الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ال
مدخل
للكتاب
مدخل
…
المدخل للكتاب:
في شرح بعض المفردات التي يكثر دورانها في كتب الحديث والتفسير والفقه والوعظ والأخلاق، ومعرفة اصطلاحات العلماء فيها كي يكون القارئ والباحث على بينة من أمر هذه الألفاظ، وألقاب المشتغلين بالحديث.
"الحديث" هو في اللغة ضد القديم. ويطلق أيضا على قليل الكلام وكثيره قال تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} وإطلاق الحديث على الكلام لأنه يحدث ويجد شيئا فشيئا1.
وفي اصطلاح المحدثين: هو أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وتقريراته، وصفاته الخِلقية والخُلُقية2 مثل كونه أبيض اللون مشربا بحمرة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، إلى غير ذلك من الصفات.
ومثل كونه أشجع الناس وأشدهم حياء وتواضعا وجودا، وعطفا على الفقراء والمساكين والأرامل واليتامي، وأعفاهم عند المقدرة إلى غير ذلك من غرر الأخلاق، ويدخل في ذلك سيرته وغزواته -صلى الله عليه وسلم3.
ومعنى التقرير أن يفعل أحد من الصحابة فعلا أو يقول قولا أمام
1 القاموس المحيط مادة "حدث" جـ1 ص164.
2 الأولى بكسر الخاء المعجمة نسبة إلى الخلقة وهي الفطرة والثانية بضم الخاء المعجمة واللام نسبة إلى الخلق.
3 والمناسبة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي ظاهرة، وكأنهم خصوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث ليقابل القديم أو لكونه أشرف الكلام بعد كلام الله تعالى.
النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره عليه، أو لا يكون أمامه ولكن يبلغه ويسكت عنه، فعدم إمكانه وسكوته تقرير له لأنه صلى الله عليه وسلم لا يقر أمرا غير مشروع.
والقول إما صريح كقال رسول الله أو حدثنا أو سمعت منه كذا وإما حكمي كقول الصحابي الذي لم يأخذ عن الإسرائيليات فيما لا مجال للرأي فيه. وكذلك الفعل إما صريح وإما حكمي والتقرير إما صريح وإما حكمي. وستتبين الأمثلة فيما سنذكره في بحث "الموقوف" إن شاء الله تعالى.
ومن العلماء من يزيد في تعريف الحديث: وأقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم، وهو اصطلاح آخر. ويشهد له صنيع كثير من المحدثين في كتبهم حيث لا يقتصرون على المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يذكرون المرفوع والمقطوع.
السنة: هي في اللغة الطريقة، والسيرة. قال صاحب المصباح المنير والسنة الطريقة، والسنة السيرة حميدة كانت أو ذميمة1.
لكنها عند الإطلاق تنصرف إلى الحميدة.
وفي اصطلاح المحدثين: أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وصفاته الخَلقية والخُلقية. وزاد بعضهم: وأقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم: وعلى هذا فهي مرادفة للحديث في اصطلاحيه السابقين.
ويرى بعض العلماء أن الحديث خاص بقوله وفعله، والسنة تشمل الأقوال والأفعال والتقريرات والصفات، والسكنات والحركات في اليقظة والمنام والهم2 وعلى هذا فالسنة أعم من الحديث، وللسنة
1 وفي الحديث الصحيح: "ومن سن سنة حسنة فله ثوابها وثاب من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة". الحديث رواه مسلم.
2 وذلك كهمه صلى الله عليه وسلم بالذين يتخلفون عن صلاة الجماعة والجمعة أن يحرق عليهم بيوتهم.
اصطلاحات أخر، فهي عند الشرعيين تقابل البدعة، وعند الفقهاء تطلق على ما يقابل الفرض والواجب كقولهم سنة الصلاة كذا.
الخبر: قيل هو والحديث مترادفان وعليه فيكون تعريف الخبر هو ما ذكرناه في تعريف الحديث:
وقيل إن الحديث والخبر متباينان. فالحديث ما صدر عن النبي من قوله وفعله
…
إلخ. والخبر ما جاء عن غيره موقوفًا عليه ومن ثم قيل لمن يشتغل بالتواريخ أخباري1، ولمن يشتغل بالحديث محدث.
وقيل: الخبر أعم من الحديث: فالحديث خاص بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر يشمل ما جاء عن النبي وعن الصحابة والتابعين ومن بعدهم فكل حديث خبر ولا عكس فعلى هذا يكون بينهما عموم وخصوص مطلق يتجمعان وينفرد الأعم منهما.
الأثر: من العلماء من يجعله مرادفًا للحديث فيكون تعريفها واحدًا ومنه ما في مقدمة صحيح الإمام مسلم من تسمية الأحاديث بالآثار ومنه ما جاء عند الإمام الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار" ومن العلماء من يقول: الأثر أعم من الحديث؛ فالحديث خاص بما جاء عن النبي، والأثر يشمل ما جاء عن النبي وغيره من الصحابة والتابعين، وقيل إنهما متباينان؛ فالحديث ما جاء عن النبي، والأثر ما جاء عن الصحابة، وإلى هذا ذهب فقهاء خراسان. قال أبو القاسم الفوراني منهم: الفقهاء يقولون: الخبر ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم والأثر ما يروى عن الصحابة، وفي النخبة لشيخ الإسلام ابن حجر:"ويقال للموقوف والمقطوع الأثر"2.
1 بفتح الهمزة نسبة إلى الجمع. وهو جائز إذا كان الجمع أشهر وذلك مثل أنصاري.
2 تدريب الراوي ص61 نخبة الفكر بشرحها ص49. ولا يهولنك كثرة الآراء؛ لأنها اصطلاحات مردها إلى اختلاف الاعتبارات. ولا مشاحة في الاصطلاحات كما قيل: والشأن في مثل هذا أوسع من أن يضيق وأبعد من أن يكون تناقضًا واضطرابًا.
السند: السند من معانيه في اللغة "ما استندت إليه من حائط وغيره""المصباح المنير" وفي القاموس: "السند محركة ما قابلك من الجبل، وعلا عن السفح ومعتمد الإنسان".
وفي اصطلاح المحدثين: هو الطريق الموصل للمتن. وبعبارة أوضح: هو رواة الحديث الذين رووا لفظ الحديث. والمناسبة بين المعنيين ظاهرة. فإن الرواة للحديث هم الذين يعتمد عليهم المحدثون في معرفة المقبول من المردود، والصحيح من غيره.
"الإسناد" في اللغة: قال في القاموس "وسند إليه سنودا وتساند استند وفي الجبل صعد كأسند وأسندته أنا فيهما" ح1 ص303 وفي اصطلاح المحدثين له إطلاقان:
1-
هم الرواة الراووان للمتن وعليه فهو مرادف للسند.
2-
رفع الحديث إلى قائله ونسبته إليه وعليه فهو مغاير للسند ويكون من عمل الراوي للحديث.
المسند: بفتح النون له معان عند المحدثين:
1-
يطلق ويراد به الإسناد فيكون مصدرا. ومثاله "مسند الشهاب" و"مسند الفردوس" أي أسانيد أحاديثهما1.
2-
ويطلق ويراد به أحد أنواع علوم الحديث وسنذكره فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
وأما المسند بكسر النون: فهو الذي يرفع الحديث إلى قائله.
المتن: المتن في اللغة. قال في المصباح المنير: "متن الشيء بالضم متانة اشتد وقوي فهو متين. والمتن من الأرض ما صلب وارتفع
…
والمتن الظهر وفي القاموس، مادة متن "ومتن الكبش صفنه واستخرج بيضه
1 الشهاب: كتاب للقضاعي، وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ذكر فيه أحاديث غير مسندة. ثم ذكر أسانيدها في كتاب سماه "مسند الشهاب""والفردوس" اسم كتاب للحافظ أبي شجاع شيرويه بن شهردار المتوفى سنة تسع وخمسمائة أورد فيه عشرة آلاف حديث فصار بغير ذكر إسناد مرتبة على حروف المعجم، أما مسند الفردوس فهو لابنه أبي منصور شهردار بن شيرويه الهمداني المتوفى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وقد أسند فيه أحاديث كتاب أبيه.