الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(10) بابٌ فِي الرِّفْقِ
4807 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ وَحُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِى عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ» . [حم 4/ 87، دي 4795]
4808 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا أَبِى شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، قَالُوا، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْبَدَاوَةِ،
===
(10)
(بابٌ في الرِّفق)
4807 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد، عن يونس وحميد، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله رفيقٌ) أي لطيف بعباده، ويريد بهم اليسر، ولا يكلِّفهم إلِّا وسعهم، ولا يحملهم ما لا طاقة لهم به، (يُحِبُّ الرفق) أي من العباد ليرفق بعضهم بعضًا، ويعملوا في مصالحهم من طلب الرزق وغيره باللطف والرفق، (ويُعطي عليه) أي على الرفق من المطالب والمقاصد، أو من الأجر والثواب (ما لا يُعطي على العُنْفِ).
قال في "فتح الودود": من يدعو الناس إلى الهدى برفقٍ وتلطفٍ خيرٌ من الذي يدعو بعنفٍ وشدةٍ إذا كان المحل يقبل الأمرين، وإلَّا يتعين ما يقبله المحل.
4808 -
(حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة، ومحمد بن الصباح البزاز، قالوا: نا شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه قال: سألت عائشة) رضي الله عنها (عن البداوة). قال المنذري (1): بكسر الباء الموحدة وفتحها، الخروج إلى البادية والمقام فيها.
(1) كذا في الأصل وهو سبق قلم، والصواب: الخطابي. انظر: "معالم السنن"(4/ 113).
فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ، وَإِنَّهُ أَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَاقَةً مُحَرَّمَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لِي:«يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِى فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِى شَىْءٍ قَطُّ إلَّا زَانَهُ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إلَّا شَانَهُ» . قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ فِى حَدِيثِهِ: "مُحَرَّمَةٌ" يَعْنِي لَمْ تُرْكَبْ. [تقدَّم برقم 2478]
===
(فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التِّلاع) قال المنذري (1): بكسر التاء ثالث الحروف، هي مجاري الماء من فوق إلى أسفل، (وإنّه أراد البداوة مرَّةً، فأرسل إليَّ ناقةً مُحَرَّمَةً) أي غير مستعملة في الركوب (من إبل الصدقة، فقال لي: يا عائشة، اِرْفِقِي) بهذه الناقة (فإن الرِّفْقَ لم يكن في شيء قط إلَّا زَانَه) أي: حَسَّنَه وَزَيَّنَه، (ولا نُزِعَ من شيء قَطّ إلَّا شَانَه) أي يجعله ذا شين وعيب، (قال ابن الصباح في حديثه: محرَّمةٌ، يعني لم تركب).
وهذا الحديث قد تقدم في الجهاد، فها هنا بسنده ومتنه مكرر، ويختلج في القلب قوله في الحديث:"من إبل الصدقة"، فإنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أعطى شيئًا من مال الصدقة لأزواجه، فكيف أرسل ناقة الصدقة إلى عائشة رضي الله عنها لركوبها.
واختلف قول الفقهاء في الصدقة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: في "رد المحتار"(2): في "حواشي مسكين" عن الحموي عن "شرح البخاري" لابن بطال: اتفق الفقهاء على أن أزواجه صلى الله عليه وسلم لا يدخلن في الذين حرمت عليهم الصدقة، ثم قال الحموي: وفي "المغني" عن عائشة رضي الله عنها: "إنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحل لنا الصدقة"، قال: فهذا يدل على تحريمها عليهن، تأمل، انتهى.
وأخرج مسلم هذا الحديث بهذا السند، ولم يذكر فيه من إبل الصدقة،
(1) كذا في الأصل وهو سبق قلم، والصواب: الخطابي. انظر: "معالم السنن"(4/ 113).
(2)
(3/ 300).
4809 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ كُلَّهُ» . [م 2592، جه 3687، حم 4/ 362]
4810 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ الأَعْمَشُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ الأَعْمَشُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إلَّا عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«التُّؤَدَةُ فِى كُلِّ شَيْءٍ، إلَّا فِى عَمَلِ الآخِرَةِ» . [هب 8411، ك 1/ 63]
===
ولفظ مسلم: "ركبت عائشة بعيرًا، فكانت فيه صعوبة، فجعلت تردده، فقال صلى الله عليه وسلم: عليك بالرفق"، ثم ذكر بمثله".
4809 -
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الخيرَ كلَّه).
4810 -
(حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، نا عفان، نا عبد الواحد، نا سليمان الأعمش، عن مالك بن الحارث، قال الأعمش: وقد سمعتُهم) أي مالك بن الحارث وغيره (يذكرون) رواية هذا الحديث (عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال الأعمش: ولا أعلمه إلَّا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: التُّوءَدَةُ) أي التَّأَنِّي وترك التعجيل (في كل شيء إلَّا في عمل الآخرة).
قال المنذري (1): لم يذكر الأعمش فيه من حدثه، ولم يجزم برفعه، وذكر محمد بن طاهر الحافظ هذا الحديث بهذا الإسناد، وقال: في روايته انقطاعٌ، وشَكٌّ.
(1)"مختصر سنن أبي داود"(7/ 178).