الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد طبع في أربعة مجلدات كبار ومجموع التراجم التي في "الإصابة" تسع وسبعون ومائتان واثنا عشر ألفا بما في ذلك المكرر، للاختلاف في اسم الصحابي، أو شهرته، بكنية أو لقب أو نحو ذلك وقد رتب فيه الصحابة على أربعة أقسام:
1-
فيمن وردت صحبته بطريقة الرواية عنه أو عن غيره سواء أكانت الطريقة صحيحة أم حسنة أم ضعيفة.
2-
فيمن ذكر في الصحابة من التمييز.
3-
فيمن ذكر في الصحابة من المخضرمين في الكتب المذكورة.
4-
فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط1.
1 الإصابة ج1 ص302 "الرسالة المستطرفة" ص95، 96، وتدريب الراوي ص395.
التابعون رضي الله عنهم
مدخل
…
"التابعون رضي الله عنهم":
وهذا المبحث والذي قبله وهو بحث الصحابة، معرفتها من الأهمية بمكان، وهما أصلان عظيمان بها يعرف المتصل من المرسل عند رفع الحديث، والموقوف من المقطوع عند عدم رفعه ومفرد التابعين تابعي، وتابع.
وأما تعريف التابعين فقد اختلف فيه العلماء:
فقال الحاكم أبو عبد الله، هو من لقي الصحابي، وإن لم يصحب أي لم تطل صحبته له قال ابن الصلاح: وهو أقرب يعني من تعريف غيره كالخطيب، وقال النووي: وهو الأظهر.
وقال الخطيب: هو من صحب صحابيا، ولا يكتفى فيه بمجرد اللقي يعني بل لا بد من طول الصحبة والرواية عنه، بخلاف الصحابي فإنه يكتفى فيه بمجرد اللقاء.
والسر في هذه التفرقة شرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة تأثيره فيمن
يلقاه، فالاجتماع به يؤثر في النور القلبي، والانشراح الصدري، واستقامة السلوك أضعاف ما يؤثره الاجتماع الطويل بالصحابي وغيره من الأخيار.
وقال الحافظ ابن حجر في "شرح النخبة": هو من لقي الصحابي كذلك ومراده من لقي الصحابي وهو مؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء قصر اللقاء أم طال، فمن لقي الصحابي أو طالت صحبته له وهو ليس بمؤمن بالنبي فلا يعتبر صحابيا، وهذا التعريف يؤيد ما قاله الحاكم.
وهذا الذي ذكره الحاكم، ووافقه عليه الحافظ ابن حجر هو ما عليه عمل الأكثرين من علماء الحديث كما قال العراقي في تعليقاته على "علوم الحديث" لابن الصلاح.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل الصحابة والتابعين والاكتفاء فيهم بالرؤية بقوله: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن رأى من رآني"
…
الحديث فاكتفى فيهما بمجرد الرؤية.
قال السيوطي في "تدريبه"1 قال ابن الصلاح: مطلق التابعي مخصوص بالتابعين بإحسان، وقد عقب العراقي فقال: "إن أراد بالإحسان الإسلام فواضح إلا أن الإحسان أمر زائد عليه2، فإن أراد به الكمال في الإسلام والعدالة، فلم أر من اشترط ذلك في حد التابعين، بل من صنف في الطبقات أدخل فيهم الثقات وغيرهم.
أقول: والذي يظهر لي أن مراد ابن الصلاح التابعي الذي وردت في فضله الأحاديث الصحاح والحسان والمستحق لهذا الفضل، أما من لم يستقم على الإسلام الكامل، وأساء إلى الإسلام والمسلمين، فهو بمعزل عن أن يكون من التابعين بإحسان، وذلك كالحجاج بن يوسف الثقفي، وعمرو
1 ص417 ط المحققة.
2 وهو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل عليه السلام له صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" متفق عليه.