المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(102) باب ما يقول إذا أصبح - بذل المجهود في حل سنن أبي داود - جـ ١٣

[خليل أحمد السهارنفوري]

فهرس الكتاب

- ‌(34) أَوَّلُ كتَابِ السُّنَّةِ

- ‌(1) بَابُ شَرْحِ السُّنَّةِ

- ‌(3) بَابُ مُجَانبُةِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَبُغْضِهِمْ

- ‌(4) بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الأَهْوَاءِ

- ‌(5) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِدَالِ في الْقُرْآنِ

- ‌(6) بَابٌ في لُزُومِ السُّنَّةِ

- ‌(7) بَابُ مَنْ دَعَا إلَى السُّنَّةِ

- ‌(8) بابٌ في التَّفْضيل

- ‌(9) بَابٌ في الْخُلَفَاءِ

- ‌(10) بَابٌ في الْخُلَفَاءِ

- ‌(11) بَابٌ في فَضْلِ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) بَابٌ في النَّهْيِ عن سَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(13) بَابٌ في اسْتخِلَافِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

- ‌(14) بَابُ مَا يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الْكَلَامِ في الْفِتْنَةِ

- ‌(15) بَابٌ في التَّخْيِيرِ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام

- ‌(16) بَابٌ في رَدِّ الأرْجَاءِ

- ‌(17) بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ

- ‌(18) بابٌ في القدرِ

- ‌(19) بابٌ فِي ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ

- ‌(20) بابٌ في الْجَهْمِيَّةِ

- ‌(21) بَابٌ في الرُّؤيَةِ

- ‌(22) بابٌ في القُرآنِ

- ‌(23) بابٌ في ذِكْرِ الْبَعْثِ وَالصُّورِ

- ‌(24) بَابٌ في الشَّفَاعَةِ

- ‌(25) بابٌ في خَلْقِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

- ‌(26) بابٌ: في الْحَوْضِ

- ‌(27) بابٌ في الْمَسْأَلَةِ في الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌(28) بابٌ فِى ذِكْرِ الْمِيزَانِ

- ‌(29) بابٌ فِى الدَّجَّالِ

- ‌(30) بابٌ في قتل الخوارج

- ‌(31) بابٌ في قِتَالِ اللُّصُوصِ

- ‌(35) أَوَّلُ كِتَابِ الأدَبِ

- ‌(1) بابٌ في الْحِلْمِ وَأَخْلَاقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(2) بابٌ في الوقار

- ‌(3) (بَابُ مَنْ كَظَمَ غَيْظًا)

- ‌(4) (بابٌ في التجاوز)

- ‌(5) بابٌ في حُسْنِ الْعِشْرَةِ

- ‌(6) بابٌ فِى الْحَيَاءِ

- ‌(7) بابٌ في حسن الخُلُق

- ‌(8) بابٌ فِى كَرَاهِيَّةِ الرِّفْعَةِ فِى الأُمُورِ

- ‌(9) بابٌ فِى كَرَاهِيَّةِ التَّمَادُحِ

- ‌(10) بابٌ فِي الرِّفْقِ

- ‌(11) بابٌ فِى شُكْرِ الْمَعْرُوفِ

- ‌(12) بابٌ في الْجُلُوسِ فِى الطُّرُقَاتِ

- ‌(13) بابٌ في الْجُلُوسِ بَيْنَ الشَّمْس والظِّلِّ

- ‌(14) بابٌ في التَّحَلُّقِ

- ‌(15) (بَابٌ في الرُّجُلِ يَقُومُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ)

- ‌(16) بابُ مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجَالَسَ

- ‌(17) بابٌ في كَرَاهِيَةِ الْمِرَاءِ

- ‌(18) بابُ الْهَدْىِ في الْكَلَامِ

- ‌(19) بابٌ في الْخُطْبَةِ

- ‌(20) بَابٌ في تَنْزِيلِ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ

- ‌(21) بابٌ في الرَّجُلِ يَجْلِسُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِمَا

- ‌(22) بَابٌ في جُلُوسِ الرَّجُلِ

- ‌(23) بابٌ في السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ

- ‌(24) بابٌ في الرَّجُلِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا

- ‌(25) بابٌ في التَّنَاجِي

- ‌(26) (بَابُ إذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثمَّ رَجَعَ)

- ‌(27) بابٌ في كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ

- ‌(28) بابٌ في رَفْعِ الْحَدِيثِ مِنَ الْمَجْلِسِ

- ‌(29) بابٌ في الْحَذَرِ مِنَ النَّاسِ

- ‌(30) بابٌ في هَدْىِ الرَّجْلِ

- ‌(31) بابٌ في الرَّجُلِ يَضَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى

- ‌(32) بابٌ في نَقْلِ الْحَدِيثِ

- ‌(33) بابٌ في الْقَتَّاتِ

- ‌(34) بَابٌ في ذِي الْوَجْهَيْنِ

- ‌(35) بابٌ في الْغِيبَةِ

- ‌(36) بَابُ الرَّجُل يَذُبُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ

- ‌(37) (بَابٌ في التَّجَسُّس)

- ‌(38) بابٌ في السَّتْرِ عَنِ الْمُسْلِمِ

- ‌(39) بَابُ الْمُؤَاخَاة

- ‌(40) باب الْمُسْتَبَّانِ

- ‌(41) باب في التَّوَاضُعِ

- ‌(42) بابٌ في الاِنْتِصَارِ

- ‌(43) بابٌ في النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى

- ‌(44) بَابٌ فِي النَّهْي عَنِ الْبَغْيِ

- ‌(45) بَابٌ فِي الْحَسَدِ

- ‌(46) (بَابٌ فِي اللَّعْنِ)

- ‌(47) بابٌ فِيمَنْ دَعَا عَلَى ظالمه

- ‌(48) بَابٌ في هِجْرَةِ الرَّجُلِ أَخَاهُ

- ‌(49) بابٌ في الظنِّ

- ‌(50) بابٌ في النَّصِيحَةِ

- ‌(51) بابٌ في إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ

- ‌(52) بابٌ في الْغِنَاءِ

- ‌(53) باب كَرَاهِيَةِ الْغِنَاءِ وَالزَّمْرِ

- ‌(54) بابٌ في الْحُكْمِ في الْمُخَنَّثِينَ

- ‌(55) بابٌ في اللَّعِبِ بِالْبَنَاتِ

- ‌(56) بابٌ في الأُرْجُوحَةِ

- ‌(57) بابٌ في النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌(58) بابٌ في اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

- ‌(59) بابٌ في الرَّحْمَةِ

- ‌(60) بابٌ في النَّصِيحَةِ

- ‌(61) بابٌ في الْمَعُونَةِ لِلْمُسْلِمِ

- ‌(62) بابٌ في تَغْيِيرِ الأَسْمَاءِ

- ‌(63) بابٌ في تَغْيِيرِ الاِسْمِ الْقَبِيحِ

- ‌(64) بابٌ في الأَلْقَابِ

- ‌(65) (بَابٌ فِيمَنْ يَتَكَنَّى بِـ"أَبِي عِيسْى

- ‌(66) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لاِبْنِ غَيْرِهِ: "يَا بُنَيَّ

- ‌(67) بابٌ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى بِـ "أَبِي الْقَاسِمِ

- ‌(68) بابٌ فيمنْ رَأَى أَنْ لَا يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا

- ‌(69) بابٌ في الرُّخْصَةِ في الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا

- ‌(70) بابٌ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌(71) بابٌ في الْمَرْأَةِ تُكَنَّى

- ‌(72) بابٌ في الْمَعَارِيضِ

- ‌(73) (بابٌ في "زَعموا

- ‌(74) بابٌ في الرَّجَلِ يَقُولُ في خُطْبَتِهِ: أَمَّا بَعْدُ

- ‌(75) بابٌ في الْكَرْمِ، وَحِفْظِ الْمَنْطِقِ

- ‌(76) بَابُ لَا يَقُولُ الْمَمْلُوكُ: ربِّي، وَرَبَّتي

- ‌(78) بابٌ في صلَاةِ الْعَتَمَةِ

- ‌(79) (بَابٌ في مَا روِيَ مِنَ الرُّخْصَةِ في ذَلِكَ)

- ‌(80) بَابُ التَّشْدِيدِ في الْكَذِبِ

- ‌(81) بَابٌ في حُسْنِ الظَّنِّ

- ‌(82) بَابٌ في الْعِدَةِ

- ‌(83) (بابٌ فِيمَنْ يَتَشَبَّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ)

- ‌(84) بَابُ مَا جَاءَ في الْمُزَاحِ

- ‌(85) بَابُ مَنْ يأْخُذ الشَّيءَ مِنْ مُزَاحٍ

- ‌(86) بَابُ مَا جَاءَ في التَّشَدُّقِ في الْكَلَامِ

- ‌(87) بَابُ مَا جَاء فِي الشِّعْرِ

- ‌(88) بَابُ مَا جَاءَ في الرُّؤْيَا

- ‌(89) بَابٌ في التَّثاؤُبِ

- ‌(90) بابٌ في الْعُطَاسِ

- ‌(91) (بابٌ: كيْفَ تَشْمِيت الْعَاطِس)

- ‌(92) بَابٌ كمْ يُشَمِّتُ الْعَاطِسُ

- ‌(93) بَابٌ كَيْفَ يُشَمَّتُ الذِّمِّيُّ

- ‌(94) بَابٌ فِيمَنْ يَعْطِسُ وَلَا يَحْمَدُ اللَّه

- ‌(95) بَابٌ في الرَّجُلِ يَنبطِحُ عَلَى بَطْنِهِ

- ‌(96) (بَابٌ في النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَار)

- ‌(97) بَابٌ في النَّوْمِ عَلَى طَهَارةٍ

- ‌(99) (بَابُ مَا يَقُولُ عِنْدَ النَّوْمِ)

- ‌(100) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(101) بابٌ في التَّسْبِيحِ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌(102) بَابُ مَا يَقُولُ إذَا أَصْبَحَ

- ‌(103) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إذَا رَأَى الْهِلَالَ

- ‌(104) بَابُ مَا جَاء فِيمَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ مَا يَقُولُ

- ‌(105) (بابُ مَا يَقُولُ إذَا هَاجَت الرِّيحُ)

- ‌(107) بابٌ في الدِّيكِ وَالْبَهَائِمِ

- ‌(106) (بَابٌ في الْمَطَرِ)

- ‌(108) (بابٌ في الْمَوْلُودِ يُوَذَّنُ في أُذُنِهِ)

- ‌(109) بابٌ في الرَّجُلِ يَسْتَعِيذُ مِنَ الرَّجُلِ

- ‌(110) بابٌ في رَدِّ الْوَسْوَسَةِ

- ‌(111) بابٌ في الرَّجُلِ يَنْتَمِي إلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ

- ‌(112) بَابٌ في التَّفَاخُرِ بِالأَحْسَابِ

- ‌(113) بَابٌ في الْعَصَبِيَّةِ

- ‌(114) (بَابُ الرَّجُلِ يُحِبُّ الرَّجُلَ عَلَى خيرٍ يَرَاهُ)

- ‌(115) بابٌ في الْمَشُورَةِ

- ‌(116) بَابٌ في الدَّالِّ عَلَى الْخَيْرِ

- ‌(117) بَابٌ في الْهَوَى

- ‌(118) بَابٌ في الشَّفَاعَةِ

- ‌(119) (بابٌ في الرَّجُلِ يَبْدَأُ بِنَفْسِهِ في الْكِتَابِ)

- ‌(120) بابٌ كيْفَ يَكْتُبُ إلَى الذِّمِّيِّ

- ‌(121) بَابٌ في بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌(122) بابٌ في فَضْلِ مَنْ عَالَ يَتَامَى

- ‌(123) (بابٌ في مَنْ ضَمَّ يتَيمًا)

- ‌(124) بابٌ في حَقِّ الْجِوَارِ

- ‌(125) بَابٌ في حَقِّ الْمَمْلُوكِ

- ‌(126) بابٌ في الْمَمْلُوكِ إذَا نَصَحَ

- ‌(127) بَابٌ فِيمَنْ خَبَّبَ مَمْلُوكًا عَلَى مَوْلَاهُ

- ‌(128) بابٌ في الاسْتِئْذَانِ

- ‌(129) بَابٌ كَمْ مَرَّةً يُسَلِّمُ الرَّجُلُ في الاسْتِئْذَانِ

- ‌(130) بَابٌ في الرَّجُلِ يدْعَى أَيَكُونُ ذَلِكَ إذُنهُ

- ‌(131) بَابٌ في الاسْتِئْذَانِ في الْعَوْرَاتِ الثَّلاثِ

- ‌(132) بَابُ إفْشَاءِ السَّلَامِ

- ‌(133) بَابٌ: كَيْفَ السَّلَامُ

- ‌(134) بابٌ في فَضْلِ مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ

- ‌(135) بَابُ مَنْ أَوْلَى بِالسَّلَامِ

- ‌(136) بَابٌ في الرَّجُلِ يُفَارِقُ الرَّجُلَ ثُمَّ يَلْقَاهُ، أَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ

- ‌(137) بَابٌ في السَّلَامِ عَلَى الصِّبيان

- ‌(138) بابٌ في السَّلامِ عَلَى النِّسَاءِ

- ‌(139) بابٌ في السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ

- ‌(140) بابٌ في السَّلَامِ إذَا قَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ

- ‌(141) بابٌ في كَرَاهِيَّةِ أَنْ يَقُولَ: "عَلَيْكَ السَّلَامُ

- ‌(142) (بَابُ مَا جَاءَ في رَدٍّ واحدٍ عَنِ الْجَمَاعَةِ)

- ‌(143) بَابٌ في الْمُصَافَحَة

- ‌(144) بَابٌ في الْمُعَانَقَةِ

- ‌(145) (بابٌ في الْقِيَامِ)

- ‌(146) بَابٌ فَي قُبْلَةِ الرَّجُلِ وَلَدَه

- ‌(147) بَابٌ في قُبْلَةِ مَا بَيْنَ الْعَيْنينِ

- ‌(148) بابٌ في قُبْلَةِ الْخَدِّ

- ‌(149) بابٌ في قُبْلَةِ الْيَدِ

- ‌(150) بَابٌ في قُبْلَةِ الْجَسَدِ

- ‌(151) بَابُ قُبْلَةِ الرِّجْل

- ‌(152) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ: "جَعَلني اللَّه فِدَاكَ

- ‌(153) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ: "أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا

- ‌(154) بَابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: "حَفِظَكَ الله

- ‌(156) بابٌ في الرَّجُلِ يَقولُ: "فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ

- ‌(158) بَابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: "أَضْحَكَ الله سِنَّكَ

- ‌(159) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ

- ‌(160) بابٌ في اتِّخَاذِ الْغُرَفِ

- ‌(161) بَابٌ في قَطْعِ السِّدْرِ

- ‌(162) بابٌ في إمَاطَةِ الأَذَى

- ‌(163) بَابٌ في إطْفَاءِ النَّارِ بِاللَّيلِ

- ‌(164) بابٌ في قَتْلِ الْحَيَّاتِ

- ‌(165) بَابٌ في قَتْلِ الأَوْزَاغِ

- ‌(166) بَابٌ في قَتْلِ الذَّرِّ

- ‌(167) بابٌ في قَتْلِ الضِّفْدَع

- ‌(168) بَابٌ في الْخَذْفِ

- ‌(169) بابٌ في الْخِتَان

- ‌(170) (بابُ ما جاء في مَشْيِ النِّسَاء في الطَّرِيقِ)

- ‌(171) بابٌ في الرَّجُلِ يَسُبُّ الدَّهْرَ

- ‌خاتمة الطبع

- ‌تقاريظ الكتاب

الفصل: ‌(102) باب ما يقول إذا أصبح

(102) بَابُ مَا يَقُولُ إذَا أَصْبَحَ

5067 -

حَدّثنَا مسَدَّدٌ، نَا هُشَيْمٌ، عن يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إذَا أَصْبَحْتُ وَإذَا أَمْسَيْتُ.

قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأَرْض، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ"، قَالَ:"قُلْهَا إذَا أَصْبَحْتَ، وَإذَا أَمْسَيْتَ، وَإذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ". [ت 3392، حم 1/ 9]

5068 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا وُهَيبٌ، نَا سُهَيْلٌ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إذَا أَصْبَحَ (1):

===

(102)

(بابُ مَا يقول إذَا أَصْبَحَ)

5067 -

(حدثنا مسدد، نا هشيم، عن يعلي بن عطاء، عن عمرو بن عاصم، عن أبي هريرة، أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله! مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحتُ وإذا أمسيت، قال: قل: اللهمَّ فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلَّا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه) بكسر الشين أي ما يدعو إليه من الإشراك بالله تعالى، أو بفتحتين أي ما يفتن به الناس من حبائله، والشرك بفتحتين حبالة الصائد، الواحد شركة.

(قال) صلى الله عليه وسلم: (قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذت مضجعك) أي عند النوم.

5068 -

(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا وهيب، نا سهيل، عن أبيه) أي أبي صالح، (عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أصبح:

(1) زاد في نسخة: "وإذا أمسى".

ص: 460

"اللَّهَمُ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإلَيْكَ النُّشُورُ"، وَإذَا أَمْسَى قَالَ:"اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا (1)، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإلَيْكَ النُشُورُ". [ت 3391، جه 3868، حم 2/ 354]

5069 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا (2) ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ،

===

اللهمَّ بك أصبحنا) الباء متعلق بمحذوف وهو خبر أصبحنا، ولا بد من تقدير مضاف أي: أصبحنا متلبسين بنعمتك، (وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور) أي البعث يوم القيامة.

(وإذا أمسى قال: اللهمَّ بك أمسينا، وبك أصبحنا)، وهذا غير موجود في النسخ الموجودة إلا في النسخة القلمية التي عليها المنذري (3)، والظاهر أنه سقط من النسخ، (وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور).

5069 -

(حدثنا أحمد بن صالح، نا ابن أبي فديك) محمد بن إسماعيل بن أبي فديك (قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد المجيد) السهمي، روى له أبو داود حديثًا واحدًا في الدعاء.

قلت: وقع في نسخة الخطيب: عبد الرحمن بن عبد الحميد، وكذا في "التذكرة" للفريابي، ووقع عند الطبراني في "الدعاء" من رواية ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن عبد المجيد، ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ إلا أن صنيع المصنف في "الأطراف" يقتضي أن يكون هو عبد الرحمن بن عبد الحميد الماضي قبل ترجمتين، فإنه قال في ترجمة مكحول عن أنس: حديث: "من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهمَّ إني أصبحت أشهدك

" الحديث، وفي "الأدب" عن أحمد بن صالح، عن ابن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن

(1) زاد في نسخة: "وبك أصبحنا".

(2)

زاد في نسخة: "محمد".

(3)

"مختصر سنن أبي داود"(7/ 330).

ص: 461

عن هِشَامِ بْنِ الْغَازِ بْنِ رَبِيعَة، عن مَكْحُولٍ الدّمَشْقِيِّ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ يُمْسِي: اللهُمَّ إنِّي أَصْبَحْتُ اشهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلَائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّه، لَا إلهَ إلَّا أَنْتَ، وَ (1) أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَعْتَقَ اللَّه رُبُعَهُ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّه نِصْفَهُ (2)، وَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا أَعْتَقَ (3) ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ (4)، فَإنْ قَالَهَا أَرْبَعًا أَعْتَقَهُ اللَّه مِنَ النَّارِ".

===

عبد الحميد (5) السهمي، ويقال: ابن عبد الحميد بن سالم أبي رجاء المكفوف عن هشام بن الغاز، انتهى. فإن كان واحدًا فقد عرف حاله، والله أعلم، قاله الحافظ (6).

(عن هشام بن الغاز بن ربيعة، عن مكحول الدمشقي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح أو يمسي) لفظ "أو" للتخيير أو بمعنى الواو: (اللهمَّ إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك) على شهادتي واعترافي بـ (إنك أنت الله، لا إله إلَّا أنت، وأن) سيدنا (محمدًا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثًا أعتق) الله (ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعًا أعتقه الله) أي كله (من النار).

(1) زاد في نسخة: "أشهد".

(2)

زاد في نسخة: "من النار".

(3)

زاد في نسخة: "الله".

(4)

زاد في نسخة: "من النار".

(5)

وفي "الأطراف" المطبوعة: "عبد المجيد" فليتأمل.

(6)

انظر: "تهذيب التهذيب"(6/ 221)، و"تحفة الأشراف"(1/ 687) رقم الحديث (1603).

ص: 462

5070 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا زُهَيْرٌ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائيُّ، عن ابْنِ بُرَيْدة، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ حِينَ يُمْسِي: اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إله إلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ (1) بِنِعْمَتِكَ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي (2)، فَاغْفِرْ لِي، إنَّهُ (3) لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ لَيْلَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ". [جه 3872، حم 5/ 356]

5071 -

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بقِيَّةَ، عن (4) خَالِدٍ. (ح): وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ أَعْيَنَ، نَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن إبْرَاهِيمَ بْنِ

===

5070 -

(حدثنا أحمد بن يونس، نا زهير، نا الوليد بن ثعلبة الطائي، عن ابن بريدة، عن أبيه) بريدة، (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح أو حين يمسي) لفظ "أو" للتخيير أو للتنويع: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك) أي على الشهادة بالتوحيد التي جرى بها الميثاق والعهد، أو على إطاعة الأوامر والنواهي، (ووعدك) أي بالثواب (ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت) من المعاصي (أبوء) أي أعترف (بنعمتك) أي عليّ (وأبوء) أي أعترف (بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب) أي الجميع (إلَّا أنت، فمات من يومه أو) للتنويع (من ليلته دخل الجنة).

5071 -

(حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، ح: ونا محمد بن قدامة بن أعين، نا جرير) كلاهما (عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن

(1) زاد في نسخة: "لك".

(2)

في نسخة: "بذنوبي".

(3)

في نسخة: "فإنه".

(4)

في نسخة: "نا".

ص: 463

سوَيْدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْن يَزِيدَ، عن عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إذَا أَمْسَى: "أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالحمد لله، لَا إله إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ (1)، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِير".

زَادَ في حَدِيثِ جَرِيرٍ: لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئء قَدِير،

===

سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله) بن مسعود:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملك لله).

قال القاري (2): أي دخلنا في المساء، ودخل فيه الملك كائنًا لله ومختصًا به، أو الجملة حالية بتقدير "قد"، أو بدونه أي: أمسينا، وقد صار بمعنى كان ودام الملك لله.

(والحمد لله) قال الطيبي (3): عطف على "أمسينا وأمسى الملك" أي صرنا نحن وجميع الملك وجميع الحمد لله، ويمكن أن يكون جملة الحمد مستقلة، والتقدير: والحمد لله على ذلك.

(ولا إله إلَّا الله) قال الطيبي: عطف على "الحمد لله" على تأويل وأمسى، الفردانية والوحدانية مختصين بالله (وحده) حال مؤكدة (لا شريك له) في صفات الربوبية، (له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، زاد في حديث جرير: له الملك) أي مختص له (وله الحمد) أي بجميع أفراده (وهو على كل شيء) أي شيء (قدير) كامل القدرة.

(1) زاد في نسخة: "وأما زُبيد كان يقول: كان إبراهيم بن سويد يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له".

(2)

"مرفاة المفاتيح"(5/ 220).

(3)

انظر: "شرح الطيبي"(5/ 136).

ص: 464

رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا في هَذ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا في هَذ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَمِنْ سُوءِ (1) الْكُفْرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ عَذَاب في النَّارِ وَعَذَاب في الْقَبْرِ، وَإذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ

". [م 2723، ت 3390، حم 1/ 440]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ شُعْبَةُ، عن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن إبْرَاهِيمَ بْنِ

===

(رب أسألك) نصيبًا وافرًا وحظًّا وافيًا من (خير ما) ينشأ (في هذه الليلة وخير ما بعدها) أي بعد هذه الليلة (وأعوذ بك من شر ما) ينشأ (في هذه الليلة وشر ما) ينشأ (بعدها، رب أعوذ بك من الكسل) بفتحتين أي التثاقل في الطاعة مع الاستطاعة.

(ومن سوء الكفر) اختلفت النسخ، ففي المجتبائية، والكانفورية، وهكذا في بعضها:"من سوء الكِبْر أو الكفر"، وفي بعضها:"من سوء الكبر والكفر"، والمعنى من سوء الكبر أي مما يورثه الكبر من ذهاب العقل واختلاط الرأي، وغير ذلك مما يسوء به الحال، وروي بسكون الموحدة، والمراد به (2) البطر، وليس في رواية مسلم (3)"من سوء الكفر"، فلو كان هذا اللفظ محفوظًا فمعناه من شر الكفر.

(رب أعوذ بك من عذاب في النار) وليس في رواية مسلم: "من عذاب في النار"، بل فيها:"من فتنة الدنيا"، فلفظ:"في النار" متعلق بمقدر وهو كائن (وعذاب في القبر) أي من نفس عذابه أو مما يوجبه. (وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله) إلى آخر الدعاء.

(قال أبو داود: رواه شعبة (4)، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن

(1) زاد في نسخة: "الكبر أو".

(2)

قال في "الكوكب"(4/ 336): ولا يناسب الكسل، والإضافة على هذا بيانية، انتهى، وهو مختار القاري. [انظر:"مرقاة المفاتيح"(5/ 221)]. (ش).

(3)

"صحيح مسلم"(2723).

(4)

أخرج روايته النسائي في "السنن الكبرى" رقم الحديث (10409).

ص: 465

سوَيْدٍ قَالَ: "مِنْ سُوءِ الْكِبَرِ"، وَلَمْ يَذْكُرْ:"سُوءَ الْكُفْرِ".

5072 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبَةُ، عن أَبِي عَقِيلٍ، عن سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عن أَبِي سَلَّام، أَنَّهُ كَانَ في مَسْجِدِ حِمْصَ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالُوا: هَذَا خَدَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَامَ إلَيْهِ فَقَالَ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَدَاوَلْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجَالُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنْ قَالَ إذَا أَصْبَحَ وَإذَا أَمْسَى: رَضِينَا باللَّهِ رَبا، وَبِالإسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، إلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يُرْضِيَهُ". [حم 4/ 337، ك 1/ 518]

5073 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ وَإسْمَاعِيلُ قَالَا: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالِ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ،

===

سويد قال: من سوء الكِبَر) بفتح الباء، ويحتمل سكون الباء، (ولم يذكر: سوء الكفر).

5072 -

(حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة، عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلّام، أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل) لم أقف على تسميته، (فقالوا: هذا خَدَم النبي صلى الله عليه وسلم، فقام) أبو سلَّام (إليه فقال: حدِّثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله) أي الحديث (بينك وبينه الرجال) أي لم يكن بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث واسطة، وإنما أنكر الواسطة لأن بالوسائط يقع التغير في اللفظ والمعنى، لا لأن الصحابة عنده لم يكونوا ثقات.

(قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال: إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله ربًّا، وبالإِسلام دينًا، وبمحمد) صلى الله عليه وسلم (رسولًا، إلَّا كان حقًا على الله أن يُرضيه) أي لم يكن عند الله أجره إلا إرضاؤه.

5073 -

(حدثنا أحمد بن صالح، نا يحيى بن حسان وإسماعيل قالا: نا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن،

ص: 466

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَّامٍ الْبَيَاضِيِّ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ، وَمَنْ قَال مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي (1)، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ".

5074 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ، نَا وَكِيع. (ح): وَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، الْمَعْنَى (2)، نَا ابْنْ نُمَيْرٍ قَالَا: نَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ،

===

عن عبد الله بن عنبسة) عن ابن عباس، وقيل: عن عبد الله بن غَنَّام البَيَاضي، وهو الصحيح، حديث من قال حين يصبح:"اللهم ما أصبح بي من نعمة". الحديث، روى له أبو داود والنسائي (3) هذا الحديث الواحد.

(عن عبد الله بن غنام) بفتح المعجمة، وتشديد النون، ابن أوس بن عمرو (البَيَاضي) الأنصاري صحابي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في القول حين يصبح، وعنه عبد الله بن عنبسة.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال: من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك) أي صادر منك وحدك (لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته).

5074 -

(حدثنا يحيى بن موسى البلخي، نا وكيع، ح: ونا عثمان بن أبي شيبة، المعنى) أي معنى حديث يحيى وعثمان واحد، ذكر لفظ "المعنى" بعد عثمان بن أبي شيبة، وكان ينبغي أن يذكر بعد ابن نمير، لأن وكيعًا وابن نمير رويا عن عبادة، فملتقى السندين عبادة بن مسلم، قال عثمان:(نا ابن نمير) كلاهما أي وكيع وابن نمير (قالا: نا عبادة بن مسلم الفزاري)

(1) في نسخة: "أمسى".

(2)

زاد في نسخة: "واحد".

(3)

أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم الحديث 7).

ص: 467

عن جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعم قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعْوَاتِ (1) حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: "اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ (2) الْعَافِيَةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ في دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي". وَقَالَ عُثْمَانُ: "عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ

===

أبو يحيى البصري، ويقال: الكوفي، قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره في "الضعفاء"، وسماه عبادًا، وقال: منكر الحديث، ساقط الاحتجاج لما يرويه، وصحح الترمذي حديثه، وقال البخاري في "تاريخه" (3): قال وكيع: كان ثقة، وقال ابن شاهين في "الثقات": قال ابن معين: هو ثقة ثقة.

(عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم) بن عدي بن نوفل النوفلي المدني، قال ابن معين وأبو زرعة: ثقة، أخرجوا له حديثًا واحدًا في الدعاء، قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات".

(قال: سمعت ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع) أي يترك (هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسألك) العفو و (العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي)، وإنما أعاد ذكر الأهل والمال مع دخولهما في ديني ودنياي، لأنهما أهم، فخصهما بالذكر.

(اللهم استر عورتي) وهي كل ما يستحي منه، (وقال عثمان) شيخ المصنف:(عوراتي) بصيغة الجمع (وآمن روعاتي) الروعة: الفزعة، (اللهم

(1) في نسخة: "الكلمات".

(2)

زاد في نسخة: "العفو، و".

(3)

"التاريخ "الكبير" (6/ 95).

ص: 468

احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي". [ن 5529، حم 5/ 25، جه 3871]

(1)

قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الْخَسْفَ.

5075 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرو، أَنَّ سَالِمًا الْفَرَّاءَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُمَّهُ حَدَّثَتْهُ - وَكَانَتْ تَخْدِمُ بَعْضَ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

===

احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال) بصيغة المجهول أي أهلك (من تحتي) أي بغتة، حيث لم أدرِ ذكر الجهات الستة، لأن الآفات منها، وبالغ في جهة السفل لرداءة الآفة، قاله السيد (2)، (قال وكيع: يعني الخسف) أي المراد من الاغتيال من تحت: الخسف في الأرض.

5075 -

(حدثنا أحمد بن صالح، نا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو) بن الحارث المصري، (أن سالم الفراء) لم يسم والده، ذكره ابن حبان في "الثقات"، له في أبي داود والنسائي حديث واحد، (حدثه أن عبد الحميد مولى بني هاشم) ولم يسم أبوه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، له في أبي داود والنسائي (3) حديث واحد في القول حين يصبح وحين يمسي.

(حدثه أن أمه) أي أم عبد الحميد الهاشمية مولاهم، مقبولة، (حدثته، وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم) قال في "التقريب"(4): أم عبد الحميد عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم لم أقف على اسمها، وكلهن صحابيات.

(1) زاد في نسخة: "قال أبو داود".

(2)

انظر: "مرقاة المفاتيح"(5/ 180).

(3)

أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم 12).

(4)

(رقم الترجمة 8822).

ص: 469

أَنَّ بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتْهَا: أَنَّ النَّبي كَانَ يُعَلِّمُهَا فَيَقُولُ: "قُولِي حِينَ تُصْبِحِينَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، مَا شَاءَ اللَّه كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأ لَمْ يَكُنْ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير، وَأَنَّ اللَّه قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَيءٍ عِلْمًا، فَإنَّهُ مَنْ قَالَهُنَّ (1) حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ حَتَّى يُمْسِي، وَمَنْ قَالَهُنَّ (2) حِينَ يُمْسِي حُفِظَ حَتَّى يُصْبحَ".

5076 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ، أَنَا. (ح): وَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا ابْنُ وَهْبٍ قَال: أَخْبَرَنِي اللّيْثُ، عن سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ النَّجَّارِيِّ،

===

(أن بنت النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول: قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، لا قوة إلَّا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم) بصيغة المتكلم (أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا) أي له القدرة الكاملة، والعلم الشامل المحيط، (فإنه من قالهن حين يصبِح حُفظ) من المكروهات (حتى يمسي، ومن قالهق حين يمسي حُفظ حتى يصبح).

5076 -

(حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: أنا، ح: ونا الربيع بن سليمان، نا ابن وهب)، فروى أحمد بن سعيد والربيع بن سليمان، عن ابن وهب، والفرق بينهما أن أحمد بن سعيد روى بلفظ الإخبار، والربيع بن سليمان بلفظ التحديث.

(قال: أخبرني الليث، عن سعيد بن بشير) الأنصاري (النجاري)، لم يرو عنه غير الليث، روى له أبو داود حديثًا واحدًا:"من قال حين يصبح: سبحان الله" الحديث، قال الحافظ (3): ذكره البخاري في "الضعفاء"،

(1) في نسخة: "قالها".

(2)

في نسخة: "قالها".

(3)

"تهذيب التهذيب"(4/ 11).

ص: 470

عن مُحَمَّدِ بْنِ الرَّحْمنِ الْبَيْلَمَانِيِّ- قَالَ الرَّبِيعُ: ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ-، عن أَبِيهِ،

===

وقال: لا يصح حديثه، وسعيد شبه المجهول، وقال ابن حبان: روى عن ابن البيلماني، وابن البيلماني ليس بشيء، وإذا روى ضعيفان خبرًا باطلًا لا يتهيأ إلزاقه بأحدهما دون الآخر إلا بعد السبر، وقال العقيلي: مجهول.

(عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني (1)، قال الربيع: ابن البيلماني) بزيادة لفظ "ابن" بين عبد الرحمن والبيلماني، قال الحافظ (2): محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني الكوفي النحوي مولى آل عمر، قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم والبخاري والنسائي: منكر الحديث. وقال البخاري: كان الحميدي يتكلم فيه لضعفه، وقال أبو حاتم أيضًا: مضطرب الحديث، وقال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فالبلاء فيه منه، وإذا روى عنه محمد بن الحارث فهما ضعيفان، قال الحافظ: وقال ابن حبان: روى عن أبيه بنسخة شبيهًا بمائتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا ذكره إلَّا على سبيل التعجب.

(عن أبيه) عبد الرحمن بن البيلماني مولى عمر، قال أبو حاتم: عبد الرحمن بن أبي زيد هو ابن البيلماني، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه محمد؛ لأن ابنه يضع على أبيه العجائب، وقال الدارقطني: ضعيف، لا تقوم به الحجة، وقال الأزدي: منكر الحديث، يروي عن ابن عمر بواطيل، وقال صالح جزرة: حديثه منكر، ولا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلَّا من سُرَّق.

(1) قال المنذري (4/ 453): محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه، وكلاهما لا يحتج به.

(2)

"تهذيب التهذيب"(9/ 293).

ص: 471

عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: {فَسُبْحَانَ (1) اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} إلَى {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}، أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ في يَوْمِهِ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَهُنَّ (2) حِينَ يُمْسِي أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ في لَيْلَتِهِ". قَالَ الرَّبِيعُ: عن اللَّيْثِ (3).

5077 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادٌ وَوُهَيْبٌ نَحْوَهُ، عن سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ،

===

(عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -أنه قال: من قال حين يصبح) أي يدخل في الصباح: ({فَسُبْحَانَ اللَّهِ}) أي سبحوا سبحان الله، والمراد صلوا لله ({حِينَ تُمْسُونَ}) أي تدخلون في المساء {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} ) أي تدخلون في الصباح، أي صلاة المساء وهو المغرب والعشاء وصلاة الصبح ({وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا}) أي صلوا لله عشيًا يعني صلاة العصر ({وَحِينَ تُظْهِرُونَ}) أي حين تدخلون في الظهيرة، قال نافع بن الأزرق لابن عباس: هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال: نعم، وقرأ هاتين الآيتين، وقال: جمعت الآية الصلوات الخمس ومواقيتها، قاله الخطابي، (إلى) قوله تعالى:({وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}، أدرك ما فاته) من الخير (في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته. قال الربيع) بن سليمان شيخ المصنف: (عن الليث) أي في موضع: "أخبرني الليث".

5077 -

(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد ووهيب) عطف على حماد (نحوه) أي نحو الحديث المتقدم، كلاهما حماد ووهيب (عن سهيل، عن أبيه)

(1) في نسخة: "سبحان".

(2)

في نسخة: "قالها".

(3)

زاد في نسخة: "قال أبو داود: النجاري: من بني النجار، من الأنصار".

ص: 472

عن ابْنِ أَبِي عَائِشٍ - وَقَالَ حَمَّادٌ: عن أَبِي عَيَّاشٍ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ إذَا أَصْبَحَ: لَا إله إلَّا اللَّه وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير، كَانَ لَهُ عِدْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ في حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإنْ قالَهَا إذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبحَ".

قَالَ في حَدِيثِ حَمَّادٍ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يُحَدِّثُ عَنْكَ

===

أبي صالح، (عن ابن أبي عائش، وقال حماد: عن أبي عياش).

قال الحافظ: في "تهذيب التهذيب"(1): أبو عياش الزرقي، وعزاه إلى أبي داود والنسائي وابن ماجه، وقيل: ابن أبي عياش، وقيل: ابن عائش، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم"من قال إذا أصبح"، الحديث، قاله سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عنه، ووقع في رواية النسائي (2) وحده عن أبي عياش الزرقي، فإن كان محفوظًا فهو الذي قبله، وقد نص أبو أحمد الحاكم أن هذا الحديث من رواية أبي عياش الزرقي.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال إذا أصبح: لا إله الَّا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان له عِدْل رقبة) أي إعتاق رقبة (من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحطّ عنه عشر سيئات) أي صغائر، (ورفع له عشر درجات، وكان في حِرْز) أي حفظ (من الشيطان) أي من شره (حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح، قال) موسى بن إسماعيل (في حديث حماد: فرأى رجل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم) أي في المنام (فقال: يا رسول الله! إن أبا عياش يحدث عنك

(1) أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم 27).

(2)

"تهذيب التهذيب"(12/ 193).

ص: 473

بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ:"صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ"(1). [جه 3867، حم 4/ 60]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ إسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُوسَى الزَّمْعِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ، عن ابْنِ عَائِشٍ.

===

بكذا وكذا، قال) صلى الله عليه وسلم:(صدق أبو عياش).

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "صدق أبو عياش" ولم تكن له الرواية عنه بمجرد المنام، لأن الرؤيا لا تثبت الأحكام، وإنما صارت الرؤيا تأييدًا لروايته وطمأنينة لقلبه.

(قال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي وعبد الله بن جعفر، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن عائش) أي بدون لفظ أبي، قال المنذري (2): وقال أبو بكر الخطيب: عند القاضي -يعني أبا عمر الهاشمي شيخه- عن [ابن] أبي عائش، وكذا عنه غيره، وأخرجه النسائي، وابن ماجه (3)، وفي حديثهما عن أبي عياش الزرقي، وأبو عياش الأنصاري الزرقي اسمه زيد بن الصامت، وقيل غير ذلك، وهو بفتح العين المهملة، وتشديد الياء آخر الحروف، وفتحها، وبعد الألف شين معجمة، وذكره أبو أحمد الكرابيسي

(1) زاد في نسخة:

5078 -

حَدّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نَا بَقِيةُ، عن مُسْلِمٍ- يَعْنِي ابْنَ زيَاد -قَالَ: سَمْعتُ أَنَسَ بْنَ مالك يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبحُ: أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلَائِكَتكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنكَ أَنْتَ الله، لا إله إلّا أَنَتَ وَحْدَكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، إلا غَفَرَ اللَهُ لهُ مَا أصَاب في يَوِمِه ذَلِكَ مِنْ ذَنْبٍ، وَإنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي، غُفِرَ لَهُ مَا أَصَابَ تِلْكَ اللَيلَةَ"[ت 3501، "سنن النسائي الكبرى" 9837].

قلت: قال المزي بعد إيراد هذا الحديث في "الأطراف"(1587): "حديث أبي داود في رواية أبي بكر بن داسه ولم يذكره أبو القاسم".

(2)

انظر: "مختصر سنن أبي داود"(7/ 337).

(3)

انظر: "عمل اليوم والليلة" للنسائي (37)، و"ابن ماجه"(3867).

ص: 474

5079 -

حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ أَبُو النَّضْرِ الدِّمَشْقِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْفِلَسْطِينِيُّ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ حَسَّانَ، عن الْحًارِثِ بْنِ مُسْلِم أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عن أَبِيهِ مُسْلِم بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ،

===

في "كتاب الكنى"، وقال: له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، وليس حديثه من وجه صحيح، وذكر له هذا الحديث، انتهى.

5079 -

(حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي، نا محمد بن شعيب، أخبرني أبو سعيد الفلسطيني) ويقال: الدمشقي، ويقال: الحمصي (عبد الرحمن بن حسان) الكناني، روى عن الحارث بن مسلم، ويقال: مسلم بن الحارث، قال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، له عند أبي داود والنسائي (1) حديث، وقال العجلي: شامي ثقة، وقال ابن شاهين في "الثقات": قال ابن معين: ثقة.

(عن الحارث بن مسلم أنه أخبره، عن أبيه مسلم بن الحارث). قال الحافظ في "تهذيب التهذيب"(2) في ترجمة مسلم بن الحارث، وعزاه إلي أبي داود، قال: مسلم بن الحارث ويقال: الحارث بن مسلم (التميمي) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء عند الانصراف عن صلاه المغرب، روي حديثه عبد الرحمن بن حسان الفلسطيني، اختلف عليه فيه، قال البرقي (3): قلت للدارقطني: مسلم بن الحارث بن مسلم عن أبيه؟ فقال: مجهول لا يروي عن أبيه غيره، توفي الحارث بن مسلم في خلافة عثمان.

قلت (4): وصحيح البخاري، أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، والترمذي،

(1) أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(111).

(2)

"تهذيب التهذيب"(10/ 125).

(3)

كذا في الأصل، وفي "التهذيب":"قال البرقاني".

(4)

قائله: الحافظ ابن حجر العسقلاني.

ص: 475

عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَسَرَّ إلَيْهِ فَقَالَ: "إذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرب فَقُلْ: اللهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإنَّكَ إذَا قُلْتَ ذَلِكَ ثَمَّ مِتَّ في لَيْلَتِكَ، كُتِبَ لَكَ جِوَارٌ (1) مِنْهَا وَإذَا صَلَّيْتَ الصّبْحَ فَقُلْ

===

وابن قانع، وغير واحد أن مسلم بن الحارث هو صحابي (2) روى هذا الحديث، وأخرج ابن حبان الحديث في "صحيحه"(3) من مسند الحارث بن مسلم، والذي يترجح ما قاله البخاري: أن صدقة بن خالد ومحمد بن سعيد بن سابور رَوَيا عن عبد الرحمن بن حسان الذي مدار الحديث عليه فقالا: عن الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه، ورواه الوليد بن مسلم فاختلف عليه فقال داود بن رشيد، وهشام بن عمار، وعمرو بن عثمان الحمصي، وعلي بن سهل الرملي، ومؤمل بن الفضل الحراني عنه: عن عبد الرحمن، عن مسلم بن الحارث بن مسلم، عن أبيه، وقال محمد بن المصفى، وعبد الوهاب بن نجدة، ومحمد بن الصلت عن الوليد بقول صدقة بن خالد.

ومحصل ذلك الاختلاف في الصحابي، هل هو الحارث بن مسلم أو مسلم بن الحارث؟ وفي التابعي كذلك، ولم أجد في التابعين توفيقًا إلَّا ما اقتضاه صنيع ابن حبان حيث أخرج الحديث في "صحيحه"(4)، وقد جزم الدارقطني بأنه مجهول، والحديث الذي رواه أصله تفرد به ما رأيته إلا من روايته، وتصحيح مثل هذا في غاية البعد، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر، انتهى.

(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه فقال: إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم من في ليلتك، كتب لك جوارٌ منها، وإذا صليت الصبح فقل

(1) في نسخة: "جواز".

(2)

وبه رَجّح في "الإصابة"(3/ 394).

(3)

انظر: "صحيح ابن حبان"(2022).

(4)

راجع: "صحيح ابن حبان"(2022).

ص: 476

كَذَلِكَ، فَإنَّكَ إنْ مِتَّ في يَوْمِكَ كتِبَ لَكَ جِوَارٌ مِنْهَا"، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ عن الْحَارِثِ أَنَّهُ قَالَ: أَسَرَّهَا إلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، نَحْنُ نَخُصُّ إخْوَاننا بِهَا. [حم 4/ 234، حب 2022]

5080 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ وَمُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، قَالُوا، نَا الْوَلِيدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ حَسَّانَ الْكِنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ التمِيمِيُّ، عن أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ نَحْوَهُ، إلَى قَوْلِهِ:"جِوَارٌ مِنْهَا" إلَّا أَنَّهُ قَالَ فِيهِمَا: "قَبْلَ أَنْ تكلم أَحَدًا".

قَالَ عَلِيُّ بْنُ سهْلٍ فِيهِ: إنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ،

===

كذلك، فإنك إذا مت في يومك كتب لك جوار منها، أخبرني أبو سعيد) قائل هذا الكلام محمد بن شعيب يقول: أخبرني أبو سعيد الفلسطيني، (عن الحارث أنه) الحارث (قال: أسرها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي قالها لنا في السر، (نحن نخص إخواننا بها) كأنه فهم أن الإسرار كانت تخصيصًا منه له.

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "تقريره": قوله: "نحن نخص إخواننا" يعني لئلا تذهب منزلته عن القلوب، ولذلك أسرَّه النبي صلى الله عليه وسلم -ليعده غنيمة حيث اختص به، بخلاف ما لو عم فإنه لم يقع في قلبه وقوعه في الإسرار والتخصيص.

5080 -

(حدثنا عمر بن عثمان الحمصي ومومل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي ومحمد بن مصفى الحمصي قالوا: نا الوليد، نا عبد الرحمن بن حسان الكناني قال: حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي، عن أبيه)، وقد تقدم في الحديث المتقدم أن الراجح عند الجمهور ما تقدم في الحديث السابق، وهو أن عبد الرحمن بن حسان يروي عن الحارث بن مسلم، عن أبيه مسلم بن الحارث.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحوه، إلى قوله: "جوار منها" إلَّا أنه قال) أي زاد (فيهما: "قبل أن تكلم أحدًا"، قال علي بن سهل فيه: إن أباه حدثه) والفرق بين

ص: 477

وَقَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمَغَارَ اسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي، فَسَبَقْتُ أَصْحَابِي وَتَلَقَّانِي الْحَيُّ بالرَّنِينِ، فَقُلْتُ لَهُمْ قُولُوا: لَا إله إلَّا اللهُ تُحْرَزُوا، فَقَالُوهَا، فَلَامَنِي أًصْحَابِي فَقَالُوا (1): أَحَرَمْتَنَا (2) الْغَنِيمَةَ، فَلَمَّا قَدِمُوا (3) عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَخْبَرُوهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَدَعَانِي فَحَسَّنَ لِي مَا صَنَعْتُ

===

رواية علي بن سهل وغيره، بأن علي بن سهل يروي في حديثه: حدثني مسلم بن الحارث أن أباه حدثه بصيغة "التحديث"، وأما غير علي بن الحارث من شيوخ المصنف فرووا بصيغة "عن" كما تقدم في السند.

(وقال علي) بن سهل (وابن المصفَّي) أي محمد (قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما بلننا المغار) أي قريبًا من موضع الإغارة (استحثثتُ) من الحث أي رفعتُ (فرسي، فسبقت أصحابي وتلقاني الحي بالرنين) الرنُّ الصوت، رن رنيناَ: صاح، (فقلت لهم: قولوا: لا إله إلَّا الله تحرزوا، فقالوها) أي كلمةُ "لا إله إلَّا الله"، (فلامني أصحابي فقالوا: أحرمتنا الغنيمة) لأنهم لما صاروا قبل الغلبة عليهم مسلمين فلم يجز أسرهم، ولا أخذ مالهم.

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "تقريره": قوله: "أحرمتنا الغنيمة" وكانت نيته ونية القوم كلتاهما خيرًا، فإنه احتسب فيما فعله أن تعصم أموالهم ودماؤهم مع حصول الإِسلام لهم، وهؤلاء رجوا أن يكون استرقاقهم وغارتهم عائداَ على المسلمين بخير وغنيمة مع حصول المقصود وهو إسلامهم، فإن الرق أدعى إليه، فإنه في كفره يستضر برقه ما لا يستضر في إسلامه.

(فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه) أي أهل السرية (بالذي صنعت، فدعاني) فأخبرته بما فعلت من تلقين الإِسلام لهم، (فحسن لي ما صنعت)

(1) في نسخة: "وقالوا".

(2)

في نسخة: "حرمتنا".

(3)

في نسخة: "قدمنا".

ص: 478

وَقَالَ: "أَمَّا إنَّ اللَّه قَدْ كَتَبَ لكَ مِنْ كُلِّ (1) إنْسَانِ مِنْهُمْ كَذَا وَكَذَا". قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ: فَأَنَا نَسِيتُ الثَّوَابَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَّا إنِّي سَأَكْتُبُ لَكَ (2) بِالْوَصَاةِ بَعْدِي"(3)، قَالَ: فَفَعَلَ وَخَتَمَ عَلَيْهِ وَدَفَعَهُ إلَيَّ وَقَالَ لِي، ثُمَّ ذَكَرَ مَعْنَاهُمْ. وَقَالَ ابْنُ الْمُصَفَّى: قَالَ: سَمِعت الْحَارِثَ بْنَ مُسْلِمِ بْن الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ يُحَدِّثُ عن أَبِيهِ (4).

===

بهم من تلقين الإِسلام، (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أما) حرف تنبيه (إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا) كناية عن الأجر، (قال عبد الرحمن: فأنا نسيت الثواب) أي الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل.

(ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إني سأكتب لك بالوصاة) أي بالتوصية (بعدي) أي بعد موتي أو بعد مجلسي هذا (5) أن تعمل بها، (قال) أي الحارث بن مسلم:(ففعل) أي كتب الوصية (وختم عليه) أي على المكتوب، (ودفعه إلى وقال لي، ثم ذكر معناهم، وقال ابن المصفى: قال) عبد الرحمن بن حسان: (سمعت الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي يحدث عن أبيه).

(1) في نسخة: "بكل".

(2)

في نسخة: "لكم".

(3)

في نسخة: "من بعدي".

(4)

زاد في نسخة:

5081 -

حَدَّثَنَا يَزَيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدمَشْقِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّزَاقِ بْنُ مُسْلِم الدِّمَشْقِيُّ- وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُتَعَبدِينَ- قَالَ: نَا مُدْرِكُ بْنُ سَعْدٍ، - قَالَ يَزِيدُ: شَيْخٌ ثِقَةٌ - عن يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عن اُمِّ الدَّرْدَاءِ، عن أبِي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ:"مَنْ قَالَ إذَا أَصْبَحَ وَإذَا أَمْسَى: حَسبِيَ اللَهُ لَا إلهَ إلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم- سَبْعَ مَرَاتٍ - كَفَاهُ اللهُ مَا أَهَمهُ، صَادِقًا كَانَ بِهَا أَوْ كَاذِبًا".

قلت: قال المزي بعد إيراده في "الأطراف"(11004): "هذا الحديث في رواية أبي بكر بن داسه ولم يذكره أبو القاسم".

(5)

ظاهر كلام الشيخ أن الوصية كانت للعمل بها من الأدعية وغيرها، وظاهر ما في "الإصابة"(3/ 394) أن الوصية كانت شيء آخر، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كِتَابًا بالوصاة إلى من يعرفه من ولاة الأمر. (ش).

ص: 479

5082 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: نَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن أَبِي أَسِيْدٍ الْبَرَّادِ، عن مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ خُبَيْبٍ، عن أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا في لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكنَاهُ فَقَالَ:"قُلْ"، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:"قُلْ"، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:"قُلْ"، فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: {قُل هُوَ اَللهُ أَحَدُ} وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِن كُلِّ شَيءٍ". [ت 3575، ن 5429، حم 5/ 312].

5083 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ ابْنُ عَوْفٍ: وَرَأَيْتُهُ في

===

5082 -

(حدثنا محمد بن المصفى قال: نا ابن أبي فديك قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن أبي أسيد البراد) عن معاذ بن عبد الله بن خُبيب، وعنه ابن أبي ذئب، صوابه: عن ابن أبي ذئب عن أبي سعيد أسِيد بن أبي أسيد البَرّاد (1)، (عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه) عبد الله بن خبيب (أنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه) أي وجدناه (فقال) صلى الله عليه وسلم: (قل، فلم أقل شيئًا) أنتظر أن يقولى شيئًا فأقوله، (ثم قال: قل، فلم أقل شيئًا) في انتظار كلامه، (ثم قال) ثالثًا:(قل، فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ قال: {قُل هُوَ اَللهُ أَحَد} والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء) أي من شر كل مؤذٍ.

5083 -

(حدثنا محمد بن عوف، نا محمد بن إسماعيل، حدثني أبي) أي إسماعيل، (قال ابن عوف) شيخ المصنف:(ورأيته) أي هذا الحديث (في

(1) انظر: "تقريب التهذيب"(7943).

ص: 480

أَصْلِ إسْمَاعِيلَ- قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمٌ، عن شُرَيْحٍ، عن أَبِي مَالِكٍ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! حَدِّثْنَا بِكَلِمَةٍ نَقُولُهَا إذا أَصْبَحْنَا (1) وَأَمسَينَا وَاضطَجَعْنَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقُولُوا:"اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَئٍ، وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ أَنَّكَ لَا إله إلَّا أَنْتَ، فَإنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ نَقْتَرِفَ سُوءًا عَلَى أَنْفُسِنَا، أَوْ نَجُرَّه إلَى مُسْلِمٍ".

5084 -

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَبِهَذَا الإسَنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ، اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ: فَتْحَهُ، وَنَصْرَهُ، وَنُورَهُ، وَبَرَكَتَهُ، وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، ثُمَّ إذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ".

===

أصل إسماعيل) أي في كتابه (قال: حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك قال: قالوا: يا رسول الله! حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا) للنوم، (فأمرهم أن يقولوا: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء، والملائكة يشهدون أنك) الله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، (لا إله إلَّا أنت، فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا، ومن شر الشيطان الرجيم وشركه) بسكون الراء، وبقتحتين، (وأن نقترف) أي نكتسب (سوءًا على أنفسنا، أو نجرّه) أىِ السوء (إلى مسلم).

5084 -

(قال أبو داود: وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أساْلك خير هذا اليوم: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك).

(1) زاد في نسخة: "وإذا".

ص: 481

5085 -

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عن عُمَرَ بْنِ جُعْثُمٍ (1) قَالَ: نَا الأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيْقٌ الْهَوْزَنيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا: بِمَ (2) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ إذَا هَبَّ مِنَ اللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عن شَيءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أحد قَبْلَكَ، كَانَ إذَا هَبَّ مِنَ اللَّيْلِ كَبَّرَ عَشْرًا، وَحَمِدَ (3) عَشْرًا، وَقَالَ:"سُبْحَانَ الله وَبْحَمْدِهِ" عَشْرًا، وَقَالَ:"سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ" عَشْرًا،

===

قال الطيبي (4): قوله: "فتحه"، وما بعده بيان لقوله:"خير هذا اليوم".

5085 -

(حدثنا كثير بن عبيد، نا بقية بن الوليد، عن عمر بن جعثم) بضم الجيم وسكون المهملة وضم المثلثة، القرشي، ويقال: اليحصبي الحمصي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، روى عن الأزهر بن عبد الله الحرازي والأزهر بن سعيد الحرازي، ويقال: إنهما واحد.

(قال: نا الأزهر بن عبد الله الحرازي قال: حدثني شريق) مكبرًا (الهوزني) الحمصي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي (5): لا يعرف، (قال: دخلت على عائشة فسألتها: بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح) أي بأي دعاء يبتدأ (إذا هبّ) أي استيقظ (من الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان) صلى الله عليه وسلم (إذا هبَّ من الليل كبَّر عشرًا) أي يقول: الله أكبر عشر مرات، (وحمد عشرًا) أي يقول عشر مرات: الحمد لله، (وقال: سبحان الله وبحمده عشرًا) أي عشر مرات: (وقال: سبحان الملك القدوس عشرًا،

(1) في نسخة: "خثعم".

(2)

في نسخة: "بما".

(3)

زاد في نسخة: "الله".

(4)

انظر: "شرح الطيبي"(5/ 158).

(5)

"ميزان الاعتدال"(2/ 269).

ص: 482

وَاسْتَغْفَرَ عَشْرًا، وَهَلَّلَ (1) عَشْرًا، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا وَضِيقِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ" عَشْرًا، ثُمَّ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ. [ن 5535، جه 1356، حم 6/ 143]

5086 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عن سُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا كَان في سَفرٍ (2) فَأَسْحَرَ يَقُولُ: "سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَيعْمَتِهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، اللهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذًا (3) بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ"(4). [م 2718، خزيمة 2571]

===

واستغفر عشرًا) أي يقول عشر مرات: أستغفر الله، (وهلل عشرًا) أي يقول: لا إله إلَّا الله عشر مرات، (ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرًا، ثم يفتتح الصلاة) أي صلاة التهجد.

5086 -

(حدثنا أحمد بن صالح، نا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فأسحرَ يقول: سمع سامع) يريد به الإشهاد على ما يقوله، والمعنى ليسمع كل من يأتي منه السماع، (بحمد الله ونعمته وحسن بلائه) أي حسن إنعامه (علينا) فإنا نعترف بذلك، ونشهده عليه (اللهم صاحِبنا) بصيغة الطلب، أي كن لنا صاحبًا (فأَفْضِلْ علينا) من الإفضال (عائذًا بالله من النار) حال من ضمير يقول، أو بمعنى المصدر، أي: أعوذ عياذًا.

(1) زاد في نسخة: "الله".

(2)

في نسخة: "سفرة".

(3)

في نسخة: "عائذ".

(4)

زاد في نسخة:

5087 -

حَدَّثنَا ابْنُ مُعَاذٍ، نَا أَبِي، نَا الْمَسْعُودِيُّ، نَا الْقَاسِمُ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَقُولُ: مَنْ =

ص: 483

5088 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا أَبُو مَوْدُودٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ- يَعْنِي ابْنَ عَفَّانَ- يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَع اسْمِهِ شيء في الأَرْضِ وَلَا في السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1) لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِي". قَالَ: فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ تَنْظُرُ إلَيَّ؟ فَوَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانُ، وَلَا كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِن الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي

===

5088 -

(حدثنا عبد الله بن مسلمة، نا أبو مودود) عبد العزيز بن أبي سليمان، (عمن سمع أبان بن عثمان) وهو محمد بن كعب القرظي، كما تدل عليه الرواية الآتية (يقول) أي أبان بن عثمان:(سمعت عثمان -يعني ابن عفان- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -يقول: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العلم، ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاءً حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاءً حتى يمسي، قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج) وهو استرخاء لأحد شقي البدن لانصباب خلط بلغمي تنسدّ منه مسالك الروح، (فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال) أي أبان (له) أي للرجل: (مالك تنظر إلى؟ فوالله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني

= قَالَ حِينَ يُصبِحُ: "اللهُمَّ مَا حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ، أَوْ قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ، أو نَذَزتُ مِنْ نَذْرٍ، فَمَشِيئتكَ بَينَ يَدَيْ ذَلِكَ كلهُ مَا شِئْتَ كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأ لَمْ يَكُنْ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَتَجَاوَزْ لِي عَنْهُ. اللهَم فَمَنْ صَليْتَ عَلَيهِ، فَعَلَيْهِ صَلَوَاتِي، وَمَنْ لَعَنْتَ عَلَيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي، كَانَ في اسْتِثنَاءِ يَوْمه ذَلِكَ، أَوْ قَالَ: ذَلِكَ الْيَوْمَ".

(1)

في نسخة: "مرار".

ص: 484

فِيهِ مَا أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا. [ت 3388، جه 3869، حم 1/ 62، 66]

5089 -

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ الأَنْطَاكِيُّ، نَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَوْدُودٍ، عن مُحَمَّدٍ بنِ كَعْبٍ، عن أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عن عُثْمَانَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحْوَهُ، لَمْ يَذْكُرْ قِصًّةَ الْفَالِجِ. [حم 1/ 72]

5090 -

حَدَّثَنَا (1) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ (2) وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا (3)، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، عن عَبْدِ الْجَلِيلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عن جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ قَالَ

===

فيه ما أصابني غضبت) على أحد من أهل البيت أو غيرهم، فشغلني ذلك عن أن أقولها (فنسيت أن أقولها).

5089 -

(حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكى، نا أنس بن عياض، حدثني أبو مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، لم يذكر قصة الفالج).

5090 -

(حدثنا العباس بن عبد العظيم ومحمد بن المثنى قالا: نا عبد الملك بن عمرو، عن عبد الجليل بن عطية) القيسي، أبو صالح البصري، عن ابن معين: ثقة، وقال: يهم في الشيء بعد الشيء، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يعتبر خبره عند بيان السماع في خبره إذا رواه عن الثقات، ودونه ثبت، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.

(عن جعفر بن ميمون قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال

(1) زإد في نسخة: "علي بن عبد الله و".

(2)

زاد في نسخة: "العنبرى".

(3)

في نسخة: "قالوا".

ص: 485

لأَبيهِ: يَا أَبَتِ، إنّي أَسْمَعُكَ (1) تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ: اللهُمَّ عَافِنِي في بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي في سَمْعِي، اللهُمَّ عَافِنِي في بَصَرِي، لَا إله إلَّا أَنْتَ، تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي؟ فَقَالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.

قَالَ (2) عَبَّاسٌ فِيهِ: وَتَقُولُ: اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْر، اللهُمَّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إلهَ إلَّا أَنْتَ، تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تُصْبِح، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي، فَتَدْعُو بِهِنَّ، فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.

===

لأبيه) أبي بكرة: (يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة) أي وقت الصبح: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري)، وذكر السمع والبصر بعد البدن تخصيص بعد تعميم للاهتمام بهما، أو يقال: إن السمع والبصر ليسا من البدن، بل هما قوتان مودعتان في البدن، وإنما قدم السمع لأن نفعه يزيد على نفع البصر.

(لا إله إلَّا أنت، تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي، فقال) أبو بكرة: (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -يدعو بهن، فأنا أحب أن أستن) أي أتبع (بسنته، قال) أي زاد (عباس فيه: وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر (3)، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلَّا أنت، تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي، فتدعو بهن، فأحب أن أستن بسنته).

و"تقول" بصيغة الخطاب في جميع النسخ الموجودة إلَّا في النسخة

(1) في نسخة: ، "سمعتك".

(2)

زاد في نسخة: "علي و".

(3)

يشكل عليه قوله عليه السلام: "اللَّهمَّ أحيني مسكينًا

" الحديث (ت 2352)، وراجع "تأويل مختلف الحديث" (ص 196) لابن قتيبة، وتقدم شيء من الكلام على الفقر في "باب في الاستعاذة". (ش).

ص: 486

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعوَاتُ الْمَكْرُوب: اللهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو (1)، فَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصلِحْ لِي شَانِي كُلَّهُ، لَا إله إلَّا أَنْتَ" وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ.

5091 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ الْمِنْهَالِ، نَا يَزِيدُ- يَعْنِي ابْنَ زُريعٍ -، نَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عن سُهَيْلٍ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:

===

المدنية التي عليها المنذري (2) فإن فيها: "يقول" بصيغة الغائب، وكذلك الصيغ الباقية من:"تعيد"، و"تصبح"، و"تمسي"، و"تدعو" بصيغة الخطاب في جميعها إلَّا في النسخة المدنية التي عليها المنذري ففيها كلها بصيغة الغائب، وهو الأولى، لأن على ما في أكثر النسخ من صيغ الخطاب يحتاج إلى تقدير كلام طويل، لأن من قوله:"وتقول" إلى قوله: "فتدعو بهن" يكون كلام عبد الرحمن بن أبي بكرة، وقوله:"أحب أن أستن بسنته" كلام أبي بكرة، ولا ربط بينهما إلَّا أن يقدر: فقال أبو بكرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأحب أن أستن بسنته، بخلاف نسخة الغائب فيكون كلها كلام أبي بكرة، وكلها مربوطة مرتبة.

(قال) أبو بكرة: (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوات المكروب) أي الواقع في الكرب، (اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين) أي مقدار إطباق أحد الجفنين بالاخر، (وأصلح لي شأني كله، لا إله إلَّا أنت، وبعضهم) وهذا كلام أبي داود، أي بعض مشايخي (يزيد على صاحبه) بعض الألفاظ.

5091 -

(حدثنا محمد بن المنهال، نا يزيد -يعني ابن زريع-، نا روح بن القاسم، عن سهيل، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

(1) زاد في نسخة: "ثلاثًا".

(2)

انظر: "مختصر سنن أبي داود"(7/ 345).

ص: 487