الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4988 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَنَا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ، عن أَنِسٍ قَالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (1) فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ، فَقَالَ:"مَا رَأَيْنَا شَيْئًا"، أَوْ "مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا". [خ 2857، م 2627، ت 1685، 1686، 1687، جه 2772، حم 3/ 170]
(80) بَابُ التَّشْدِيدِ في الْكَذِبِ
4989 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ.
===
الكلام، فذكر فيها ما لا ينبغي أن يذكره، ثم أتبعه في الرخصة في بعض ذلك، فافهم لتتبين الأمر، انتهى.
4988 -
(حدثنا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: كان فَزَعٌ) أي خوف (بالمدينة، فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسًا لأبي طلحة) وسبق إلى جهة الخوف، (فقال) صلى الله عليه وسلم -لما رجع:(ما رأينا شيئًا) من الفزع والخوف (أو ما رأينا من فَزَعٍ، وإن) مخففة من المثقلة (وجدناه) أي الفرس (لَبَحرًا) أي جريه جري البحر، لا يتعب راكبه، أو إنه واسع الجري، قيل: كان الفرس قطوفًا، ولكن ببركة ركوبه صلى الله عليه وسلم صار بحرًا، فأطلق لفظ البحر على الفرس، والمراد ظاهر.
(80)
(باب التَّشْدِيدِ في الْكَذِبِ)(2)
4989 -
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع، أخبرنا الأعمش،
(1) في نسخة: "رسول الله".
(2)
بسط ابن عابدين (9/ 612) أنواع الكذب وأحكامها، وفي "العيني" (9/ 578): أباح الكذب للإصلاح، وقال: بل واجب في مواضع، وبسط السيوطي (4/ 316) الروايات في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقوله تعالى:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ .... } الآية، [النحل: 105]، وعدَّ ابن حجر المكي في "الزواجر"(2/ 154) من الكبائر الكذب الذي فيه حدٌّ أو ضرر، وبسط الكلام على غيره، وتقدَّم الكلام (8/ 220) على قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام. (ش).
(ح): وَنَا مُسَدّدٌ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، نَا الأَعْمَشُ، عن أَبِي وَائِل، عن عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإنَ الْكَذِبَ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ، وَإنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلَى النَّارِ، وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا (1).
وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ، وَإنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إلَى الْجَنَّةِ. وإنَّ الرَّجُلَ لَيصدُقُ
===
ح: ونا مسدد، نا عبد الله بن داود، نا الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله) ابن مسعود (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والكذبَ) أي اتقوا عنه، (فإن الكذبَ يهدي إلى الفجور، وإن الفجورَ يهدي إلى النار).
قال الخطابي (2): أصل الفجور الميل عن الصدق، والانحراف إلى الكذب، ومنه قول الأعرابي في عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أَقْسَمَ بالله أبو حَفْصٍ عُمرْ
…
ما إن بها (3) من نَقَبٍ ولا دبَرْ
اغفر له اللهمَّ
…
إن كان فَجَرْ
يريد إن كان مال عن الصدق.
(وإن الرجل ليكذِبُ ويتحرّى) أي يبالغ ويجتهد في (الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا)، قال في "فتح الودود": الظاهر الكتابة في ديوان الأعمال، ويحتمل أن المراد إظهاره بين الناس بوصف الكذب، والصدق.
(وعليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر) أي: لعل الصدق بخاصيته يفضي إلى أعمال البر، أو المراد بالبر هو الصدق نفسه، (وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق
(1) في نسخة: "كاذبًا".
(2)
"معالم السنن"(4/ 133).
(3)
كذا في "معالم السنن"، والظاهر: ما مسَّها، كما في الأصل و"لسان العرب" مادة:(ن ق ب).
ويتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا". [خ 6094، م 2607، ت 1971، حم 1/ 384]
4990 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، نَا يَحْيَى، عن بَهْزِ بْنِ حَكِيم قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عن أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ ويَلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ (1) بِهِ الْقَوْمَ، ويلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ". [ت 2315، دي 2704، حم 5/ 2، 5، 7]
4991 -
حَدَّثَنَا قتيْبَةُ، نَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ مَوَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْني عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَدَوي حَدَّثَهُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: دَعَتْنِي أمّي يَوْمًا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ في بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا (2) تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أَرَدتِ
===
ويتحرّى) أي يجتهد ويقصد (الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقًا).
4990 -
(حدثنا مسدد بن مسرهد، نا يحيى، عن بهز بن حكيم) بن معاوية (قال: حدثني أبي) أي حكيم بن معاوية، (عن أبيه) أي معاوية بن حيدة (قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للذي يحدّث فيكذبُ ليُضْحِكَ به القومَ، ويلٌ له، ويل له).
والحاصل: أن الكذب حرام، ولم يرخص إلَّا في مواقع الضرورة كما تقدم في الرواية، وأما ليضحك الناس فلا ضرورة فيه للكذب، بل لا فائدة فيه، فهذا الكذب أشدّ حرمة في أنواعه، فاستحق الويل.
4991 -
(حدثنا قتيبة، نا الليث، عن ابن عجلان، أن رجلًا من موالي عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي حدّثه، عن عبد الله بن عامر أنه قال: دعتني أمي يومًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت) أمي لي: (ها) للتنبيه، أو اسم فعل بمعنى خذ (تعال أعطيك) أي شيئًا، (فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أردت
(1) في نسخة: "فيضحك".
(2)
زاد في نسخة: "ها".
أَنْ تُعْطِيهِ؟ "، قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "أَمَا إنَّكِ لوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَة". [حم 3/ 447]
4992 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبةُ. (ح): وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، نَا (1) شُعْبَةُ، عن خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عن حَفْصِ بْنِ عَاصِم- قَالَ ابْنُ حُسَيْنٍ (2): عن أَبِي هُرَيْرَةَ-، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"كفَى بِالْمَرْءِ إثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ". [ك 1/ 112]
===
أن تعطيه؟ ) أي: أيّ شيء تعطيه؟ (قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم) تكن أردت أن (تعطيه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة).
قال في "اللمعات"(3): فيه أن ما يتفوه به الناس للأطفال عند البكاء مثلًا بكلماتِ هزلًا أو كذبًا بإعطاء شيء أو بتخويف من شيء، حرام داخل في الكذب.
4992 -
(حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة، ح: ونا محمد بن الحسين) بن إشكاب، (نا علي بن حفص، نا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، قال ابن حسين) شيخ المصنف: (عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفي بالمرء إثمًا أن يحدِّث بكلِّ ما سَمِعَ)، لأنه إذا تحدث بكلّ ما سَمِعَ لم يخلص من الكذب، وهذا زجر عن التحديث بشيء لم يعلم صدقه، بل على الرجل أن يبحث في كلِّ ما سمع من الحكايات والأخبار، خصوصًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يعلم صدقه من كذبه.
(1) في نسخة. "أنا".
(2)
زاد في نسخة: "في حديثه".
(3)
انظر: "أشعة اللمعات"(4/ 93).