الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(17) بابٌ في كَرَاهِيَةِ الْمِرَاءِ
4835 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِى بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ في بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ:«بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا» . [خ 4341، 4342، م 1732، حم 4/ 399]
===
قال النووي (1): قال العلماء: معناه الأرواح جموع مجتمعة أو أنواع مختلفة، وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه، وقيل: إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها، وتناسبها في شِيَمِها، وقيل: لأنها خلقت مجتمعة ثم فرِّقت في أجسادها، فمن وافق بِشِيمهِ ألفه، ومن بَاعده نافره وخالفه.
وقال الخطابي وغيره (2): تآلفها هو ما خلقها الله عليه من الشقاوة أو السعادة في المبدأ، وكانت الأرواح قسمين متقابلين، فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت، واختلفت بحسب ما خلقت عليه، فيميل الأخيار إلى الأخيار، والأشرار إلى الأشرار، انتهى.
وكتب مولانا محمَّد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "فما تعارف منها ائتلف"، وهذا في أجل التكوين، ثم قد يعترض على النوعين جميعًا العوارض وأسباب شَتّى يؤلف بين المتناكرين ويناكر بين المؤتلفين بحسب كامن ضمائرهما، انتهى.
(17)
(بَابٌ في كَرَاهِيَّةِ الْمِرَاءِ) أي: الجدال
4835 -
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، نا بُرَيْدُ بنُ عبد الله، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بَعَثَ أحدًا من أصحابه في بعض أمره، قال: بَشِّرُوا) أي المسلمين بقبول الطاعة عند الله، (ولا تُنَفِّروا) أي لا تخوفوا بالإنذار والإقناط، (وَيسِّرُوا ولا تُعَسِّروا)
(1)"شرح صحيح مسلم"(8/ 435).
(2)
انظر: "معالم السنن"(4/ 115).
4836 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيَّ وَيَذْكُرُونِي (1)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَنَا أَعْلَمُكُمْ» ، يَعْنِى بِهِ، قُلْتُ: صَدَقْتَ بِأَبِي (2) وَأُمِّي، كُنْتَ شَرِيكِي فَنِعْمَ الشَّرِيكُ، كُنْتَ لَا تُدَارِي وَلَا تُمَارِى". [جه 2287، حم 3/ 425]
===
فإن الله سبحانه وتعالى قال: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (3).
4836 -
(حدثنا مسدد، نا يحيى، عن سفيان، حدثني إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن قائدِ السائب)، وكان السائب قد عمي فيقوده إنسان، (عن السائب) بن أبي السائب، واسمه سيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والد عبد الله بن السائب، روى له أبو داود والنسائي من طريق مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب: أنه كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: عن مجاهد، عن السائب بلا واسطة، وروى ابن أبي شيبة من طريق يونس بن خباب، عن مجاهد: كنت أقود بالسائب فيقول لي: يا مجاهد أَدَلَكتِ الشمس؟ فإذا قلت: نعم، صلى الظهر.
(قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يثنون عليّ، ويذكُرُوني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم، يعني به) أي بالسائب (قلت: صدقت) مَفْدِيٌ أنت (بأبي وأمي، كنتَ شريكي) في الجاهلية، ولعله كان شريكًا في السفر إلى الشام قبل البعثة، (فَنِعْمَ الشريكُ، كنتَ لا تداري) أي: لا تخالف ولا تدافع (ولا تماري) أي: ولا تجادل ولا تخاصم.
(1) في نسخة: "يذكرونني".
(2)
زاد في نسخة: "أنت".
(3)
سورة البقرة: الآية 185.