الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يُقَالُ: قتَادَةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي رَافِعٍ (2).
(131) بَابٌ في الاسْتِئْذَانِ في الْعَوْرَاتِ الثَّلاثِ
5191 -
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرح قَالَ: نَا. (ح): وَنَا (3) ابْنُ الصَّبَّاح بْنِ سُفْيَانَ وَ (4) ابْنُ عَبْدة، وَهَذَا حَدِيثهُ، قَالَا: أَنَا سُفْيَانُ، عن عُبَيْدِ اللَهَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَباس يَقُولُ: لَمْ يُؤْمِنْ (5) بِهَا أَكْثَرُ النَّاسِ
===
قال في "فتح الودود": أي لا يحتاج إلى الاستئذان إذا جاء مع رسوله، نعم لو استأذن احتياطًا لكان حسنًا سيما إذا كان البيت غير مخصوص بالرجال، وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم -إلى أصحاب الصفة فجاؤوا فاستأذنوا فدخلوا.
وقال البيهقي في "سننه"(6): هذا عندي- والله أعلم- إذا لم يكن في البيت حرمة، فإن كان حرمة فلا بد من الاستئذان بعد نزول آية الحجاب.
(قال أبو داود: يقال: قتادة لم يسمع من أبو رافع).
(131)
(بابٌ في الاسْتئذَان في الْعَوْرَاتِ الثَّلاثِ)
إشارة إلى قوله تعالى: {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُم} (7)
5191 -
(حدثنا ابن السرح قال: نا، ح: ونا ابن الصباح بن سفيان وابن عبدة، وهذا حديثه) أي ابن عبدة (قالا: أنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد) أنه (سمع ابن عباس يقول: لم يؤمن بها) أي لم يعمل بها (أكثر الناس) يعني
(1) زاد في نسخة: "قال أبو علي اللؤلؤي".
(2)
زاد في نسخة: "شيئًا".
(3)
زاد في نسخة: "محمد".
(4)
زاد في نسخة: "أحمد".
(5)
في نسخة: "لم يؤمر".
(6)
انظر: "السنن الكبرى"(8/ 340).
(7)
سورة النور: الآية 58.
آيةُ الإذْنِ، وَإنِّي لآمُرُ جَارِيَتي (1) هَذِهِ تَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ. [ق 7/ 97]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وكَذَلِكَ رَوَاهُ عَطَاءٌ عن ابْنِ عَبَّاسٍ يَأْمُرُ بِهِ.
5192 -
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ- يَعْنِي ابْنَ مُحَمّد-، عن-عمْرو- يَعْنِي ابْنَ أَبي عَمْرٍو-، عن عِكْرمَةَ، أَنّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاق قَالوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، كيْفَ تَرَى في هَذِهِ الآيَةِ الَّتِي أُمِرْنَا فِيهَا بِمَا أُمِرْنَا، وَلَم (2) يَعْمَلْ بِهَا أَحَد؟ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُم
===
(آية الإذن، وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن علي).
(قال أبو داود: وكذلك رواه عطاء (3) عن ابن عباس يأمر به) أي بالاستئذان، أي: يوجبه.
5192 -
(حدثنا عبد الله بن مسلمة، نا عبد العزيز -يعني ابن محمد-، عن عمرو -يعني ابن أبي عمرو-، عن عكرمة، أن نفرًا من أهل العراق قالوا: يا ابن عباس، كيف ترى هذه الآية التي أمرنا فيها بما أمِرْنَا) أي من وجوب الاستئذان (ولم يعمل بها أحد؟ ) مع أنها لم تنسخ، وهي (قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} )، سمى هذه الأوقات عورات، لأن الإنسان في هذه الأوقات يضع ثيابه.
(1) في نسخة: "جارتي".
(2)
في نسخة: "ولا".
(3)
أخرج روايته الطبري في "تفسيره"(18/ 162)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(8/ 2632) رقم (14788).
لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ} (1). قَرَأَ الْقَعْنَبِيُّ إلَى: {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "إنَّ اللَّه حَلِيمٌ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّ السَّتْرَ، وَكَانَ النَّاسُ لَيْسَ لِبُيُوتِهِمْ سُتُورٌ وَلَا حِجَالٌ (2)، فَرَبُمَّا دَخَلَ الْخَادِمُ أَوْ الْوَلَدُ أَوْ يَتيمَةُ الرَّجُلِ، وَالرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ، فَأَمَرَهُمُ الله بالاسْتِئْذَانِ في تِلْكَ الْعَوْرَاتِ، فَجَاءَهُمْ اللَّه بِالسُّتُورِ وَالْخَيْرِ، فَلَمْ أَرَ أًحَدًا يَعْمَلُ بِذَلِكَ بَعْدُ (3). [ق 7/ 97]
===
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ} أي الطوافين مما ملكت أيمانكم، وغير البالغين ({جُنَاحٌ}) في الدخول عليكم ({بَعْدَهُنَّ})، أي الأوقات الثلاث ({طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} قرأ القعنبي إلى ({عَلِيمٌ حَكِيمٌ}) وتمام الآية {بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (4).
(قال ابن عباس: إن الله حليم رحيم بالمومنين يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور، ولا حجال) جمع حجلة بفتحتين، وهي بيت كالقبة يستر بالثياب يجعلونها للعروس، وفي زماننا يقال لها بالهندية:"مسهري".
(فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل، والرجل على أهله) أي يجامعها (فأمرهم الله بالاستئذان (5) في تلك العورات، فجاءهم الله) بعد ذلك (بالستور والخير، فلم أرَ أحدًا يعمل بذلك بعد) لأنه لم يبق حاجة إلى الاستئذان، لأنه لا يدخل على الرجل أحد في هذه الحالة.
(1) زاد في نسخة: "عليكم".
(2)
في نسخة: "حجاب"، وفي نسخة:"حجار".
(3)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: وحديث عبيد الله وعطاء يفسد"، وفي نسخة:"يفسر" هذا الحديث.
(4)
سورة النور: الآيتان 58، 59.
(5)
وقد صرَّح في "الدر المختار" بوجوب الاستئذان (9/ 592).