الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ، فَاحْذَرُوهُمْ". [خ 4547، م 2665، ت 2994، حم 6/ 48]
(3) بَابُ مُجَانبُةِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَبُغْضِهِمْ
4599 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا يَزِيدُ بْنُ
===
فأولئك الذين سمَّى اللهُ) أي سَمَاهم الله بتسمية مَذْمومةٍ قَبِيحةٍ بقوله تعالى: {الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} (فَاحْذَرُوهم) أي لا تُجَالِسُوهم ولا تُفاتِحوهم بالكلام.
قال ابن جرير في "تفسيره"(1): فمعنى الكلام إذًا: فأما الذين في قلوبهم مَيْل عن الحق وحَيْفٌ عنه، فَيَتَّبِعون من آي الكتاب ما تَشَابهتْ ألفاظُه، واحتمل صرفه في وجوه التأويلات باحتماله المعاني المختلفة إرادة اللَّبْس على نفسه وعلى غيره، أحتجاجًا به على باطله الذي مال إليه قلبه دون الحق الذي آتاه (2) الله، فأوضحه بالمحكمات من آي كتابه.
وهذه الآية وإن كانتْ نزلتْ فيمن ذكرنا أنها نزلت فيهم من أهل الشرك، فإنه معنيّ بها كل مبتدع في دين لله بدعة، فمال قلبُه إليها، تأويلًا منه لبعض متشابه آي القرآن، ثم حاجَّ به وجَادَلَ به أهل الحقّ، وعدل عن الواضح من أدلة آية المحكمات، إرادة منه بذلك اللَّبْس على أهل الحقِّ من المؤمنين، وطلبًا لعلم تأويل ما تشابه عليه من ذلك كائنًا من كان، وأيّ أَصْناف البدعة كان: من أهل النصرانية كان أو اليهودية أو المجوسية، أو كان سبائيًّا أو حَرُوريًّا، أو قَدرِيًّا، أو جَهْمِيًّا، كالذي قال صلى الله عليه وسلم:"فَإذَا رَأَيْتُمْ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فهم الَّذِينَ عَنَى اللهُ فَاحْذَرُوهُم".
(3)
(بَابُ مُجَانبَةِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَبُغْضِهِم)
4599 -
(حدثنا مسدد، نا خالد بن عبد الله، نا يزيد بن
(1)"تفسير الطبري"(3/ 212).
(2)
هكذا في الأصل، وفي "تفسير الطبري":"أبانه الله فأوضحه".
أَبِي زِيَادٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن رَجُلٍ، عن أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الأَعْمَالِ: الْحُبُّ في اللَّهِ، وَالْبُغْضُ في اللَّهِ". [حم 5/ 146]
4600 -
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْح، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي (1) عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ-
===
أبي زياد، عن مجاهد، عن رجل، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضلُ الأعْمال: الحبُّ في الله، والبُغْضُ في الله) أي من يُحبُّه لا يُحِبه إلَّا لله، ومن يُبْغِضه لا يبغضه إلا للهِ، فيبغض عدوه ومخالفه وعاصيه، ومنهم أهل الأهواء، ويحب من يطيعه ويواليه.
قال المنذري (2): في إسناده يزيد بن أبي زياد الكوفي، ولا يحتج بحديثه. وقد أخرج له مسلم متابعة، وفيه أيضًا رجل مجهول.
قال الخطابي (3): فيه من العلم أن تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاث إنما هو فيما يكون بينهما من قبل عتب وموجدة، أو لتقصير يقع في حقوق العِشرة ونحوها، دون ما كان من ذلك من حق الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مَرِّ الأوقات والأزمان ما لم يظهر منه التوبة والرجوعُ إلى الحق.
4600 -
(حدثنا ابن السرح، أنا ابن وَهْب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: فأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان) عبد الله (قائدَ) أبيه (كعب) أي يَقُوده حيث يريد (من بَنيه) أي من جملة أولاده (حين عَمِيَ) وهذه جملة معترضة بين اسم "أن" وخبرها،
(1) في نسخة: "وأخبرني".
(2)
"مختصر سنن أبي داود"(7/ 5).
(3)
"معالم السنن"(4/ 296).