الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَدَّثنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ (1)، فَفزعَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:"لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا". [حم 5/ 362، ق 10/ 249]
(86) بَابُ مَا جَاءَ في التَّشَدُّقِ في الْكَلَامِ
5005 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ (2)، نَا نافِعُ بْنُ عُمَرَ، عن بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ تَخَلُّلَ (3) الْبَاقِرَةِ بِلِسَانِهَا". [ت 2853، حم 2/ 165]
===
حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضُهم إلى حَبْلٍ معه فأخذه) أي الحبل، فلما انتبه من النوم ولم ير الحبل، (فَفَزعَ) أي الرجل (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يُرَوِّعَ مسلمًا) والمراد بالفزع الذعر، فلا يحل لمسلم أن يفزع مسلمًا ولو هازلًا.
(86)
(بَابُ مَا جَاءَ في التَّشَدُّقِ في الْكَلَامِ)
التشدق: التكلف في الكلام، أو الكلام بملء فيه
5005 -
(حدثنا محمد بن سنان، نا نافع بن عمر، عن بشر بن عاصم، عن أبيه، عن عبد الله) وفي نسخة على الحاشية: قال أبو داود: هو عبد الله بن عمرو، (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يُبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها).
(1) في نسخة: "فأخذها".
(2)
زاد في نسخة: "الباهلي، وكان ينزل العوقة".
(3)
في نسخة: "كما يتخلل".
5006 -
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عن الضَّحَاكِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعَلَّمَ صَرْفَ الْكَلَام لِيَسْبِيَ بِهِ قُلُوبَ الرِّجَالِ أَوِ النَّاسِ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّه مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًّا وَلَا عَدْلًا".
5007 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا،
===
قال المنذري (1): هو الذي يتشدق في الكلام ويفخِّم به لسانه [ويلفه] كما تلف البقرة الكلأ بلسانها، والمراد أن المبغوض والمذموم هو المبالغة في الكلام على التكلف والتصنع، وأما إذا كانت البلاغة خلقيًّا فلا يدخل في الذم.
5056 -
(حدثنا ابن السرح، نا ابن وهب، عن عبد الله بن المسيب، عن الضحاك بن شرحبيل، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تَعَلَّمَ صرف الكلام) هو ما يتكلف الإنسان من الزيادة في الكلام من وراء الحاجة، ضبطه الناجي في حاشية "الترغيب والترهيب" بكسر الصاد، ومقتضى "النهاية"(2) و"القاموس" أنه بفتح الصاد (لِيَسْبِيَ به قلوبَ الرجال أو) للشك من الراوي (الناس، لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا) قيل: هما النافلة والفريضة، وقيل: الصرف التوبة، والعدل: الفدية.
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "ليسبي به القلوب"، فأما لو نوى فيه أن يؤثر كلامه ووعظه في سبيل الله خالصًا فلا ضير.
5007 -
(حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر أنه قال: قدم رجلان من المشرق فخطبا،
(1) هذا سبق قلم، لأن الكلام الآتي مأخوذ من "النهاية"(2/ 73) لا من "المختصر" للمنذري، والله أعلم.
(2)
(3/ 24).
فَعَجِبَ النَّاسُ- يَعْنِي لِبَيَانِهِمَا-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا" أَوْ، "إنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ". [خ 5767، ت 2028، حم 2/ 16، ط 2/ 986]
5008 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ، أَنَّهُ قَرَأَ في أَصْلِ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَحَدَّثَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إسمَاعِيلَ
===
فعجب الناس - يعني لبيانهما-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من البيان (1) لسحرًا أو) للشك من الراوي (إن بعض البيان لسحر).
نقل في الحاشية عن "اللمعات"(2): نقل الطيبي من الميداني أن الرجلين أحدهما الزبرقان بن بدر، وثانيهما عمرو بن رهتم (3)، وقصتهما أن الزبرقان تفاخر في فضائله بكلمات فصيحة، وأجابه عمرو، ونسبه إلى اللوم بكلام بليغ، وقال الزبرقان: والله يا رسول الله إنه قد علم مني غير ما قال، وما منعه أن يتكلم بذلك إلا الحسد، فأجابه عمرو ثانيًا بما هو أبلغ من الأول.
وفي "إحياء العلوم"(4): مدحه يومًا، ثم ذمه يومًا آخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ قال: لقد صدقت فيما قلت أولًا، وما كذبت فيما قلت ثانيًا، هو أرضاني أمس فقلت أحسن ما علمت فيه، وأغضبني اليوم فقلت أقبح ما وجدت فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من البيان لسحرًا"، يعني بعض البيان بمشابهة السحر في صرف القلوب، وإمالتها إلى الباطل، وظاهر سياق القصة أنه ذمه على تشدق اللسان، وتلون الكلام تارة فتارة، انتهى.
5008 -
(حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني، أنه قرأ في أصل إسماعيل بن عياش، وحدّثه) أي سليمان (محمد بن إسماعيل
(1) راجع: "تأويل مختلف الحديث"(ص 357)، وسيأتي (ص 407). أنه مدح أو ذم. (ش).
(2)
"أشعة اللمعات"(4/ 59).
(3)
كذا في الأصل، والصواب: عمرو بن الأهتم، "مجمع الأمثال" للميداني (1/ 35)، و"فتح الباري"(10/ 237).
(4)
(2/ 177).