الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) بابٌ فِى الْحَيَاءِ
4795 -
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِى الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ» . [خ 24، م 36، 2615، جه 58، حم 2/ 56]
4796 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ،
===
(6)
(بَابٌ فِي الْحَيَاءِ)
هو انكسار يعتري النفس ويكفّها عن المذموم شرعًا أو عُرفًا
4795 -
(حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر: أن النبي- صلى الله عليه وسلم مرّ على رجل من الأنصار وهو يعظ (1) أخاه في الحياء) في أن يتركه، كقول الشاعر:
من راقب الناس مات همًّا
…
وفاز باللذة الجسور
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان)(2)، قال الحافظ في "الفتح" (3): ولم أقف على اسم هذين الرجلين الواعظ وأخيه.
4796 -
(حدثنا سليمان بن حرب، نا حماد، عن إسحاق بن سويد) بن هبيرة، العدوي التميمي البصري، قال أحمد: شيخ ثقة، وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله، وذكره العجلي فقال: ثقة، وكان يحمل على علي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو العرب الصقلي
(1) وفي رواية للبخاري: "يعاتب أخاه"، بسطه العيني (1/ 266). (ش).
(2)
يشكل عليه أن الحياء طبعي، والإيمان اكتسابي، وأجاب عنه ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث"(ص 282). (ش).
(3)
"فتح الباري"(1/ 74).
عَنْ أَبِى قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَثَمَّ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ، فَحَدَّثَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» ، أَوْ قَالَ:«الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ» . فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّا نَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: إنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا (1) ، وَمِنْهُ ضَعْفًا (2) ، فَأَعَادَ (3) عِمْرَانُ الْحَدِيثَ، فأَعَادَ بُشَيْرٌ الْكَلَامَ، قَالَ: فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ: أَلَا أَرَانِى أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ كُتُبِكَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا أَبَا نُجَيْدٍ، إِيهٍ (4) إِيهٍ. [م 37، حم 4/ 445، 446]
===
في "الضعفاء": كان يحمل على علي رضي الله عنه تحاملًا شديدًا، وقال: لا أحب عليًّا رضي الله عنه، ومن لم يحب الصحابة فليس بثقة، ولا كرامة.
(عن أبي قتادة) العدوي البصري، مختلف في صحبته، عن ابن معين: ثقة، وقال خليفة: اسمه نذير بن قُنفذ، ويقال: تميم بن نذير، وقال ابن معين: اسمه تميم بن نذير، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(قال: كنا مع عمران بن حصين، وثمَّ بُشير بن كعب، فحدَّث عمران بنُ حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء خَيْرٌ كلُّه، أو قال: الحياء كلُّه خيرٌ، فقال بُشير بن كعب: إنا نَجِدُ في بعض الكتب: إن مِنْهُ سكينةً ووقارًا، ومنه) أي في بعض منه (ضَعْفًا، فأعاد عمران الحديثَ، فأعاد بشير الكلام، قال: فغضب عمران حتى احمَرَّتْ عيناه، وقال: ألا أُراني أُحَدِّثُك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني) في مقابلته (عن كتبك، قال) أبو قتادة: (قلنا: يا أبا نُجَيد إيهٍ إيهٍ).
قال في "القاموس": بكسر الهمزة والهاء وفتحها وتُنَوَّنُ المكسورةُ: كلمة استزادةٍ واستنطاقٍ، وإيهْ بإسكان الهاء: زجر بمعنى حَسْبُك، انتهى.
(1) زاد في نسخة: "لله".
(2)
في نسخة بدله: "ضَعْفٌ".
(3)
في نسخة: "قال: فأعاد".
(4)
في نسخة بدله: "إنَّه إنَّه".
4797 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى:
===
ولفظ مسلم: "يا أبا نجيد، إنه لا بأس به"، يعني هذا الرجل ليس في إسلامه بأس، ولا يقول هذا الكلام في مقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "الحياء خير كلّه"، وهو حق لا ريب فيه إلَّا أن بعض الحياء ليس بحياء شرعًا، ويعده الناس حياءً في عرفهم، فلو حكم عليه بالخير لزم ترك بعض السنن والواجبات على اقتضاء هذا الحياء، فأَحَبَّ بشير أن يظهر هذا المدّعى لئلا يَغْتَرّ العوام الموجودون هناك بما سمعوا من الحديث، إلَّا أن عمران سخط عليه بظاهر ما لزم بكلامه من مقابلة الرواية بالكتب التي ليست بمثابتها، فلو استدل بشير على مرامه بالرواية أو بالآية لما كان عمران رضي الله عنه يرد عليه قوله، انتهى.
4797 -
(حدثنا عبد الله بن مسلمة، نا شعبة، عن منصور، عن ربعي (1) بن حراش، عن أبي مسعود) رضي الله عنه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما أَدْرَك الناسُ من كلام النبوة الأولى).
قال الخطابي (2): إن الحياء لم يزل أمره ثابتًا واستعماله واجبًا منذ زمان النبوة الأولى، فإنه ما من نبي إلَّا وقد ندب إلى الحياء، وبعث عليه، وإنه لم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد عُلِمَ صوابه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذه صفته لم يجز عليه النسخ والتبديل، انتهى.
(1) ذكر فيه الحافظان ابن حجر والعيني الاختلاف على ربعي إذ رُوِيَ عنه عن حذيفة، فقالا: يحتمل أنه سمعه منهما، وذكرا أيضًا تفسير الحديث بأكثر من ثلاثة معانٍ، لخصها في "الأوجز"(16/ 87). (ش).
[انظر: "فتح الباري" (6/ 523)، و"عمدة القاري" (11/ 206) و (8/ 336)].
(2)
"معالم السنن"(4/ 109).