الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -نَهَى أَنْ يَمْشِيَ- يَعْنِي الرَّجُلَ- بَيْنَ المَرأتينِ. [ك 4/ 280]
(171) بابٌ في الرَّجُلِ يَسُبُّ الدَّهْرَ
5274 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ سُفْيَانَ وَابْنُ السَّرْحِ قَالَا: نَا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ،
===
"أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين"، قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث واحد، وهو حديث منكر، وقال أبو حاتم: مجهول، حدثه بحديث منكر، قلت: وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمد.
(عن نافع، عن ابن عمر) رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي يعني الرجلَ) بنصب الرجل لكونه مفعولًا ليعني، ثم إنه تفسير لفاعل يمشي أو لمفعول نهى، وهذا التفسير من بعض الرواه.
(بين المرأتين) فإنه ينافي الحياء والمروءة، ويخطر في قلبه الميل، وهو سبب للفتنة.
(171)
(بابٌ في الرَّجُلِ يَسُبُّ الدَّهْرَ)
5274 -
(حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان وابن السرح قالا: نا سفيان، عن الزهري، عن سعيد) بن المسيب، (عن أبي هريرة) وروى البخاري (1) عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال الحافظ (2):
(1) انظر: "صحيح البخاري"(6181).
(2)
انظر: "فتح الباري"(10/ 565).
عن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم (1): "يُؤْذِيِنِي ابْنُ آدم: يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِيَ الأَمْرُ، أقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ". [خ 4826، م 2246]
قَالَ ابْنُ السَّرْحِ: عن ابْنِ الْمُسَيَّبِ مَكَانَ سَعِيدٍ.
[تَمَّ وَكَمُلَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَه]
===
قال ابن عبد البر: الحديثان للزهري، عن أبي سلمة، وعن سعيد بن المسيب جميعًا صحيحان، قلت: وقال النسائي: كلاهما محفوظ لكن حديث أبى سلمة أشهرهما.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم) يقول الله عز وجل: (يؤذيني (2) ابن آدم: يسب الدهر) أي يقول: يا خيبة الدهر (3)(وأنا الدهر) أي أنا خالق الدهر ومقلِّبه (بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار، قال ابن السرح: عن ابن المسيب مكان سعيد).
قال الحافظ (4): ومعنى النهي عن سب الدهر أن من اعتقد أنه الفاعل للمكروه فَسَبَّه: أخطأ، فإن الله هو الفاعل، فإذا سببتم من أنزل ذلك بكم رجع السبّ إلى الله تعالى.
والحاصل: أن في تأويله ثلاثة أوجه، أحدها: أن المراد بقوله: "إن الله هو الدهر"، أي: المدبر للأمور، ثانيها: أنه على حذف مضاف أي صاحب الدهر، ثالثها: التقدير: مقلب الدهر، ولذلك عقبه بقوله:"بيدي الليل والنهار".
(1) زاد في نسخة: "يقول الله عز وجل".
(2)
أي يفعل ما يوجب الإيذاء لمن يتأذى، كما في "المرقاة"(1/ 181). (ش).
(3)
أو يقول: "ما يهلكنا إلا الدهر" فرقتان، كذا في "عون المعبود"(14/ 128). (ش).
(4)
"فتح الباري"(10/ 565، 566).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قال المحققون: من نسب شيئًا من الأفعال إلى الدهر حقيقةً كفر، ومن جرى هذا اللفظ على لسانه غير معتقد لذلك فليس بكافر، يكره له ذلك لشبهه بأهل الكفر في الإطلاق، وهو نحو التفصيل الماضي في قولهم: مطرنا بكذا.
وقال عياض (1): زعم بعض من لا تحقيق له أن الدهر (2) من أسماء الله تبارك وتعالى، وهو غلط، فإن الدهر مدة زمان الدنيا، وعرفه بعضهم بأنه أحد مفعولات الله تعالى في الدنيا أو فعله لما قبل الموت.
وقد تمسك الجهلة من الدهرية والمعطلة بظاهر هذا الحديث، واحتجّوا به على من لا رسوخ له في العلم، لأن الدهر عندهم حركات الفلك وأمد العالم، ولا شيء عندهم ولا صانع سواه، وكفى في الرد عليهم قوله في بقية الحديث:"أنا الدهر، أقلب ليله ونهاره"، فكيف يقلب الشيء نفسه؟ تعالى الله عز وجل عن قولهم علوًّا كبيرًا، انتهى ما قاله الحافظ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
قد تم وكمل بتوفيق الله سبحانه وتعالى وحسن تسديده في المدينة المنورة في روضة من رياض الجنة عند قبر سيد ولد آدم، بل سيد الخلق والعالم، بتاريخ أحد وعشرين من شهر شعبان سنة خمس وأربعين بعد ثلثمائة وألف من هجرة النبي الأمين.
(1) انظر: "إكمال المعلم بفوائد مسلم"(7/ 184).
(2)
وفي اختتام "حزب البحر": يا دهر يا ديهور يا ديهار
…
إلخ. (ش).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
اللهم تقبله منا كما تقبلتَ من عبادك المقربين الصالحين، واجعله خالصًا لوجهك الكريم، واغفر لنا ما وقع منا من الخطأ والزلل، وما لا ترضى به من العمل، فإنك عفو كريم رب غفور رحيم (1).
* * *
(1) بحمد الله تعالى وتوفيقه قد فرغت من خدمة هذا الكتاب الجليل والتعليق عليه يوم الجمعة بعد صلاة العصر 4/ رمضان المبارك 1426 هـ، الموافق 7/ أكتوبر 2005 م.
اللهم تقبله منا كما تقبلت من عبادك المقرَّبين الصالحين، واجعله خالصًا لوجهك الكريم، واغفر لنا ما وقع منا من الخطأ والزلل، وما لا ترضى به من العمل، فإنك غفور رحيم.
تقى الدين الندوي المظاهري عفا الله عنه، مدينة العين، أبو ظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة.