الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
معرفة ألقاب المحدثين، ومن يذكر معهم
":
كما ذكره الإمام أبو عمرو بن الصلاح، وهي كثيرة، ومن لا يعرفها قد يظنها أسامي، فيجعل من ذكر باسمه في موضع، وبلقبه في آخره شخصين كما وقع ذلك لجماعة من أكابر الحفاظ منهم عليّ بن المديني، فرقوا بين عبد الله بن أبي صالح أخي سهيل، وبين عباد بن أبي صالح، فجعلوها اثنين، وإنما عباد لقب لعبد الله لا أخ له باتفاق الأئمة.
من ألف فيه: وقد ألف فيه جماعة من الحفاظ منهم:
1-
أبو عبد الله الحاكم المتوفى سنة خمس وأربعمائة وسمى كتابه "الكنى والألقاب".
2-
الحافظ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الشيرازي المتوفى بشيراز سنة إحدى عشرة وأربعمائة "411"، واسم كتابه:"الألقاب والكنى"، وهو في مجلد مفيد كثير النفع، بل هو أجل كتاب ألف في هذا الباب قبل ظهور تأليف الحافظ ابن حجر.
3-
الحافظ أبو الفضل عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسن الفلكي؛ لأن جدا له كان بارعا في علم الفلك والحساب الهمداني، الرَّحَّال، المتوفى بنيسابور سنة سبع أو ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، سماه "منتهى الكمال في معرفة ألقاب الرجال".
4-
الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي المتوفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وهو المسمى "كشف النقاب عن الأسماء والألقاب".
5-
الحافظ أحمد بن عليّ بن حجر المتوفى سنة اثنين وخمسين وثمانمائة، وقد سمى كتابه:"نزهة الألباب" جمع فيه ما ذكره غيره، وزاد عليه.
6-
الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي نسبة إلى "سخا" قرية من قرى مصر من أعمال محافظة كفر الشيخ، المتوفى سنة
اثنتين وتسعمائة، وقد ذكر ما ذكره شيخه الحافظ ابن حجر، وزاد عليه زيادات كثيرة ضمها إليه في كتاب مستقل.
7-
الحافظ السيوطي المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وقد سمى كتابه "كشف النقاب عن الألقاب"، وله أيضا "المنى في الكنى".
وقد قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح، وتبعه النووي في "مختصره" والعراقي في "ألفيته": وهي -أي الألقاب- تنقسم إلى ما يجوز التعريف به، وهو ما لا يكرهه الملقب -بفتح اللام، والقاف- وإلى ما لا يجوز، وهو ما يكرهه الملقب، وهذا نموذج منها مختار، وقد جزم الإمام النووي في سائر كتبه كـ"الروضة"، و"شرح مسلم"، و"الأذكار" بجوازه للضرورة غير قاصد غيبة.
قال السيوطي: وقد سبق على الصواب في "آداب المحدث"، ثم ظهر لي حمل ما هنا على أصل التلقيب، فيجوز بما لا يكره، دون ما يكره.
قال الحاكم: وأول لقب في الإسلام لقب أبي بكر الصديق، وهو عتيق لقب به لعتاقة وجهه أي حسنه، وقيل: لأنه عتيق الله من النار، ثم الألقاب منها ما لا يعرف سبب التلقيب به، وهو كثير، ومنها ما يعرف وللإمام الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري في ذلك تأليف مفيد قال رحمه الله: رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم "الضال"، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد "الضعيف"، وإنما كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه، وقيل: لقب به من قبيل الأضداد لشدة إتقانه وضبطه، قاله ابن حبان. قال ابن الصلاح: وثالث، وهو محمد بن الفضل أبو النعمان السدوس عارم، كان عبدا صالحا بعيدا عن العرامة، وهي الفساد والشراسة.
وزاد السيوطي في "تدريبه" آخرين، فقال: ونظير ذلك:
1-
أبو الحسن يونس بن يزيد القوي يروي عن التابعين، وهو ضعيف
وقيل له القوي لعبادته.
2-
ويوسف بن محمد الصدوق من صغار الأتباع كذاب.
3-
ويونس الكذوب في عصر أحمد بن حنبل ثقة، قيل له: الكذوب لحفظه وإتقانه.
أقول: وأقرب ما يحمل عليه هذان وأمثالهما أنه من قبيل الأضداد، وإليكم نبذا من هذا النوع على غير ترتيب.
1-
غندر -بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال- لقب جماعة كل منهم يسمى محمد بن جعفر، أولهم: محمد بن جعفر البصري أبو بكر صاحب شعبة بن الحجاج، قدم ابن جريج البصرة فحدث بحديث عن الحسن البصري فأنكروه عليه، وأكثر محمد بن جعفر هذا من الشغب عليه، فقال له: اسكت يا غندر. قال ابن الصلاح: وأهل المجاز يسمون المشغب غندرا.
ثانيهم: أبو الحسين الرازي نزيل طبرستان يروي عن أبي حاتم.
ثالثهم: أبو بكر البغدادي الحافظ الجوال الوراق جده الحسين، سمع الحسن بن علي العمري، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا عروبة الحراني، حدث عنه أبو نعيم الأصبهاني، والحاكم أبو عبد الله، وابن جميع، وأبو عبد الرحمن السلمي مات سنة سبعين وثلاثمائة.
رابعهم: أبو الطيب البغدادي جده دران، صوفي محدث جوال روي عن أبي خليفة الجمحي، وأبي يعلى الموصلي وعنه الدارقطني توفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وآخرون لقبوا به ممن لم يسموا بمحمد بن جعفر.
قال السيوطي في "تدريبه": بقي ممن لقب به واسمه محمد بن جعفر اثنان:
1-
أبو بكر القاضي البغدادي يروي عن أبي شاكر ميسرة بن عبد الله.
2-
وأبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار سمع ابن صاعد،
وسمع منه الحسن بن محمد الخلال مات في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمائة ذكرهما الخطيب.
وممن لقب به وليس اسمه ذلك:
1-
أحمد بن آدم الجرجاني الخليجي يروي عن ابن المديني وغيره.
2-
ومحمد بن المهلب الحراني أبو الحسين ذكره الشيرازي في مؤلفه، وقال ابن عدي: كان يكذب.
3-
ومحمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس الهروي حافظ فقيه شافعي سمع الربيع المرادي1، روى عنه الطبراني، ووثقه الخطيب، ومات في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة "303هـ" عن مائة سنة.
4-
غنجار -بضم الغين المعجمة وسكون النون، وفتح الجيم- اثنان بخاريان:
أحدهما: عيسى بن موسى التيمي أبو أحمد روى عن مالك والثوري قال ابن الصلاح: لقب به لحمرة وجنتيه.
ثانيهما: أبو عبد الله محمد بن أحمد الحافظ صاحب تاريخ بخارى2 مات سنة ثنتي عشرة وأربعمائة.
5-
صاعقة لقب محمد بن عبد الرحيم الحافظ أبو يحيى لقب به لشدة حفظه، ومذاكرته روى عنه البخاري.
6-
شباب -بفتح الشين المعجمة والباء الموحدة الممدودة آخره باء موحدة- لقب لخليفة بن خياط العصفري صاحب التاريخ وأحد شيوخ البخاري.
1 هو الربيع بن سليمان المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي ورواية كتبه المتوفى سبعين ومائتين.
2 بلد من بلاد ما وراء النهر بينهما وبين سمرقند ثمانية أيام "وفيات الأعيان"، وهي من الإقليم المعروف بتركستان الغربية ومن مدها سمرقند، وطاشقند، وقد اغتصبها الشيوعيون اللادينيون من مدة.
5-
ذنيج -بضم الزاي وفتح النون، وسكون الياء آخره جيم على صيغة المصغر- لقب أبي غسان محمد بن عمرو الرازي شيخ الإمام مسلم.
6-
رستة -بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح التاء المثناة آخره تاء- لقب عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني.
7-
سنيد -بضم السين المهملة، وفتح النون وسكون الياء، آخره دال مهملة على صيغة المصغر- لقب الحسين بن داود المصيصي1، وله تفسير مسند.
8-
بندار -بضم الباء وسكون النون- لقب محمد بن بشار البصري شيخ البخاري ومسلم. قال ابن الصلاح: قال ابن الفلكي2 لقب بهذا؛ لأنه كان بندار الحديث أي حافظه.
وذكر الحافظ ابن حجر أنه لقب به جماعة منهم: أبو بكر محمد بن إسماعيل البصلاني3 شيخ أبي بكر الآجري، وأبو الحسين حامد بن حماد، روى عن إسحاق بن بشار وغيره، والحسين بن يوسف بندار عن أبي عيسى الترمذي، وعنه ابن عدي في "الكامل".
9-
قيصر لقب أبي النضر هاشم بن القاسم المعروف شيخ الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
10-
الأخفش لقب به جماعة نحويون، ولهم رواية أيضا كما خرج ذلك السيوطي في كتابه "طبقات النحاة".
أولهم: أحمد بن عمران البصري النحوي متقدم روى عن زيد
1 ومصيصة كسفينة بلد بالشام، وقيل مصّيصة بالتشديد وبه ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين، قال ياقوت: وهو الأصح.
2 سبق في بحث "المؤلفون في الصحابة".
3 بفتح الباء الموحدة، والصاد ينسب إلى البصيلة وهي محلة ببغداد وأبو بكر هنا ثقة توفي عام "311هـ".
ابن الحباب وغيره، وله كتاب "غريب الموطأ" وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومات قبل الخمسين ومائتين.
ثانيهم: الأخفش الأكبر، وهو أبو الخطاب المذكور في كتاب سيبويه، وهو شيخه عبد الحميد بن عبد المجيد أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت، ورع ثقة.
ثالثهم: الأخفش الأوسط، وهو سعيد بن مسعدة أبو الحسن البلخي ثم البصري الذي يروى عنه كتاب سيبويه وهو صاحبه، روى عن هشام بن عروة والنخعي والكلبي، وعنه أبو حاتم السجستاني، وله "معاني القرآن" وغيره، مات سنة عشر، وقيل: خمس عشرة، وقيل: إحدى وعشرين ومائتين، وهو المراد حيث أطلق في كتب النحو.
رابعهم: الأخفش الأصغر أبو الحسن عليّ بن سليمان بن الفضل صاحب أبوي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، ومحمد بن يزيد المبرد، توفي في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
قال السيوطي: وفي النحاة أخفش خامس: وهو أحمد بن محمد الموصلي، شافعي في أيام أبي حامد الإسفراييني، قرأ عليه ابن جني.
وسادس: وهو خلف بن عمر البلنسي أبو القاسم، مات بعد الستين وأربعمائة.
وسابع: وهو عبد الله بن محمد البغدادي أبو محمد روى عن الأصمعي.
وثامن: وهو عبد العزيز بن أحمد الأندلسي، أبو الأصبغ، روى عنه ابن عبد البر.
وتاسع: وهو عليّ بن محمد المغربي الشاعر أبو الحسن الشريف الإدريس كان حيا سنة اثنين وخمسين وأربعمائة.
وعاشر: وهو عليّ بن إسماعيل بن رجاء الفاطمي أبو الحسن.
وحادي عشر: وهو هارون بن موسى بن شريك القارئ، قرأ على
ابن ذكوان، وحدث عن أبي مسهر الغساني، ومات سنة إحدى وقيل: اثنتين وتسعين ومائتين.
قال: وقد بسطت تراجم هؤلاء في "طبقات النحاة".
11-
مربع -بضم الميم وفتح الراء، وفتح الباء المشددة، آخره عين مهملة- لقب محمد بن إبراهيم الحافظ البغدادي.
12-
جزرة -بفتح الجيم والزاي والراء- لقب صالح بن محمد البغدادي الحافظ لقب بذلك؛ لأنه سمع ما روى عبد الله بن بسر أنه كان يرقي بخرزة -بالخاء المعجمة، والراء، والزاي- فصحفها "جزرة" فذهبت عليه لقبا له، وكان ظريفا له نوادر تحكى.
13-
عبيد -بالتصغير والتنوين- العجلُ -بضم اللام- على أن المجموع لقب له، وهو لقب الحسين بن محمد بن حاتم البغدادي الحافظ.
14-
كيلجة -بكسر الكاف وفتح اللام والجيم- لقب محمد بن صالح البغدادي الحافظ ويقال: اسمه أحمد.
ويلقب كيلجة أيضا أبو طالب أحمد بن نصر البغدادي شيخ الدارقطني ذكره الحافظ ابن حجر في "ألقابه".
15-
"ما غمه" بلفظ ما النافية لفعل الغم، لقب عليّ بن عبد الصمد الحافظ البغدادي، ويلقب أيضا بـ"علان" بفتح العين المهملة وفتح اللام المشددة، وقد يجمع له بين اللقبين فيقال:"علان ما غمه" وقد يفرد كل واحد منهما عن الآخر.
قال ابن الصلاح: وهؤلاء البغداديون الحفاظ كلهم من تلامذة يحيى بن معين، وهو الذي لقبهم بذلك.
16-
سجادة -بفتح السين المهملة، وفتح الجيم المشددة- وهو لقب الحسن بن حماد من أصحاب وكيع.
قال النووي ووافقه السيوطي: ويلقب بسجادة أيضا الحسين بن أحمد شيخ ابن عدي.
17-
عبدان: لقب عبد الله بن عثمان المروزي صاحب ابن المبارك، وشيخ البخاري لقب به -فيما نقله ابن الصلاح عن أبي طاهر- لأن اسمه عبد الله، وكنيته أبو عبد الرحمن، فاجتمع فيهما العبدان.
قال ابن الصلاح: وهذا لا يصح بل ذلك من تغيير العامة للأسماء كما قالوا في عليّ: علان، وفي أحمد بن يوسف السلمي: حمدان، وفي وهب بن بقية الواسطي: وهبان، وممن لقب عبدان أيضا: عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري الأهوازي، وعبد الله بن محمد بن يزيد العسكري، وعبد الله بن يوسف بن خالد السلمي، وعبد الله بن خالد القرقساني1 أبو عثمان البجلي، وعبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان أبو الفضل الهمداني، وعبد الله بن محمد بن عيسى المروزي، وعبد الله بن يزيد بن يعقوب الدقيقي.
18-
"مشكدانة" -بضم الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف- قال ابن الصلاح: ومعناه بالفارسية حبة المسك أو وعاؤه، وهو لقب عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان القرشي الأموي أبي عبد الرحمن.
19-
"مطين" -بضم الميم وفتح الطاء المهملة، وفتح الياء المثناة المشددة- لقب أبي جعفر الحضرمي.
قال ابن الصلاح: خاطبهما بذلك أبو نعيم الفضل بن دكين فلقبا به، زاد غيره في الأول: لأنه كان إذا جاءه يلبس ويتطيب، وفي الثاني:
1 بفتح القافين بينهما راء ساكنة: ينسب إلى قرقيسياء وهي مدينة على الفرات والخابور بالقرب من الرقة نزل بها جرير بن عبد الله البجلي.