الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عكس ذلك فعدوا بعض التابعين من الصحابة، وكثيرا ما يقع ذلك لمن يرسل كما عد محمد بن الربيع الجيزي عبد الرحمن بن غنم1 الأشعري ممن دخل مصر من الصحابة، وليس منهم على الأرجح، فليتفطن لذلك وأمثاله.
1 غنم: بفتح الغين وسكون النون قال الحافظ مختلف في صحبته وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين مات سنة ثمان وسبعين.
"
آخر التابعين
":
قال الحاكم في شأن التابعين: وهم خمس عشرة طبقة.
"آخرهم من لقي أنس بن مالك من أهل المدينة، وعبد الله بن الحارث بن جزء من أهل الحجاز، وأبا أمامة الباهلي من أهل الشام، فلم يعد من الطبقات سوى الثلاثة الأولى والأخيرة.
وأما صاحب الطبقات محمد بن سعد، فقد قسم التابعين إلى أقسام باعتبار منازلهم: كوفيين، وبصريين، وشاميين، ومكيين، ومدنيين، وعراقيين، ويمنيين، ومصريين، ومن نزل اليمامة، ومن نزل البحرين، وغير ذلك، وقد جعل كل قسم من هذه الأقسام إما طبقة واحدة كمن نزل اليمامة واليمن، وإما طبقات متعددة كالكوفيين، والبصريين، والشاميين، والمصريين، ومن أراد معرفة ذلك بالتفصيل فليرجع إلى كتاب الطبقات ففيه ما يشفي ويكفي.
"
اتباع التابعين
":
وهم من صحبوا التابعين وإن لم تطل صحبتهم لهم.
ومن هؤلاء الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي إمام دار الهجرة المتوفى سنة تسع وسبعين ومائة، والإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الشافعي نسبة إلى جده شافع المطلبي المكي نزيل مصر، وليس في الأئمة الأربعة المشهورين المتبوعين من هو من
التابعين إلا الإمام أبو حنيفة رحمه الله، فقد صح أنه لقي أنس بن مالك وإن لم يسمع منه.
وفي عصر أتباع التابعين كثر تدوين الحديث كما كثر تدوين غيره من العلوم أثناء المائة الثانية، وكان التدوين في أول أمره؛ تدون الأحاديث في الباب الواحد، ثم جمعت الأحاديث على الأبواب، وذلك كما صنع الإمام الجليل مالك في "الموطأ".
وعلى رأس الماء الثانية أفرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غيره، فألفت المسانيد، وقد سبق التعريف بها وبيان طريقتها.
وفي عصر أتباع التابعين ظهر علماء كثيرون لا يحصيهم العد في جمع الأحاديث والسنن، وفي التعديل والتجريح، وفي هذا العصر كان أول جمع للحديث الصحيح على حده على يدي البخاري ومسلم، وبذلك خطا التدوين في الحديث خطوة مباركة، ولم ينته القرن الرابع حتى كان تم جمع السنن والأحاديث كلها، فلله الحمد والمنه.
ومن أتباع التابعين العلماء: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم، ومن فوائد معرفة الطبقات الوقوف على تدليس المدلسين ومعرفة حقيقة العنعنة اتصالا وانقطاعا.
ومما ينبغي أن يعلم أن ما عدا الصحابة من التابعين وتابعيهم، ومن جاء بعدهم محل التعديل والتجريح وأول التابعين موتا معمر بن يزيد قتل بخراسان، وآخرهم موتا خلف بن خليفة سنة ثمانين ومائة.