الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زَادَ فِى حَدِيثِ جَرِيرٍ قَالَ: «ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَبْكَمُ، مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا» . قَالَ: «فَيَضْرِبُهُ بِهَا ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلَاّ الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تُرَابًا» . قَالَ: «ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ» .
4754 -
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ، عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ. [انظر سابقه]
(28) بابٌ فِى ذِكْرِ الْمِيزَانِ
4755 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ،
===
(زاد) عثمان (في حديث جرير: قال: ثم يُقيَّض له) أي يُسَلَّطُ عليه ملك (أعمى) و (أبكمُ) أي لا يبصر ولا يسمع، وهما كنايتان عن عدم الرحمة، (معه مِرْزَبَّةٌ) أي مطرقة (من حديد لو ضُرب بها جبلٌ لصار ترابًا، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيضربه بها ضربةً يسمعُها ما بين المشرق والمغرب إلَّا الثقلين فيصير ترابًا، قال) صلى الله عليه وسلم: (ثم تُعاد فيه الروح) ثم يضرب به، وهكذا يفعل به إلى يوم القيامة.
4754 -
(حدثنا هناد بن السَّرِيِّ، نا عبد الله بن نُمير، نا الأعمش، نا المنهال، عن أبي عمر زاذان قال: سمعت البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه) والغرض بإعادة هذا السند إثبات سماع زاذان من البراء بن عازب.
(28)
(بَابٌ في ذكْرِ المِيزَان)(1)
وقد ذكر في كلام الله تعالى في مواضع
4755 -
(حدثنا يعقوب بن إبراهيم وحميد بن مَسعَدة،
(1) أنكره المعتزلة، "شرح المواقف"(2/ 321) ، وقال الحافظ (13/ 538) خص من الميزان الطائفتان، فمن الكفار من لم يعمل حسنة قط، فإنه يقع النار بغير حساب ولا ميزان، ومن المؤمنين من لا سيئة له، فيدخل سبعون ألفًا بغير حساب، ومن عدا هاتين الطائفتين من المؤمنين والكفار يحاسبون
…
إلخ. (ش).
أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا يُبْكِيكِ؟ » ، قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا فِى ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ (1) فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا: عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ؟ وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}
===
أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم قال: أخبرنا يونس، عن الحسن، عن عائشة، أنها ذكرت النار فبكتْ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يُبكيكِ؟ قالت: ذكرتُ النار فبكيتُ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمَّا في ثلاثة مواطنَ فلا يَذكر (2) أحدٌ أحدًا).
قال في "فتح الودود": ظاهره عموم هذه الحالة للأنبياء عليهم السلام أيضًا، بل ظاهر الكلام مسوق فيه صلى الله عليه وسلم، وكوفهم على بينة من الله لا ينافيه، فإن غلبة الخوف تنسي حقيقة الأمر، ويحتمل أن يكون مخصوصًا بغيرهم.
(عند الميزان حتى يَعلمَ أَيَخِفُّ ميزانه أو يثقُل؟ وعند الكتاب حين يقال: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ})(3).
كتب مولانا محمَّد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "حين يقال"، أي: حين يجيء وقت هذا القول، وأما نفس القول فيكون بعد أن يأخذ القائل كتابه بيمينه.
(1) في نسخة: "مواضع".
(2)
ويشكل عليه ما في الترمذي (2433) من حديث أنس: "أين أطلبك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اطلبني أول ما تطلبني على الصراط
…
"إلخ، وفيه وعده عليه السلام له بالشفاعة، وأجيب: بأن حديث أبي داود لغيره عليه السلام، وذكره بالعموم لئلا تتكل عائشة، ويأنه قبل الإعلام، وحديث الترمذي بعد إعلامه عليه السلام، والأوجه عندي أن الطلب ووعد الشفاعة غير التذكر، فلأجل الهول لا يتذكر أحد، لا سيما النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة اشتغاله في أحوال الأمة. (ش).
(3)
سورة الحاقة: الآية 19.