الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّباعُ الْجَنَازَةِ". [خ 1204، م 2162، حم 2/ 540]
(91)
بَابٌ (1) كَيْفَ تَشْمِيتُ الْعَاطِس
5031 -
حَدَّثَنَا عثمَانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، نَا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن هِلَالِ بنِ يَسَافٍ قَالَ: "كُنَّا مَعَ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، فَعَطَسَ
===
مسلمٌ على مسلم يجب على المسلم عليه ردّ السلام، وهذا الوجوب (2) على الكفاية، فإذا سلّم على الجماعة فردّ أحد منهم يكفي عن الجماعة وسقط الوجوب عنهم.
(وتشميت (3) العاطس) أي إذا عطس مسلم فحمد الله فيجب أن يشمته ويقول: يرحمك الله، وهذا الوجوب أيضًا على الكفاية. (وإجابة الدعوة) أي إذا دعا مسلم مسلمًا يجيبه إذا لم يكن منه مانع شرعي أو عرفي (وعيادة المريض، واتباع الجنازة).
(91)(بابٌ: كيْفَ تَشْمِيت الْعَاطِس)
5031 -
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد) صحابي من أهل الصفة نزل الكوفة (فعطس
(1) في نسخة: "باب ما جاء في تشميت العاطس".
(2)
حكاه العيني عن جمهور أصحاب الأئمة الأربعة، وبسط الحافظ المذاهب فقال: ذهب أهل الظاهر إلى الوجوب، وقال ابن أبي حمزة: ذهب جماعة من علمائنا أنه فرض عين، وقواه ابن القيم، وذهب آخرون إلى فرض كفاية، وبه قالت الحنفية وجمهور الحنابلة، وقواه ابن رشد وابن العربي، وذهب جماعة من المالكية إلى أنه مستحب وهو قول الشافعية
…
إلخ [انظر: "فتح الباري" (10/ 603)، و"عمدة القاري" (15/ 340)]. (ش).
(3)
قال ابن عابدين (9/ 593): تشميت العاطس فرض كفاية عند الأكثر، وعند الشافعي سنة، وعند الظاهرية فرض عين. (ش).
رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ سَالِمٌ: وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ مِمَّا قُلْتُ لَكَ؟ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَذْكُرْ أُمِّي بِخَيْرٍ وَلَا بِشَرٍّ، قَالَ: إنَّمَا قُلْتُ لَكَ كَمَا قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إنَّا بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ"، ثُمَّ قَالَ:"إذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَحْمَدِ اللَّه". قَالَ: فَذَكَرَ بَعْضَ الْمَحَامِدِ، "وَليقُلْ لَهُ مَنْ (1) عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَرُدَّ- يَعْنِي عَلَيْهِمْ-: يَغْفِرُ اللَّه لنَا وَلَكُمْ". [ت 2740، حب 599، حم 6/ 7، ك 4/ 267]
===
رجل من القوم، فقال: السلام عليكم) بعوض قوله: الحمد لله، (فقال سالم: وعليك وعلى أمك، ثم قال) سالم (بعد) أي بعد هذا القول:(لعلك وَجَدْتَ) أي غضبت (عليّ مما قلت لك؟ ) من قول: عليك وعلى أمك.
(قال) الرجل: (لوددت أنك لم تذكر أمي بخيرٍ ولا بشرٍّ، قال) سالم: (إنما قلت لك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا بيننا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك وعلى أمك، ثم قال) صلى الله عليه وسلم: (إذا عطس أحدكم فليحمد الله) ظاهر الحديث الوجوب، لكن نقل النووي (2) الإجماع على أنه ليس بواجب.
(قال: فذكر بعض المحامد) أي لفظ تعالى أو عز وجل، أو يقال: إن الراوي ذكر بعض صيغ المحامد، كما وقع في رواية الترمذي:"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين". (وليقل له من عنده: يرحمك الله، وليردّ) أي العاطس (يعني عليهم) أي على من عنده (يغفر الله لنا ولكم).
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "وعلى أمك"
(1) في نسخة بدله: "الذي".
(2)
انظر: "شرح صحيح مسلم"(9/ 349).
5032 -
حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، نَا إسْحَاقُ- يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ-، عن أَبِي (1) بِشْرٍ وَرْقَاءَ، عن مَنْصُورٍ، عن هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عن خَالِدِ بْنِ عُرْفُجَةَ، عن سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَشْجَعِيِّ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. [حم 7/ 6، 8]
5033 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا عَبْدُ الْعزِيزِ بْنُ
===
أي التي علمتك هذا، وإلا فتعليم الآباء لا يكون كذلك، وفيه دلالة على أن وضع ذكر موضع آخر بدعة مذمومة.
5032 -
(حدثنا تميم بن المنتصر، نا إسحاق -يعني ابن يوسف-، عن أبي بشر ورقاء) بدل من أبي بشر، (عن منصور، عن هلال بن يساف، عن خالد بن عرفجة).
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب"(2) - وعزا إلى أبي داود والنسائي-: خالد بن عرفجة صوابه ابن عرفطة يأتي، وقال في ترجمة خالد بن عرفطة: روى عن سالم بن عبيد في تشميت العاطس، وعنه هلال بن يساف، قاله يزيد بن هارون وعبد الصمد بن النعمان، عن ورقاء، عن منصور، عن هلال.
وقال إسحاق الأزرق وأبو داود الطيالسي: عن ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن خالد بن عرفجة، وقال ابن مهدي: عن أبي عوانة، عن منصور، عن هلال، عن رجل من آل عرفطة، وقال معاوية بن هشام: عن الثوري، عن منصور، عن رجل، عن خالد بن عرفطة، قلت: الذي أظن أنه الأول، انتهى.
وفي "الخلاصة"(3): خالد بن عرفطة عن سالم بن عبيد، وعنه هلال بن يساف، وفي بعض طرقه خالد بن عرفجة، وهو خطأ.
(عن سالم بن عبيد الأشجعي بهذا الحديث) المتقدم (عن النبي صلى الله عليه وسلم).
5033 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا عبد العزيز بن
(1) في نسخة: "أبي بشر عن روقاء".
(2)
(3/ 106 - 107).
(3)
(ص 102).