المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(164) باب في قتل الحيات - بذل المجهود في حل سنن أبي داود - جـ ١٣

[خليل أحمد السهارنفوري]

فهرس الكتاب

- ‌(34) أَوَّلُ كتَابِ السُّنَّةِ

- ‌(1) بَابُ شَرْحِ السُّنَّةِ

- ‌(3) بَابُ مُجَانبُةِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَبُغْضِهِمْ

- ‌(4) بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الأَهْوَاءِ

- ‌(5) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِدَالِ في الْقُرْآنِ

- ‌(6) بَابٌ في لُزُومِ السُّنَّةِ

- ‌(7) بَابُ مَنْ دَعَا إلَى السُّنَّةِ

- ‌(8) بابٌ في التَّفْضيل

- ‌(9) بَابٌ في الْخُلَفَاءِ

- ‌(10) بَابٌ في الْخُلَفَاءِ

- ‌(11) بَابٌ في فَضْلِ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) بَابٌ في النَّهْيِ عن سَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(13) بَابٌ في اسْتخِلَافِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

- ‌(14) بَابُ مَا يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الْكَلَامِ في الْفِتْنَةِ

- ‌(15) بَابٌ في التَّخْيِيرِ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام

- ‌(16) بَابٌ في رَدِّ الأرْجَاءِ

- ‌(17) بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ

- ‌(18) بابٌ في القدرِ

- ‌(19) بابٌ فِي ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ

- ‌(20) بابٌ في الْجَهْمِيَّةِ

- ‌(21) بَابٌ في الرُّؤيَةِ

- ‌(22) بابٌ في القُرآنِ

- ‌(23) بابٌ في ذِكْرِ الْبَعْثِ وَالصُّورِ

- ‌(24) بَابٌ في الشَّفَاعَةِ

- ‌(25) بابٌ في خَلْقِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

- ‌(26) بابٌ: في الْحَوْضِ

- ‌(27) بابٌ في الْمَسْأَلَةِ في الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌(28) بابٌ فِى ذِكْرِ الْمِيزَانِ

- ‌(29) بابٌ فِى الدَّجَّالِ

- ‌(30) بابٌ في قتل الخوارج

- ‌(31) بابٌ في قِتَالِ اللُّصُوصِ

- ‌(35) أَوَّلُ كِتَابِ الأدَبِ

- ‌(1) بابٌ في الْحِلْمِ وَأَخْلَاقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(2) بابٌ في الوقار

- ‌(3) (بَابُ مَنْ كَظَمَ غَيْظًا)

- ‌(4) (بابٌ في التجاوز)

- ‌(5) بابٌ في حُسْنِ الْعِشْرَةِ

- ‌(6) بابٌ فِى الْحَيَاءِ

- ‌(7) بابٌ في حسن الخُلُق

- ‌(8) بابٌ فِى كَرَاهِيَّةِ الرِّفْعَةِ فِى الأُمُورِ

- ‌(9) بابٌ فِى كَرَاهِيَّةِ التَّمَادُحِ

- ‌(10) بابٌ فِي الرِّفْقِ

- ‌(11) بابٌ فِى شُكْرِ الْمَعْرُوفِ

- ‌(12) بابٌ في الْجُلُوسِ فِى الطُّرُقَاتِ

- ‌(13) بابٌ في الْجُلُوسِ بَيْنَ الشَّمْس والظِّلِّ

- ‌(14) بابٌ في التَّحَلُّقِ

- ‌(15) (بَابٌ في الرُّجُلِ يَقُومُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ)

- ‌(16) بابُ مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجَالَسَ

- ‌(17) بابٌ في كَرَاهِيَةِ الْمِرَاءِ

- ‌(18) بابُ الْهَدْىِ في الْكَلَامِ

- ‌(19) بابٌ في الْخُطْبَةِ

- ‌(20) بَابٌ في تَنْزِيلِ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ

- ‌(21) بابٌ في الرَّجُلِ يَجْلِسُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِمَا

- ‌(22) بَابٌ في جُلُوسِ الرَّجُلِ

- ‌(23) بابٌ في السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ

- ‌(24) بابٌ في الرَّجُلِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا

- ‌(25) بابٌ في التَّنَاجِي

- ‌(26) (بَابُ إذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثمَّ رَجَعَ)

- ‌(27) بابٌ في كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ

- ‌(28) بابٌ في رَفْعِ الْحَدِيثِ مِنَ الْمَجْلِسِ

- ‌(29) بابٌ في الْحَذَرِ مِنَ النَّاسِ

- ‌(30) بابٌ في هَدْىِ الرَّجْلِ

- ‌(31) بابٌ في الرَّجُلِ يَضَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى

- ‌(32) بابٌ في نَقْلِ الْحَدِيثِ

- ‌(33) بابٌ في الْقَتَّاتِ

- ‌(34) بَابٌ في ذِي الْوَجْهَيْنِ

- ‌(35) بابٌ في الْغِيبَةِ

- ‌(36) بَابُ الرَّجُل يَذُبُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ

- ‌(37) (بَابٌ في التَّجَسُّس)

- ‌(38) بابٌ في السَّتْرِ عَنِ الْمُسْلِمِ

- ‌(39) بَابُ الْمُؤَاخَاة

- ‌(40) باب الْمُسْتَبَّانِ

- ‌(41) باب في التَّوَاضُعِ

- ‌(42) بابٌ في الاِنْتِصَارِ

- ‌(43) بابٌ في النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى

- ‌(44) بَابٌ فِي النَّهْي عَنِ الْبَغْيِ

- ‌(45) بَابٌ فِي الْحَسَدِ

- ‌(46) (بَابٌ فِي اللَّعْنِ)

- ‌(47) بابٌ فِيمَنْ دَعَا عَلَى ظالمه

- ‌(48) بَابٌ في هِجْرَةِ الرَّجُلِ أَخَاهُ

- ‌(49) بابٌ في الظنِّ

- ‌(50) بابٌ في النَّصِيحَةِ

- ‌(51) بابٌ في إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ

- ‌(52) بابٌ في الْغِنَاءِ

- ‌(53) باب كَرَاهِيَةِ الْغِنَاءِ وَالزَّمْرِ

- ‌(54) بابٌ في الْحُكْمِ في الْمُخَنَّثِينَ

- ‌(55) بابٌ في اللَّعِبِ بِالْبَنَاتِ

- ‌(56) بابٌ في الأُرْجُوحَةِ

- ‌(57) بابٌ في النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌(58) بابٌ في اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

- ‌(59) بابٌ في الرَّحْمَةِ

- ‌(60) بابٌ في النَّصِيحَةِ

- ‌(61) بابٌ في الْمَعُونَةِ لِلْمُسْلِمِ

- ‌(62) بابٌ في تَغْيِيرِ الأَسْمَاءِ

- ‌(63) بابٌ في تَغْيِيرِ الاِسْمِ الْقَبِيحِ

- ‌(64) بابٌ في الأَلْقَابِ

- ‌(65) (بَابٌ فِيمَنْ يَتَكَنَّى بِـ"أَبِي عِيسْى

- ‌(66) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لاِبْنِ غَيْرِهِ: "يَا بُنَيَّ

- ‌(67) بابٌ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى بِـ "أَبِي الْقَاسِمِ

- ‌(68) بابٌ فيمنْ رَأَى أَنْ لَا يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا

- ‌(69) بابٌ في الرُّخْصَةِ في الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا

- ‌(70) بابٌ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌(71) بابٌ في الْمَرْأَةِ تُكَنَّى

- ‌(72) بابٌ في الْمَعَارِيضِ

- ‌(73) (بابٌ في "زَعموا

- ‌(74) بابٌ في الرَّجَلِ يَقُولُ في خُطْبَتِهِ: أَمَّا بَعْدُ

- ‌(75) بابٌ في الْكَرْمِ، وَحِفْظِ الْمَنْطِقِ

- ‌(76) بَابُ لَا يَقُولُ الْمَمْلُوكُ: ربِّي، وَرَبَّتي

- ‌(78) بابٌ في صلَاةِ الْعَتَمَةِ

- ‌(79) (بَابٌ في مَا روِيَ مِنَ الرُّخْصَةِ في ذَلِكَ)

- ‌(80) بَابُ التَّشْدِيدِ في الْكَذِبِ

- ‌(81) بَابٌ في حُسْنِ الظَّنِّ

- ‌(82) بَابٌ في الْعِدَةِ

- ‌(83) (بابٌ فِيمَنْ يَتَشَبَّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ)

- ‌(84) بَابُ مَا جَاءَ في الْمُزَاحِ

- ‌(85) بَابُ مَنْ يأْخُذ الشَّيءَ مِنْ مُزَاحٍ

- ‌(86) بَابُ مَا جَاءَ في التَّشَدُّقِ في الْكَلَامِ

- ‌(87) بَابُ مَا جَاء فِي الشِّعْرِ

- ‌(88) بَابُ مَا جَاءَ في الرُّؤْيَا

- ‌(89) بَابٌ في التَّثاؤُبِ

- ‌(90) بابٌ في الْعُطَاسِ

- ‌(91) (بابٌ: كيْفَ تَشْمِيت الْعَاطِس)

- ‌(92) بَابٌ كمْ يُشَمِّتُ الْعَاطِسُ

- ‌(93) بَابٌ كَيْفَ يُشَمَّتُ الذِّمِّيُّ

- ‌(94) بَابٌ فِيمَنْ يَعْطِسُ وَلَا يَحْمَدُ اللَّه

- ‌(95) بَابٌ في الرَّجُلِ يَنبطِحُ عَلَى بَطْنِهِ

- ‌(96) (بَابٌ في النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَار)

- ‌(97) بَابٌ في النَّوْمِ عَلَى طَهَارةٍ

- ‌(99) (بَابُ مَا يَقُولُ عِنْدَ النَّوْمِ)

- ‌(100) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(101) بابٌ في التَّسْبِيحِ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌(102) بَابُ مَا يَقُولُ إذَا أَصْبَحَ

- ‌(103) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إذَا رَأَى الْهِلَالَ

- ‌(104) بَابُ مَا جَاء فِيمَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ مَا يَقُولُ

- ‌(105) (بابُ مَا يَقُولُ إذَا هَاجَت الرِّيحُ)

- ‌(107) بابٌ في الدِّيكِ وَالْبَهَائِمِ

- ‌(106) (بَابٌ في الْمَطَرِ)

- ‌(108) (بابٌ في الْمَوْلُودِ يُوَذَّنُ في أُذُنِهِ)

- ‌(109) بابٌ في الرَّجُلِ يَسْتَعِيذُ مِنَ الرَّجُلِ

- ‌(110) بابٌ في رَدِّ الْوَسْوَسَةِ

- ‌(111) بابٌ في الرَّجُلِ يَنْتَمِي إلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ

- ‌(112) بَابٌ في التَّفَاخُرِ بِالأَحْسَابِ

- ‌(113) بَابٌ في الْعَصَبِيَّةِ

- ‌(114) (بَابُ الرَّجُلِ يُحِبُّ الرَّجُلَ عَلَى خيرٍ يَرَاهُ)

- ‌(115) بابٌ في الْمَشُورَةِ

- ‌(116) بَابٌ في الدَّالِّ عَلَى الْخَيْرِ

- ‌(117) بَابٌ في الْهَوَى

- ‌(118) بَابٌ في الشَّفَاعَةِ

- ‌(119) (بابٌ في الرَّجُلِ يَبْدَأُ بِنَفْسِهِ في الْكِتَابِ)

- ‌(120) بابٌ كيْفَ يَكْتُبُ إلَى الذِّمِّيِّ

- ‌(121) بَابٌ في بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌(122) بابٌ في فَضْلِ مَنْ عَالَ يَتَامَى

- ‌(123) (بابٌ في مَنْ ضَمَّ يتَيمًا)

- ‌(124) بابٌ في حَقِّ الْجِوَارِ

- ‌(125) بَابٌ في حَقِّ الْمَمْلُوكِ

- ‌(126) بابٌ في الْمَمْلُوكِ إذَا نَصَحَ

- ‌(127) بَابٌ فِيمَنْ خَبَّبَ مَمْلُوكًا عَلَى مَوْلَاهُ

- ‌(128) بابٌ في الاسْتِئْذَانِ

- ‌(129) بَابٌ كَمْ مَرَّةً يُسَلِّمُ الرَّجُلُ في الاسْتِئْذَانِ

- ‌(130) بَابٌ في الرَّجُلِ يدْعَى أَيَكُونُ ذَلِكَ إذُنهُ

- ‌(131) بَابٌ في الاسْتِئْذَانِ في الْعَوْرَاتِ الثَّلاثِ

- ‌(132) بَابُ إفْشَاءِ السَّلَامِ

- ‌(133) بَابٌ: كَيْفَ السَّلَامُ

- ‌(134) بابٌ في فَضْلِ مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ

- ‌(135) بَابُ مَنْ أَوْلَى بِالسَّلَامِ

- ‌(136) بَابٌ في الرَّجُلِ يُفَارِقُ الرَّجُلَ ثُمَّ يَلْقَاهُ، أَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ

- ‌(137) بَابٌ في السَّلَامِ عَلَى الصِّبيان

- ‌(138) بابٌ في السَّلامِ عَلَى النِّسَاءِ

- ‌(139) بابٌ في السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ

- ‌(140) بابٌ في السَّلَامِ إذَا قَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ

- ‌(141) بابٌ في كَرَاهِيَّةِ أَنْ يَقُولَ: "عَلَيْكَ السَّلَامُ

- ‌(142) (بَابُ مَا جَاءَ في رَدٍّ واحدٍ عَنِ الْجَمَاعَةِ)

- ‌(143) بَابٌ في الْمُصَافَحَة

- ‌(144) بَابٌ في الْمُعَانَقَةِ

- ‌(145) (بابٌ في الْقِيَامِ)

- ‌(146) بَابٌ فَي قُبْلَةِ الرَّجُلِ وَلَدَه

- ‌(147) بَابٌ في قُبْلَةِ مَا بَيْنَ الْعَيْنينِ

- ‌(148) بابٌ في قُبْلَةِ الْخَدِّ

- ‌(149) بابٌ في قُبْلَةِ الْيَدِ

- ‌(150) بَابٌ في قُبْلَةِ الْجَسَدِ

- ‌(151) بَابُ قُبْلَةِ الرِّجْل

- ‌(152) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ: "جَعَلني اللَّه فِدَاكَ

- ‌(153) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ: "أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا

- ‌(154) بَابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: "حَفِظَكَ الله

- ‌(156) بابٌ في الرَّجُلِ يَقولُ: "فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ

- ‌(158) بَابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: "أَضْحَكَ الله سِنَّكَ

- ‌(159) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ

- ‌(160) بابٌ في اتِّخَاذِ الْغُرَفِ

- ‌(161) بَابٌ في قَطْعِ السِّدْرِ

- ‌(162) بابٌ في إمَاطَةِ الأَذَى

- ‌(163) بَابٌ في إطْفَاءِ النَّارِ بِاللَّيلِ

- ‌(164) بابٌ في قَتْلِ الْحَيَّاتِ

- ‌(165) بَابٌ في قَتْلِ الأَوْزَاغِ

- ‌(166) بَابٌ في قَتْلِ الذَّرِّ

- ‌(167) بابٌ في قَتْلِ الضِّفْدَع

- ‌(168) بَابٌ في الْخَذْفِ

- ‌(169) بابٌ في الْخِتَان

- ‌(170) (بابُ ما جاء في مَشْيِ النِّسَاء في الطَّرِيقِ)

- ‌(171) بابٌ في الرَّجُلِ يَسُبُّ الدَّهْرَ

- ‌خاتمة الطبع

- ‌تقاريظ الكتاب

الفصل: ‌(164) باب في قتل الحيات

جَاءَتْ فَأرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ، فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا، فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ دِرْهَمِ (1)، فَقَالَ:"إذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذ عَلَى هَذَا، فَتَحْرِقَكُمْ". [حب 5519، ك 4/ 284]

(164) بابٌ في قَتْلِ الْحَيَّاتِ

5248 -

حَدّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا سُفْيَانُ، عن ابْنِ عَجْلَانَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا سَالَمْنَاهُنَّ

===

جاءت فأرة فأخذت تَجُرُّ الفتيلة، فجاءت) الفارة (بها) أي الفتيلة (فالقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم -على الخُمْرَةِ) حصير قصير بقدر ما يسجد عليه المصلي (التي كان) صلى الله عليه وسلم (قاعدًا عليها، فأحرقت منها) أي من الخمرة (مثل موضع درهم، فقال: إذا نمتم فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُم، فإن الشيطان يَدُلُّ مثل هذه) أي الفأرة (على هذا) أي على هذا الفعل (فتحرقكم).

(164)

(بابٌ في قَتْلِ الْحَيَّاتِ)(2)

5248 -

(حدثنا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما سالمناهن)

(1) في نسخة: "الدرهم".

(2)

قال الدميري: ذكر ابن خالويه لها مأتي اسم أنزلها الله تعالى بسجستان، فهي أكثر أرض الله حياتٍ، ولولا العربدّ -وهو نوع منها كبير- يأكلها ويفني كثيرًا منها لخلت من أهلها لكثرتها، وقال كعب: أهبطها الله بأصبهان، والحية تعيش ألف سنة، وليس لها سفاد بل يلتوي بعضهم بعضًا، تبيض ثلاثين بيضة على عدد أضلاعها، فيجتمع عليها النمل فيفسد أكثرها، وإن لدغها العقرب ماتت، ومن شأنها إذا لم تجد طعاما تعيش بالنسيم، ولا تأكل إلا لحم الحي، ونابها إذا قلعت تخرج بعد ثلاث، ومن عجائبها أنها تهرب من الرجل العريان، انتهى. [انظر:"حياة الحيوان"(1/ 343، 345)]. (ش).

ص: 634

مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ، وَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْهُنَّ خِيفَةً، فَلَيْسَ مِنَّا". [حم 2/ 432، حب 5644]

5249 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ السُّكَّرِيُّ، عن إسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ، عن شَرِيكٍ، عن أَبِي إسْحَاقَ، عن الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ،

===

أي: ما صالحناهن (منذ حاربناهن) ولعل المراد ما روي أن إبليس دخل في جثة الحية (1) فدخل الجنة، ويمكن أن يقال: إن المحاربة بين الحية والإنسان جبلية، لأن كلًّا منهما مجبول على طلب قتل الآخر، كأن المراد ما شرع الله تعالى محبتهن لنا، أو ما نسخ عداوتهن منا، وشرع لنا ذلك فأمرنا بقتلهن، أو ما زال عداوتهن عن قلوبنا، ولهذا شرع قتلهن حتى في الحرم.

(ومن ترك شيئًا منهن) أي من قتل الحيات (خيفة) أي خوف ضرر أو ثأر (فليس منا) أي ليس هذا من خصالنا وأخلاقنا.

5249 -

(حدثنا عبد الحميد بن بيان) بن زكريا بن خالد بن أسلم، وقيل: بيان بن أبان الواسطي، أبو الحسن بن علي بن عيسى (2) العطار (السكري) ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال مسلمة: ثنا عنه ابن مبشر وهو ثقة.

(عن إسحاق بن يوسف) الأزرق، (عن شريك، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن) بن بد الله بن مسعود المسعودي، أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وعن ابن معين: ثقة، وقال علي بن المديني: لم يلق من الصحابة غير جابر، وقال العجلي: كان على قضاء الكوفة، وكان لا يأخذ على القضاء أجرًا وكان ثقة رجلًا صالحًا، وقال ابن عيينة:[قلت لمسعر]: من أثبت من أدركت؟ قال: القاسم بن عبد الرحمن وعمرو بن دينار، قلت: وقال ابن خراش: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

(1) والجمهور على أن قوله تعالى: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: 36] لآدم وحواء وإبليس والحية، كما في "الفتاوى الحديثية"(ص 32)، و"مختلف الحديث"(ص 162). (ش).

(2)

كذا في الأصل و"تهذيب التهذيب"(6/ 111)، وفي "تهذيب الكمال" (3695): أبو الحسن بن أبي عيسى، وهو الظاهر.

ص: 635

عن أَبِيهِ، عن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ، فَمَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فَلَيْسَ مِنِّي".

5250 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، نَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ فِيمَا أُرَى إلَى

===

(عن أبيه) عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، (عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوا (1) الحيات كلهن) ظاهر في قتل أنواع الحيات كلهما إلَّا أن يستثنى منها العوامر ذات البيوت، أو المراد القتل ابتداء وبعد التحريج والتضييق فتتم الكلية.

(فمن خاف ثأرهن) أي انتقامهن (فليس مني) وكانوا في الجاهلية يظنون أنه إذا قتل حية فيجيء زوجها فيلسعه، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الاعتقاد، وكذلك أهل الهند يظنون في بعض بلادها أن من قتل حية في حالة مخصوصة فينتقم زوجها ويلسعه في كل سنة.

5250 -

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد الله بن نمير، نا موسى بن مسلم) الحزامي، ويقال: الشيباني، أبو عيسى الكوفي الطحان المعروف بموسى الصغير، عن أحمد: ما أرى به بأسًا، وقال الدوري عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: يقال: إنه مات خلف المقام وهو ساجد.

(قال: سمعت عكرمة يرفع الحديث فيما أرى إلى

(1) استدل بذلك العيني (10/ 652) لمن قال بعموم القتل بدون الإنذار، وحكى في المسألة اختلاف السلف، قال الدميري (1/ 352): أَمْرُه عليه السلام بقتل الحيات أمر ندب، وحيات البيوت لا تقتل حتى تنذر ثلاثة أيام أو ثلاث مرات، والجمهور على الأول بأن يقول: أنشدكن بالعهد الذي أخذه عليكن نوح وسليمان أن لا تبدو لنا ولا تؤذونا، وهل يختص بالمدينة؟ والصحيح أنه عام في كل بلد، وعند الحنفية لا تقتل البيضاء لأنها من الجن، وقال الطحاوي (7/ 375): لا بأس بقتل الجميع، والأولى الإنذار، وفي "الدر المختار": الأولى ترك الحية البيضاء، انتهى (2/ 421). (ش).

ص: 636

ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَكَ الْحَيَّاتِ مَخَافَةَ طَلَبِهِنَّ، فَلَيْسَ مِنَّا، مَا سَالَمْنَاهُنَّ مِنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ". [حم 1/ 230]

5251 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عن مُوسَى الطَّحَّانِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ سَابِطٍ، عن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنَّا نُرِيدُ أَنْ نَكنِسَ زَمْزَمَ وَإنَّ فِيهَا مِن هَذِهِ الْجِنَّانِ- يَعْنِي الْحَيَّاتِ الصِّغَارَ- فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِهِنَّ.

===

ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك الحيات) من القتل (مخافة طلبهن) أي لخوف انتقامهن (فليس منا، ما سالمناهن منذ حاربناهن).

5251 -

(حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا مروان بن معاوية، عن موسى الطحان، نا عبد الرحمن بن سابط) ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو الجمحي المكي، تابعي، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، له في "صحيح مسلم" حديث واحد في الفتن، ذكره البخاري وأبو حاتم وابن حبان في "الثقات".

(عن العباس بن عبد المطلب أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم -إنا نريد أن نكنس) من بأبي ضرب ونصر (زمزم) أي ننظف ونخرج منها ما وقع فيها من قطع الحبال والظروف وغير ذلك (وإن فيها) أي في زمزم (من هذه الجنان) بكسر الجيم وتشديد النون جمع جان كحيطان وحائط (يعني الحيات الصغار) قيل: هي الدقيقة البيضاء (فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهن).

قال المنذري (1): في سماع عبد الرحمن بن سابط عن العباس بن عبد المطلب نظر، والأظهر أنه مرسل.

(1)"مختصر سنن أبي داود"(4/ 512).

ص: 637

5252 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَالِمٍ، عن أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ، وَالأَبْتَرَ، فَإنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وُيسْقِطَانِ الْحَبَلَ"، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْتُلُ كُلَّ حَيَّةٍ وَجَدَهَا، فَأَبْصَرَهُ أَبُو لُبَابَةَ أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُطَاردُ حَيَّةً، فَقَالَ: إنَّهُ قَدْ نُهِيَ عن ذَوَاتِ الْبُيُوتِ. [خ 3297، م 2233، ت 1483، جه 3535، حم 2/ 121]

===

5252 -

(حدثنا مسدد، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقتلوا الحيات، وذا الطُّفْيَتَيْنِ) تثنية طفية، بضم المهملة وسكون الفاء بعدها تحتية، وهي خوصة المُقْل شبه الخطين الذين على ظهره بخوصتين من خُوْص المُقْل (والأبتر) أي مقطوع الذنب وليس بمقطوعة، بل هي كالمقطوعة (فإنهما يلتمسان البصر) أي يطمسانه لخاصية في طباعهما إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان، وقيل: معناه أنهما يقصدان البصر في اللسع والنهش (1).

(ويسقطان الحبل) أي لشدة سمهما إذا رأتهما امرأة حامل يسقط حملها.

(قال) أي سالم: (وكان عبد الله يقتل كل حية وجدها، فأبصره) أي عبد الله بن عمر (أبو لبابة) صحابي مشهور، واختلف في اسمه وهو ابن عبد المنذر (أو زيد بن الخطاب) (2) عم عبد الله بن عمر (وهو يطارد حية) أي يدافعها ليقتلها (فقال) أي أبو لبابة أو زيد بن الخطاب:(إنه قد نهي (3) عن ذوات البيوت) قيل: إنه عام في جميع البيوت، وعن مالك رضي الله عنه تخصيصه ببيوت المدينة، وهو المختار، وقيل: تختص ببيوت المدن دون غيرها.

(1) ذكر المعنيين الدميري، ورجح المعنى الأول. انظر:"حياة الحيوان"(2/ 122). (ش).

(2)

بسط الحافظ في الشك، ورجح أبا لبابة. انظر:"فتح الباري"(6/ 349). (ش).

(3)

ولفظ البخاري: "قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت". "صحيح البخاري"(3297). (ش).

ص: 638

5253 -

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عن مَالِكٍ، عن نَافِعٍ، عن أَبِي لُبَابَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن قَتْلِ الْجِنَّانِ (1) الَّتِي تكُون في الْبُيُوتِ، إلَّا أَنْ يَكُونَ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ، فَإنَّهُمَا يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ، وُيطْرِحَانِ مَا في بُطُونِ النِّسَاءِ. [خ 3298، م 2233، حم 3/ 430]

5254 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عن أَيُّوبَ، عن نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَجَدَ بَعْدَ ذَلِكَ - يَعْنِي بَعْدَمَا حَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ- حَيَّةً في دَارِهِ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، يَعْنِي إلَى البقِيعِ.

5255 -

حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْح وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَا، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عن نَافِعٍ في هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ نَافِعٌ: ثُمَّ رَأَيتُهَا بَعْدُ في بَيْتِهِ. [م 2233]

===

5253 -

(حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن أبي لبابة) بن عبد المنذر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت، إلَّا أن يكون ذا الطُّفْيَتَيْنِ (2) والأبتر، فإنهما يخطفان البصر ويطرحان ما في بطون النساء) أي الحمل.

5254 -

(حدثنا محمد بن عبيد، نا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع: أن ابن عمر وجد بعد ذلك - يعني بعد ما حدثه أبو لبابة - حية في داره فأمر بها) أي بالحية (فَأخْرِجَتْ، يعني إلى البقيع).

5255 -

(حدثنا ابن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني قالا: أنا ابن وهب قال: أخبرني أسامة، عن نافع في هذا الحديث. قال نافع: ثم رأيتها بعدُ في بيته) أي في بيت عبد الله بن عمر.

(1) في نسخة: "الحيات".

(2)

زعم الداودي أن الجن لا يتمثل بذي الطفيتين والأبتر، كذا في "الفتح"(6/ 349). (ش).

ص: 639

5256 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ انْطَلَقَ هُوَ وَصَاحِبٌ لَهُ إلَى أَبِي سَعِيدٍ يَعُودُونَهُ (1)، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِينَا صَاحِبًا لنَا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ، فَأَقْبَلْنَا نَحْنُ فَجَلَسْنَا في الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ فَأَخْبَرَنَا: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الْهَوَامَّ مِنَ الْجِنِّ، فَمَنْ رَأَى في بَيْتِهِ شَيْئًا، فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإنْ عَادَ فَلْيَقْتُلْهُ فَإنَّهُ شيْطَانٌ".

===

5256 -

(حدثنا مسدد، نا يحيى، عن محمد بن أبي يحيى) الأسلمي (قال: حدثني أبي) أبو يحيى الأسلمي المكي سمعان، مقبول (أنه انطلق هو) أي أبي (وصاحب له إلى أبي سعيد يعودونه) وكان مريضًا (فخرجنا من عنده) أي أبي سعيد (فلقينا صاحبًا) آخر (لنا وهو يريد أن يدخل عليه، فأقبلنا نحن) من عنده (فجلسنا في المسجد، فجاء) صاحب لنا الذي دخل عليه بعد ما خرجنا من عنده (فأخبرنا، أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الهوام) أي الحيات (من الجن)(2) خبر إن (فمن رأى في بيته شيئًا فَلْيُخَرِّجْ عليه) أي يضيق عليه (ثلاث مرات) يقول لهن (3): أُحَرِّجُ عليكن أن لا تخرجن علينا، فإن عُدْتُنَّ إلينا قتلناكُنَّ (فإن عاد فليقتله فإنه شيطان) قال المنذري: في إسناده رجل مجهول.

(1) في نسخة: "يعودانه".

(2)

فإنهم قالوا: الجنات ثلاثة أصناف، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وعقارب، وصنف يحلون ويظعنون كما بسطه في "الفتح"(6/ 345)، وكثير من الفلاسفة والقدرية والزنادقة أنكروا وجود الجن رأسًا، وكثير منهم يثبتون وجودهم الآن، وبعضهم ينفون تسلطهم على الإنس

إلخ، وهل يأكلون ويشربون، تقدم في (1/ 292)، وبسط الدميري الكلام عليهم في، حياة الحيوان" (1/ 254)، وابن حجر في "الفتاوى الحديثية" (ص 92، 93). (ش).

(3)

وهو مندوب لا واجب وإن اقتضاه كلام بعض الحنابلة، كذا في "الفتاوى الحديثية"(ص 33). انتهى. (ش).

ص: 640

5257 -

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، نَا اللَيْثُ، عن ابْنِ عجلَانَ، عن صَيْفِيٍّ أَبِي سعيدٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، عن أَبِي السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سعيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَبَيْنَمَا (1) أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ سَمِعْتُ تَحْتَ سَرِيرِهِ تَحْرِيكَ شَيءٍ، فَنَظَرْتُ فَإذَا حَيةٌ (2) فَقُمْتُ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: حَيَّةٌ هاهُنَا، قَالَ: فَتُرِيدُ مَاذَا؟ قُلْتُ: أَقْتُلُهَا، فَأَشَارَ إلَى بَيْتٍ في دَارِهِ تِلْقَاءَ بَيْتِهِ، فَقَالَ: إنَّ ابْنَ عَمٍّ لِي كَانَ في هَذَا الْبَيْتِ، فَلمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَاب اسْتَأذَنَ إلَى أَهْلِهِ- وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ - فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَه (3) أَنْ يَذْهَبَ بِسِلَاحِهِ، فَأَتَى دَارَهُ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَائِمَةً عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَأَشَارَ إلَيْهَا بِالرُّمْحِ، فَقَالَتْ: لَا تَعْجَلْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا أَخْرَجَنِي،

===

5257 -

(حدثنا يزيد بن موهب الرملي، نا الليث، عن ابن عجلان، عن صيفي أبي سعيد مولى الأنصار، عن أبي السائب) مولى هشام بن زهرة (قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فبينما أنا جالس عنده سمعت تحت سريره) صوت (تحريك شيء، فنظرت فإذا حية فقمت، فقال أبو سعيد: ما لك) لِمَ قمتَ؟ (فقلت: حية ها هنا، قال: فتريد ماذا؟ قلت: أقتلها) أي أريد قتلها (فأشار إلى بيت في داره تلقاء بيته، فقال) أبو سعيد: (إن ابن عم لي كان في هذا البيت، فلما كان يوم الأحزاب استأذن) من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع (إلى أهله، وكان حديث عهد بعرس) أي بنكاح.

(فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم -وأمره أن يذهب بسلاحه، فأتى داره فوجد امرأته قائمة على باب اليت) فأصابه بها غيرة (فأشار إليها بالرمح) ليطعنها من أجل المغيرة أو للتهديد (فقالت) أي امرأته: (لا تعجل) عليَّ (حتى تنظر ما أخرجني،

(1) في نسخة: "فبينا".

(2)

في نسخة: "فإذا هي حية".

(3)

في نسخة: "فأمره".

ص: 641

فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَإذَا حَيَّةٌ مُنْكَرَةٌ فَطَعَنَهَا بِالرُّمْحِ، ثُمَّ خَرَجَ بِهَا في الرُّمْحِ تَرْتَكِضُ، قَالَ: فَلَا أَدري أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الرَّجُلُ أَو الْحَيَّةُ، فَأَتَى قَوْمُهُ رَسُولَ الله (1) صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ادْعُ الله أَنْ يَرُدَّ صَاحِبَنَا، فَقَالَ:"اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ"، ثُمَّ قَالَ:"إنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا بِالمَدِينَةِ، فَإذَا رَأَيْتُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَحَذِّرُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ إنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدُ أَنْ تَقْتُلوهُ فَاقْتُلُوهُ بَعْدَ الثَّلَاثِ". [م 2236، ت 1484، حم 3/ 27]

5258 -

حَدثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عن ابْنِ عَجْلَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مُخْتَصَرًا، قَالَ:"فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلاثًا، فَإنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ فَإنَّهُ شَيْطَانٌ". [م 2236]

===

فدخل البيت فإذا حية منكرة) أي عظيمة (فطعنها بالرمح، ثم خرج بها) وهي مركوزة (في الرمح ترتكض) أي تتحرك وتضطرب.

(قال: فلا أدري أيهما كان أسرع موتًا الرجل (2) أو الحية، فأتى قومُه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -فقالوا: ادع الله أن يرد صاحبنا) أن يحييه (فقال: استغفروا لصاحبكم، ثم قال: إن نفرًا من الجن أسلموا بالمدينة) تظهر في صورة الحية (فإذا رأيتم أحدًا منهم فَحَذِّرُوهُ ثلاث مرات، ثم إنْ بَدَا لكم) أي ظهر لكم الحية (بعدُ) أي بعد التحذير، واستحسنتم أو أردتم (أن تقتلوه) ويحتمل أن يكون لفظ: أن تقتلوه فاعل لبدا، أي ثم إن ظهر لكم بعد ذلك قتلهم (فاقتلوه بعد الثلاث) فإنه كافر.

5258 -

(حدثنا مسدد، نا يحيى، عن ابن عجلان بهذا الحديث مختصرًا، قال: فَلْيُؤذِنْهُ) من الإيذان بمعنى الإعلام (ثلاثًا، فإن بَدَا له بعدُ فليقتله فإنه شيطان).

(1) في نسخة: "النبي".

(2)

توفيت المرأة أيضًا كما في "الإرشاد الرضي". (ش).

ص: 642

5259 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عن صَيْفِيٍّ مَوْلَى ابْنِ أَفْلَح، أَخْبَرَنِي أَبُوِ السَّائِبِ مَوْلى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَذكَرَ نَحْوَهُ وَأَتَمَّ مِنْهُ، قَالَ:"فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ، فَإنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ". [تقدَم برقم 5257]

5260 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، نَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن حَيَّاتِ الْبُيُوتِ، فَقَالَ: "إذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا في مَسَاكِنِكُمْ، فَقُولُوا: أَنْشُدُكُنَّ (1)

===

5259 -

(حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، نا ابن وهب، أخبرنا مالك، عن صيفي مولى ابن أفلح، أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة، أنه دخل على أبي سعيد الخدري، فذكر نحوه وأتم منه، قال: فَآذِنُوهُ) أي أعلموه (ثلاثة أيام، فإن بدا) أي ظهر لكم (بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان).

5260 -

(حدثنا سعيد بن سليمان، عن علي بن هاشم) بن البريد بفتح الموحدة وبعد الراء تحتانية ساكنة [العائذي] مولاهم، أبو الحسن الكوفي الخزاز، عن أحمد: ليس به بأس، وعن ابن معين: ثقة، وعن ابن المديني: كان صدوقًا، وكان يتشيع، وعنه: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان غاليًا في التشيع وروى المناكير عن المشاهير، وذكره ابن حبان أيضًا في "الضعفاء"، ووثقه العجلي، وضعفه الدارقطني.

(نا ابن أبي ليلى) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، (عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -سئل عن حيات البيوت، فقال: إذا رأيتم منهن شيئًا في مساكنكم) أي في بيوتكم (فقولوا: أنشدكُنَّ)

(1) في نسخة: "أنشدكم".

ص: 643

الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ (1) نُوحٌ عليه السلام، أَنْشُدُكُنَّ (2) الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَليْكُنَّ سُلَيْمَانُ، أَنْ تُؤْذُونَا (3)، فَإنْ عُدْنَ فَاقْتُلُوهُنَّ". [ت 1485]

5261 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عن مُغِيرَةَ، عن إبْرَاهِيمَ، عن ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ:"اقْتُلوا الْحَيَّاتِ كُلَّهَا إلَّا الْجَانَّ الأَبْيَضَ الَّذِي كَأَنَّهُ قَضِيبُ فِضَّةٍ"(4).

===

أي أذكركن (العهد الذي أخذ عليكن نوح (5) عليه السلام، أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن سليمان عليه السلام أن تؤذونا) هكذا بغير لفظة:"لا" في النسخة المجتبائية والمصرية والمكتوبة الأحمدية، وأما في النسخة الكانفورية والنسختين المدنيتين فبلفظة:"لا"، وهكذا بزيادة لفظ:"لا" في رواية الترمذي (6)(فإن عدْنَ فاقتلوهن).

قال المنذري (7): ابن أبي ليلى الذي رواه عن ثابت البناني هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه الكوفي ولا يحتج بحديثه. وأبو ليلى له صحبة، واسمه يسار، وقيل: داود، وقيل: أوس، وقيل: إن بلالًا أخوه، وقيل: لا يحفظ اسمه، ولقبه أنيس (8).

5261 -

(حدثنا عمرو بن عون، أنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن ابن مسعود أنه قال: اقتلوا الحيات كلها إلَّا الجانّ الأبيض الذي كأنه قضيب) أي غصن (فضة).

(1) في نسخة: "عليكم".

(2)

في نسخة: "أنشدكم".

(3)

في نسخة: "أن لا تؤذونا".

(4)

زاد في نسخة: "قال أبو داود: فقال لي إنسان: الجان لا يتعرج في مشيته، فإن كان هذا صحيحًا كانت علامة فيه إن شاء الله تعالى".

(5)

لعله إشارة إلى ما يظهر من الرقية التي في "حياة الحيوان": قال لكم نوح: من ذكرني فلا تلدغوه. [انظر: "حياة الحيوان" (1/ 349)]. (ش).

(6)

راجع: "سنن الترمذي"(1485).

(7)

"مختصر سنن أبي داود"(4/ 513 - 514).

(8)

كذا في الأصل، وفي "المختصر":"أَيْسَر" وهو الصواب، انظر:"تهذيب الكمال"(8188).

ص: 644