الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَلَمْ يَذْكُرْ حَفْصٌ أَبَا هُرَيْرَةَ (1).
(81) بَابٌ في حُسْنِ الظَّنِّ
4993 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادٌ. (ح): وَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، عن مُهَنَّا أَبِي شِبْلٍ (2) - وَلَمْ أَفْهَمْهُ جَيِّدًا مِنْهُ-. عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عن شتَيْرٍ - قَالَ نَصْرٌ: شُتَيْرُ بْنُ نَهَّارٍ -،
===
(قال أبو داود: لم يذكر حفص) بن عمر شيخ المصنف (أبا هريرة) فرواه حفص مرسلًا، وروى محمد بن الحسين مسندًا.
(81)
(بَابٌ في حُسْنِ الظَّنِّ)
4993 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد، ح: ونا نصر بن علي، عن مُهَنّا أبي شبل) قال أبو داود: (ولم أفهمه) أي الحديث (جيّدًا منه) أي من نصر بن علي، (عن حماد بن سلمة) أي كلاهما عن حماد بن سلمة، (عن محمد بن واسع، عن شُتَيْر) وهذا قول موسى بن إسماعيل (قال نصر) بن علي شيخ المصنف: (شُتَيْر بن نهار) بضم المعجمة وفتح المثناة الفوقية مصغّرًا، ونهار بفتح النون وتشديد الهاء، عن أبي هريرة حديث "حسن الظن من العبادة"، وعنه محمد بن واسع فيما قاله حماد بن سلمة، وقال غيره: عن محمد بن واسع عن سمير بن نهار، قال البخاري: قال لي محمد بن بشار عن ابن مهدي: ليس أحد يقول شتير إلَّا حماد بن سلمة.
قلت: الاختلاف الواقع بين موسى بن إسماعيل، ونصر بن علي شيخي المصنف ليس في لفظ شتير وسمير، لأن روايتهما بواسطة حماد بن سلمة،
(1) زاد في نسخة: "قال أبو داود: ولم يسنده إلَّا هذا الشيخ يعني علي بن حفص المدائني".
(2)
زاد في نسخة: "قال أبو داود".
عن أَبِي هُرَيْرَةَ- قَالَ نَصْرٌ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ"(1). [حم 2/ 297، حب 631، ك 4/ 241]
4994 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عَن الزُّهْرِيِّ، عن عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عن صَفِيَّةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ فَقُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي- وَكَانَ مَسْكَنُهَا في دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ - فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصارِ،
===
ولكن الاختلاف بينهما بأن موسى بن إسماعيل قال: شتير فقط، ونصر بن علي زاد اسم أبيه فقال: شتير بن نهار.
(عن أبي هريرة، قال نصر: عن النبي صلى الله عليه وسلم) أي أسنده نصر وأوقفه موسى بن إسماعيل (قال: حسن الظن من حسن العبادة).
قلت: أما حسن الظن بالله تعالى بأن يعمل أعمالًا صالحة فيحسن الظن بالله سبحانه بأن يتقبله، ويعفو عنه ما قصر فيه، فهو من العبادة، وأما حسن الظن بالناس، فإن كان في موقع حفظ المال فليس هو من العبادة، بل هو خلاف الحذر والاحتياط، وأما إن كان في المحل الخالي عن الاحتياط، فيمكن أن يدخل في العبادة، لأن سوء الظن إذا لم يكن فيه فائدة فهو إثم.
4994 -
(حدثنا أحمد بن محمد المروزي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية) أم المؤمنين (قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم -معتكفًا) في المسجد (فأتيتُه) في المسجد في معتكفه (أزورُه ليلًا فَحَدَّثْتُه) بالأحاديث (فقمتُ فانقلبتُ، فقام معي) إلى جانب المسجد (لِيَقْلِبَنِي) أي ليردّني إلى بيتي، (وكان مسكنُها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار).
(1) زاد في نسخة: "قال أبو داود: مَهَنَّا ثقة بصري".
فَلَمَّا رَأَيَا رَسُولَ اللهِ (1) صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَلَى رِسْلِكُمَا، إنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ" قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُمَا شَيْئًا" أَوْ قَالَ: "شَرًّا". [تقدَّم برقم 2470]
===
قال الحافظ (2): لم أقف على تسميتها في شيء من كتب الحديث، إلَّا أن ابن العطار في "شرح العمدة" زعم أنهما: أسيد بن حضير وعباد بن بشر، ولم يذكر لذلك مستندًا.
(فلما رأيا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم) ورأيا معه امرأةً (أَسْرَعَا) في المشي، ولما رأى صلى الله عليه وسلم إسراعهما في المشي (فقال النبي صلى الله عليه وسلم) لهما:(على رِسْلِكُما) أي: قِفا ولا تَعْجَلا، (إنها) أي التي معي (صفية بنت حيي) زوجتي (قالا: سبحان الله يا رسول الله) أنظن بك الظنّ السوء وقد آمنّا بك، (قال) صلى الله عليه وسلم:(إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم) أي في قلبه (فخشيتُ أن يقذف في قلوبكما شيئًا، أو قال: شرًّا).
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": أراد المؤلف بإيراد هذه الرواية بهذا الباب التنبيه على أنه كما يجب على المرء إحسان الظن بغيره، فكذلك يجب عليه التحرز عن ارتكاب ما يسوء به ظن غيره، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، حيث برأ نفسه من التهمة مع ما له من شرف المرتبة، فكيف بغيره؟ وعلى هذا فيكون مؤدى هذه الرواية مؤدى قوله صلى الله عليه وسلم:"اتقوا مواضع التهم"(3).
(1) في نسخة: "النبي".
(2)
"فتح الباري"(4/ 279).
(3)
قال العراقي في "تخريج الإحياء": لم أجد له أصلًا، لكنه بمعنى قول عمر
…
إلخ. [انظر: "كشف الخفاء" (1/ 44) رقم (88)].