الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: مَالُهُ، وَعِرْضُهُ، وَدَمُهُ حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ» . [ت 1927، حم 2/ 277]
(36) بَابُ الرَّجُل يَذُبُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ
(1)
4883 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ حَمَى مُؤْمِنًا
===
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام: مالُه، وعرضُه، ودمُه، حسبُ امرئٍ من الشر) أي يكفي امرأً من الشر في دينه (أن يَحْقِرَ أخاه المسلم) أي يعده حقيرًا ذليلًا.
(36)
(بَابُ الرَّجُل يَذُبُّ)، أي: يدفع (عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ) المسلم
4883 -
(حدثنا عبد الله بن محمَّد بن أسماء بن عبيد، نا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن سليمان) بن زرعة الحميري، أبو حمزة المصري الطويل، قال أبو همام: كانوا يرون أنه أحد الأبدال، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال فيه البزار: إنه حديث بأحاديث ولم يتابع عليها.
(عن إسماعيل بن يحيى المعافري) المصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقرأت بخط الذهبي في "الميزان"، فيه جهالة، (عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حَمَى) أي حفظ (مؤمنًا
(1) في نسخة بدله: "باب من رد عن مسلم غيبة".
مِنْ مُنَافِقٍ - أُرَاهُ قَالَ: - بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا يَحْمِي لَحْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ رَمَى مُسْلِمًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ شَيْنَهُ بِهِ حَبَسَهُ اللَّهُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ». [حم 3/ 441]
4884 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرءًا مُسْلِمًا في مَوْضِعٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ في مَوْطِنٍ (1) يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ،
===
من منافق) أي من لسانه ويده (أراه) أي أظنه) قال: بعث الله ملكًا يحمي) أي: يحفظ (لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلمًا بشيء يريد شَيْنَه) أي: عيبه (به حَبَسَه الله على جسر جهنم حتى يخرُجَ) أي ينجو (مما قال) أي من وبال (2) ما قال.
4884 -
(حدثنا إسحاق بن الصباح) بفتح مهملة وشدة موحدة، الكندي الأشعثي الكوفي، نزيل مصر، قال في "التقريب" (3): مقبول، (نا ابن أبي مريم) سعيد، (أنا الليث، حدثني يحيى بن سليم، أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول: سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما مِنْ امرئٍ يخذل) أي يترك نصره (امرءًا مسلمًا في موضع يُنتهك فيه حرمته، وبُنتقص فيه من عرضه، إلَّا خَذَلَه الله في موطنٍ يُحب فيه نُصْرَتَه) في الدنيا، أو في الآخرة،
(1) في نسخة: "موضع".
(2)
والمعنى حتى ينقى من ذنبه ذلك بإرضاء خصمه أو بشفاعة أو بتعذيبه بقدر ذنبه، كذا في "المرقاة"(8/ 721 - 722). (ش).
(3)
(ص 129).
وَمَا مِنِ امْرِئٍ (1) يَنْصُرُ مُسْلِمًا في مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ في مَوْطِنٍ يُحِبُّ (2) نُصْرَتَهُ». [حم 4/ 30، طس 8642]
قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعُقْبَةُ بْنُ شَدَّادٍ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ هَذَا هُوَ ابْنُ (3) زَيْدٍ مَوْلَى النبي صلى الله عليه وسلم، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِى مَغَالَةَ، وَقَدْ قِيلَ: عُتْبَةُ بْنُ شَدَّادٍ، مَوْضِعَ عُقْبَةَ.
…
(4)
4885 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قال: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ،
===
(وما من امرئ ينصرُ مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلَّا نَصَرَه الله في موطن) أي موضع (يحبّ نصرته) فيه من الدنيا والآخرة.
(قال يحيى) بن سليم: (وحدثنيه) أي هذا الحديث (عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وعقبة بن شداد).
(قال أبو داود: يحيى بن سليم هذا هو ابن زيد) بن حارثة (مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وإسماعيل بن بشير مولى بني مغالة، وقد قيل: عتبة بن شداد موضع عقبة)، يعني قال بعضهم: فيه عقبة بالقاف، وبعضهم عتبة بالتاء موضع القاف.
4885 -
(حدثنا علي بن نصر، نا عبد الصمد بن عبد الوارث من كتابه قال: حدثني أبي) عبد الوارث (قال: نا الجريري،
(1) زاد في نسخة: "مسلم".
(2)
زاد في نسخة: "فيه".
(3)
في نسخة بدله: "أبو زيد".
(4)
زاد في نسخة: "باب من ليست له غيبة".
عَنْ أبي عَبْدِ اللَّهِ الْجُشَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ عَقَلَهَا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى رَاحِلَتَهُ فَأَطْلَقَهَا، ثُمَّ رَكِبَ، ثُمَّ نَادَى: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى وَمُحَمَّدًا، وَلَا تُشْرِكْ في رَحْمَتِنَا أَحَدًا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (1) صلى الله عليه وسلم: «أَتَقُولُونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ! أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ؟ » قَالُوا: بَلَى. [حم 4/ 312]
===
عن أبي عبد الله الجُشَمي) روى عن جندب هذا الحديث، وله رواية أيضًا عن حفصة، وعائشة في "مسند أحمد بن منيع"، قال في "التقريب" (2): شيخ لسعيد الجريري مجهول، (قال: نا جندب، قال: جاء أعرابي) أي بدوي، (فأناخ راحلته ثم عَقَلَها) أي شدّ رجلها بالعقال، (ثم دَخَلَ المسجد فصلّى خَلْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحِلَتَه فَأَطْلَقَها) أي حلّ عقالها، (ثم ركب) راحلتَه، (ثم نادى: اللَّهم ارحمني ومحمّدًا) صلى الله عليه وسلم (ولا تُشْرِكْ في رحمتنا أحدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتقولون هو أضَلُّ) أي أجهل (أم بعيره! ) لأنه ضيق رحمة الله الواسعة، (ألم تسمعوا إلى ما قال؟ قالوا) أي الصحابة (بلى).
كتب مولانا محمَّد يحيى المرحوم في "التقرير" قوله: "هو أضلّ أم بعيره"، فيه دلالة على أن إظهار العيب لإظهار الحق ودلالة الناس على الهدى غير منهي عنه، فمن اقتدى به الناس وهو غير متأهل لذلك، وجب عليهم كافة إظهار معائبه، والتشنيع على مثالبه، لئلا تفتن الخليقة به.
(1) في نسخة: "النبي".
(2)
(ص 1171).