الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِلنَّاسِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ"، يَقُولُ ذَلِكَ مُغْضَبًا.
(14) بَابُ مَا يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الْكَلَامِ في الْفِتْنَةِ
4662 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَمُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ قَالَا: نَا حَمَّادٌ، عن
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن الْحَسَنِ، عن أَبِي بَكْرَةَ. (ح): وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: نَا الأَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عن أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْن عَلِيٍّ: "إنَّ ابْني هِذَا سَيِّدٌ، وَإنّي أَرْجُو أَنْ يُصْلِحَ الله بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ أمَّتي".
وَقَالَ عَنْ (1) حَمَّادٍ: "وَلَعَلَّ الله أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَظِيمَتَيْنِ". [خ 2704، ت 3773، ن 1410، حم 5/ 37، 38]
===
للناسَ ابنُ أبي قُحافة، يقول ذلك مُغضَبًا).
وفي الحديث دليل على صحة خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله تعالي عنه -، ولهذا قال عليٌّ: قدَّمك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في أمر ديننا فمَنِ الذي يُوخِّرُك في دنيانا؟ ! .
(14)
(بَابُ مَا يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الْكَلَامِ في الْفِتْنَةِ)
4662 -
(حدثنا مُسدَّد ومسلم بن إبراهيم قالا: نا حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أبي بكرَة، ح: وحدثنا محمد بن المثنَّى، نا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: نا الأشْعث، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: إن ابني هذا سيّد، وإنِّي أرجو أن يُصلحَ اللهُ به بين فِئَتَين من أُمتي، وقال عن حماد: ولعلَّ اللهَ أن يُصلحَ به بين فئتَين من المسلمين عظيمَتَين).
وقد وَقَع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم بأن الحسن أَصلحَ بينه وبين معاوية، وترك الخلافة، وهذا المدح يدل على أن الكلام في الفتنة الذي يُهَيِّجها لا يجوز.
(1) في نسخة: "في حديث حماد".
4663 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَزِيدُ، أَنَا هِشَامٌ، عن مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إلَّا أنا أَخَافُهَا عَلَيْهِ إلَّا مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ".
4664 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا (1) شُعْبَةُ، عن الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ، عن ثَعْلَبَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ قَالَ: "دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: إنِّي لأَعْرِفُ رَجُلًا لَا تَضُرُّهُ الْفِتَنُ شَيْئًا، قَالَ: فَخَرَجْنَا فَإذَا فُسْطَاطٌ مَضْرُوبٌ، فَدَخَلْنَا، فَإذَا فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَسَأَلْنَاهُ عن ذَلِكَ؟
===
4663 -
(حدثنا الحسن بن علي، نا يزيدُ، أنا هشام، عن محمد قال: قال حذيفةُ: ما أحدٌ من الناس تُدركه الفتنة إلَّا أنا أخافها) أي الفتنةَ (عليه إلَّا محمد بن مَسْلمة، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تَضُرُّك الفتنةُ).
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم: قال له ذلك حين أتاه بعد قتله كعبَ بنَ الأشرفِ اليهوديَّ، وقد تقدمتْ قصةُ قتله.
4664 -
(حدثنا عمرو بن مرزوق، نا شُعبة، عن الأَشْعث بن سُلَيم، عن أبي بُردة، عن ثعلبة بن ضُبيعة) قال في "تهذيب التهذيب"(2): هو ضبيعة بن حُصَين الثعلبي، أبو ثعلبة، ويقال: ثَعْلبة بن ضُبيعة الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له أبو داود حديثًا واحدًا في ذكر الفِتْنة من وجهين، سماه في أحدهما ضُبيعة، وفي الآخر ثَعْلبة، وقد رجَّح البخاري وغيره أنه ضُبيعة.
(قال: دخلنا على حُذيفة فقال: إني لأعرف رجلًا لا تَضرُّه الفِتَنُ شيئًا، قال: فخرجنا فإذا فُسطاط) أي خيمة (مَضروبٌ، فدخلنا) أي الفُسطاط (فإذا فيه محمدُ بن مَسْلمة، فسألناه عن ذلك؟ ) أي عن اعْتزاله الناسَ وإقامتِه في الصَّحْراء،
(1) في نسخة: "أنا".
(2)
"تهذيب التهذيب"(4/ 443).
فَقَالَ: مَا أُرِيدُ أَنْ يَشْتَمِلَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ أَمْصَارِكُمْ حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ" (1).
4665 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ، عن ضُبَيْعَةَ بْنِ حُصَيْنٍ الثَّعْلَبِيِّ، بِمَعْنَاهُ (2).
4666 -
حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عن يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ:
===
(فقال) محمدُ بن مَسْلمة: (ما أريد أن يَشتمِل عليَّ شيء من أمصاركم حتى تَنجليَ) أي تزول الفِتَنُ (عما انجلتْ) ويرتفع الاختلاف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما قال.
وقد روى محمدُ بن مَسْلمة (3) قال: أعطاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَيْفًا وقال: "قاتِلْ به المشركين ما قاتَلوا، فإذا رأيتَ أُمتي يضرب بعضُهم بعضًا فأْتِ به أحدًا، فاضربْ به حتى ينكسر، ثم اجْلِسْ في بيتك حتى تأتيَك يدٌ خاطئةٌ أو منية قاضيةٌ"، وكان ممن اعتزل الفتنةَ، فلم يَشْهد الجَمَلَ ولا صِفِّين، سَكَن المدينةَ، ثم سكن الربذة يعني بعد قتل عثمان.
قال الواقدي: مات بالمدينة في صفر سنة 43 هـ، وهو ابن 77 سنة، وقال ابن أبي داود: قتله أهلُ الشام، دخل عليه رجلٌ من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقَتَله.
4665 -
(حدثنا مسدَّد، نا أبو عَوانة، عن أشعث بن سُلَيم، عن أبي بُردة، عن ضبيعة بن حُصين الثعلبي، بمعناه) أي بمعنى الحديث المتقدم.
4666 -
(حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهُذَليُّ، نا ابن عُلَية، عن يونس، عن الحسن، عن قيس بن عُبَاد) بضم المهملة وتخفيف الموحدة (قال:
(1) زاد في نسخة: "قال أبو عوانة: ضُبيعة بن حُصَين الثعلبي".
(2)
زاد في نسخة: "عن حذيفة".
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(7/ 425) رقم (37149)، وانظر:"مسند أحمد"(4/ 225).