الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمروا به، وأنهم كانوا مهيئين لذلك غاية التهيؤ، وسترى عن كثب ما تمخض عنه هذا الأمر الرشيد من الخليفة الراشد من خير عميم وجمع كثير1.
1 انظر كتابنا "دفاع عن السنة" ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصر ص238.
التدوين في القرن الثاني 100-200ه
ـ:
ثم شاع التدوين في الطبقة1 التي تلى طبقة الزهري، وأبي بكر بن حزم فألف الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس المتوفى سنة 179هـ بالمدينة كتابه "الموطأ" توخى فيه القوى من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم.
وألف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المتوفى سنة 150هـ بمكة.
وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي المتوفى سنة 156 بالشام.
وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري المتوفى سنة 161هـ بالكوفة.
وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار المتوفى سنة 176هـ بالبصرة.
ومعمر بن راشد المتوفى سنة 153 باليمن.
وهشيم بن بشير السلمي الواسطي المتوفى سنة 188 بواسط.
وجرير بن عبد الحميد المتوفى سنة 188 بالري.
وعبد الله بن المبارك المتوفى سنة 181 بخراسان.
ثم تلاهم كثيرون من أهل عصرهم في النسخ على منوالهم2. ومن ثم نجد أنه ما من مصر من الأمصار الإسلامية إلا وقد جمع الأحاديث فيه إمام أو أئمة، وكانت طريقة هؤلاء في التأليف مزج أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم. والأثر الباقي من كتب هذا القرن هو الموطأ قال الحافظ ابن حجر: "إن ما ذكر إنما هو بالنسبة
1 الطبقة في اصطلاح المحدثين: الجماعة الذين اشتركوا في التقارب في السن ولقاء الشيوخ.
2 مقدمة فتح الباري المعروفة بهدي الساري ص6.
إلى الجمع في الأبواب. وأما جمع حديث إلى مثله في باب واحد فقد سبق إليه الشعبي فإنه روى عنه أنه قال: هذا باب من الطلاق جسيم. وساق فيه أحاديث1.
"إفراد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غيره":
المسانيد: ثم رأى بعض الأئمة أن يفرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غيره، وكان ذلك على رأس المائتين فألفوا فيه ما يعرف بالمسانيد2.
فألف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي المتوفى سنة ثلاث عشرة ومائتين مسندا.
وألف مسدد بن مسرهد البصري المتوفى سنة ثمان وعشرين ومائتين مسندا.
وألف أسد بن موسى الأمور المتوفى سنة اثني عشرة ومائتين مسندا.
وألف نعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر المتوفى سنة ثمان وعشرين ومائتين مسندا.
ثم اقتفى الأئمة أثرهم. فقل إمام من أئمة الحديث إلا رتب حديثه على المسانيد.
وذلك كالإمام الجليل أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ إحدى وأربعين ومائتين.
والإمام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه المتوفى سنة ثمان وثلاثين ومائتين والإمام عثمان بن أبي شيبة المتوفى سنة 279هـ تسع وسبعين ومائتين وغيرهم من النبلاء.
ومنهم من ألف على الأبواب وعلى المسانيد معا كأبي بكر بن أبي
1 التدريب ص40.
2 المسانيد جمع مسند. وهي الكتب التي تؤلف على حسب الصحابة فتذكر أحاديث أبي بكر على حدة، وحديث عمر وهكذا من غير ملاحظة لوحدة الموضوع فحديث في الصلاة بجانب حديث في الزكاة، أو في البيوع مثلا، ثم من أصحاب المسانيد من يرتبهم على حسب الفصل، ومنهم من يرتبهم على حسب حروف المعجم، ومنهم من يرتبهم على حسب القبائل.