الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حُمَمَةً أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ:"اللَّه أَكْبَرُ، اللَّه أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إلَى الْوَسْوَسَةِ".
قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: "رَدَّ أَمْرَهُ" مَكَانَ: "رَدَّ كَيْدَهُ". [حم 1/ 235]
(111) بابٌ في الرَّجُلِ يَنْتَمِي إلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ
5113 -
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، نَا زُهَيْرٌ، نَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم -أنَّهُ قَالَ: "مَنِ ادَّعَى إلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ". قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
===
أي الأحد (حُمَمَةً) أي فحمًا ورمادًا، وكل ما احترق بالنار فهو فحم (أحب إليه من أن يتكلم به، فقال) صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، الله أكبر) فرحًا وعجبًا (الحمد لله الذي رد كيده) الضمير للشيطان، وإن لم يجر ذكره لدلالة السياق عليه (إلي الوسوسة، قال ابن قدامة) شيخ المصنف: (رد أمره، مكان رد كيده) وفي صورة أن يكون رد أمره يحتمل أن يكون مرجع الضمير الرجل أيضًا.
(111)
(بابٌ في الرَّجُلِ يَنْتَمِي إلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ)
5113 -
(حدثنا النفيلي، نا زهير، نا عاصم الأحول، حدثني أبو عثمان قال: حدثني سعد بن مالك قال) سعد: (سمعته) أي الحديث (أذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام، قال) أبو عثمان: (فلقيت أبا بكرة فذكرت ذلك) الحديث (له، فقال) أي أبو بكرة: (سمعته أذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم) كما سمعه سعد.
وإنما ذكر أبو عثمان هذا الحديث لأبي بكرة، لأن زيادًا أخا أبي بكرة لأمه، انتمى نسبه إلى أبي سفيان صخر بن حرب، وقصته أن أبا سفيان زنى بأمه
قَالَ عَاصِمٌ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ، لَقَدْ شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ أَيَّمَا رَجُلَيْنِ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ في الإسْلَامِ- يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ - وَالآخَرُ (1) قَدِمَ مِنَ الطَّائِفِ في بِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ، فَذَكَرَ فَضْلًا. [خ 4326، 4327، م 63، جه 2610، حم 1/ 174]
قَالَ أَبُو عَلِي: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ قَالَ: قَالَ النُّفَيْلِىُّ حَيْثُ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ: واللهِ إنَهُ عِنْدِي أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، يَعْنِي قَوْلَهُ، حَدَّثنَا وَحَدَّثَنِي.
===
في الجاهلية فولدت زيادًا، فكان زياد تقول له عائشة رضي الله عنها: زياد ابن أبيه، وكان زياد من حماة علي رضي الله عنه، وكان شجاعًا مقدامًا في الحرب، فاستماله معاوية فانتسب إليه، وجعله أخاه، فلهذا حدث أبو عثمان هذا الحديث أبا بكرة لأنه ظن أن أبا بكرة لعله يرضى به، فلما قال أبو بكرة: إني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم عم بهذا أنه ليس براض بما فعل زياد.
(قال عاصم: فقلت: يا أبا عثمان! لقد شهد عندك رجلان أيما رجلين، فقال) أبو عثمان: (أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله أو في الإِسلام، يعني سعد بن مالك) وهو سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة، (والآخر) أبو بكرة (قدم من الطائف) أي حصن الطائف تدلّى في بكرة (في بضعة وعشرين رجلًا) فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان محاصرًا الطائف (على أقدامهم، فذكر فضلًا).
(قال أبو علي) اللؤلؤي: (سمعت أبا داود) المؤلف (قال) أي أبو داود، ومقولته الجملة الآتية:(قال النفيلي حيث حدث بهذا الحديث: والله إنه عندي أحلى من العسل، يعني قوله: حدثنا وحدثني) في جميع مراتب السند، لأنهما صريحان في السماع.
(1) في نسخة: "وأما الآخر فقدم".
قَالَ أَبُو عَلِي: وَسَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ يَقُولُ: لَيْس لِحَدِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ نُوْرٌ، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، كَانُوا تَعَلَّموهُ مِنْ شُعْبَةَ.
5114 -
حَدَّثَنَا حجاجُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، نَا مُعَاوِيَةُ- يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو-، وَنَا زَائِدَةُ، عن الأَعمش، عن أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إذْنِ مَوَالِيهِ
===
(قال أبو علي) اللؤلؤي: (وسمعت أبا داود يقول: سمعت أحمد) بن حنبل (يقول: ليس لحديث أهل الكوفة نور، قال) أي أحمد: (وما رأيت مثل أهل البصرة) أحدًا (كانوا تعلموه من شعبة) أي طريق الرواية، وسرد الأسانيد، فإنه كان أستاذهم، فعلمهم طرق التحديث.
والمراد بنفي النور أنهم لا يأتون بالأسانيد على وجهها، فلا يفرقون بين الإخبار، والتحديث، والعنعنة إلى غير ذلك، وأهل الكوفة المذكورون ها هنا ليس جميعهم (1) بل هم غير أصحابنا رحمهم الله تعالى، فإن أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وأصحاب علي رضي الله عنه، وتلاميذ أصحابهم كلهم يسردون الأسانيد على وجهها، وكان لحديثهم نور أزيد مما على أهل البصرة من النور، والله أعلم، كتبه مولانا محمد يحيى المرحوم.
5114 -
(حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، نا معاوية -يعني ابن عمرو-، نا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال من تولى بغير إذن مواليه).
(1) وهذا ظاهر، كيف والكوفة على ما روي عن علي رضي الله عنه، في "معجم البلدان" (4/ 492): كنز الإيمان وحجة الإِسلام وسيف الله ورمحه، وقال سلمان الفارسي: أهل الكوفة أهل الله، وهي قبة الإِسلام يحنُّ إليها كل مؤمن، والأوجه عندي في الجمع أنه لم يبقَ لها نور في زمن أحمد المتوفى سنة 241 هـ، (ش).
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ (1) مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ". [م 1508، حم 2/ 417]
5115 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عبد الرحمن الدَّمَشْقِيُّ، نَا عُمَرُ ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَنَحْنُ بِبَيْرُوتَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
===
نقل في الحاشية عن "اللمعات": يحتمل أن يراد ولاء الموالاة بأن يكون لرجل موالي فأبطل موالاتهم، واتخذ قومًا آخرين موالي بغير إذن مواليه، والاستشارة بهم، فإن فيه نوعًا من نقض العهد، والإيذاء، وقيل: من والى الكفار لإيذاء المسلمين، وقوله:"بغير إذن مواليه" للتنبيه على ما هو المانع من إبطال حق مواليه وعهدهم، وعلى ما هو الغالب في الوقوع لا لتقييد الحكم بعدم الإذن حتى يجوز بإذنهم.
وقال في "فتح الودود": من تولى أي اتخذ مواليه، وهذا حرام، وإن أذن فيه مواليه الحقيقية أيضًا، فقوله:"من غير إذن مواليه" لزيادة التقبيح، والعادة أنهم لا يرضون بذلك.
(فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل) أي: فريضة، ولا نافلة، أو توبة، وفدية.
5115 -
(حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمسُقي، نا عمر بن عبد الواحد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، ونحن ببيروت) بالفتح ثم السكون، وضم الراء، وسكون الواو، والتاء فوقها نقطتان، مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام من أعمال دمشق (2) (عن أنس بن مالك
(1) في نسخة: "لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلًا ولا صرفًا".
(2)
وهي عاصمة الجمهورية السورية حاليًا. (ش).