الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
خاتمة الطبع
من المحدِّث الكبير والعلَّامة الجليل محمد زكريا الكاندهلوي (1)
(شيخ الحديث)
الحمد لله الذي بعزَّته وجلاله تتم الصالحات.
أمّا بعد:
فقد تمَّ طبع هذا الكتاب الجليل في ثوبه القشيب بالحروف الحديدية، وبذلك يسهل لإخواننا العرب الأفاضل الذين لم يتعوَّدوا طبع الحجر الارتواءُ من هذا المنهل العذب.
فقد كانت الطبعة القديمة على الحجر، وكان الشرح بالخط الفارسي، وقد كان ذلك من أسباب زهد كثير من فضلاء العرب في الاستفادة بهذا الكتاب وانصرافِهم عنه، وقد طال طلبُ إخواننا طبعَ هذا الكتاب على الحروف الحديدية، وفي الحروف العربية وحدها، وقد أنعم الله بتحقيق هذه الأمنية، وتحقق هذا الحلم، وله الشكر الجزيل والثناء الحسن على هذه النعمة الكبيرة.
اللَّهُمَّ إنا لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
نرجو الله أن يتقبَّل هذا العمل وأن يجعله ذخرًا للآخرة، وأن يرفع الله
(1) المتوفى يوم الاثنين غرَّة شعبان المعظَّم 1402 هـ، الموافق 24/ 5 / 1982 م، ودُفن بالبقيع بجوار شيخه خليل أحمد السهارنفوري، غفر الله لهما ورفع درجاتهما.
درجات شيخنا ومربِّينا العلَّامة المحقق المحدِّث، خاتمة المحدثين، بقيّة السلف الصالحين مولانا أبي إبراهيم خليل أحمد السهارنفوري المهاجر المدني، وأن يكون في ذلك بهجة لنفسه وقرَّة لعينه.
وأسأله سبحانه أن يجزي خيرًا كل مَن ساهم شخصيًّا أو مادِّيًّا أو علميًّا في إخراج هذا السفر المبارك العظيم في هذا المظهر الجليل، وخاصة الذين عكفوا على خدمة هذا الكتاب بالمراجعة مع الأصول وانتساخ التعليقات لتحقيقها ووضعها في محلها وغير ذلك، وفي مقدمتهم العالم المحدث، والشيخ الفاضل، تقيّ الدِّين الندوي المظاهري، فإنه تفرَّغ لخدمة هذا الكتاب، وانصرف إليها، وعكف عليها سنة كاملة ينتسخ التعليقات ويراجع الأصول.
وكان في مساعدته الختنان العزيزان العالمان الشابّان: الشيخ محمد عاقل سلَّمه الله تعالى- رئيس المدرسين بجامعة مظاهر العلوم بسهارنفور-، والشيخ محمد سلمان- المدرِّس بالجامعة المذكورة-، وقد أعان في تصحيح التجارب فضيلة الشيخ محمد يونس، شيخ الحديث بمظاهر العلوم.
وللاستعجال في طبع هذا الكتاب الجليل- فإنه لا ثقة بالحياة، وليس على ريب الزمان معوّل- تقرر طبع ستة أجزاء منه في مطبعة ندوة العلماء بلكناؤ الهند، وقد عني بذلك فضيلة الشيخ محمد معين الله الندوي نائب مدير ندوة العلماء، والأستاذ سعيد الأعظمي الندوي أستاذ دار العلوم ورئيس تحرير مجلة "البعث الإِسلامي" عناية فائقة، ولم يدّخرا جهدًا في إخراجه في أحسن مظهر، جزاهم الله تعالى أفضل الجزاء، وتقبَّل مساعيهم.
ومن الجزء السابع إلى آخر الكتاب طبع بالقاهرة، وقد تفرَّغ الشيخ تقيّ الدِّين الندوي المظاهري المذكور لسنة أخرى للاهتمام بجميع أمور الطبع على بُعد من أهله وبلده، وساعده في ذلك العزيز الشيخ
عبد الرحيم بن سليمان متالا السورتي، والعزيز الأعزّ عبد الحفيظ بن ملك عبد الحق المكي، فجزاهم الله تعالى خير الجزاء، وتقبَّل من الجميع، وأنعم عليهم بنعمه السابغة، وجعل لهم حظًّا وافرًا من أجر المستفيدين من هذا النبع الفيّاض.
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلى الله على خير خلقه سيِّدنا ومولانا محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
محمد زكريا بن محمد يحيى الكاندهلوي
نزيل المدينة المنورة، زادها الله شرفًا وكرامة
يوم الجمعة 28 جمادي الأولى
سنة 1393 هـ - 29 يونيه/ حزيران سنة 1973 م