الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو الْخَصِيبِ اسْمُهُ: زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(16) بابُ مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجَالَسَ
4829 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ (1) رِيحُهَا طَيِّبٌ
===
المجلس إذا كان مرجع الضمير الجائي، أو نهى عن القيام عن مجلسه إذا كان مرجع الضمير في "نهاه" الرجل الذي قام، وإنما نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا الفعل كان فيه إهانة للمجلس، أو حرمانًا عن منافع المجلس لمن قام عن مجلسه.
وأما ما روى البخاري في "صحيحه"(2) عن ابن عمر مرفوعًا: "أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه"، فهذا متعلق بأمر آخر، وهو إذا لم يقم الجالس برضاه ويقيمه الجائي من غير رضاه، فهذا لا يحل قطعًا، لأن المجالس له حق في هذا المحل، وهو أحق به من غيره، حتى إذا قام من مجلسه لحاجة يريد أن يرجع فهو أحق به، وأما هذا الحديث لأبي داود، فهو في الرجل الذي يقوم لآخر برضاه، فهذا أيضًا لا ينبغي.
(قال أبو داود: أبو الخصيب اسمه: زياد بن عبد الرحمن)(3).
(16)
(بَابُ مَنْ يُؤْمَرُ) بِهِ (أَنْ يُجَالَسَ)
بصيغة المبني للمفعول، ويحتمل المبني للفاعل
4829 -
(حدثنا مسلم بن إبراهيم، نا أبان، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُها طَيِّبٌ
(1) في نسخة: "الأتريخة".
(2)
"صحيح البخاري"(6270).
(3)
كذا ذكره مسلم في "الكنى"(1042)، والمزي في "تهذيب الكمال"(9/ 190).
وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مثل (1) التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِى لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ (2) الصَّالِحِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ، إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ شَىْءٌ أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ جَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ، إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْ سَوَادِهِ (3) أَصَابَكَ مِنْ دُخَانِهِ».
4830 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، الْمَعْنَى. (ح):
===
وطَعْمُها طَيِّبٌ) فطيب الريح ما يفوح من فمه من قراءة القرآن، وطيب الطعم ما في قلبه من الإيمان، (ومثل المؤمن) الكامل (الذي لا يقرأ القرآن مَثَلُ التمرة طَعْمُها طَيِّبٌ ولا ريح لها) لأنه لا يقرأ القرآن فلا يفوح مِنْ فيه الطيب.
(ومثل الفاجر الذي يقرأُ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب) لأنه بقراءة القرآن يفوح الطيب مِنْ فيه (وَطَعْمُها مرٌّ) لأن الفجور أَفْسَدَ طَعْمَ الإيمان، (ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ طَعْمُها مُرٌّ ولا ريح لها، ومَثَل جليس الصالح كمثل صاحب المِسْك) أي كمثل جليس صاحب المِسْكِ (إن لم يُصِبْكَ منه شيء) أي من عين المِسْك (أصابك من ريحه) لأن ريحه يفوح بلا اختياره.
(ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكِيْر) أي كمثل جليس صاحب الكبير، قال في "القاموس": بالكسر: زِقٌّ يَنْفُخُ فيه الحَدَّادُ، وأما المَبْنِيُّ من الطين فَكُوْرٌ، جمعه أَكْيَارٌ، وكِيَرَةٌ، وكِيْرانٌ، (إن لم يصبك من سَوَاده) وفي نسخة:"من شراره"(أصابك من دُخَانِهِ) فينبغي أن يجالس الصلحاء.
4830 -
(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى المعنى، ح:
(1) في نسخة: "كمثل".
(2)
في نسخة: "جليس".
(3)
في نسخة: "شرره".
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي (1) ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بِهَذَا الْكَلَامِ الأَوَّلِ إِلَى قَوْلِهِ:«وَطَعْمُهَا مُرٌّ» . [خ 5427، م 797، حم 4/ 397، ن 2865، جه 214]
وَزَادَ ابْنُ مُعَاذٍ (2): قَالَ أَنَسٌ: وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ: أَنَّ مَثَلَ الجَلِيسِ (3) الصَّالِحِ، وَسَاقَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.
4831 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَزْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ» ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. [ك 4/ 280]
4832 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ
===
ونا ابن معاذ، نا أبي) كان ينبغي للمصنف أن يقول لفظ "المعنى" بعد التحويل، (نا شعبة) أي كلاهما يحيى ومعاذ رويا عن شعبة، (عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الكلام الأول إلى قوله: وَطَعْمُها مُرٌّ، وزاد ابن معاذ: قال أنس: كلنا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مَثَلَ جَلِيْسِ الصالح، وساق) أي ابن معاذ (بقية الحديث).
4831 -
(حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، نا سعيد بن عامر، عن شبيل بن عزرة) بن عمير الضبعي، أبو عمرو البصري، عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، روى له أبو داود حديثًا واحدًا حديث أنس:"مثل الجليس الصالح"، (عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح، فَذَكَرَ نَحْوَه).
4832 -
(حدثنا عمرو بن عون، أنا ابن المبارك، عن حَيْوَةَ بنِ
(1) زاد في نسخة: "قالا".
(2)
زاد في نسخة: "قال".
(3)
في نسخة: "جليس".
شُرَيْحٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ، أَوْ عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا تُصَاحِبْ إلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إلَّا تَقِيٌّ» . [ت 2395، حم 3/ 38، دي 2061، ك 4/ 128]
4833 -
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنِى مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ،
===
شريح، عن سالم بن غيلان) التجيبي المصري، عن أحمد: ما أرى به بأسًا، وكذا قال أبو داود، والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: ثقة، وفي "الميزان" (1) عن الدارقطني أنه قال: متروك.
(عن الوليد بن قيس، عن أبي سعيد، أو عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد رضي الله عنه) عطف على أبي سعيد، يعني أن الوليد بن قيس روى عن أبي سعيد بغير واسطة، أو روى عنه بواسطة أبي الهيثم، والوليد هذا هو ابن قيس بن الأخرم التجيبي المصري، روى عن أبي سعيد، أو عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: مصري تابعي ثقة، وأبو الهيثم هو سليمان بن عمرو بن عبدة.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: لا تُصَاحِبْ إلَّا مؤمنًا) كامل الإيمان، فينفعك صحبته في الدنيا والآخرة، (ولا يَأْكُلْ طعامَك إلَّا تَقِيٌّ). الطعام على نوعين: إما أن يكون طعام مودة وإخاء، أو حاجة، فإذا كان طعام المودة والإخاء فينبغي أن يؤاكله مؤمنًا، وأما طعام الحاجة فهو عام، فإنه سبحانه وتعالى قال:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (2)، فإنه لا يختص بالمؤمن.
4833 -
(حدثنا ابن بشار، نا أبو عامر وأبو داود: قالا: نا زهير بن محمَّد، حدثني موسى بن وردان) القرشي العامري مولاهم،
(1)"ميزان الاعتدال"(2/ 113).
(2)
سورة الدهر: الآية 8.
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» . [ت 2378، حم 2/ 303، 334]
4834 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِى الزَّرْقَاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ -، عَنْ يَزِيدَ (1)، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قَالَ:«الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا (2) تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» . [خ 3336، م 2638، حم 2/ 295]
===
أبو عمر، البصري القاضي، مدني الأصل، عن أحمد: لا أعلم إلَّا خيرًا، وعن يحيى بن معين: كان يقصّ بمصر، وهو صالح، وعن يحيى: ليس بالقوي، وعنه: ضعيف الحديث، وقال العجلي: مصري تابعي ثقة، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وعن أبي داود: ثقة أصله مدني.
(عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرجل على دِينِ خَلِيلِه) أي يختار طريقة ومذهب خليله، (فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكم من يُخَالِلُ) فينبغي للمؤمن أن يُخالل من يرضى دينَه وخلقَه، ولا يخالل من يكون في دينه وطريقته فساد.
قال في "الدرجات": هذا أحد أحاديث انتقدها سراج الدين القزويني على "المصابيح" فقال: إنه موضوع، فقال الحافظ ابن حجر في رده عليه (3): حسنه الترمذي وصححه الحاكم، فلا يكون موضوعًا.
4834 -
(حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، نا أبي) أي زيد بن أبي الزرقاء، (نا جعفر -يعني ابن برقان-، عن يزيد) بن الأصم، (عن أبي هريرة يرفعه، قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدةٌ، فما تَعَارَفَ منها ائْتَلَفَ، وما تَنَاكَرَ منها اختَلَفَ).
(1) زاد في نسخة: "يعني ابن الأصم".
(2)
في نسخة: "ما".
(3)
انظر: جواب الحافظ في آخر الجزء الثالث من "المشكاة"(ص 1786).