"، وقد قسم الحاكم أنواع المعلل إلى عشرة أقسام، وقد أوجزها السيوطي بأمثلتها في "التدريب"1 فمن أراد معرفتها فليرجع إليه.
1 تدريب الراوي من ص167-169 ط المحققة.
"
المضطرب
":
المضطرب: بكسر الراء اسم فاعل من اضطرب، والاضطراب في اللغة: الاختلاف كما في المصباح المنير.
وفي اصطلاح المحدثين: هو الحديث الذي يختلف الرواة فيه، فيرويه بعضهم على وجه وبعضهم على وجه آخر أو يرويه راوٍ واحد على وجه، ومرة أخرى على وجه آخر من غير إمكان الترجيح.
أما إذا ترجحت إحدى الروايتين أو الروايات بأن يكون راويها أحفظ، أو أكثر صحبة للمروي عنه، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات كانت الراجحة صحيحة والمرجوحة شاذة أو منكرة.
"حكم الاضطراب": أنه يوجب ضعف الحديث لإشعاره بأن الراوي لم يضبط، والضبط شرط في الصحيح والحسن، إلا في حالة ذكرها شيخ
الإسلام ابن حجر، وهي أن يقع الاختلاف في اسم راوٍ، أو اسم أبيه، أو نسبته مثلا، ويكون الراوي على أي حال ثقة، وفي الصحيحين أحاديث كثيرة بهذه المثابة، وكذا جزم الزركشي بذلك في مختصره فقال:"وقد يدخل القلب والشذوذ والاضطراب في قسم الصحيح والحسن".
"أقسامه": الاضطراب قد يكون في السند فقط، وقد يكون في المتن، وقد يكون فيهما معا، وقد يكون من راوٍ واحد، وقد يكون من أكثر من راوٍ.
"مثال الاضطراب في الإسناد": حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله! أراك، شبت. قال:"شيبتني هود وأخواتها". قال الدارقطني: هذا حديث مضطرب، فإنه لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق، وقد اختلف فيه على نحو عشرة أوجه: فمنهم من رواه مرسلا، ومنهم من رواه موصولا، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر، ومنهم من جعله من مسند سعد، ومنهم من جعله من مسند عائشة، وغير ذلك، ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضها على بعض والجمع متعذر.
"ومثال الاضطراب في المتن": حديث البسملة الذي ذكرناه في المعل، فقد أعله الإمام ابن عبد البر بالاضطراب، والمضطرب بجامع المعل؛ لأنه قد تكون علته ذلك، وقد مثل ابن الصلاح لمضطرب الإسناد بمثال لم يسلم له، ومثل العراقي المضطرب المتن بحديث الواهبة نفسها، ولم يسلم له ذلك؛ لأن هذا الحديث صحيح ثابت، والجمع بين ألفاظه سهل، فإنها راجعة إلى معنى واحد، وشرط الاضطراب عدم إمكان الجمع أو الترجيح1.
1 تدريب الراوي ص94، 95، مقدمة ابن الصلاح يشرحها للعراقي ص104.