الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(16) بَابٌ في رَدِّ الأرْجَاءِ
4676 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا (1) حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا (2) سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عن عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ، عن أَبِي صَالِحٍ، عن أَبي هُرَيْرَةَ، أنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الإيْمَانُ بِضْعٌ (3) وَسَبْعُونَ، أَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إله إلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْعَظْمِ (4) عن الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيْمَانِ". [خ 53، 17، ت 2611، حم 1/ 228، ن 5692]
4677 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ (5) حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
===
(16)
(بَابٌ في رَدِّ الإرْجَاءِ)
وهو اعتقاد أنه لا يضر مع الإيمان معصية
4676 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد، أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الإيمان بِضْعٌ وسبعون)(6) شعبة، (أفضلُها قول لا اله إلَّا الله، وأدناها إماطةُ العَظْم عَن الطريق، والحياءُ شُعبة من الإيمان).
وهذا الحديث يدل بظاهره على أن الأعمال داخلة في الإيمان، سواء كان من عَمَلِ الجوارح أو القلب، فإذا ترك الأعمال أو نقص فيها يضره ذلك.
4677 -
(حدثنا أحمد بن حنبل، حدثني يحيى بن سعيد،
(1) في نسخة: "أنا".
(2)
في نسخة: "أنا".
(3)
في نسخة: "بِضْعةٌ".
(4)
في نسخة: "الأذَى".
(5)
زاد في نسخة: "محمد".
(6)
اختلفت الروايات في ذكر هذا العدد، بسطها العيني (1/ 196 - 200)، وبسط أيضًا مصاديقها. (ش).
عن شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: إنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ بالإيْمَانِ بِاللَّه، قَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا الإيْمَانُ بِاللَّهِ"؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا لا إله إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإقَامُ الصَّلَاةِ، وإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ". [خ 9، م 35، ت 2614، ن 5005، جه 57، حم 2/ 379]
4678 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نَا وَكِيعٌ، نَا سُفْيَانُ، عن أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ". [م 82، ت 2620، ن 464، جه 1078، حم 3/ 370]
===
عن شعبة، حدثني أبو جَمْرة قال: سمعت ابن عباس قال: إن وفد عبد القيس لما قدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان بالله، قال: أتَدْرون مَا الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو (شهادةُ أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله) أي إقرار التوحيد والرسالة بصَميم الاعتقاد.
(وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وصومُ رمضان، وأن تُعطوا الخُمْس من المَغْنم)، فبيَّن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الإيمانَ، وفسره بالشهادةِ وإيتاء هذه الأفعال من الصلاة والصوم وغيرها، فثبت أن الأعمال من اللسان والجوارح داخلة في الإيمان.
4678 -
(حدثنا أحمد بن حنبل، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بين العبد وبين الكُفْر)(1) أي الموصل والوُصلة بينهما (ترك الصلاة)، فجحل ترك الصلاة كفرًا، فثبت به أيضًا أن العمل داخل في الإيمان، ولكن اتفق جميعُ أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين (2)
(1) وذكر الشيخ في "حجة الله البالغة"(2/ 151): أنه عليه السلام شَبَّه تاركي الصلاة بالمشركين، وتاركي الحج باليهود، لأن الأولين لا يُصلُّون، والآخرين لا يَحُجُّون. (ش).
(2)
ذهبت الخوارجُ إلى أن مرتكبَ الكبيرة كافر، وأجاب عن مستدلاتهم صاحب "شرح المواقف"(8/ 329) بالبسط، فارْجِعْ إليه. (ش).
4679 -
حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ سلَيْمَانَ الأَنْبَارِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا: نَا وَكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن سِمَاكٍ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَمَّا تَوَجَّهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى الْكَعْبَةِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَكَيْفَ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} . [ت 2964، حم 1/ 295]
4680 -
حدثنا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عن يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عن أَبِي أُمَامَةَ، عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ:
===
أن الأعمال غير داخلة في الإيمان باعتبار كونها جزءًا منه، فإذا ترك عملًا من أعمال الإِسلام زال عنه الإيمان، ويكون كفرًا حقيقيًّا، بل اتفقوا على أن الأعمال شرط لكمال الإيمان ، فإذا ترك عملًا من الأعمال المفروضة غير منكر لا يكون كافرًا، بل يكون فاسقًا.
4679 -
(حدثنا محمد بن سليمان الأنباري وعثمان بن أبي شيبة، المعنى، قالا: نا وكيع، عن سفيان، عن سِماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة) في الصلاة بعد ما كان يتوجه إلى بيت المقدس (قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف الذين ماتُوا وهم يصلُّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (1) أي صلاتكم إلى بيت المقدس، فسمى الصلاة إيمانًا، فعُلم بذلك أن الصلاة داخلة في الإيمان.
4680 -
(حدثنا مؤمَّل بن الفضل، نا محمد بن شعيب بن شابور، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(1) سورة البقرة: الآية 143.
"مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّه، وَأَعْطَى لِلَّه، وَمَنَعَ لِلَّه، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيْمَانَ". [طس 9083]
4681 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، عن بَكْرِ بْنِ مُضرَ، عن ابْن الْهَادِ، عن عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَلَا دِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ"، قَالَتْ: وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: "أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ: فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ؛ وَأَمَّا نُقْصَانُ الدِّينِ: فَإنَّ إحْدَاكُنَّ تُفْطِرُ رَمَضَانَ، وَتُقِيمُ أَيَّامًا لَا تُصَلِّي". [م 79، جه 4003، حم 2/ 66]
===
من أحبَّ لله، وأَبْغَضَ لله، وأعطَى لله، وَمَنَعَ لله) أي مَنْ فَعَلَ ذلك الأفعالَ الصادِرَةَ من القلب والجوارح خالصًا لوجه الله تعالى (فقدِ اسْتَكمَلَ الإيمان)، فهذا الحديث يدل على أن هذه الأعمال مكمِّلات للإيمان وأجْزاء لكمالها.
4681 -
(حدثنا أحمد بن عمرو بن السرْح، نا ابن وهب، عن بكر بن مُضر، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما رأيتُ مِنْ ناقِصاتِ عقلٍ ولا دينٍ أغلبَ لِذي لُبٍّ) أي رجل ذي عقلٍ (منكنَّ) أي من النساء، (قالت) أي بعضُ النسوة:(وما نقصان العقل والدين؟ قال: أمَّا نقصان العقل: فشهادةُ امرأتين بشهادة رجل) أي شهادة إحداها نصف شهادة رجل، (وأمَّا نقصان الدين: فإن إحداكنَّ تُفطِر رمضانَ) أي لا تصوم في أيام حيضها أو نِفاسها (وتُقيم أيامًا) من أيام المَحيض والنِّفاس (لا تُصلي)