الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بوجودهما، فرواية ابن سعد عن يزيد في صحيح مسلم والنسائي، ورواية رقبة عن سليمان في "المدبج" للدارقطني.
لطيفة: قد يجتمع جماعة من الأقران في حديث كما روى أحمد بن حنبل عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يحيى بن معين، عن علي بن المديني، عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن سعيد عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة عن عائشة قال:"كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن حتى يكون كالوفرة"1 فأحمد والأربعة فوق خمستهم أقران، ومن المدبج أيضا نوع مقلوب في تدبيجه، وليس فيه شيء من الضعف الذي في نوع المقلوب، ومثال هذا النوع عجيب مستطرف وهو: رواية مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن جريج وروى أيضا عبد الملك عن الثوري عن مالك، فهذا إسناد كان على صورة، ثم جاء في رواية أخرى مقلوبا.
1 الوفرة ما جاوز شحمة الأذن.
"
معرفة الإخوة والأخوات من الرواة
":
وقد أفرده بالتأليف علي بن المديني، ثم النسائي، ثم أبو العباس السراج1 وغيرهم كمسلم بن الحجاج، وأبي داود السجستاني.
ومن فوائده: أنه لا يظن من ليس بأخ أخا عند الاشتراك في اسم الأب مثال الأخوين في الصحابة: عمر وزيد ابنا الخطاب، وهذا المثال زيادة على ما ذكره ابن الصلاح وعبد الله، وعتبة ابنا مسعود، وزيد ويزيد ابنا ثابت، وعمرو وهشام ابنا العاص.
ومن التابعين: عمرو، وأرقم ابنا شرحبيل كلاهما من أفاضل أصحاب ابن مسعود ثم قال ابن الصلاح: هزيل بن شرحبيل وأرقم أخوان آخران
1 السراج: بفتح السين والراء المشددة، نسبة لعمل السروج وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي مولاهم محدث عصره بنيسابور روى عنه الشيخان وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
من أصحابه أيضا وقد اعترض العراقي في "تعليقاته على مقدمة ابن الصلاح" بأن جعل أرقم اثنين: أحدهما أخو عمرو، والآخر أخو هزيل. ليس بصحيح، وأرقم بن شرحبيل واحد، وإنما اختلف كلام التاريخيين والنسابين هل الثلاثة إخوة، وهم: عمرو بن شرحبيل، وأرقم بن شرحبيل، وهزيل بن شرحبيل، أو أن أرقم وهزيلا أخوان، وليس عمرو أخالهما، فذهب أبو عمر بن عبد البر إلى الأول، قال: هم ثلاثة إخوة.
والصحيح الذي عليه الجمهور أن أرقم وهزيلا أخوان فقط، وهو الذي اقتصر عليه البخاري في "التاريخ الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وحكاه عن أبيه أبي حاتم، وعن أبي زرعة، وكذلك ابن حبان في "الثقات"، واقتصر عليه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" في النوع السادس والثلاثين، وكذلك اقتصر المزي في "تهذيب الكمال" على أن أرقم وهزيلا أخوان، ذكر ذلك في ترجمة أرقم، وترجمة هزيل، ولم يتعرض في ترجمة عمرو لشيء من ذلك.
وما ذكره ابن عبد البر من كونهم ثلاثة أخوة ليس بجيد، فإن عمرو بن شرحبيل همداني، وهزيل، وأخوه أرقم أوديان1 ولا تجتمع همدان الكبرى ولا همدان الصغرى مع أود.
قال العراقي: فما ذكره ابن الصلاح لا يتأتى على قول الجمهور، ولا قول ابن عبد البر، وكذا ما صنعه النووي في "تقريبه" وإن حذف هزيلا، لأنه على قول ابن عبد البر يعد في الثلاثة لا في الأخوين2.
ومثاله في الثلاثة في الصحابة: عليّ، وجعفر، وعقيل بنو أبي طالب، وهذا المثال زيادة على ما ذكره ابن الصلاح، وسهل، وعثمان، وعباد،
1 ينسبان إلى أود -بفتح الهمزة وسكون الواو- وهو أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذجح.
2 علوم الحديث بشرح العراقي ص337، 348 ط العاصمة.
بفتح العين، وفتح الباء المشددة، بنو حنيف.
وفي غير الصحابة في التابعين: أبان، وسعيد، وعمرو أولاد عثمان رضي الله تعالى عنهم وبعدهم عمرو -بفتح العين- وعمر -بضم العين- وشعيب بنو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
ومثاله في الأربعة من الصحابة: عبد الرحمن، ومحمد، وعائشة، وأسماء أولاد أبي بكر الصديق رضي الله عنهم.
وفي التابعين: عروة، وحمزة، ويعقوب، والعفار أولاد المغيرة بن شعبة وبعدهم سهيل، وعبد الله، ومحمد وصالح بنو أبي صالح السمان.
وأما قول ابن عدي: إنه ليس في ولد أبي صالح محمد، وإنما هم سهيل، ويحيى، وعباد، وعبد الله، وصالح فوهم كما قال العراقي حيث أبدل محمدا بيحيى وجعل عبادا، وعبد الله اثنين، وإنما هو لقبه.
ومثاله في الخمسة: قال السيوطي: لم أقف عليه في الصحابة.
وفي التابعين: موسى، وعيسى، ويحيى، وعمران، وعائشة أولاد طلحة بن عبيد الله.
وبعدهم: سفيان، وآدم، وعمران، ومحمد، وإبراهيم بنو عيينة، حدثوا كلهم، وأجلهم سفيان وقيل: إنهم عشرة إلا أن الخمسة الآخرين لم يحدثوا وسمى منهم: أحمد ومخلدا.
ومثاله في الستة: قال السيوطي: لم أقف عليه في الصحابة.
وفي التابعين: محمد، وأنس، ويحيى، ومعبد، وحفصة، وكريمة بنو سيرين هكذا سماهم ابن معين، والنسائي، والحاكم.
وذكر أبو عليّ الحافظ شيخ الحاكم خالدا بدل كريمة، وزاد ابن سعد: فيهم: عمرة وسودة قال العراقي: ولا رواية لهما فلا يردان.
وفي كتاب "المعارف" لابن قتيبة: ولد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدًا من أمهات أولاد وقد روى محمد بن سيرين عن أخيه يحيى، عن أخيه أنس عن مولاه أنس بن مالك حديثًا، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لبيك حقًّا حقًّا، تعبدًا ورقًّا" ، أخرجه الدارقطني في "العلل" من رواية هشام بن حسان عنه.
وهذه لطيفة غريبة: ثلاثة إخوة، قد روى بعضهم عن بعض في إسناد واحد، وذكر ابن طاهر أن هذا الحديث رواه محمد عن أخيه يحيى، عن أخيه سعيد، عن أخيه أنس، وهو في جزء أبي الغنائم النرسي1 فعلى هذا اجتمع أربع أخوة في إسناد واحد.
ومثاله في السبعة من الصحابة: النعمان: ومعقل، وعقيل، وسويد، وسنان وعبد الرحمن، وسابع لم يسم بنو مقرن" وكلهم صحابة مهاجرون لم يشاركهم أحد في هذه المكرمة من كونهم سبعة هاجروا وصحبوا، وقيل: شهدوا الخندق وهذا الذي لم يسمه ابن الصلاح قد سماه ابن فتحون في "ذيل الاستيعاب" عبد الله وقد اعترض ما ذكره ابن الصلاح من كون بني مقرن سبعة، بأن ابن عبد البر زاد فيهم ضررًا، ونعيمًا، وحكى غيره أن أولاد مقرن عشرة.
وعلى هذا فالمثال الصحيح للسبعة الأخوة من الصحابة أولاد عفراء2 وهم:
1-
معاذ.
2-
ومعوذ3.
3-
وإياس.
4-
وخالد.
1 بفتح النون وسكون الراء نسبة إلى نرس نهر من أنهار الكوفة، وأبو الغنائم هو: محمد بن عليّ بن ميمون الكوفي روى عنه أبو بكر السمعاني والد أبي سعد صاحب الأنساب، وتوفي سنة سبع وخمسمائة.
2 هي أمهم تزوجت أولًا بالحارث بن رفاعة الأنصاري فأولادها معاذًا، ومعوذًا، ثم تزوجت بعد طلاقها له بالبكير بن عبد ياليل فأولدها إياسًا، وخالدًا، وعاقلًا، وعامرًا، ثم عادت إلى الحارث فأولدها عوفًا، فأربعة منهم أشقاء وهم بنو البكير، وثلاثة أشقاء وهم بنو الحارث، وسبعتهم شهدوا بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ ومعوذ اشتركَا في قتل أبي جهل، ثم احتز رأسه عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين، وأمهم عفراء بنت عبيد تعتبر من النساء المنجبات.
3 معوذ: بضم الميم وفتح العين المهملة وكسر الواو المشددة آخره ذال معجمة.
5-
وعاقل.
6-
وعامر.
7-
وعوف.
كلهم شهدا بدرا.
ومثاله في التابعين: سالم، وعبد الله، وعبيد الله، وحمزة، وورش، وواقد وعبد الرحمن أولاد عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وكذلك قول ابن الصلاح: لم يشاركهم أحد في الهجرة والصحبة، والعدد ذكره أيضا ابن عبد البر وجماعة.
وقد اعترض عليه بأولاد الحارث بن قيس السهمي كلهم هاجروا، وصحبوا، وهم سبعة أو تسعة:
1-
بشر.
2-
وتميم.
3-
والحارث.
4-
والحجاج.
5-
والسائب.
6-
وسعيد.
7-
وعبد الله.
8-
ومعمر.
9-
وأبو قيس.
وهم أشرف نسبا في الجاهلية والإسلام من بني مقرن وزادوا عليهم بأن استشهد منهم سبعة في سبيل الله.
ومثال الثمانية في الصحابة:
1-
أسماء.
2-
وحمران.
3-
وخراش.
4-
وذؤيب.
5-
وسلمة.
6-
وفضالة.
7-
ومالك.
8-
وهند.
بنو حارثة بن سعد، وشهدوا بيعة الرضوان بالحديبية، ولم يشهد البيعة أحد بعدهم.
وفي التابعين: أولاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهم:
1-
مصعب.
2-
وعامر.
3-
ومحمد.
4-
وإبراهيم.
5-
وعمرة.
6-
ويحيى.
7-
وإسحاق.
8-
وعائشة.
ومثال التسعة في الصحابة: أولاد الحارث بن قيس السهمي المتقدمين آنفا.
ومثالهم في التابعين أولاد أبي بكر نفيع بن الحارث أحد عتقاء الله في حصار ثقيف سنة ثمان وهم:
1-
عبد الله.
2-
وعبيد الله.
3-
وعبد الرحمن.
4-
وعبد العزيز.
5-
ومسلم.
6-
ورواد.
7-
ويزيد.
8-
وعتبة.
9-
وكبشة.
ومثال العشرة في الصحابة: أولاد العباس رضي الله عنه، وهم:
1-
عبد الله.
2-
وعبيد الله.
3-
وعبد الرحمن.
4-
والفضل.
5-
وقثم.
6-
ومعبد.
7-
وعون.
8-
والحارث.
9-
وكثير.
10-
وتمام، وهو أصغرهم.
قال ابن عبد البر: لكل ولد العباس رؤية، والصحبة للفضل وعبد الله.
وفي التابعين: أولاد أنس بن مالك رضي الله عنه الذين رووا فقط، وهم:
1-
النضر.
2-
وموسى.
3-
وعبد الله.
4-
وعبيد الله.
5-
وزيد.
6-
وأبو بكر.
7-
وعمر.
8-
ومالك.
9-
وثمامة.
10-
ومعبد.
ومثال الاثني عشر في الصحابة: أولاد عبد الله بن أبي طلحة، وهم:
1-
إبراهيم.
2-
وإسحاق.
3-
وإسماعيل.
4-
وزيد.
5-
وعبد الله.
6-
وعمارة.
7-
وعمر.
8-
وعميرة.
9-
والقاسم.
10-
ومحمد.
11-
ويعقوب.
12-
ومعمر.
ومثال الثلاثة عشر أو الأربعة عشر: أولاد العباس بن عبد المطلب المذكور، وله أربع إناث أو ثلاث:
1-
أم كلثوم.
2-
وأم حبيب.
3-
وأميمية.
4-
وأم تميم.
"هذه هي المفاخر حقا":
وما ذكر العلماء في هذا النوع يعتبر من المفاخر والمكارم التي تزري بكل مفخرة ومكرمة فليس بعد الإسلام من مفخرة، وليس بعد الصحبة من مكرمة فإذا اجتمع إلى ذلك الجهاد في سبيل الله، والاستشهاد إن كان فقد حاز هؤلاء المفاخر، والمكارم من جميع أطرافها.
وإذا كان هذا الجهاد، أو الاستشهاد في بدر أول مشهد من مشاهد الإسلام والذي كان له ما بعده، فقد حاز المسلم الثواب الأعظم، والرضوان الأكبر من الله تبارك وتعالى.