الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(124) بابٌ في حَقِّ الْجِوَارِ
5151 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا حَمَّادٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن أَبِي بَكْرٍ بنِ مُحَمَّدٍ، عن عَمْرَةَ، عن عَائِشَةَ، عن (1) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى قُلْتُ لَيُوَرِّثَنَّهُ". [خ 6014، م 2624، ت 1942، جه 3673، حم 6/ 238]
5152 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا سفْيَانُ، عن بَشِيرٍ أَبِي إسْمَاعِيلَ، عن مُجَاهِدٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةً فَقَالَ: أَهْدَيْتُمْ لِجَارِي الْيَهُودِيِّ؟ فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيورثُهُ". [ت 1943، حم 2/ 160]
===
تأيمت على أيتام لي". وقوله: تبادرني أي لتدخل معي، أو تدخل في إثري.
(124)
(بابٌ في حَقِّ الْجِوَارِ)
5151 -
(حدثنا مسدد، نا حماد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد، عن عمرة، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال: ما زال جبرئيل يوصيني بالجار) أي بأن آمر الأمة برعاية حقوق الجار (حتى قلت) في نفسي، يعني ظننت (ليُورِثَنَّه) يعني يحكم بتوريث أحد الجارين الآخر.
5152 -
(حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا سفيان، عن بشير) بن سليمان (أبي إسماعيل) الكندي، (عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، أنه ذبح شاة فقال: أهديتم) بتقدير حرف الاستفهام البخاري اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -يقول: ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننث أنه سَيوَرِّثه) أي يجعل الجار وارثًا في تركة الجار مثل ذوي الفروض والعصبات.
(1) في نسخة: "أن".
5153 -
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نِافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ
===
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "أهديتم لجاري اليهودي"، ولا ينافيه ما اشتهر بين العلماء نظرًا إلى أحاديث النهي عن مجاورة الكفار والمكث في محلاتهم، أن يهوديًّا أو غيره من الكفار إن سكن في محلة المسلمين يخرج منها، وكذلك المسلم إن سكن في محلة الكفار يؤمر بالخروج منها لقوله عليه السلام:"لا تتراءى ناراهما"(1) إلى غير ذلك من النصوص، ووجه ذلك أن كونه جارًا له لا يقتضي عدم الفصل بينهما، فإن الجار أعم من الملاصق وغيره.
ولذلك حدَّ بعضهم الجوار بأربعين دارًا، وقد قيل فيه بأقل منها، فلا يلزم أنه كان تحت جداره، وأيضًا يمكن أن يكون داره على حد من محلة أهل الذمة، كدار عبد الله على طرف من محلة المسلمين لاصقًا ظهر بيته بظهر بيته، فلم يكن سكناهما في محلة واحدة، وهذا غير منهي عنه، إذ لو كان منهيًا عنه لما ورد في المرابطين ما ورد في الأجر، لأن المقيم على الثغر مجاور لأرض أهل الذمة ودارهم، انتهى.
قلت: ويمكن أن يجاب عنه بأن عبد الله بن عمرو بن العاص كان من المهاجرين، وهذه الواقعة أي سكناه عند دار اليهودي لعله وقعت بالشام أو مصر، لما رحل عبد الله بن عمرو إليها، فلم يكن سكناه في ذلك الموضع سكون قرار ومكث، بل كانت هذه السكنى عارضة، والمراد بالمجاورة المنهية إذا كانت سكنى دوام وقرار فلا إشكال، والله أعلم.
5153 -
(حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، نا سليمان بن حيان، عن محمد بن عجلان، عن أبيه) عجلان مولى فاطمة بنت عتبة، (عن أبي هريرة
(1) أخرجه أبو داود (2645)، والترمذي (1604)، والنسائي (4780).
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو جَارَهُ قَالَ: "اذْهَبْ فَاصْبِرْ"، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ:"اذْهَبْ فَاطْرَح مَتَاعَكَ في الطَّرِيقِ"، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ في الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ: فَعَلَ اللَّه بِهِ وَفَعَلَ، فَجَاءَ إلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تكْرَهُهُ.
5154 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّزَاقُ، أَنَا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا
===
قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، قال) النبي صلى الله عليه وسلم:(اذهب فاصبر) على إيذائه (فأتاه مرتين أو ثلاثًا، فقال) صلى الله عليه وسلم: (اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه) إذا مروا عليه (فيخبرهم خبره) أي خبر الجار من إيذائه (فجعل الناس يلعنونه) أي جاره ويدعون عليه: (فعل الله به وفعل، فجاء إليه جاره) واعتذر (فقال له: ارجع إلى بيتك) وَضَع متاعك في البيت (لا ترى مني) بعد ذلك (شيئًا تكرهه).
5154 -
(حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) ومن جملة الإكرام أن يلقاه بوجه طلق، وأن يتكلف بعض التكلف في طعامه وإيوائه، وأن يظهر الفرح والسرور بقدومه.
(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) وهذا أدناه، بل يحسن إليه.
(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا) أي كلامًا حسنًا عند الله
أَوْ ليَصْمُتْ". [خ 6518، م 47، ت 2500، حم 2/ 267]
5155 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُمْ، عن أَبِي عِمْرَانَ الْجونِيِّ، عن طَلْحَةَ، عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لِي جَارينِ بَأَيِّهِمَا أَبْدَأُ؟ قَالَ:"بِأَدْنَاهُمَا بَابًا". [خ 6020، حم 6/ 175، 187، 193، 239]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ شُعْبَةُ (1) في هَذَا الْحَدِيثِ: طَلْحَةُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ.
===
يرجى فيه الأجر (أو ليصمت) أي عن الكلام المباح أيضًا لئلا يجره إلى الكلام الذي فيه إثم أو شيء من الإثم.
5155 -
(حدثنا مسدد بن مسرهد وسعيد بن منصور، أن الحارث بن عبيد حدثهم، عن أبي عمران الجوني، عن طلحة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين بأيهما أبدأ) في الهدية إليه؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بأدناهما) أي أفربهما (بابًا) منك.
(قال أبو داود: قال شعبة (2) في هذا الحديث: طلحة رجل من قريش) قال المنذري: وطلحة هذا هو طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن معمر القرشي، احتج به البخاري في "صحيحه" وأخرج هذا الحديث من حديثه.
وفي "تهذيب التهذيب": طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر، وفي "الخلاصة" (3): طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن نعيم، وفي "التقريب" (4): طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن عمرو،
(1) في نسخة: "سعيد".
(2)
أخرج روايته أحمد في "مسنده"(6/ 239).
(3)
راجع: "تهذيب التهذيب"(5/ 18)، و"الخلاصة"(ص 179).
(4)
"تقريب التهذيب"(4645).