الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باليمامة، وقتل أبو قيس يوم اليمامة1.
ومن اللطائف والمفاخر ما قالوا: لم يعرف أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم متوالدون إلا عبد الله بن أسماء بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة، وإلا أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم، وقال شيخ الإسلام ابن حجر: "وقد ذكرنا أن أسامة ولد له في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يكون كذلك إذ حارثة والد زيد صحابي كما جزم به المنذري في مختصر مسلم، وحديث إسلامه في مستدرك الحاكم، وكذا زيد وأسامة.
وكذا إياس بن سلمة بن عمرو بن الأكوع؛ الأربعة ذكروا في الصحابة، وطلحة بن معاوية بن خالد بن العباس بن مرداس في أمثلة أخرى لا تصح، وقال السيوطي: ليس في الصحابة من اسمه "عبد الرحيم" ولا من التابعين ولا من اسمه "إسماعيل" من وجه يصح إلا واحد بصري روى عنه أبو بكر بن عمارة حديث: "لا يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها".
1 مقدمة ابن الصلاح بشرح العراقي ص297-299.
"
المؤلفون في الصحابة
":
لقد ألف كثيرون من الأئمة في الصحابة وسيرهم، وما يتعلق بهم منهم من ألف فيهم من غيرهم من التابعين وتابعيهم، ومنهم من ألف فيهم على سبيل الاستقلال.
فممن ألف فيهم مع غيرهم جماعة منهم:
1-
الإمام أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي مولاهم البصري الحافظ نزيل بغداد المعروف بكاتب الواقدي صحبه زمانًا
وكتب له فعرف به، المتوفى ببغداد سنة ثلاثين أو خمس وثلاثين ومائتين له كتاب "الطبقات الكبرى" جمع فيه الصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى وقته فأجاد وأحسن، وكتابه طبع في "ليدن"، ثم طبع في مصر.
2-
الإمام الحافظ أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة الشيباني العصفري1 البصري المعروف بشباب أحد شيوخ البخاري صاحب التاريخ الحسن وغيره، المتوفى سنة ثلاثين، وقيل: سنة أربعين، وقيل: سنة ست وأربعين ومائتين.
3-
الإمام أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي المتوفى سنة تسع وسبعين ومائتين، وهو من أقران الإمام البخاري.
4-
يعقوب بن سفيان بن جوان -بفتح الجيم، والواو المثقلة آخره نون- الفارسي الفسوي2 الإمام الحافظ المصنف المكثر صاحب التاريخ الكبير المتوفى سنة سبع وسبعين ومائتين، وهو من أقران البخاري.
وممن ألف في تاريخ الصحابة وسيرهم على سبيل الاستقلال.
5-
الإمام أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن نجيم السعدي مولاهم المديني حافظ العصر وقدوة أهل هذا الشأن، المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين، وهو أحد شيوخ البخاري وكتابه هو "كتاب معرفة من نزل من الصحابة سائر البلدان" في خمسة أجزاء لطيفة.
6-
الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة ست وخمسين ومائتين، وقد اعتبره الإمام الحافظ ابن حجر في مقدمة "الإصابة" أول من عرفه صنف في ذلك ومراده -والله أعلم- على سبيل الاستقلال، وإلا فقد سبقه من هم من شيوخه أو من طبقة شيوخه
1 نسبة إلى العصفر -بضم العين، والفاء- ما يصبغ به.
2 نسبة إلى "فسا" مدينة بفارس.
أو أقرانه ولكن لا على سبيل الاستقلال، أفرد في ذلك تصنيفا فنقل عنه أبو القاسم البغوي وغيره.
7-
الإمام أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي الأصل البغدادي الحافظ الكبير مسند العالم، المتوفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
8-
الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني صاحب السنن الحافظ ابن الحافظ، المتوفى سنة ست عشر وثلاثمائة.
9-
الإمام أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين، المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، له كتاب "معرفة الصحابة".
10-
الإمام أبو عليّ ابن السكن البغدادي المصري نزيل مصر، المتوفى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
11-
الإمام أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق الأموي مولاهم البغدادي الحافظ المصنف القاضي المتوفى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
12-
الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، المتوفى سنة خمس أو ست وتسعين وثلاثمائة وله في الصحابة كتاب كبير جليل قال ابن عساكر:"وله فيه أوهام كثيرة" وقد ذيل عليه الحافظ أبو موسى المديني ذيلا كبيرا.
13-
الإمام أبو نعيم أحمد بن علي الأصبهاني، المتوفى سنة ثلاثين وأربعمائة، وله كتاب "معرفة الصحابة" في ثلاث مجلدات.
14-
الإمام أبو حاتم محمد بن حبان البستي، المتوفى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وله كتاب مختصر في مجلد في "معرفة الصحابة".
15-
الإمام أبو عمر بن عبد البر النميري القرطبي المالكي، المتوفى
سنة ثلاث وستين وأربعمائة وسمى كتابه "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله، ومع ذلك فقد فاته شيء كثير ومجموع التراجم التي ذكرها ثلاثة آلاف وخمسمائة ترجمة.
16-
وقد ذيل عليه أبو بكر بن فتحون، المتوفى سنة سبع عشرة أو تسع عشرة وخمسمائة ذيلا حافلا، وذيل عليه جماعة آخرون في تصانيف لطيفة.
قال الحافظ ابن حجر: "وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك أيضا".
17-
وفي أوائل القرن السابع الهجري ألف الحافظ عز الدين بن الأثير الجزري صاحب كتاب "الكامل" في التاريخ، المتوفى سنة ثلاثين وستمائة "630" كتابا سماه:"أسد الغابة"1 جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة إلا أنه تبع من قبله، فخلط من ليس صحابيا بهم، وأغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم، وقد اشتمل على سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسين صحابيا.
18-
ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الإمام الحافظ أبو عبد الله الذهبي، المتوفى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة في كتاب سماه "تجريد أسماء الصحابة"، وعلم لمن ذكر غلطا، ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب.
19-
ثم جاء الإمام الحافظ ابن حجر، المتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، فألف كتابه القيم "الإصابة في تمييز الصحابة"، وهو أكثرها جمعا وتحريرا وتحقيقا، وإن كانت بعض التراجم فيه مختصرة، وهو في ثمانية مجلدات، وقد ذكر في آخر الجزء السادس منه: أنه مكث في تأليفه نحو الأربعين سنة، وأنه كتبه في المسودات ثلاث مرات رحمه الله ورضي عنه
1 أسد: بضم الهمزة وسكون السين المهملة جمع أسد بفتحهما، والغابة بالباء الموحدة لا بالياء المثناة.