الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
تاريخ علم الحديث دراية
":
إن أئمة الحديث عنوا به عناية فائقة من ناحية حفظه وضبطه، وتدوينه وتأليف الكتب الجامعة لمتونه، وقد بدأت هذه العناية من لدن عصر النبي صلى الله عليه وسلم. فقد كتبه بعض الصحابة في عهده وبعد عهده وكتبه التابعون وإن كان بدء التدوين مدونا عاما كان من أول القرن الثاني، ثم لم تلبث حركة التدوين أن ازدهرت شيئا فشيئا، وما كاد ينتهي القرن الثالث حتى كانت السنن والأحاديث مدونة كلها تقريبا في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها ولم يبق منها إلا شيء أقل من القليل كما ستعلم ذلك فيما بعد إن شاء الله.
كذلك عنوا به من نواح أخرى من جهة سنده ومتنه مما يتوقف عليه قبوله أورده، ولعمر الحق أن البحث عنه من هذه النواحي لبحث جليل القدر جم الفائدة، إذ يتوقف عليه تمييز الطيب من الخبيث، وتطهير الأحاديث مما عسى أن يكون دخلها من التزيد والاختلاق، وتلك النواحي التي بحثوا فيها مثل البحث في الرواية وشروطها وأقسامها، والتحمل والأداء والبحث عن أحوال الرواة من جرح وتعديل وقواعد كل، وبيان الصحيح من الحسن من الضعيف وأقسام كل، وبيان غريب الحديث، وناسخه ومنسوخه ومختلفه ومتعارضه وعلله إلى غير ذلك مما ذخرت به كتب أصول الحديث.
"قبل عصر التدوين":
وقد علمت أن التدوين للأحاديث إنما كان في آخر القرن الأول، ولم تكن مباحث هذا الفن وقواعده قبل عصر التدوين مدونة في السطور وإنما كانت منقوشة في الصدور. وعلى صفحات القلوب شأنها في ذلك شأن معظم الأحاديث قبل التدوين. وما كان رواة الأحاديث
والجامعون له بغائبة عنهم أصول هذا الفن وقواعده، بل كانوا يعرفونها حق المعرفة فكان وجودها في الأذهان، وإن لم توجد في الأعيان وليس أدل على هذا مما نقل إلينا من التثبت البالغ والتحوط الشديد في قبول الرواية والعمل بها، والتحرج من الإكثار من الرواية خشية الغلط أو النسيان، أو التزيد والوضع، وقد وضع أساس هذا التثبت الخلفاء الراشدون المهديون ومن جاء بعدهم من أئمة العلم والحديث.
"بعد عصر التدوين":
ولما دونت الأحاديث تدوينا عاما ودونت كتب أخرى في علوم أخرى وجدنا الكثير من قواعد هذا العلم وأصوله مفرقة في أثناء كتبهم المؤلفة في متون الأحاديث، أو المؤلفة في الفقه وأصوله، فمن ذلك ما نجده في أثناء مباحث كتابي "الرسالة" و"الأم" للإمام الشافعي المتوفى سنة 204هـ وما نقله تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ في أسئلتهم له ومحاورتهم معه، وما كتبه الإمام مسلم بن الحجاج المتوفى سنة 261هـ في مقدمة صحيحه، وهي مقدمة صحيحه، وهي مقدمة قيمة وتعتبر من المحاولات الجدية في تدوين هذا العلم، ولولا أنها مقدمة للصحيح لاعتبرتها أول ما دون في أصول الحديث والرواية، بالمعنى الفني الدقيق، وما ذكره الإمام أبو داود السجستاني المتوفى سنة 275هـ في رسالته إلى أهل مكة في بيان طريقته في كتابه "السنن" المشهور، وما ذكره الإمام أبو عيسى الترمذي المتوفى سنة 276هـ في ثنايا كتابه الجامع من تصحيح للأحاديث وتحسين وتضعيف ونقد للرواة وتعديل وتجريح، وما أثبته في كتاب "العلل" الذي هو في آخر جامعه. وكتابه "العلل" الذي ألفه على سبيل الاستقلال.
وما ذكره الإمام البخاري في تواريخه الثلاثة، وما ذكره الأئمة المتقدمون في كتبهم التي وضعت في الجرح والتعديل وتاريخ الرجال
بحيث يخلص لنا من كل ما ذكرنا الكثير من قواعد هذا العلم وما ذكره أثناء كتابه "الجامع الصحيح" من بعض مسائل هذا العلم.
"تدوين بعض الكتاب المستقلة في بعض أنواعه":
كذلك ألفت كتب كثيرة في بعض أنواعه فمنهم من أفرد بالتأليف غريب الحديث كما فعل أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة 210هـ وأبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ وابن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري المتوفى سنة 276هـ وأبو عبيد أحمد بن محمد الهروي المتوفى سنة إحدى وأربعمائة له كتاب الغريبين: غريب القرآن وغريب الحديث. وأبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 538هـ وأبو السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري المتوفى سنة 606هـ في كتابه "النهاية" وهو أوفى كتب الغريب وأشملها.
ومنهم من أفرد بالتأليف البحث عن أحوال الرجال وهي كثيرة منها ما ألف في الثقات ككتاب أبي حاتم محمد بن حبان البستي ومنها ما ألف في الضعفاء ككتاب "الضعفاء" للبخاري والنسائي والدارقطني، ومنها ما ألف فيما هو مشترك بينهما كتواريخ البخاري، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم و"الطبقات" لابن سعد.
ومنهم من أفراد بالتأليف الناسخ والمنسوخ وذلك كما فعل قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة 118هـ والحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن الأثرم المتوفى سنة 261هـ.
ومنهم من ألف في مختلف الأحاديث كما فعل الإمام الشافعي وابن قتيبة الدينوري وممن ألف في مختلف الحديث الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المصري الطحاوي المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وهو كتابه القيم "مشكل الآثار".
ومنهم من ألف في علل الحديث مثل علي بن المديني المتوفى سنة 234هـ والإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ والإمام الدارقطني المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
"التدوين في هذا العلم كفن مستقل":
ثم رأى بعض أئمة الحديث أن يجمعوا ما تفرق من بحوث هذا العلم في كتاب واحد يكون جامعا لأصول هذا الفن. ورءوس مسائله لا لجميع جزئياته ومباحثه. فمن ثم جاءت كتب هذا الفن كالفهارس بالنسبة لما تفرق من تلك الكتب التي تكون مكتبة عامرة.
"أسماء هذا العلم":
ولكون هذا العلم خلاصة علوم متعددة ومعارف متنوعة على ما ذكرنا سماه بعض العلماء "علوم الحديث" بالجمع لمحا للأصل، ولكون هذا العلم أصلا لعلم الحديث رواية وهو منه بمنزلة "أصول الفقه" من "الفقه" سمي "علم أصول الحديث" ولكون أصوله وقواعده تغلب عليها الاصطلاحات الفنية سمي "علم مصطلح الحديث" ولكون هذا العلم يقابل علم الحديث رواية سمي "علم الحديث دراية". فهذه الأربعة أسماء لمسمى واحد. وهو هذه المباحث التي تدور حول الرواية والراوي والمتون والأسانيد من حيث القبول والرد.
"متى دون هذا الفن وأشهر الكتب المؤلفة فيه":
وكان ظهور التدوين في هذا العلم كفن مستقل في القرن الرابع الهجري على ما نعلم وإليك أشهر ما ألف فيه.
1-
أول ما ألف فيه القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن
ابن خلاد الرامهرمزي1 المتوفى حوالي سنة 360هـ فألف كتابا سماه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" ولكونه أول محاولة لم يجئ كتابه على ما ينبغي، فلم يستوعب كل أنواع هذا العلم ومباحثه، وهذه هي السنة في التآليف، فما من علم مبتدع إلا ويبدأ صغيرا ثم يكبر وقليلا ثم يكثر.
2-
ثم جاء بعده الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري صاحب كتاب "المستدرك على الصحيحين" و"الإكليل" و"المدخل إليه" في مصطلح الحديث. و"تاريخ نيسابور" المتوفى سنة 405هـ فألف كتابه "علوم الحديث" ولكنه لم يهذب الفن كما ينبغي ولم يرتبه الترتيب المنشود.
3-
ثم تلاه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني صاحب كتاب "حلية الأولياء" و"المستخرج على البخاري" المتوفى سنة 430هـ فعمل على كتاب الحاكم مستخرجا زاد فيه أشياء على ما في كتابه. لكنه أبقى أشياء لم يذكرها فتداركها من جاء بعده.
4-
ثم جاء بعد هؤلاء الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي صاحب "تاريخ بغداد" وغيره المتوفى سنة 463هـ فألف في قوانين الرواية كتابا سماه "الكفاية في قوانين الرواية" وفي آدابها كتابا سماه "الجامع لآداب الشيخ والسامع".
وقل فن من فنون الحديث إلا وقد ألف فيه كتابا مفردا، فكان كما قال الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 629هـ "كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال
1 بفتح الميم الأولى وضم الهاء وسكون الراء وضم الميم الثانية بعدها زاي بلد بخوزستان في فارس وهي في الجانب الغربي من إيران على مقربة من الخليج العربي وهو مكونة من كلمتين "رام" و"هرمز" ومعنى "رام" بالفارسية المراد والمقصود و"هرمز" أحد الأكاسرة ومعناها مراد هرمز.
على كتبه"1.
5-
ثم جاء القاضي عياض بن موسى اليحصبي الأندلسي صاحب كتاب "الشفاء" وغيره المتوفى سنة 544هـ فألف كتابا سماه "الإلماع في ضبط الرواية وقوانين السماع".
6-
وألف أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميانجي2 المتوفى سنة 580هـ رسالة مختصرة سماها "ما لا يسع المحدث جهله"3.
7-
ثم جاء فارس هذه الحلبة الحافظ الفقيه تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المشهور بابن الصلاح الشهرزوري4 نزيل دمشق المتوفى سنة 643هـ فألف لما ولي تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية كتابه المشهور "علوم الحديث" ويعرف بمقدمة ابن الصلاح.
وقد اعتنى ابن الصلاح بتصانيف الخطيب وغيره ممن سبقه فهذبها وجمعها في كتابه هذا، ولكنه أملاها على طلبته شيئا فشيئا من غير سبق روية وتفكير، وتعمل وتأمل في الترتيب والتنسيق.
فلهذا لم يجئ ترتيبه على الوضع المتناسب الدقيق كما هو الشأن في التآليف المنسقة، فلم يذكر ما يتعلق بالمتن وحده وما يتعلق بالسند وحده، وما يشتركان معا فيه، وما يختص بكيفية التحمل والأداء وحده، وما يختص بصفات الرواة وحده وهكذا وقد اعتذر عنه الإمام السيوطي في كتابه التدريب5 بأنه جمع متفرقات هذا الفن من كتب مطولة في هذا الحجم اللطيف ورأى أن تحصيله وإلقاءه إلى طالبيه أهم
1 عيال الرجل من تلزمه نفقتهم والمعنى أنهم اعتمدوا على كتبه كما يعتمد الأولاد على أبيهم.
2 بفتح الميم الأولى وكسر النون والجيم بلدة من بلاد أذربيجان.
3 بنصب المحدث ورفع: جهله ويجوز العكس، أما الأول فمعناه ما لا ينبغي للمحدث جهله، وأما الثاني فعلى معنى ما لا يطيق المحدث جهله.
4 بفتح المعجمة وسكون الهاء وفتح الراء وضم الزاي مدينة ببلاد المراغة بين الموصل وهمذان.
5 ص14 من الطبعة التي علق عليها الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف رحمه الله تعالى.
من تأخير ذلك إلى أن تحصل العناية التامة بحسن ترتيبه وإجادة تنسيقه وقد ذكر في كتابه خمسة وستين نوعا وقال: وليس بآخر الممكن في ذلك فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى1.
وقد صدق فقد وصل بالأنواع السيوطي في التدريب إلى ثلاثة وتسعين نوعا. منها ما أدمجه ابن الصلاح في غيره كالمعنعن والمعلق فقد ذكرهما في نوع المعضل. ومنها ما فاته كالقوي والجيد. والمعروف والمحفوظ، والثابت، والصالح، وكمن اتفق اسمه واسم شيخه ونحوهما2 وقد شرح كتاب ابن الصلاح الحافظ العراقي وهو شرح نفيس قيم له فيه عليه إيضاحات وتفسيرات وتقييدات وزيادات3 وقد سماه "التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من علوم ابن الصلاح" وقد اعتنى العلماء بكتاب ابن الصلاح. وسار في فلكه جل من ألف بعده في علوم الحديث، فمنهم من نظمه، ومنهم من اختصره ومنهم من اقتصر على بعض ما جاء فيه، ومنهم من استدرك عليه بعض ما فاته، ومنهم من انتصر له ونافح عنه.
8-
فمن نظمه الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي المتوفى سنة 806هـ في كتابه "ألفية الحديث" وشرحها هو بنفسه وكذلك شرحها بعده الحافظ السخاوي في شرح جيد وهو أحسن شروحها وهو مطبوع.
9-
وممن اختصره الإمام الحافظ أبو زكريا محيي الدين النووي المتوفى سنة 676هـ صاحب كتاب "المجموع" و"الروضة" في فقه الشافعية، وشرح صحيح مسلم وغيرها من الكتب النافعة في كتاب سماه "الإرشاد" ثم اختصر المختصر في كتاب سماه "التقريب" وقد شرحه
1 مقدمة ابن الصلاح ص6.
2 التدريب ص14، 15.
3 طبعت المقدمة وشرحها بحلب سنة 1350هـ.
شرحا وافيا الإمام السيوطي المتوفى سنة 911هـ في كتاب سماه "تدريب الراوي" ويعتبر شرحا للتقريب على الخصوص ثم لكتاب ابن الصلاح وغيره من كتب الفن على العموم، فمن ثم جاء كتاب "التدريب" أوفى ما كتب في علم مصطلح الحديث وأصوله، وعليه المعول لكل من ألف في الفن بعده، وقد أكثر فيه من النقول والنصوص، تاركا لمن جاء بعده التحقيق والتمحيص، والموازنة والترجيح.
10-
وممن اختصره أيضا الإمام الحافظ الفقيه المفسر المؤرخ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774هـ في كتاب سماه "الباعث الحثيث إلى معرفة علوم الحديث" وله فيه على ابن الصلاح استدراكات مفيدة، وتعقبات مهمة، وزيادات وتوضيحات قيمة.
وممن اختصره مع الزيادات قاضي القضاة بمصر الإمام بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني المتوفى سنة 733هـ وسمى كتابه "المنهل الروي في الحديث النبوي".
وممن اختصره أيضا مع زيادات وتحقيقات الإمام أبو حفص سراج الدين عمر بن رسلان بن نصير البلقيني المتوفى سنة خمس وثمانمائة وسمى كتاب: "محاسن الاصطلاح في تضمين كتاب ابن الصلاح".
11-
ومن المختصرات الجامعة في هذا الفن رسالة موجزة ألفها الإمام الحافظ الفقيه المحقق أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري المتوفى سنة 852هـ سماها "نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر" وشرحها بشرح سماه "نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر" وشرح الشرح العلامة الشيخ علي بن سلطان محمد الهروي القاري الحنفي المتوفى سنة 1014هـ، وقد نهج في النخبة الحافظ ابن حجر نهجا مبتكرا. ونقل السخاوي في "الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع" في ترجمة الحافظ أنه سمعه يقول: "لست راضيا عن شيء من تصانيفي لأني
عملتها في ابتداء الأمر. ثم لم يتهيأ لي من تحريرها سوى شرح البخاري ومقدمته والمشتبه والتهذيب ولسان الميزان. بل كان يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أتقيد بالذهني، ولجعلته كتابا مبتكرا، بل رأيته في مواضع أثنى على شرح البخاري، والتعليق والنخبة" والنخبة وشروحها مطبوعة.
12-
ظفر الأماني شرح مختصر الجرجاني، مؤلف المتن العلامة السيد الجرجاني المتوفى سنة 816هـ، والشرح للعلامة محمد عبد الحي اللكنوي المتوفى سنة 1304هـ.
13-
ومن المنظومات التي ألفت في هذا الفن ألفية الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال الأسيوطي المتوفى سنة 911هـ سماها "نظم الدرر في علم الأثر" وشرحها بشرح سماه "قطر الدرر" وهي مطبوعة.
14-
ومن الكتب الجامعة في هذا الفن كتاب "توجيه النظر إلى علوم الأثر" ومؤلفه العلامة الشيخ طاهر بن صالح الجزائري الدمشقي المتوفى سنة 1338 ولتأخر مؤلفه قد جمع فيه خلاصة ما قاله العلماء السابقون في هذا العلم. ولا سيما علماء أصول الحديث وأصول الفقه.
15-
"قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث" ألفه العلامة الشيخ محمد جمال الدين القاسمي المتوفى سنة 1332هـ، وهو عبارة عن نقول من كلام العلماء السابقين في هذا العلم ولد فيها فضل الترتيب والتبويب. والجمع والتهذيب. وفي بعض الأحايين يناقش قولا أو يرجح رأيا على رأي.
16-
"الطراز الحديث" للشيخ الأكبر أبي الفضل الجيزاوي شيخ الجامع الأزهر سابقا وقد جاء على أوجز ما يكون وهو مطبوع للمرة الرابعة عام 1305هـ.
17-
مفتاح السنة أو "تاريخ فون الحديث" للعلامة الشيخ محمد عبد العزيز الخولي خريج مدرسة القضاء الشرعي المتوفى في القرن الرابع عشر وهو كتاب وسط ونافع ومفيد عرض فيه لمنزلة السنة من القرآن وابتداء التدوين. وأشهر الكتب المؤلفة في القرون الأولى ولا سيما القرن الذهبي لتدوين كتب الحديث ودواوينه وهو القرن الثالث. كما عرض فيه لتواريخ علوم الحديث وقد طبع بمصر سنة 1347هـ.
18-
أحسن الحديث للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن المحلاوي أحد كبار علماء الأزهر الشريف اختصر فيه البيقونية وشروحها وحواشيها وقد طبع بمصر سنة 1331هـ.
19-
مصطلح الحديث: للعلامة الشيخ عبد الغني محمود أحد كبار علماء الأزهر اختصر فيه النخبة وشروحها وقد طبع بمصر عام 1325هـ للمرة الثانية.
20-
الأسلوب الحديث في علوم الحديث لشيخنا العلامة الشيخ أمين الشيخ أحد كبار علماء الأزهر. وهو في جزئين وسيطين اعتمد فيه كل كتب السابقين ولا سيما كتاب "ظفر الأماني" شرح مختصر الجرجاني في "ومفتاح السنة" وذكر في آخره جملة عن الأحاديث المشكلة والإجابة عنها وعدتها واحد وعشرون حديثا وقد طبع للمرة الثانية عام 1358.
21-
ضوء القمر في توضيح نخبة الفكر.
22-
الموجز في علوم الحديث جزءان متوسطان.
قصد مؤلفه بالرسالة الأولى تقريب "نخبة الفكر" وشرحها "نزهة النظر" إلى طلاب العلم بعبارة سهلة ميسرة خالية من التعقيد.
والكتاب الثاني بجزءيه ألفه المؤلف لطلاب التخصص: "قسم الدعوة
والإرشاد، التابع لكلية أصول الدين إحدى كليات الجامع الأزهر المغمور بالعلم والعلماء التي أنشئت بالقانون الصادر في عام 1930.
وكلا الكتابين ألفهما أستاذنا العلامة الشيخ محمد بن علي أحمدين، أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين آنذاك.
وقد كان رحمه الله وأثابه- من المهتمين بدراسة الحديث وعلومه والانتصار له ولأئمته الجامعين له، وقد كنت أنا وغيري من طلاب الحديث في هذا العصر نعتبره بحق وإنصاف من أعلم العلماء بالحديث وعلومه إن لم يكن أعلمهم، وكان رحمه الله يمتاز بجمال الأسلوب وحسن عرض المسائل العلمية عرضا حسنا جميلا.
23-
"المنهل الحديث في علوم الحديث".
وهو لأستاذنا العلامة الشيخ محمد بن عبد العظيم الزرقاني صاحب "مناهل القرآن في علوم القرآن وهو جزآن".
وكان رحمه الله أستاذًا لعلوم الحديث بقسم "تخصص الدعوة والإرشاد" وأستاذ "علوم القرآن" بهذا القسم أيضًا، وقد كان رحمه الله جيد العرض للمسائل العلمية بأسلوب سهل مستساغ، وقد طبع هذان الكتابان وانتفع بهما كثير من طلاب العلم وكان رحمه الله إلى جانب قيامه بالتدريس في هذا التخصص مشتغلًا بالدعوة إلى الله، والمنافحة عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
كتب أخرى:
وهناك كتب أخرى منها الوسط، ومنها المختصر، ومنها المطول للأحياء من علماء الأزهر من طبقتنا ومن هم بعد طبقتنا، ومن غيرهم من علماء الإسلام في الأقطار الإسلامية الأخرى ندع الحديث عنها للتاريخ، وخشية التطويل.
"رد شبهات المستشرقين وأبواقهم":
كما أحب أن أنبه إلى أنه نبتت نابتة تابعت المستشرقين وأعداء الإسلام في الطعن في الأحاديث ورجاله ولا سيما الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه وقد قيض الله من علماء الأزهر وغيرهم من العلماء في الأقطار الإسلامية الأخرى من دافع عن الأحاديث والسنن، ورد الطعون التي أثيرت حول السنة ورجالها ردا علميا صحيحا وقد أراد الله سبحانه أن أساهم في هذا المضمار الشريف في كتابي "دفاع عن السنة، ورد شبه المستشرقين، والكتاب المعاصرين" فلله الحمد والمنة على ما وفق وأعان وقد طبع الكتاب ونفد، وقد أحببت أن أشارك في التأليف في هذا العلم: علوم الحديث فكان هذا الكتاب "الوسيط في علوم، ومصطلح الحديث" نفع الله به، وجعله في موازيني يوم القيامة.