المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(18) باب في القدر - بذل المجهود في حل سنن أبي داود - جـ ١٣

[خليل أحمد السهارنفوري]

فهرس الكتاب

- ‌(34) أَوَّلُ كتَابِ السُّنَّةِ

- ‌(1) بَابُ شَرْحِ السُّنَّةِ

- ‌(3) بَابُ مُجَانبُةِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَبُغْضِهِمْ

- ‌(4) بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الأَهْوَاءِ

- ‌(5) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِدَالِ في الْقُرْآنِ

- ‌(6) بَابٌ في لُزُومِ السُّنَّةِ

- ‌(7) بَابُ مَنْ دَعَا إلَى السُّنَّةِ

- ‌(8) بابٌ في التَّفْضيل

- ‌(9) بَابٌ في الْخُلَفَاءِ

- ‌(10) بَابٌ في الْخُلَفَاءِ

- ‌(11) بَابٌ في فَضْلِ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) بَابٌ في النَّهْيِ عن سَبِّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(13) بَابٌ في اسْتخِلَافِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

- ‌(14) بَابُ مَا يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الْكَلَامِ في الْفِتْنَةِ

- ‌(15) بَابٌ في التَّخْيِيرِ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام

- ‌(16) بَابٌ في رَدِّ الأرْجَاءِ

- ‌(17) بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ

- ‌(18) بابٌ في القدرِ

- ‌(19) بابٌ فِي ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ

- ‌(20) بابٌ في الْجَهْمِيَّةِ

- ‌(21) بَابٌ في الرُّؤيَةِ

- ‌(22) بابٌ في القُرآنِ

- ‌(23) بابٌ في ذِكْرِ الْبَعْثِ وَالصُّورِ

- ‌(24) بَابٌ في الشَّفَاعَةِ

- ‌(25) بابٌ في خَلْقِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

- ‌(26) بابٌ: في الْحَوْضِ

- ‌(27) بابٌ في الْمَسْأَلَةِ في الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌(28) بابٌ فِى ذِكْرِ الْمِيزَانِ

- ‌(29) بابٌ فِى الدَّجَّالِ

- ‌(30) بابٌ في قتل الخوارج

- ‌(31) بابٌ في قِتَالِ اللُّصُوصِ

- ‌(35) أَوَّلُ كِتَابِ الأدَبِ

- ‌(1) بابٌ في الْحِلْمِ وَأَخْلَاقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(2) بابٌ في الوقار

- ‌(3) (بَابُ مَنْ كَظَمَ غَيْظًا)

- ‌(4) (بابٌ في التجاوز)

- ‌(5) بابٌ في حُسْنِ الْعِشْرَةِ

- ‌(6) بابٌ فِى الْحَيَاءِ

- ‌(7) بابٌ في حسن الخُلُق

- ‌(8) بابٌ فِى كَرَاهِيَّةِ الرِّفْعَةِ فِى الأُمُورِ

- ‌(9) بابٌ فِى كَرَاهِيَّةِ التَّمَادُحِ

- ‌(10) بابٌ فِي الرِّفْقِ

- ‌(11) بابٌ فِى شُكْرِ الْمَعْرُوفِ

- ‌(12) بابٌ في الْجُلُوسِ فِى الطُّرُقَاتِ

- ‌(13) بابٌ في الْجُلُوسِ بَيْنَ الشَّمْس والظِّلِّ

- ‌(14) بابٌ في التَّحَلُّقِ

- ‌(15) (بَابٌ في الرُّجُلِ يَقُومُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ)

- ‌(16) بابُ مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجَالَسَ

- ‌(17) بابٌ في كَرَاهِيَةِ الْمِرَاءِ

- ‌(18) بابُ الْهَدْىِ في الْكَلَامِ

- ‌(19) بابٌ في الْخُطْبَةِ

- ‌(20) بَابٌ في تَنْزِيلِ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ

- ‌(21) بابٌ في الرَّجُلِ يَجْلِسُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِمَا

- ‌(22) بَابٌ في جُلُوسِ الرَّجُلِ

- ‌(23) بابٌ في السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ

- ‌(24) بابٌ في الرَّجُلِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا

- ‌(25) بابٌ في التَّنَاجِي

- ‌(26) (بَابُ إذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثمَّ رَجَعَ)

- ‌(27) بابٌ في كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ

- ‌(28) بابٌ في رَفْعِ الْحَدِيثِ مِنَ الْمَجْلِسِ

- ‌(29) بابٌ في الْحَذَرِ مِنَ النَّاسِ

- ‌(30) بابٌ في هَدْىِ الرَّجْلِ

- ‌(31) بابٌ في الرَّجُلِ يَضَعُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى

- ‌(32) بابٌ في نَقْلِ الْحَدِيثِ

- ‌(33) بابٌ في الْقَتَّاتِ

- ‌(34) بَابٌ في ذِي الْوَجْهَيْنِ

- ‌(35) بابٌ في الْغِيبَةِ

- ‌(36) بَابُ الرَّجُل يَذُبُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ

- ‌(37) (بَابٌ في التَّجَسُّس)

- ‌(38) بابٌ في السَّتْرِ عَنِ الْمُسْلِمِ

- ‌(39) بَابُ الْمُؤَاخَاة

- ‌(40) باب الْمُسْتَبَّانِ

- ‌(41) باب في التَّوَاضُعِ

- ‌(42) بابٌ في الاِنْتِصَارِ

- ‌(43) بابٌ في النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى

- ‌(44) بَابٌ فِي النَّهْي عَنِ الْبَغْيِ

- ‌(45) بَابٌ فِي الْحَسَدِ

- ‌(46) (بَابٌ فِي اللَّعْنِ)

- ‌(47) بابٌ فِيمَنْ دَعَا عَلَى ظالمه

- ‌(48) بَابٌ في هِجْرَةِ الرَّجُلِ أَخَاهُ

- ‌(49) بابٌ في الظنِّ

- ‌(50) بابٌ في النَّصِيحَةِ

- ‌(51) بابٌ في إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ

- ‌(52) بابٌ في الْغِنَاءِ

- ‌(53) باب كَرَاهِيَةِ الْغِنَاءِ وَالزَّمْرِ

- ‌(54) بابٌ في الْحُكْمِ في الْمُخَنَّثِينَ

- ‌(55) بابٌ في اللَّعِبِ بِالْبَنَاتِ

- ‌(56) بابٌ في الأُرْجُوحَةِ

- ‌(57) بابٌ في النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌(58) بابٌ في اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

- ‌(59) بابٌ في الرَّحْمَةِ

- ‌(60) بابٌ في النَّصِيحَةِ

- ‌(61) بابٌ في الْمَعُونَةِ لِلْمُسْلِمِ

- ‌(62) بابٌ في تَغْيِيرِ الأَسْمَاءِ

- ‌(63) بابٌ في تَغْيِيرِ الاِسْمِ الْقَبِيحِ

- ‌(64) بابٌ في الأَلْقَابِ

- ‌(65) (بَابٌ فِيمَنْ يَتَكَنَّى بِـ"أَبِي عِيسْى

- ‌(66) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لاِبْنِ غَيْرِهِ: "يَا بُنَيَّ

- ‌(67) بابٌ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى بِـ "أَبِي الْقَاسِمِ

- ‌(68) بابٌ فيمنْ رَأَى أَنْ لَا يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا

- ‌(69) بابٌ في الرُّخْصَةِ في الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا

- ‌(70) بابٌ في الرَّجُلِ يَتَكَنَّى وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌(71) بابٌ في الْمَرْأَةِ تُكَنَّى

- ‌(72) بابٌ في الْمَعَارِيضِ

- ‌(73) (بابٌ في "زَعموا

- ‌(74) بابٌ في الرَّجَلِ يَقُولُ في خُطْبَتِهِ: أَمَّا بَعْدُ

- ‌(75) بابٌ في الْكَرْمِ، وَحِفْظِ الْمَنْطِقِ

- ‌(76) بَابُ لَا يَقُولُ الْمَمْلُوكُ: ربِّي، وَرَبَّتي

- ‌(78) بابٌ في صلَاةِ الْعَتَمَةِ

- ‌(79) (بَابٌ في مَا روِيَ مِنَ الرُّخْصَةِ في ذَلِكَ)

- ‌(80) بَابُ التَّشْدِيدِ في الْكَذِبِ

- ‌(81) بَابٌ في حُسْنِ الظَّنِّ

- ‌(82) بَابٌ في الْعِدَةِ

- ‌(83) (بابٌ فِيمَنْ يَتَشَبَّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ)

- ‌(84) بَابُ مَا جَاءَ في الْمُزَاحِ

- ‌(85) بَابُ مَنْ يأْخُذ الشَّيءَ مِنْ مُزَاحٍ

- ‌(86) بَابُ مَا جَاءَ في التَّشَدُّقِ في الْكَلَامِ

- ‌(87) بَابُ مَا جَاء فِي الشِّعْرِ

- ‌(88) بَابُ مَا جَاءَ في الرُّؤْيَا

- ‌(89) بَابٌ في التَّثاؤُبِ

- ‌(90) بابٌ في الْعُطَاسِ

- ‌(91) (بابٌ: كيْفَ تَشْمِيت الْعَاطِس)

- ‌(92) بَابٌ كمْ يُشَمِّتُ الْعَاطِسُ

- ‌(93) بَابٌ كَيْفَ يُشَمَّتُ الذِّمِّيُّ

- ‌(94) بَابٌ فِيمَنْ يَعْطِسُ وَلَا يَحْمَدُ اللَّه

- ‌(95) بَابٌ في الرَّجُلِ يَنبطِحُ عَلَى بَطْنِهِ

- ‌(96) (بَابٌ في النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَار)

- ‌(97) بَابٌ في النَّوْمِ عَلَى طَهَارةٍ

- ‌(99) (بَابُ مَا يَقُولُ عِنْدَ النَّوْمِ)

- ‌(100) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(101) بابٌ في التَّسْبِيحِ عِنْدَ النَّوْمِ

- ‌(102) بَابُ مَا يَقُولُ إذَا أَصْبَحَ

- ‌(103) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إذَا رَأَى الْهِلَالَ

- ‌(104) بَابُ مَا جَاء فِيمَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ مَا يَقُولُ

- ‌(105) (بابُ مَا يَقُولُ إذَا هَاجَت الرِّيحُ)

- ‌(107) بابٌ في الدِّيكِ وَالْبَهَائِمِ

- ‌(106) (بَابٌ في الْمَطَرِ)

- ‌(108) (بابٌ في الْمَوْلُودِ يُوَذَّنُ في أُذُنِهِ)

- ‌(109) بابٌ في الرَّجُلِ يَسْتَعِيذُ مِنَ الرَّجُلِ

- ‌(110) بابٌ في رَدِّ الْوَسْوَسَةِ

- ‌(111) بابٌ في الرَّجُلِ يَنْتَمِي إلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ

- ‌(112) بَابٌ في التَّفَاخُرِ بِالأَحْسَابِ

- ‌(113) بَابٌ في الْعَصَبِيَّةِ

- ‌(114) (بَابُ الرَّجُلِ يُحِبُّ الرَّجُلَ عَلَى خيرٍ يَرَاهُ)

- ‌(115) بابٌ في الْمَشُورَةِ

- ‌(116) بَابٌ في الدَّالِّ عَلَى الْخَيْرِ

- ‌(117) بَابٌ في الْهَوَى

- ‌(118) بَابٌ في الشَّفَاعَةِ

- ‌(119) (بابٌ في الرَّجُلِ يَبْدَأُ بِنَفْسِهِ في الْكِتَابِ)

- ‌(120) بابٌ كيْفَ يَكْتُبُ إلَى الذِّمِّيِّ

- ‌(121) بَابٌ في بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌(122) بابٌ في فَضْلِ مَنْ عَالَ يَتَامَى

- ‌(123) (بابٌ في مَنْ ضَمَّ يتَيمًا)

- ‌(124) بابٌ في حَقِّ الْجِوَارِ

- ‌(125) بَابٌ في حَقِّ الْمَمْلُوكِ

- ‌(126) بابٌ في الْمَمْلُوكِ إذَا نَصَحَ

- ‌(127) بَابٌ فِيمَنْ خَبَّبَ مَمْلُوكًا عَلَى مَوْلَاهُ

- ‌(128) بابٌ في الاسْتِئْذَانِ

- ‌(129) بَابٌ كَمْ مَرَّةً يُسَلِّمُ الرَّجُلُ في الاسْتِئْذَانِ

- ‌(130) بَابٌ في الرَّجُلِ يدْعَى أَيَكُونُ ذَلِكَ إذُنهُ

- ‌(131) بَابٌ في الاسْتِئْذَانِ في الْعَوْرَاتِ الثَّلاثِ

- ‌(132) بَابُ إفْشَاءِ السَّلَامِ

- ‌(133) بَابٌ: كَيْفَ السَّلَامُ

- ‌(134) بابٌ في فَضْلِ مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ

- ‌(135) بَابُ مَنْ أَوْلَى بِالسَّلَامِ

- ‌(136) بَابٌ في الرَّجُلِ يُفَارِقُ الرَّجُلَ ثُمَّ يَلْقَاهُ، أَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ

- ‌(137) بَابٌ في السَّلَامِ عَلَى الصِّبيان

- ‌(138) بابٌ في السَّلامِ عَلَى النِّسَاءِ

- ‌(139) بابٌ في السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ

- ‌(140) بابٌ في السَّلَامِ إذَا قَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ

- ‌(141) بابٌ في كَرَاهِيَّةِ أَنْ يَقُولَ: "عَلَيْكَ السَّلَامُ

- ‌(142) (بَابُ مَا جَاءَ في رَدٍّ واحدٍ عَنِ الْجَمَاعَةِ)

- ‌(143) بَابٌ في الْمُصَافَحَة

- ‌(144) بَابٌ في الْمُعَانَقَةِ

- ‌(145) (بابٌ في الْقِيَامِ)

- ‌(146) بَابٌ فَي قُبْلَةِ الرَّجُلِ وَلَدَه

- ‌(147) بَابٌ في قُبْلَةِ مَا بَيْنَ الْعَيْنينِ

- ‌(148) بابٌ في قُبْلَةِ الْخَدِّ

- ‌(149) بابٌ في قُبْلَةِ الْيَدِ

- ‌(150) بَابٌ في قُبْلَةِ الْجَسَدِ

- ‌(151) بَابُ قُبْلَةِ الرِّجْل

- ‌(152) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ: "جَعَلني اللَّه فِدَاكَ

- ‌(153) بابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ: "أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا

- ‌(154) بَابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: "حَفِظَكَ الله

- ‌(156) بابٌ في الرَّجُلِ يَقولُ: "فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ

- ‌(158) بَابٌ في الرَّجُلِ يَقُولُ لِلرَّجُلِ: "أَضْحَكَ الله سِنَّكَ

- ‌(159) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ

- ‌(160) بابٌ في اتِّخَاذِ الْغُرَفِ

- ‌(161) بَابٌ في قَطْعِ السِّدْرِ

- ‌(162) بابٌ في إمَاطَةِ الأَذَى

- ‌(163) بَابٌ في إطْفَاءِ النَّارِ بِاللَّيلِ

- ‌(164) بابٌ في قَتْلِ الْحَيَّاتِ

- ‌(165) بَابٌ في قَتْلِ الأَوْزَاغِ

- ‌(166) بَابٌ في قَتْلِ الذَّرِّ

- ‌(167) بابٌ في قَتْلِ الضِّفْدَع

- ‌(168) بَابٌ في الْخَذْفِ

- ‌(169) بابٌ في الْخِتَان

- ‌(170) (بابُ ما جاء في مَشْيِ النِّسَاء في الطَّرِيقِ)

- ‌(171) بابٌ في الرَّجُلِ يَسُبُّ الدَّهْرَ

- ‌خاتمة الطبع

- ‌تقاريظ الكتاب

الفصل: ‌(18) باب في القدر

وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ». [خ 5578، م 57، ت 2625، ن 4870، جه 3936، حم 2/ 376]

4690 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ - يَعْنِى ابْنَ يَزِيدَ -، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ كَانَ عَلَيْهِ كَالظُّلَّةِ، فَإِذَا انْقَلعَ (1) ، رَجَعَ إِلَيْهِ الإِيمَانُ» . [هب 5364، ك 1/ 22]

(18) بابٌ في القدرِ

4691 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ

===

الإيمان أخص من الإِسلام، فإذا خرج من الإيمان بقي في الإِسلام، وهذا يوافق قول الجمهور: إن المراد بالإيمان هنا كمالُه لا أصله، انتهى.

(والتوبةُ معروضة بعد) أي لو رجع عنها إلى الله سبحانه وتاب تاب اللهُ عليه.

4690 -

(حدثنا إسحاق بن سُويد الرملي، نا ابن أبي مريم) أي سعيد بن الحكم، (أنا نافع -يعني ابن يزيد-، حدثني ابن الهاد، أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زَنَى الرجلُ خرج منه الإيمان) أي نورُه وبَهاؤه وكمالُه (كانَ عليه كالظُّلَّة) أي كالسقْف والسَّحابة، (فإذا انقلع) أي من الزنا (رجع إليه الإيمان).

(18)

(بابٌ في الْقَدَرِ)(2)

4691 -

(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا عبد العزيز بن

(1) في نسخة: "أقلع".

(2)

وجمع بين أحاديث القَدَر ابن قتيبة في "التأويل"(ص 89 - 91)، وابن حجر في "الفتاوى الحديثية" وكتب مِرْزا مَظْهر جان جانان في "مكتوباته": أن أفعالنا مخلوقة منه فكيف الاختيار؟ ! وليست هي كَحَرَكات المُرْتَعِش، بل صادِرة بالقصد والاختيار فكيف =

ص: 98

أَبِى حَازِمٍ، حَدَّثَنِي بِمِنًى عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ» . [طس 2494، ك 1/ 85]

===

أبي حازم) يقول موسى بن إسماعيل: (حدثني) شيخي عبد العزيز (بمنًى عن أبيه) أبي حازم، (عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: القَدَريةُ) أي الذين يُنكِرون القَدَر (مَجُوسُ هذه الأمة) فإن المجوسَ قائلون بخالِقَيْن، وهما النور والظلمة، فخالق الخير: النورُ، وخالق الشر: الظلمةُ، والقَدَرية كذلك، فإنهم يقولون: إن خالقَ الخير هو الله تعالى، وخالق الشر غيره، وجميع المخلوقات من الخير والشر والقبائح مخلوق لله سبحانه وتعالى لا شريك له غيره.

(إنْ مَرِضُوا فلا تَعُودُوهم، وَإنْ ماتوا فلا تَشْهَدوهم)، أي لا تَحضُروا جنائزَهم.

قال في "الدرجات"(1): هذا أحد أحاديث انتقدها سراج الدين القزويني على المصابيح، وزعم أنه موضوع.

وقال الحافظ ابن حجر فيما تعقَّبه عليه (2): هذا حسَّنه الترمذي وصحَّحه الحاكم، ورجاله من رجال الصحيح، إلا أن له عِلَّتَيْن، الأُولى: الاختلافُ من بعض رُواته عن عبد العزيز بن أبي حازم فقال: عن نافع، عن ابن عمر. والأُخرى: ما ذكره المنذري (3) وغيره من أن سندَه منقطع؛ لأن أبا حازم لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنه.

= الجبْر؟ ! فالأمر بين الأمرين، وهو التوسُّط بين الجَبْر والقدر، ولذا قال الحسن البصري: لا جبر ولا تفويض، لكن الأمر بين أمرين. (ش).

(1)

(ص 208).

(2)

انظر: أجوبة الحافظ عن أحاديث المصابيح في آخر الجزء الثالث من "المشكاة"(ص 1779).

(3)

انظر: "مختصر سنن أبي داود"(7/ 60).

ص: 99

4692 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، وَمَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ! مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَلَا تَشْهَدُوا جَنَازَتَهُ، وَمَنْ مَرِضَ مِنْهُمْ فَلَا تَعُودُوهُمْ (1) ، وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالُ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِالدَّجَّالِ» .

===

فالجواب عن الثانية: أن أبا الحسن بن القطان القابسي الحافظ صحَّح سندَه، فقال: إن أبا حازم عاصَرَ ابنَ عمر فكان معه بطيبة، ومسلم يكتفي للاتصال بالمعاصَرَة، فهو صحيح على شرطه.

وعن الأُولى: أن زكريّا بن منظور وصف بالوهَم، فلعله وهم، فأبدل راويًا بآخر، وعلى تقدير عدم وهمه فلِعَبْد العزيز به شيخان، فإذا تقرَّر هذا لم يَسَعِ الحكم عليه بوضع.

4692 -

(حدثنا محمَّد بن كثير، أنا سفيان، عن عمر بن محمَّد، عن عمر مولى غُفْرة، عن رجل من الأنصار، عن حُذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل أُمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجوس هذه الأُمّة الذين يقولون: لا قَدَر) أي ينكرون القَدَر، وهم الذين يقولون بأن خالقَ الخير هو اللهُ تعالى، وخالق الشر العبدُ، (من ماتَ منهم فلا تَشْهدوا جنارتَه، ومن مَرِض منهم فلا تَعُودوهم، وهم شيعةُ الدجّال، وحقٌّ على الله أن يُلحقهم بالدجَّال).

قال المنذري (2): وعمر مولى غُفْرة لا يحتج بحديثه، ورجل من الأنصار مجهول.

وقد روي من طريق آخر عن حذيفة لا يثبت.

(1) في نسخة: "تعودوه".

(2)

"مختصر سنن أبي داود"(7/ 61).

ص: 100

(1)

4693 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَاهُمْ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ، جَاءَ مِنْهُمُ الأَبْيَضُ الأَحْمَرُ، وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ» . [ت 2955، حم 4/ 406]

زَادَ فِى حَدِيثِ يَحْيَى: «وَبَيْنَ ذَلِكَ» وَالإِخْبَارُ فِى حَدِيثِ يَزِيدَ.

4694 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ يُحَدِّثُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قال: كُنَّا فِى جَنَازَةٍ

===

4693 -

(حدثنا مسدد، أن يزيد بن زُريع ويحيى بن سعيد حدثاهم، قالا: نا عوف) الأعرابي، (نا قَسَامة بن زُهير) المازني التميمي البصري، قال العجلي: بصريٌ تابعيٌّ ثقةٌ، وقال ابن سعد: كان ثقةً إن شاء الله، له عند أبي داود والترمذي حديث أبي موسى في خلْق آدم، وذكره ابن حبّان في "الثقات".

(نا أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق آدم من قَبضة قَبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قَدْر الأرض) باعتبار ظاهر اللَّون والطبيعة، (جاء منهم الأبيضُ والأحمرُ، والأسودُ وبين ذلك، والسَّهْلُ) اللِّينُ (والحزنُ) الشديد الخَلْق (والخبيث والطيِّب، زاد في حديث يحيي: وبين ذلك، والإخبار) أي ألفاظ الحديث (في حديث يزيد).

4694 -

(حدثنا مسدد بن مُسَرْهد، نا المعتِمر (بن سليمان) قال: سمعتُ منصور بن المعتمِر) بن عبد الله (يحدث، عن سَعد بن عُبَيدة، عن عبد الله بن حبيب أبي عبد الرحمن السُّلَمي، عن عليٍّ قال: كُنَّا في جنازة) أي في تشييعها

(1) أول الجزء الثلاثين في تجزئة الخطيب البغدادي.

ص: 101

فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِالْمِخْصَرَةِ فِى الأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إلَّا قَدْ كَتَبَ (1) اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ النَّارِ، أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ، إلَّا قَدْ كُتِبَتْ (2) سَعِيدَةً أَوْ شَقِيَّةً» . قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أولَا (3) نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ لَيَكُونَنَّ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنَّا أَهْلِ الشِّقْوَةِ (4) لَيَكُونَنَّ إِلَى الشِّقْوَةِ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ (5) ، أَمَّا أَهْلُ

===

ودفنها (فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِبَقِيع الغَرْقَد) الغَرْقَد: نوع من الشجر كان بالبَقِيْع فأضيف إليه، (فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فجلس ومعه مِخْصَرةٌ) وهو ما يتوكأ عليه نحو العَصا والسَّوْط.

قال في "فتح الودود": مِخْصَرة: بكسر ميم وفتح صاد، عصا أو قضيب يكون بيد المَلِك إذا تكلَّم، أو الخطيب إذا خَطَب، انتهى.

(فجعل ينكُتُ بالمِخْصَرة في الأرض) مُنكسًا رأسَه (ثم رَفَع رأسه فقال: ما منكم من أحدٍ، ما من نفسٍ مَنْفُوسة إلّا قد كَتب اللهُ مكانَها من النار، أو من الجنة، إلا قد كُتبت سعيدةً أو شقيةً).

(قال) عليٌّ: (فقال رجل من القوم) لم أقف على تسميته: (يا نبيَّ الله، أَوَلا نمكثُ) أي نَلْبَثُ مُعتمدِين (على كتابنا وندعُ العمل؟ فمَنْ كان) في كتاب الله وعلمه (من أهل السعادة ليكوننَّ إلى السعادة) أي إلى الجنة (ومَنْ كان منا من أهل الشِّقْوة ليكونَنَّ إلى الشِّقْوة؟ ) أي إلى النار.

(فقال) صلى الله عليه وسلم: (اعْمَلُوا فكلٌّ ميسرٌ) أي لما خُلِق من أجله، (أما أهل

(1) في نسخة بدله: "كُتِبَ".

(2)

في نسخة: "كَتَبَ".

(3)

في نسخة بدله: "أفلا".

(4)

في نسخة بدله: "الشقاوة".

(5)

زاد في نسخة: "لما خلق له".

ص: 102

السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِلسَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشِّقْوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِلشِّقْوَةِ» ، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}» . [خ 1362، م 2647، ت 3344، جه 78، حم 1/ 129]

4695 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قال (1) فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَريُّ حَاجَّيْنِ

===

السعادة فييسَّرون للسَّعادة) أي لعملها (وأما أهل الشِّقْوة فييسَّرون للشِّقْوة) أي لعمل الشقوة (ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى}) أي حَقَّ الله تعالى من المال ({وَاتَّقَى}) أي عن الكفر والمعاصي ({وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}) أي بكلمة لا إله إلّا الله ({فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}) أي فَسَنُهَيِّؤه للخَلَّة التي تؤدي إلى يُسْر ورَاحة ({وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ}) بماله من أداء حقوقه ({وَاسْتَغْنَى}) بشهوات الدنيا عن نَعيم العقبى ({وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى)} أي بكلمة التوحيد ({فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى})(2) أي لِلْخَلَّةِ المؤدِّية إلى العُسْر والشِّدة ودخول النار.

4695 -

(حدثنا عبيد الله بن معاذ، نا أبي) أي معاذ، (نا كَهْمَس، عن ابن بُرَيدة، عن يحيي بن يَعْمَرُ قال: كان أول مَن قال في القَدَر) أي في إنكاره (بالبصرة مَعْبَدٌ الجهني)(3) يقال: إنه ابن عبد الله بن عكيم، ويقال: ابن عبد الله بن عويم، ويقال: ابن خالد، كان رأسًا في القَدَر، قدِم المدينة فأفسد بها ناسًا، كان الحسن البصري يقول: إياكم وَمَعْبدًا، فإنه ضالٌّ مُضِلٌّ، قال العجلي: تابعي ثقة، كان لا يتهم بالكذب، قتله الحجاج سنة ثمانين أو بعدها.

(فانطلقتُ أنا وحُميدُ بن عبد الرحمن الحِمْيري حاجَّين

(1) في نسخة بدله: "تَكَلَّمَ".

(2)

سورة الليل: الآية 5 - 10.

(3)

هو من رواة ابن ماجه، بسط ترجمته في "التهذيب"(10/ 225، 226).

ص: 103

أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ، فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِى الْقَدَرِ. فَوَفَّقَ اللَّهُ تعالي لَنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ دَاخِلًا فِى الْمَسْجِدِ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا أنَاسٌ (1) يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَفَقَّرُونَ (2) الْعِلْمَ، ويَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَالأَمْرُ أُنُفٌ! فَقَالَ: إِذَا (3) لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِئٌ مِنْهُمْ، وَهُمْ بُرَآءُ مِنِّي. وَالَّذِى يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ (4) لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ ذهبًا مِثْلَ أُحُدٍ فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ،

===

أو مُعتَمِرَيْن، فقلنا: لو لقِيْنا أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) لكان خيرًا (فسألناه عما يقول هؤلاء) أىِ القَدَريُّون: معبدٌ وأصحابُه (في القَدَر) أي في إنكاره، (فَوَفَّقَ الله تعالى لنا عبدَ الله بن عمر داخلًا) أي حال كونه داخلًا (في المسجد، فاكتنفْته) أي أحطته (أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سَيَكِلُ) أي يُفوِّض (5)(الكلامَ إليَّ، فقلت: ) يا (أبا عبد الرحمن) كنية ابن عمر، (إنه قد ظَهَر قبلنا ناس يَقرؤُون القرآن، ويَتقفرون) أي يتتبَّعون (العلم، ويزعمون أنْ لا قَدَر و) أن (الأمْرَ أُنُفٌ) أي مُسْتأنف لم يتقدم شيء من قَدَر!

(فقال) ابن عمر: (إذا لقيتَ أولئك) أي القَدَرِيِّين (فأخبِرْهم أني بريء (6) منهم، وهم بُرَآء مني) أي ليس بيني وبينهم تعلقٌ، (والذي يَحلفُ به عبد الله لو أن لأحدِهم ذهبًا مثلَ أُحدٍ فأنفقه ما قَبِله اللهُ منه) لأنه لا يقبَل إلّا من المُؤمن (حتى يؤمن بالقَدَر).

(1) في نسخة بدله: "ناس".

(2)

في نسخة بدله: "يتفقرون".

(3)

في نسخة بدله: "فإذا".

(4)

في نسخة: "عبد الله بن عمر".

(5)

لجراءتي وكوني أَلْسَنَ، كما في حاشيه "الكوكب" عن النووي (3/ 335). (ش).

(6)

تَعَجَّل في التبري تنفيرًا عنهم. "الكوكب الدري"(3/ 336). (ش).

ص: 104

ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَا (1) نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ (2) طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى (3) عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا نَعْرِفُهُ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى رسول الله (4) صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، فقَالَ (5): يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلَامِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،

===

(ثم قال (6): حدثني عمر بن الخطّاب قال: بَيْنا نحنُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ طَلَعَ علينا رجلٌ) أي في صووة الرَّجُل وهو جبرائيل عليه السلام (شديدُ بياض الثياب، شديدُ سواد الشعر، لا يُرى عليه أَثَرُ السفر) حتى تعلم أنه غريب (ولا نعرفه، حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند) أي ألصق (رُكبَتَيْه إلى رُكبَتَيْه، ووضع كفَّيْه على فَخِذَيْه) أي فخذي نفسه متأدبًا، أو فخذي رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسِّطًا.

(فقال: يا محمَّد، أَخْبِرْني عن الإِسلام (7)؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإِسلام أن تشهدَ أن لا إله إلّا الله، وأن محمدًا رسول الله) أي تُقِرُّ بالشهادتين: التوحيد

(1) في نسخة بدله: "بينما".

(2)

في نسخة بدله: "إذا طلع".

(3)

في نسخة: "لا ترى".

(4)

في نسخة بدله: "النبي".

(5)

في نسخة بدله: "وقال".

(6)

مستدلًا على أن الإيمان بالقَدَر داخل في حدِّ الإيمان، كما في "الكوكب"(3/ 336)، وبسط ابن القيم في كتاب الصلاة له (ص 515) حديث:"كفرًا دون كفر"، وقال: الكفر نوعان، كفر عمل، وكفر جحود

إلخ، وبسط الروايات التي أطلق فيها الكفر من ترك الصلاة والزنا. وقوله صلى الله عليه وسلم:"لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم بعضًا". (ش).

(7)

اختلف في أنه هل يطلق على سائر المِلَل، أو يختص بهذه الأمة؟ كذا في "الفتاوى الحديثية"(ص 237). (ش).

ص: 105

وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ،

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» .

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: «مَا الْمَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»

===

والرسالة، (وتُقيمَ الصلاة، وتؤتيَ الزكاة، وتصومَ رمضان، وتَحُجَّ البيتَ إن اسْتَطَعتَ إليه سبيلًا، قال) الرجل: (صدقتَ، قال) عمر: (فعجبْنا له يسأله ويُصدِّقه) ووجه التعجب أن السؤال يدل على عدم علمه والتصديق يقتضي علمَه.

(قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تُؤمنَ) أي تُصدِّقَ (بالله، وملائكته، وكتُبُه، ورُسُله، واليوم الآخر) أي يوم القيامة، (وتُؤمنَ بالقَدَر خيره وشره، قال) الرجل: (صدقتَ).

(قال) أي الرجل: (فأَخْبِرْني عن الإحسان؟ ) أي الذي يمدحه الله تعالى في كتابه وحَثَّ عِباده على تحصيلِه (1)، (قال: أن تَعبُدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكنْ تراه فإنه يراك).

(قال) الرجل: (فأَخبِرْني عن الساعة؟ ) أي عن وقت قيامها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا المسؤُول عنها) أي عن الساعة (بأَعْلَمَ من السائل) أي لستُ بأعلم فيها منك، يعني كما أنت لا تعلم أنا كذلك لا أعلم، لقوله تعالى:{عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} " (2).

(1) بسط على مراتب الإحسان في "عمدة القاري"(1/ 423)، و"المرقاة"(1/ 124 - 126)، و"الكوكب"(3/ 340 - 342). (ش).

(2)

سورة لقمان: الآية 34.

ص: 106

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا (1)؟ قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ

===

(قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أَنْ تَلِدَ الأمةُ ربَّتها).

قال القاري (2): فسر هذا القول كثيرٌ من الناس أن السبْيَ يكثر بعد اتساع رقعة الإِسلام، فيستولد الناس إماءهم، فيكون الولد كالسيد لأمه؛ لأنّ ملكها راجع إليه في التقدير، وذلك إشارة إلى قوة الدين، واستيلاء المسلمين، وهي من الأمارات؛ لأنّ بُلوغَ الغاية مُنذِر بالتراجُع والانحطاط المؤذن بقيام الساعة.

أو أن الأعِزَّة تصير أَذِلة؛ لأنّ الأمَّ مربيَّة للولد، ومدبرة أمره، فإذا صار الولد ربها سيما إذا كان بنتًا ينقلب الأمر، كما أن القرينة الثانية على عكس ذلك، وهي أن الأذلَّة ينقلبون أعزَّة ملوك الأرض، فيتلاءم المعطوفات.

وقيل: سمي ولدها سيدها؛ لأنّ له وَلاءها بإرثه له عن أبيه إذا مات، أو أنه كسيدها، لصيرورة مال أبيه إليه غالبًا، فتصير أمه كأنها أمته.

وقيل: معناه أن الإماء تَلِدْن الملوك فتكون أمه من جملة رَعِيته، ويقرب منه القول بأن السَّبي إذا كثُر قد يسبى الولد صغيرًا ويصير رئيسًا بل ملِكًا، ثم يسبي أمه فيشتريها عالمًا أو جاهلا بها، ثم يستخدمها وقد يطؤها، أو يعتقها ويتزوجها.

وقيل: معناه فساد الأحوال بكثرة بيع أمهات الأولاد، فتُرَدَّدُ في أيدي المشترين حتى يشتريها ابنها أو يطأها وهو لا يعلم.

وقيل: معناه الإشارة إلى كثرة عقوق الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته، من الخدمة وغيرها، وخص بولد الأمة؛ لأنّ العقوق فيه أغلب.

(وأَنْ ترَى) خطاب عام (الحُفَاة) بضم الحاء، جمع الحافي،

(1) في نسخة بدله: "أمارتها".

(2)

"مرقاة المفاتيح"(1/ 128، 129).

ص: 107

الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ» ، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ ثَلَاثًا (1)، ثُمَّ قَالَ:«يَا عُمَرُ، هَلْ تَدْرِى مَنِ السَّائِلُ» ، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» . [م 8، ت 2610، ن 4990، جه 63، حم 1/ 27]

4696 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (2) عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ،

===

وهو من لا نَعْل له (العُراة) جمع العاري، وهو صادق على من يكون بعض بدنه مكشوفًا (العَالةَ) جمع عائلٍ، وهو الفقير (رِعاء) بكسر الراء والمد، جمع راعٍ (الشاءِ) جمع شاة (يَتَطاولون في البُنيان) أي يتفاخرون في ارتفاعه وكثرته.

معناه: أن أهل البادية وأشباههم من أهل الفاقة تُبْسَطُ لهم الدنيا مَلِكًا أو مُلكًا، فيتوطَّنون البلاد، وَيبْنون القصورَ المرتَفِعة، ويتباهَون فيها، فهو إشارهّ إلى تغلُّب الأرذال، وتذلُّل الأشراف، وتولي الرئاسة من لا يستحقها، وتعامل السياسة من لا يستحسنها.

(قال) عمر: (ثم انْطَلَق) الرجل السائل (فلبِثتُ ثلاثًا)، وفي رواية:"فلبِثتُ مَلِيًّا"، أي زمانًا، (ثم قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا عمر، هل تدري) أي أتعلم (مَن المسائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإنه جبريل أَتاكم يعلِّمُكم دينكم).

4696 -

(حدثنا مسدد، نا يحيى، عن عثمان بن غياث) الراسبي، ويقال: الزهراني البصري، قال البخاريُّ عن علي بن المديني: له نحو عشرة أحاديث، قال أحمد: ثقة، كان يرَى الإرجاء، وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صَدوق، وذكره ابن حبّان في "الثقات".

(1) في نسخة: "ثلاثة أيام"، وفي نسخة:"مليًّا".

(2)

في نسخة بدله: "نا".

ص: 108

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَا: لَقِينَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَذَكَرْنَا لَهُ الْقَدَرَ وَمَا يَقُولُونَ فِيهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. زَادَ قَالَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ أَوْ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا نَعْمَلُ؟ أَفِى شَىْءٍ قَدْ خَلَا، وَ (1) مَضَى، أَوْ في شَىْءٍ يُسْتَأْنَفُ الآنَ؟ " قَالَ:«فِى شَىْءٍ قَدْ خَلَا وَمَضَى» .

فَقَالَ الرَّجُلُ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ (2) لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ مُيَسَّرُونَ (3) لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ» . [م 8]

4697 -

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ

===

(حدثني عبد الله بن بُرَيدة، عن يحيي بن يَعْمر وحُميد بن عبد الرحمن قالا: لقينا عبدَ الله بن عمر، فذكرنا له) أي لابن عمر (القدَر وما يقولون) القدَريةُ (فيه) أي القدر من الإنكار، (فذكر نحوه، زاد) عثمان بن غياث: (قال: وسأله) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (رجلٌ) لم أقف على اسمه (من مُزينة أو جُهينة) شك من الراوي (فقال: يا رسول الله، فيما نعمل؟ أفي شيء قد خلا ومضى) في تقدير الله سبحانه وتعالى (أو في شيء يُستأنف الآن) ولم يمضِ فيه قَدر؟ (قال) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (في شيء قد خلا ومضى).

(فقال الرجل) المسائل الجهني أو المزني (أو بعض القوم) - شك من الراوي-: (ففيمَ العملُ؟ ) أي: أي شئ يفيد العمل؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أهل الجنة مُيَسَّرُون) أي مُوَفَّقون (لعمل أهل الجنة، وإن أهل النار مُيَسَّرون) أي مُهَيَّأون (لعمل أهل النار).

4697 -

(حدثنا محمود بن خالد، نا الفِريابي، عن سفيان

(1) في نسخة بدله: "أو".

(2)

في نسخة بدله: "يُيَسَّرون".

(3)

في نسخة بدله: "يُيَسَّرون".

ص: 109

قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ يَعْمَرَ، بِهَذَا الْحَدِيثِ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، قَالَ: فَمَا الإِسْلَامُ؟ قَالَ: «إِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَالاِغْتِسَالُ مِنَ الْجَنَابَةِ» . [حم 1/ 52، 53، 2/ 107]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَلْقَمَةُ مُرْجِئٌ (1).

4698 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ وَأَبِى هُرَيْرَةَ قَالَا: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بَيْنَ ظَهْرَيْ (2) أَصْحَابِهِ، فَيَجِيءُ الْغَرِيبُ فَلَا يَدْرِي أَيُّهُمْ هُوَ حَتَّى يَسْأَلَ (3). فَطَلَبْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

===

قال: نا علقمة بن مَرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن ابن يَعْمَر، بهذا الحديث) المتقدم (يَزيدُ وينقُص) أي علقمة بن مَرثد (قال: فما الإِسلام؟ قال: إقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وحجُّ البيت، وصومُ شهر رمضان، والاغتسالُ من الجنابة) فزاد الاغتسال من الجنابة.

(قال أبو داود: علقمة) بن مَرثَد المذكور (مُرْجئ).

4698 -

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن أبي فَرْوة الهَمْداني، عن أبي زُرعة بن عَمرو بن جَرير، عن أبي ذرّ وأبي هريرة قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظَهْرَيْ أصحابه) ولفظ "ظَهْرَيْ" مقحم، (فيجيء الغريبُ) من الخارج (فلا يَدري أيُّهم هو) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى يَسألَ، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) زاد في نسخة: "قال أبو داود: هذا حديث المرجئة، وكان علقمة بن مرثد يذهب إلى الإرجاء".

(2)

في نسخة: "بين ظَهْرانَي".

(3)

زاد في نسخة: "قال".

ص: 110

أَنْ نَجْعَلَ لَهُ مَجْلِسًا يَعْرِفُهُ الْغَرِيبُ إِذَا أَتَاهُ. قَالَ: فَبَنَيْنَا لَهُ دُكَّانًا مِنْ طِينٍ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَكُنَّا نَجْلِسُ بِجَنْبَتَيْهِ. وَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الْخَبَرِ. فَأَقْبَلَ رَجُلٌ - وَذَكَرَ هَيْئَتَهُ - حَتَّى سَلَّمَ مِنْ طَرْفِ السِّمَاطِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم". [ن 4991].

4699 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِى سِنَانٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِيِّ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: "أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ لَهُ: وَقَعَ فِى نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَىْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ تعالى أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِي. فَقَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ تعالى عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ

===

أن نجعل له مجلسًا) أي محلّ جُلوس مُمْتاز (يعرفه الغريبُ إذا أتاه) ولا يحتاج إلى السؤال.

(قال) أي كل واحد مِنْ أبي ذرّ وأبي هريرة: (فَبَنَيْنَا له دُكانًا) أي محلًّا مُرتَفِعًا (من طينٍ، فجلس عليه، وكُنَّا نَجلِس بِجَنبَتَيْه، وذكر نحو هذا الخبر) المتقدِّم قال: (فأقبل رجلٌ -وذكر هيئته- حتى سلَّم من طرف السِّماط) أي الجماعة من الناس (فقال) بعد ما سَلَّم على الناس: (السلامُ عليك يا محمَّد)، وكان هذا السلام ثانيًا تخصيصًا له عليه الصلاة والسلام بعدما سَلَّم على القوم عمومًا، كما يفيده قوله: من طرف السِّماط (قال: فردَّ عيه النبي صلى الله عليه وسلم) السلامَ.

4699 -

(حدثنا محمَّد بن كثير، أنا سفيان، عن أبي سِنان، عن وهب بن خالد الحِمصي، عن ابن الدَّيلمي) هو عبد الله بن فيروز (قال: أتيتُ إلى أُبيِّ بن كعب فقلتُ له: وقع في نفسي شيء من) الشبهة في (القدَر) والإنكار به (فحدِّثْني بشيء لعلَّ الله تعالى أن يُذهبه) أي يُزيله (من قلبي).

(فقال) أُبيُّ بن كعب: (لو أنَّ الله تعالى عذَّبَ أهلَ سمواته) من الملائكة

ص: 111

وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ، وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ (1) خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ". قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ. [جه 77، حم 5/ 182]

4700 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِى عَبْلَةَ،

===

(وأهلَ أرْضِه) من الجنّ والإنس (عذَّبهم، وهو غيرُ ظالمٍ لهم) لأنه متصرف في ملكه، (ولو رَحِمهم) أي جميعًا من المؤمنين والكُفَّار (كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثلَ أُحدٍ ذهبًا في سبيل الله تعالى ما قبِله الله تعالى منك حتى تُؤمنَ بالقدَر، ونعلمَ أن ما أصابك لم يكن ليخطئَك) أي يُجاوزَك، (وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبَك، ولو متَّ على غير هذا) الاعتقاد (لدخلتَ النار).

(قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك) أي مثل ما قاله أُبي بن كعب، (قال) ابن الدَّيلمي:(ثم أتيت حُذيفةَ بن اليمان فقال) حذيفةُ (مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك) والفرق بين أقوالهم أن أبي بن كعب وحذيفة وابن مسعود ذكروا قولهم، وأما زيد بن ثابت فحدَّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا مرفوعًا.

4700 -

(حدثنا جعفر بن مسافر الهُذَلي، نا يحيي بن حسان، نا الوليد بن رَباح، عن إبراهيم بن أبي عَبْلة) بسكون الموحدة، اسمه شمر (2) بكسر

(1) زاد في نسخة: "لهم".

(2)

انظر: "تهذيب التهذيب"(1/ 142، 143).

ص: 112

عَنْ أَبِى حَفْصَةَ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ: وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تعالى الْقَلَمَ

===

المعجمة، ابن يقظان بن عبد الله المرتحل، أبو إسماعيل، ويقال: أبو سعيد الرملي، وقيل: الدمشقيّ، قال ابن معين ودحيم ويعقوب بن سفيان والنسائيّ: ثقة، وقال ابن المديني: كان أحد الثقات، وقال أبو حاتم: صَدوق، وقال الدارقطني: الطرق إليه ليست تصفو، وهو ثقة لا يخالف الثقات إذا روى عنه ثقة.

(عن أبي حفصة)(1) هو حبيش بن شويح الحبشي، ويقاله: أبو حفص الشامي، روى له أبو داود حديثًا واحدًا:"أوَّل ما خلق الله القلمُ"، وفي إسناده اختلاف، قلت: ذكره أبو نعيم في "الصحابة"، وصحَّح أنه تابعي، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: كان من أهل القدس.

(قال: قال عُبادة بن الصامت لابنه (2): يا بنيّ إنك لن تجدَ طَعْمَ حقيقة الإيمان حتى تعلمَ أن ما أصابك لم يكن لِيخطئَك، وما أخطأك لم يكن لِيصيبَك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أولَ ما خَلَقَ (3) اللهُ تعالى القلم،

(1)"تهذيب التهذيب"(2/ 194، 195).

(2)

وكان وصية منه لابنه، كما في رواية "الترمذي"(2155، 3319). (ش).

(3)

قال القاري (1/ 289، 290): "القلم" بالرفع هو ظاهر، وروي بالنصب. وقال بعض المغاربة: الرفع هو الرواية، فإن صحَّ النصب كان على لغة مَنْ ينصب خبر "إن"، وقال المالكي: يجوز نصبه بتقدير "كان" على مذهب الكسائي، قال المغربي: لا يجوز أن يكون "القلم" مفعول "خلق"؛ لأن المراد أن القلم أول مخلوق، وإذا جعلتَه مفعولًا ينبغي أن تسقط الفاء من قوله: "فقال

" إلخ، ثم قال أيضًا: إن الأولَوِيَّة إضافية؛ لأنه بعد خلق العَرْش والماء والريح، والأول الحقيقي نور محمَّد صلى الله عليه وسلم، انتهى مختصرًا، وشيء منه في هامش "الكوكب" (3/ 120، 121، 4/ 169) في مبدأ سورة هود، و"الفتاوى الحديثية" (ص 212، 213). (ش).

ص: 113

وَقَالَ (1) لَهُ: اكْتُبْ، فقَالَ: رَبِّ (2) وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ». يَا بُنَيَّ، إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّى» . [ت 3319، حم 5/ 317]

4701 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (3). (ح): وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ طَاوُسًا (4) يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُونَا (5) خَيَّبْتَنَا (6) ، وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ،

===

وقال له: اُكتبْ، فقال) القلم:(ربِّ وماذا أكتبُ؟ قال) الله عز وجل: (اكتبْ مَقاديرَ كلِّ شيء حتى تقوم الساعة (7). يا بُنيَّ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن مات على غير هذا) الاعتقاد (فليس مني).

4701 -

(حدثنا مسدد، نا سفيان، ح، ونا أحمد بن صالح، المعنى) أي معنى حديثهما واحد (قال: نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار) أنه (سمع طاوسًا يقول: سمعت أبا هريرة يخبرُ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدمُ، أنتَ أبونا خَيَّبْتَنا) أي أَوقعتَنا في الخَيْبة والخُسْران، (وأَخرجْتَنا من الجنة)(8) بأكل الشجرة، فلو لم تأكل الشجرةَ لم نَقَعْ في الخَيْبة.

(1) في نسخة بدله: "فقال".

(2)

في نسخة: "قال: يا ربِّ".

(3)

في نسخة: "سفيان بن عيينة".

(4)

في نسخة بدله: "طاوس".

(5)

في نسخة: "إنك أبونا".

(6)

في نسخة بدله: "خُنْتَنا".

(7)

لا إشكال في رواية أبي داود، ولفظ الترمذي "إلى الأبد" مشكل؛ لأنّ الأبد لا نهاية له، فكيف يحصر، ووجَّهه القاري (1/ 290، 291) بعِدَّة توجيهات، أحسنها: أن المراد بـ"الأبد" القيامة، ليرجع إلى حديث أبي داود هذا. (ش).

(8)

قيل: إن الجنة التي أخرج منها آدم عليه السلام ليست المعروفة، بل هي أخرى، كما في =

ص: 114

فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ (1) ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ التَّوْرَاةَ، تَلُومُنِي (2) عَلَى أَمْرٍ (3) قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِى بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» (4). [خ 6614، م 2652، ت 2134، جه 80، حم 2/ 398]

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ.

===

(فقال آدم: أنتَ موسى اصْطفاك اللهُ بكلامه، وخَطَّ لك بيده التوراةَ) وفيها تعليم القدَر الأمر بالإيمان به، (تلومُني على أمر قدَّره عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ ) فكيف يمكنني الامتناعُ من أكل الشجرة؟ (فحجَّ) أي غلب بالحُجَّة (آدمُ موسى)(5).

فإن قلتَ: فعلى هذا يُمكن أن يغلب بالحجة كلُّ مَنْ يرتكب الكبائر، ويَنتهِك الحُرُمات أن يتخلَّص من الإلزام بإحالته على التقدير؟ .

قلنا: لا، هذا دار التكليف، فلا يجوز مثل ذلك في نَشْأَة الدنيا لما يلزمه عليه من إبطال التكليف، وأما في النشأة الآخرة فيجوز لعدم بقاء التكليف فيها، فلا محل هناك للإلزام.

(قال أحمد بن صالح: عن عمرو، عن طاوس) أنه (سمع أبا هريرة) فالفرق بين الروايتَيْن أن مسددًا روى سماعًا بقوله: عن عمرو بن دينار أنه سمع طاوسًا، وأحمد بن صالح روى بصيغة "عن" بقوله: عن عمرو، عن طاوس.

= "اليَواقِيت والجواهر"(2/ 155)، وفي "حجَّة الله البالغة" (1/ 51): أن الجنة حقيقة ومثالية. (ش).

(1)

في نسخة بدله: "لكلامه".

(2)

في نسخة: "أتلومُني".

(3)

زاد في نسخة: "قد".

(4)

في نسخة: "فحجَّ آدم موسى، فَحَجَّ آدمُ موسى".

(5)

ولم يحتج بذلك عند عتابه عز وجل؛ لأنه كان وقت تكليف مع ما من البَوْن البيَّن في المحاورة مع الخالق والمخلوق، كذا في "العرف الشذي"(3/ 385). (ش).

ص: 115

4702 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِى هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ مُوسَى قَالَ: يَا رَبِّ، أَرِنَا آدَمَ الَّذِى أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَرَاهُ اللَّهُ آدَمَ، فَقَالَ: أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ الَّذِى نَفَخَ اللَّهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَعَلَّمَكَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ؟ فقَالَ (1): نَعَمْ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ بَنِى إِسْرَائِيلَ الَّذِى كَلَّمَكَ اللَّهُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ لَمْ يَجْعَلْ (2) بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَمَا وَجَدْتَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِى كِتَابِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:

===

4702 -

(حدثنا أحمد بن صالح، نا ابن وهب، أخبرني هِشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب) رضي الله عنه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى قال: يا ربِّ، أَرِنا آدمَ الذي أخرجنا ونفسَه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال) أي موسى: (أنتَ أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال) موسى: (أنتَ الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلَّمك الأسماءَ كلَّها، وأمَر الملائكةَ فسجدوا لك؟ فقال: نعم).

(قال) موسى: (فما حَمَلَك على أن أخرجتَنا ونفسَك من الجنة) بأكل الشجرة المنهي عنها؟ (قال له آدم: ومَنْ أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبيُّ إسرائيلَ الذي كلَّمك الله من وراء الحِجاب لم يجعلْ بينك وبينه رسولًا من خلقه؟ قال: نعم، قال) آدم: (أفما وجدتَ) في التوراة (أن ذلك) أي أكْلي من الشجرة والخروج من الجنة (كان في كتاب الله) أي في ما كتبه الله علي (قبل أن أُخلَق؟ قال) موسى: (نعم، قال) آدم:

(1) في نسخة: "قال".

(2)

في نسخة: "ولم يجعل"، وفي نسخة:"فلم يجعل".

ص: 116

فَبِمَ تَلُومُنِي فِى شَىْءٍ سَبَقَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ الْقَضَاءُ قَبْلِي؟ ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى عليهما السلام» .

4703 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِى آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} - قَالَ: قَرَأَ الْقَعْنَبِيُّ الآيَةَ - فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ (1) عَنْهَا،

===

(فبِمَ تَلومُني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاءُ قبلي؟ )

(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى عليهما السلام.

4703 -

(حدثنا القَعْنبي، عن مالك، عن زيد بن أبي أُنيسة، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني) عن عمر، قوله في تفسير:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} ، وقيل: عن نُعيم (2) بن ربيعة، عن عمر، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، قلت؛ وقال العجلي: بصريٌّ تابعيٌّ ثقة (أن عمرَ بن الخطّاب سُئِل عن هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ}، قال: قرأ القعنبي الآية) وتمام الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (3).

(فقال عمر) رضي الله عنه: (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عنها،

(1) في نسخة بدله: "يسأل".

(2)

كذا في "التهذيب"(10/ 464)، وفي "الخازن" بدله: يعمر بن ربيعة، انتهى. (ش).

(3)

سورة الأعراف: الآية 172.

ص: 117

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ عز وجل خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ تعالى: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ. ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً (1) ، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ» . فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تعالى إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ. وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ

===

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق (2) آدم، ثم مَسَحَ ظهرَه) أي أمر بمسحه، أو هو الذي تولّى له (بيمينه) وهو من المتشابهات، وكِلْتا يديه يمين، كما ورد (فاستخرج منه ذُرِّيَّةً) أي بواسطة ظهور الآخرين، كما هو مدلول الآية، وإنما أَسْنَدَ الكل إلى ظهر آدم حيث أُسْنِدوا لكونهم راجعين إليه بواسطة آبائهم، (فقال تعالى: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مَسَحَ ظهرَه، فاستخرج منه ذريةً، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون).

(فقال رجل) لم أقف (3) على تسميته: يا رسول الله، ففيمَ العملُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى إذا خلق العبدَ للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموتَ على عملٍ من أعمال أهل الجنة، فيُدخِلَه به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله) أي يجعله عاملًا (بعمل أهل النار) فهو غير قادر على ترك العمل ومَدْفوع على الإتيان به، فلا يَتَيَسَّر له أن لا يعملَ، ففيه إشارة إلى أنكم لا تعملون شيئًا، إنما يستعملكم خالق تلك الأعمال، (حتى يموتَ

(1) في نسخة: "ذريته".

(2)

يقال: إنه مخالف لقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ

} الآية، كذا في "تأويل مختلف الحديث"(ص 97)، وبسط في الحاشية أيضًا: أن المراد في الآية آدم مع أولاده، واكتفى في الحديث على آدم فقط لكونه أصلًا. (ش).

(3)

فيه أقوال. انظر: "الأوجز"(16/ 22). (ش).

ص: 118

عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّارَ». [ت 3075، حم 1/ 44]

4704 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِى عُمَرُ (1) بْنُ جعفر (2) الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَحَدِيثُ مَالِكٍ أَتَمُّ. [انظر سابقه]

4705 -

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «الْغُلَامُ الَّذِى قَتَلَهُ

===

على عملٍ من أعمال أهل النار) وهو الكُفْر (فيُدخِلَه به النار).

4704 -

(حدثنا محمَّد بن المصفَّى، نا بقيَّة، حدثني عمر بن جَعْفر القرشي، حدثني زيد بن أبي أُنَيْسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم بن يسار، عن نُعيم بن ربيعة) الأزدي، عن عمر بن الخطاب في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} ، وعنه مسلم بن يسار، ذكره ابن حبّان في "الثقات" (قال: كنت عند عمر بن الخطاب، بهذا الحديث، وحديثُ مالك أتم).

قلت: ولكن حديثَ مالك منقطع؛ لأنّ مسلم بن يسار لم يسمعْ من عمر رضي الله عنه، وإنما هو يروي بواسطة نُعيم (3) بن ربيعة.

4705 -

(حدثنا القَعْنبي، نا المعتَمِر، عن أبيه) سليمان بن طرخان، (عن رَقَبة بن مَصْقَلة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغلام (4) الذي قتله

(1) في نسخة: "عمرو".

(2)

في نسخة: "جُعْثمُ".

(3)

وتكلم ابنُ عبد البر على هذه الواسطة. ["التمهيد" (14/ 377)]. (ش).

(4)

بسط العيني (2/ 274)، والحافظ (8/ 420) على اسمه. (ش).

ص: 119

الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا،

===

الخَضِر (1) طُبع كافرًا) أي خُلق على أنه لو عاش يصير كافرًا. كتب مولانا محمَّد يحيي المرحوم: قوله: "طُبع كافرًا"، وكان الكفرُ كامنًا فيه حتى لو بقيَ حيًّا لأظهره، ولا مؤاخذةَ عليه ما دام كامنًا، وذلك كما يربي المرء جرو ذئب مع علمه بما كمن فيه من الافتراس، ولا يؤاخذه على ما كمن فيه، ويعطف عليه ويشربه لبنًا، حتى إذا كبر وافترس شاته وابنه، جَعَلَ يقطع لحمه قطعًا قطعًا، فكذلك في الكفر لا يجازَى ما لم يظهره، ولا معتبو بما يظهره في صغره لعدم اعتداد الشرع بأقواله إذًا، وقد وُلِدَ على ما أقرَّه حين سئل:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} ، فلو مات على الفطرة ولم يظهر كامنه كان غير مأخوذ به، انتهى.

فإن قيل: هذا الحديث مخالف لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مَوْلُود يُولَد على الْفِطْرة" الحديث.

قال القاري (2) في جوابه: ثم قوله: "طُبع كافرًا" أي خُلقَ الغلامُ على أنه يختار الكفر فلا ينافي خبر: "كُلُّ مَولُودٍ على الْفِطْرَة"، إذ المراد بالفطرة استعداد قبول الإِسلام، وهو لا ينافي كونه شقيًّا في جِبِلَّتِه (3).

(1) واختلف في حياته، أثبته الصوفية، وقال السخاوي:"أخي الخضر لو كان حيًّا لزارني" لا يثبت مرفوعًا، بل مقولة لبعض السلف، وذكر ترجمته أيضًا في "حياة الحيوان"(1/ 337 - 340)، وقال في "لطائف المِنَن" (1/ 84): بقاؤه مجمع عند الصوفية، انتهى. وكذا في "الفتاوى الحديثية"(ص 241)، وبسط العيني (11/ 131، 133) على أحوال الخَضِر من الاسم والزمان والمكان، وبسط الحافظ في القسم الأوّل من "الإصابة"(1/ 428 - 447)، وفي"الفتح"(6/ 433، 434)، وكذا في هامش "الكوكب"(4/ 192)، وهامش "المسلسلات"(ص 188). (ش).

(2)

"مرقاة المفاتيح"(1/ 284).

(3)

فلا ينافي حديث "المشكاة": "مَنُ يُولد كافرًا وَيحيى كافرًا ويموت مؤمنًا"، وبسط صاحب "الجمل" (3/ 40): بأنه مستثنى من حديث الفطرة، انتهى. (ش).

ص: 120

وَلَوْ عَاشَ لأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا». [م 2661، ت 3150، حم 5/ 121]

4706 -

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى قَوْلِهِ تعالي: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} : «وَكَانَ طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا» . [م 2380]

4707 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِى أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَتَنَاوَلَ رَأْسَهُ فَقَلَعَهُ،

===

وقد روى ابنُ عدي في "الكامل"(1) والطبراني في "الكبير"(2) عن ابن مسعود مرفوعًا: "خلق الله يحيي بن زَكَرِيّا في بطن أمه مؤمنًا، وخلقَ فرعونَ فى بطن أمه كافرًا"، انتهى.

(ولو عاشَ لأرهقَ أبويه طغيانًا وكفرًا).

4706 -

(حدثنا محمود بن خالد، نا الفِرْيابي، عن إسرائيل، نا أبو إسحاق، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: نا أبيّ بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} (3): وكان) الغلام (طُبعَ) أي خُلِق (يوم طُبع كافرًا) أي يكفر إذا بَلَغ.

4707 -

(حدثنا محمَّد بن مِهران الرازي، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: حدثني أُبيّ بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبصر الخَضِر غلامًا يلعب مع الصبيان فَتَناوَلَ) أي أخذ (رأسَه فَقَلَعَه) عن

(1)"الكامل"(6/ 2221).

(2)

"المعجم الكبير"(10543).

(3)

سورة الكهف: الآية 80.

ص: 121

فَقَالَ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} (1)» الآيَةَ. [خ 3401، م 2380، ت 3149، حم 5/ 116]

4708 -

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَرِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. (ح): وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ - الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَالإِخْبَارُ فِى حَدِيثِ سُفْيَانَ -، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «أنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا،

===

جسده، (فقال موسى:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} ) أي طاهرةً لم تبلُغ الحنث (الآية).

4708 -

(حدثنا حفص بن عمر النمري، نا شعبة، ح: ونا محمَّد بن كثير، أنا سفيان، المعنى) أي معنى حديثهما (واحد، والإخبار) أي الألفاظ (في حديث سفيان، عن الأعمش قال: نا زيد بن وهب، نا عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادِق المَصْدوق) أي المصدق: (أن خَلْقَ أحدِكم يُجمعُ في بطن أُمِّه أربعين يومًا).

قال الخطابي (2): قوله: "يُجمعُ في بطن أُمِّه"، وقد روي تفسيرُه عن ابن مسعود، حدثنا الأصمّ قال: ثنا السري بن يحيي أبو عُبيدة (3) قال: نا قَبيصة قال: نا عمّار بن رزيق قال: قلت للأعمش: ما يجمعُ في بطن؟ قال: حدثني خَيْثمة قال: قال عبد الله: "إن النطفةَ إذا وقعت في الرحم، فأراد اللهُ أن يخلُقَ منها بشرًا، طارت في بشر المرأة تحت كلِّ شَعْرٍ وظُفُرٍ، ثم يمكُث أربعين ليلة، ثم ينزل دمًا في الرحم، وذلك جمْعها"، انتهى.

(1) في نسخة: "زكية"[سورة الكهف، الآية: 74].

(2)

"معالم السنن"(4/ 324).

(3)

كذا في الأصل، وفي "المعالم": "حدثنا السري بن يحيي، حدثنا أبو عبيدة، حدثنا عمار بن زريق

" إلخ. فليفتش.

ص: 122

ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: فَيُكْتَبُ رِزْقُهُ، وَأَجَلُهُ، وَعَمَلُهُ، ثُمَّ يُكْتَبُ: شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ. فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ - أَوْ قِيدُ ذِرَاعٍ - فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ

===

وكتب مولانا محمَّد يحيي المرحوم في "التقرير": قوله: "يُجمعُ في بطن أُمِّه" كما هو من غير أن يتغيَّر خلقه إلى صورة أخرى، وقد ورد في بعض الروايات أقل من ذلك، حتى ورد كل التكونات في أربعين صباحًا وأقل من ذلك أيضًا، ونسبة أربعة أشهر بالسنتين قريبة من نسبة أربعين إلى ثمانية أشهر الذي هو مقدار التكونات، وأما الشهر التاسع فالولَدَ يصير فيه ذَا حياةٍ.

والحاصل: أن اختلاف الروايات في ذلك مبني على اختلاف مُدَد الحمل، فمِنْ مَولُودٍ يُولد لستة أشهر، ومِنْ مَوْلودٍ يُولد لسنتين، وبينهما مراتب كثيرة، وهذا إذا لم يَعْتر عارضٌ من مَرَضٍ، وإلا فقد يزيد وينقُص، فلا يعترض على الروايات بتجربات الأطباء، ولا تعارض في مؤدى الروايات أيضًا، فاغْتَنِم فإنه غريب.

(ثم يكون علقةً) أي دمًا غليظًا (مثل ذلك) أي أربعين يومًا، (ثم يكون مُضغةً) أي قطعة لحم قدْر ما يمضغ (مثل ذلك) أي أربعين يومًا، (ثم يَبعث الله إليه مَلَكًا فيؤمرُ) أي الملك (بأربعِ كلماتٍ) أي بكتابتها (فَيكتُبُ رزقَه (1)، وأجلَه، وعملَه، ثم يَكتب شقيٌّ أو سعيدٌ، ثم ينفخ فيه الروح، فإنّ أحدكم ليعملُ بعمل أهلِ الجنةِ حتى ما يكونُ بينه وبينها إلَّا ذراعٌ أو قيدُ ذراع) أي قدر ذراع، تمثيل بغاية قربها (فيسبِق عليه الكتاب) الذي كتبه الملَك (فيعملُ بعمل أهل النار

(1) يشكل عليه ما ورد في الروايات من بسط الرزق لصلة الرحم وغيره، وأجيب: بأن المراد البركة، كذا في "الأوجز"(16/ 47). (ش).

ص: 123

فَيَدْخُلُهَا. وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ- أَوْ قِيدُ ذِرَاعٍ - فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا». [خ 6594، م 2643، ت 2137، جه 76، حم 1/ 382]

4709 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ:«نَعَمْ» ، قَالَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» . [خ 6596، م 2649، حم 4/ 431]

4710 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ (1) حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (2)

===

فيدخلُها، وإن أحدكم ليعملُ بعملِ أهلِ النار حتى ما يكونُ بينه وبينها) أي النار (إلّا ذراع أو قيد) أي مقدار (ذراع، فيسبِقُ عليه الكتاب) فيتوب عما يرتكب (فيعملُ بعملِ أهلِ الجنة) ويموت عليه (فيدخلُها) أي الجنة.

4709 -

(حدثنا مسدد، نا حماد بن زيد، عن يزيدَ الرِّشْك) بكسر الراء بمعنى "قسام" في لغة أهل البصرة، (نا مطرِّف، عن عمران بن حُصَين قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أعُلِمَ) أي قبل الخلق في علم الله (أهلُ الجنة من أهل النار؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم، قال) أي المسائل: (ففيمَ يعمل العاملون؟ قال) صلى الله عليه وسلم: (كلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِق له) أي موفق لما خُلِق له.

كتب مولانا محمد يحيي المرحوم: حاصل جوابه صلى الله عليه وسلم: أنهم ليسوا بمختارين في إتيان العمل، ولا يمكنهم تركه، لأنّ المقدور يلجئهم عليه، فيأتون به لا محالة، انتهى.

4710 -

(حدثنا أحمد بن حنبل، نا عبد الله) وزاد في نسخة: ابن يزيد

(1) زاد في نسخة: "محمَّد بن".

(2)

زاد في نسخة: "ابن يزيد المقرئ".

ص: 124

أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ أَبِى أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ،

===

المقرئ (أبو عبد الرحمن، حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني عطاء بن دينار) الهُذَلي، مولاهم أبو الريان (2)، بالراء والتحتانية الثقيلة، وقيل: أبو طلحة السري، قال أحمد وأبو داود: ثقة، وعن أحمد بن صالح: عطاء بن دينار من ثقات المصريين، وتفسيره فيما يروي عن سعيد بن جُبَير صحيفة، وليس له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير، وقال أبو حاتم: صالحُ الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال ابن يونس: مستقيم الحديث، ثقة معروف بمصر.

(عن حكيم بن شريك) الهُذَلي المصري، ذكره ابن حبّان في "الثقات"، قلت: قرأت بخط الذهبي: قال أبو حاتم: مجهول، (عن يحيي بن ميمون الحضرمي) أبو عمرة، المصري القاضي، قال أبو حاتم: صالحُ الحديث، وقال النسائيُّ: ليس به بأس، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال ابن يونس: ولي القضاء بمصر سنة 102 هـ، وعزل سنة 114 هـ، وفيها مات، قلت: تتمة كلام ابن يونس: وكان غير محمودٍ في قضائه، وقال الدارقطني: ثقه.

(عن ربيعة) بن عمرو، ويقال: ابن الحارث، ويقال: ابن الغاز، بمعجمة وزاء (الجرشي) أبو الغاز الدمشقي، مختلف في صحبته، قال أبو حاتم: ليست له صحبة، وذكره أبو زرعة الدمشقي في التابعين، وقال الدارقطني: ربيعة الجرشي في صحبته نظر.

وذكر ابن عبد البر عن الواقدي قال: ربيعة الجرشي قُتِل يوم مَرَج راهط،

(1) زاد في نسخة: "الهُذَلي".

(2)

هكذا في "التقريب"(4589)، و"تهذيب الكمال"(3931)، وفي "الخلاصة" (ص 266): أبو الرَّيَّال.

ص: 125