الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
(34) أَوَّلُ كتَابِ السُّنَّةِ
(1) بَابُ شَرْحِ السُّنَّةِ
4596 -
حَدَّثَنَاوَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عن خَالِدٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسبْعِينَ فِرْقَة، وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفتَرِقُ أُمَّتِي
===
بسم الله الرحمن الرحيم
(34)
(أَوَّلُ كتَابِ السُّنَّةِ)
(1)
(بَابُ شَرْحِ السُّنَّةِ)
أي: كَشف معانيها وبيان فضائلها وتميزها من البدْعة
4596 -
(حدثنا وَهْب بن بَقِيَّة، عن خالد، عن محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: افْترقتِ اليهودُ على إحدى أو اثنتين وسبعين فِرْقةً، وتفرَّقتِ النصارى على إحدى أو ثِنْتَين وسبعين فِرْقةً، وتَفترِقُ أمتي) أي أمَّة الإجابة (1)
(1) قال القاري (1/ 418): يحتمل أمة الدعوة، فيَنْدرج سائرُ المِلَل الذين ليسوا على قِبْلتِنا في عدد الثلاث والسبعين، ويحتمل أمة الإجابة، فيكون المِللُ الثلاثُ والسبعون =
عَلَى ثَلَاثٍ وَسبْعِينَ فِرْقَةً". [ت 2640، جه 3991، حم 2/ 332]
4597 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (1) قَالَا:
===
(على ثلاثٍ وسبعين فرقةً). والمراد من هذا التفرُّق: التفرُّق المذمومُ الواقعُ في أصول الدين.
وأما اختلاف الأمة في فروعه فليس بمذموم، بل هو من رحمة الله سبحانه، فإنك ترى أن الفِرَقَ المختلفة في فروع الدين كلهم متَّحِدون في الأصول، ولا يُضَللُ بعضُهم بعضًا. وأما المتفرِّقُون في الأصول فيُكَفِّرُ بعضهم بعضًا ويُضلِّلُون.
وأما العدد فيُحمل على التكثير، ولو نظر إلى جميعها من الأصول والفروع فإنها تزيد على المئات، وأما لو نظر إلى أصول الفِرَق فيمكن أن يكون للتحديد، فإن الفِرَق المختلفة وإن تَشَعَّبَتْ شُعَبُهم ما يزيد على هذا القدر بكثير، ولكن أصولهم يَبْلغون هذا العدد.
والأَوْلَى أن يقال: إن هذا العدد لا بد أن يُوفي ويبلغ بهذا المقدار ولا يَنقص منه، ولكن لو زاد على هذا العدد فلا مضايقة فيه.
4597 -
(حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى قالا:
= مُنحصِرة في أهل قِبْلَتِنا، والثاني هو الأظهر. ونقل الأبهري أنه المراد عند الأكثر، وبسط أسماءهم مختصرًا ابنُ الجوزي في "تلبيس إبليس"(ص 33 - 36)، والقاري ملخصًا عن "شرح المواهب".
قلت: الحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير"(1/ 184)، ورمز له بالصحة، وتكلَّم عليه مولانا محمد يوسف البنوري في مجلة "البينات"(محرم، سنة 1383 هـ)، وذكره بروايات مختلفة في "الدر المنثور" (2/ 286) تحت قوله:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران: 103]، وذكر في بعض الرسائل الهندية في المناظرة: أن ابن حزم ضعَّفه، فلينظر كتاب "الملل والنحل"(3/ 292) وكتابه الآخر "النصائح المنجية". (ش). [وانظر كتاب "ترجمان السنة" للشيخ بدر عالم الميرتهى (1/ 9 - 91) باللغة الأردية].
(1)
زاد في نسخة: "ابن فارس".
نَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، نَا صَفْوَانُ. (ح): وَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ نَحْوَهُ، حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ، عن أَبِي عَامِر الْهَوْزَنيِّ، عن مُعَاوِيَةَ بْن أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ قَامَ (1) فَقَالَ: أَلَا! إنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا فَقَالَ: "أَلَا! إنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ (2) سَتَفْتَرِق عَلَى ثَلَاثٍ (3) وَسَبْعِينَ: ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ في النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ في الْجَنَّةِ، وَهِي الْجَمَاعَةُ".
زَادَ ابْنُ يَحْيَى وَعَمْرٌو في حَدِيثِهِمَا: وَإنَّهُ سَيَخْرُجُ في (4) أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ لِصَاحِبِهِ،
===
نا أبو المغيرة، نا صفوان، ح: ونا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، حدثني صفوانُ نحوه) أي نحو ما حدَّث أبو المغيرة قال:(حدثني أزهر بن عبد الله الحَرَازي، عن أبي عامر الهَوْزني، عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام) فينا (فقال: ألا! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا) خطيبًا (فقال: ألا! إن مَن قَبْلَكم من أهل الكتاب) أي اليهود والنصارى (افترقوا على ثنتين وسبعين مِلَّةً) أي فرقة في الدين، (وإن هذه الملة) أي الأمة (ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار) أي نار جهنم (وواحدة في الجنة، وهي الجماعة) أي وهي أهل السنة والجماعة.
(زاد) محمد (بن يحيى وعَمرو) بن عثمان (في حديثهما: وإنه سيخرج في أُمَّتِي أقوام تَجَارى) بحذف إحدى التائين، أي تَتَجَارى، أي تسرَّى (بهم تلك الأهواء) أي البدعات (كما يَتَجارى الكَلَب) بالتحريك، داءٌ يَعرِض للإنسان مِنْ عَضّ الكلْب المجنون، وتعرض له أَعْراضٌ رَدِيئَةٌ، ويمتنع من شُرْب الماء حتى يموت عَطَشًا (5)(لصاحبه) أي من يصيبه.
(1) زاد في نسخة: "فينا".
(2)
في نسخة: "الأمة".
(3)
في نسخة: "ثلاثة".
(4)
في نسخة: "مِنْ".
(5)
كذا في "النهاية"(4/ 195).
وَقَال عَمْرٌو: الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ، وَلَا مَفْصِلٌ إلَّا دَخَلَهُ. [حم 4/ 102، ك 1/ 128]
(2)
بَابُ (1) النَّهْيِ عَنِ الْجِدَالِ وَاتِّبِاعِ الْمُتَشَابِهِ مِنَ الْقُرْآنِ
4598 -
حَدَّثَنَا (2) الْقَعْنَبِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ (3)، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عَائِشَةَ قالَتْ: "قَرَأَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ: {هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} إلى {أُولُو الأَلْبَابِ} ، قَالَتْ: قَالَ (4) رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَإذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ
===
(وقال عمرو: الكلب بصاحبه) بالباء الموحدة (لا يبقَى منه عِرْقٌ، ولا مَفْصِل إلَّا دَخَلَه) وهذه الحالة في أهل البدع في هذا الزمان ظاهرة مثل ظهور الشمس، عافانا الله من ذلك وجميعَ المسلمين.
(2)
(بابُ النَّهْىِ عَنِ الْجِدَالِ وَاتِّبَاعِ المُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ)
4598 -
(حدثنا القَعْنبي، نا يزيد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي مُليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قَرَأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} إلى {أُولُو الأَلْبَابِ} وتمامها: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (5).
(قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا رأيتم الذين يَتَّبِعُون ما تَشَابَهَ منه
(1) في نسخة: "باب مجادلة أهل الأهواء".
(2)
زاد في نسخة: "عبد الله بن مسلمة".
(3)
زاد في نسخة: "التستري".
(4)
في نسخة: "فقال".
(5)
سورة آل عمران: الآية 7.