الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4803 -
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، بِهَذِهِ الْقِصَّةِ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تعالي أَنْ لَا يَرْفَعَ (1) شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا إلَّا وَضَعَهُ» . [خت 2872، ن 3588، حم 3/ 253]
(9) بابٌ فِى كَرَاهِيَّةِ التَّمَادُحِ
4804 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عن (2) سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَأَثْنَى عَلَى عُثْمَانَ فِى وَجْهِهِ، فَأَخَذَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ تُرَابًا فَحَثَا فِى وَجْهِهِ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا لَقِيتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِى وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ» . [م 3002، ت 2393، جه 3742، حم 6/ 5]
===
وعقل الزهد فيه، وترك الترفع بنيله، لأن المتاع به قليل، والحساب عليه طويل، انتهى.
4803 -
(حدثنا النفيلي نا زهير، نا حميد، عن أنس، بهذه القصة) المتقدمة، (عن النبي- صلى الله عليه وسلم قال: إن حقًّا على الله تعالى أن لا يُرفع شيء من الدنيا إلَّا وَضَعَه).
(9)
(بَابٌ فِي كَرَاهِيَّةِ التَّمَادُح)
أي: المبالغة في المدح والتكلف فيه
4804 -
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام قال: جاء رجل) لم أقف على تسميته (فَأَثْنَى على عثمان) بن عفان رضي الله عنه (في وجهه، فأخذ المقداد بن الأسود ترابًا فَحَثَا في وجهِه، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لقيتم المدّاحين فَاحْثوا في وُجُوههم التراب).
(1) في نسخة: "يرتفع شيء".
(2)
في نسخه: "نا".
4805 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ (1) الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا
===
قال الخطابي (2): المدّاحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة، وجعلوه بضاعة (3) يستأكلون به الممدوح ويفتنونه (4)، وأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود ليكون منه ترغيبًا له في أمثاله، وتحريضًا للناس على الاقتداء به في أشباهه، فليس بمدّاح وإن كان قد صار مادحًا بما تكلم به، وقد استعمل المقداد الحديث على ظاهره، وحمله على وجهه في تناول [عين] التراب بيده، وحثيه في وجه المادح.
وقد يتأول أيضًا على وجه آخر، وهو أن يكون معناه الخيبة والحرمان، أي من تعرض لكم بالثناء والمدح فلا تعطوه واحرموه، كنى بالتراب عن الحرمان كقوله: ما له غير التراب، وما في يده غير التراب، وكقوله صلى الله عليه وسلم في ثمن الكلب:"فاملأ كفه ترابًا"، وكقوله صلى الله عليه وسلم:"وللعاهر الحجر"، انتهى.
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير" قوله: "فأثنى على عثمان رضي الله عنه" ولعله كان يمدحه بغير ما هو فيه، أو كان مدحه ليعطيه شيئًا، وإن كان حقًّا، واستحيى عثمان أن يواجهه بما يسوؤه مع حصول المقصود بنهي الغير، ويمكن أن يكون مدحه حقًّا غير داخل فيما ينهى عنه، إلَّا أن المقداد ذهب بالرواية على عموم النهي، إما لفهمه منه العموم، أو سد الباب المديح، وإن كان يعلم أن كل مدحة ليس خطأ، انتهى.
4805 -
(حدثنا أحمد بن يونس، نا أبو شهاب) عبد ربه بن نافع، (عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه) أبي بكرة، (أن رجلًا
(1) زاد في نسخة: "خالد".
(2)
"معالم السنن"(4/ 111).
(3)
في الأصل: "مدح الناس بضاعة وجعلوه عادةً".
(4)
في الأصل: "وما يفتنونه".
أَثْنَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ:«قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-"، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا مَدَحَ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: إِنِّي أَحْسِبُهُ، كَمَا يُرِيدُ (1) أَنْ يَقُولَ، وَلَا أُزَكِّيهِ عَلَى اللَّهِ تعالى» . [خ 2662، م 3000، جه 3744، حم 5/ 46]
4806 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ - يَعْنِى ابْنَ الْمُفَضَّلِ -، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِى نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: انْطَلَقْتُ فِى وَفْدِ بَنِى عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: أَنْتَ سَيِّدُنَا، فَقَالَ: «السَّيِّدُ اللَّهُ"
===
أَثْنَى على رجلٍ) لم أقف على تسميتهما (عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال) النبي صلى الله عليه وسلم (له) أي للرجل المادح: (قَطَعْتَ عُنُقَ صاحبِك) والمراد بالصاحب الممدوح (ثَلاثَ مراتٍ) أي قالها ثلاثًا، (ثم قال إذا مَدَحَ أحدُكم صاحبَه لا محالة) يعني المناسب أن لا يمدح أحد أحدًا على وجهه، ولو كان مادحًا لا محالة (فليقل: إني أحسبه) أي: أظنه كذا، أي (كما يريد أن يقول) أي على ما يريد أن يمدحه عليه (ولا أُزَكِّيه على الله تعالى) أي لا أشهد بتزكيته على الله، ولكن أظن كذا، لأني غير مطلع على الضمائر، وأظنه كذا باعتبار الظاهر.
4806 -
(حدثنا مسدد، نا بشر - يعني ابن المفضل -، نا أبو مسلمة سعيد بن يزيد) بن مسلمة الأزدي، ويقال: الطاحي البصري القصير، قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، ووثقه ابن سعد والعجلي وأبو بكر البزار، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن أبي نضرة، عن مطرف) بن عبد الله بن الشخير (قال: قال أبي) أي عبد الله بن الشخير: (انْطَلَقْتُ في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنتَ سيدُنا، فقال: السيد الله) أي هو الحقيق بالسيادة الحقيقية
(1) في نسخة بدله: "كما تريد أن تقول".
قُلْنَا: وَأَفْضَلُنَا فَضْلًا، وَأَعْظَمُنَا طَوْلًا، فَقَالَ:«قُولُوا بِقَوْلِكُمْ - أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ -، وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» .
===
(قلنا: و) أنتَ (أفضلُنا فضلًا، وأعظَمُنا طَوْلًا، فقال: قولوا بقولكم، أو) شك من الراوي (بعض قولكم).
وقال الخطابي (1): قوله: "أو بعض قولكم" فيه حذف [و] اختصار، ومعناه: دعوا بعض قولكم واتركوه، يريد لكم الاقتصاد (2) في المقال.
نقل في الحاشية: قال الخطابي: يريد أن السؤدد حقيقة لله عز وجل، أن الخلق كلهم عبيد لله، وإنما منعهم أن يدعوه سيدًا مع قوله صلى الله عليه وسلم:"أنا سيد ولد آدم"(3)، لأنهم قوم حديثو عهد بالإسلام، وكانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة هي بأسباب الدنيا، وكان لهم رؤساء يعظمونهم وينقادون لأمرهم.
وقوله: "قولوا بقولكم" يريد [قولوا] يقول أهل دينكم وملتكم، وادعوني نبيًّا ورسولًا كما سمَّاني الله تعالى في كتابه، ولا تسمّوني سيدًا كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم، ولا تجعلوني مثلهم، فإني لست كأحدهم، إذ كانوا يَسُودونكم في أسباب الدنيا، وإني أسودكم في النبوة والرسالة.
(ولا يستجرِيَنَّكم الشيطان) معناه لا يتَّخِذَنَّكم جَرِيًّا، والجري الوكيل، ويقال: الأجير، أي لا يستعملَنَّكم الشيطان فيما يريد من التعظيم للمخلوق بمقدار لا يجوز.
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: السيد هو الله، إنما منعهم عنه مع أنه رخص في إطلاق تلك الكلمة هضمًا لنفسه النفيسة، انتهى.
قلت: ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم مَنَعَهُم قبل أن يوحى إليه أنه سيد ولد آدم.
(1)"معالم السنن"(4/ 112).
(2)
وفي "المعالم": يريد بذلك الاقتصار.
(3)
وفي "المشكاة"(6259) برواية البخاري عن عمر رضي الله عنه: "أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا أي بلالًا"، وسيأتي في "باب في القيام" قوله عليه الصلاة والسلام:"قوموا إلى سيدكم". (ش).