الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأن صوابه: خالد بن علقمة.
قال: وقد يكون هذا، أي أن شعبة أخطأ، ولكن كيف يكون تصحيف سماع، وهذا الشيخ شيخ لشعبة نفسه؟! فهل سمع اسم شيخه عن غير الشيخ؟! ما أظن ذلك فإن الراوي يسمع من الشيخ بعد أن يكون عرف اسمه، وقد ينسى فيخطئ فيه. قال: والذي يظهر لي أنهما شيخان روى شعبة عن أحدهما، وروى غيره عن الآخر والإسنادان في المسند بتحقيقنا "رقم 928، 989" وقد فصلنا القول في ذلك في شرحنا على الترمذي "ج1 ص67-70"1.
1 اختصار علوم الحديث ص172، 173.
"
تقسيم ثالث له
":
وينقسم من حيث اللفظ والمعنى إلى قسمين:
"الأول": تصحيف في اللفظ، وهو الأكثر وأمثلته كثيرة فيما سبق.
"الثاني": تصحيف في المعنى ولذلك أمثله:
منها: ما روي عن محمد بن المثني العنزي الملقب بالزمن أنه قال: "نحن قوم لنا شرف نحن من عنزة صلى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
يريد ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة -بفتح العين والنون، والزاي- والعنزة: هي الحربة التي كانت تنصب بين يديه لتكون بمثابة السترة، فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم المشهورة.
والذي يترجح عندي -والله أعلم- أن الرجل قال ذلك على سبيل الفكاهة والتندر فسمعه بعضهم فحملها محمل الجد، وإني لأستبعد غاية البعد أن إمامًا محدثًا يعتبر شيخًا لأصحاب الكتب الستة يخطئ في هذا الخطأ ويقع في هذا الوهم.
ومن ذلك أيضا ما قاله الإمام السيوطي في "التدريب"1 قال: "وأعجب من ذلك ما ذكره الحاكم عن أعرابي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى شاة، صحفها عنزة -بسكون النون- ثم رواه بالمعنى على وهمه فأخطأ من وجهين.
ومن ذلك أيضا: ما نقل عن بعض شيوخ الإمام الخطابي في الحديث فيما حكاه عنه، وأنه لما روى حديث:"النهي عن التحليق يوم الجمعة قبل الصلاة".
قال: منذ أربعين سنة ما حلقت رأسي قبل الصلاة، فهم منه حلق الرءوس، وإنما المراد هو تحليق الناس حلقا يوم الجمعة قبل الصلاة.
ومنها: ما روي أن بعضهم لما سمع خطيبا يروي حديث: "لا يدخل الجنة قتات" 2 وبكى وقال: ما الذي أصنع وليست لي حرفة سوى بيع القت، وهو الذي يعلفه الدواب.
إلى غير ذلك من الأمثلة التي ذكرها المؤلفون في كتبهم في باب التصحيف.
1 ص386.
2 قتات أي مغتاب.