الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(45) بَابٌ فِي الْحَسَدِ
4903 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ - يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَمْرٍو -، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي أَسِيدٍ (1) ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ (2) النَّارُ الْحَطَبَ» ،
===
(45)
(بَابٌ فِي الْحَسَدِ)
قال في "القاموس": حَسَدَهُ الشيءَ وعليه يحسِده ويحسُده حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً، وَحَسَّدَه: تمنى أن تَتَحَوَّلَ إليه نِعْمَتُه وفَضِيْلَتُه، أو يُسْلَبَهُما.
4903 -
(حدثنا عثمان بن صالح) بن سعيد بن يحيى الخياط الخلقاني بضم المعجمة وسكون اللام قبل القاف، أبو القاسم (البغدادي) يقال: أصله مروزي، مولى لبني كنانة، قال ابن حبان في "الثقات": كان حسن الاستقامة في الحديث، وقال الخطيب: كان ثقة.
(أنا أبو عامر -يعني عبد الملك بن عمرو-، نا سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد) البراد المديني، روى عن جده ولم يسمه، قال أبو حاتم: شيخ مديني، محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحكى في أسيد خلافًا هل هو بضم الهمزة أو فتحها، انتهى.
قلت: وقال المنذري (3): ويقال: ابن أبي أسيد، من ضم الألف فتح السين، ومن فتحها كسر السين.
(عن جده، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والحسد) أي اتقوا منه، (فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب،
(1) زاد في نسخة: "عن أبيه".
(2)
في نسخة: "يأكل".
(3)
انظر: "هامش مختصر سنن أبي داود"(7/ 225).
أَوْ قَالَ: «الْعُشْبَ» .
4904 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي الْعَمْيَاءِ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ أبي أُمَامَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَأَبُوهُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِالْمَدِينَةِ (1) فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ (2) عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ في الصَّوَامِعِ
===
أو) للشك من الراوي (قال: العشب) بضم العين: الكلأ الرطب.
4954 -
(حدثنا أحمد بن صالح، نا عبد الله بن وهب، أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء) الكناني المصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له أبو داود حديثًا واحدًا:"لا تُشَدِّدوا على أنفسكم"(أن سهل بن أبي أمامة حدثه، أنه دخل هو) أي سهل (وأبوه) أي أبو أمامة (على أنس بن مالك بالمدينة) في زمان عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، فإذا هو -أي أنس- يصلي صلاةً خفيفةً دقيقةً، كأنها صلاة مسافر أو قريبًا منها، فلما سلم أي أنس قال -أي أبي-: يرحمك الله، أرأيتَ أي أخبرني هذه الصلاةَ أي التي صليت هل هي المكتوبة أو شيءٌ تَنَفَّلْتَه؟ قال أنس: إنها المكتوبة، وإنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أخطأتُ عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شيئًا سهوتُ عنه.
(فقال) أي أنس: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا تشددوا على أنفسكم فَيُشَدَّد) ببناء المجهول أي من الله (عليكم، فإن قومًا) من أهل الكتاب (شَدَّدُوا على أنفسهم فَشَدَّدَ الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع) جمع صومعة،
(1) زاد في نسخة: "في زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ أمِيرُ الْمَدِينَةِ، فَإذَا هُوَ يُصَلِّي صَلَاة خَفِيفَةَ دَقِيقَةً، كَأنَّهَا صَلَاةُ مُسَافِرٍ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا. فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: يَرْحمَك اللهُ، أَرَأيْتَ هَذِهِ الصَّلاة: الْمَكْتُوبَةُ، أَوْ شَيْءٌ تَنَفَّلْتَهُ؟ قَالَ: إنَّهَا الْمَكْتُوبَةُ، وإَّنهَا لَصَلَاةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا أَخْطَأْتُ إلَّا شَيْئًا سَهَوْتُ عَنْهُ".
(2)
في نسخة بدله: "فيشدد الله".
وَالدِّيَارِ {رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} (1)».
===
وهي كنائس النصارى (والديار) وقد ذكرهم الله تعالى في قوله: ({وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ})(2).
(ثم غدا) أي أبو أمامة (من الغد) إلى أنس بن مالك (فقال: ألا تركبُ) أي إلى البادية (لتنظُرَ ولتَعْتَبِرَ، قال: نعم، فركبوا جميعًا فإذا هم بديارٍ بادَ) أي هلك (أهلها، وانقضوا، وفَنَوا خاويةً على عروشها، فقال) أبو أمامة لأنس بن مالك: (أتعرف هذه الديار؟ فقال: ما أعرفني بها وبأهلها) صيغة تعجب، أي أنا أعرف بها (هذه ديار قوم أهلكهم البغي) أي الظلم (والحسد، إن الحسد يطفئ نور الحسنات، والبغي يصدِّقُ ذلك أو يكذِّبُه) فإنه بعد الحسد، إذا بغى يتحقق إطفاء نور الحسنات، وإذا لم يبغ يكذبه، (والعين تزني، والكف، والقدم، والجسد، واللسان، والفرج يصدِّق ذلك أو يكذّبه).
هذا الحديث من قوله: "فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم" إلى قوله: "ماكتبناها عليهم" داخل في المتن في النسخة المجتبائية، والمكتوبة الأحمدية، والمكتوبة المدنية، وغيرها. وأما في النسخة المدنية التي عليها المنذري ففي متنها زيادة عليها من قوله:"في زمان عمر بن عبد العزيز" إلى قوله: "سهوت عنه"، ومن قوله:"ثم غدا من الغد" إلى قوله: "أو يكذبه"، فهذه الزيادة داخلة في متن النسخة المكتوبة التي عليها المنذري، ولعل المصنف أو غيره اختصره، فنقل في بعض النسخ مختصرًا، وبقي في بعضها تمام الحديث، ولكن هاتان العبارتان كتبتا في النسخ على الحاشية، والأولى أن تكون داخلة في المتن، لأن مناسبة الباب لا تتم إلَّا بهذه العبارة، والله أعلم.
(1) زاد في نسخة: "ثُمَّ غَدَا مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: أَلَا تَرْكَبُ لِتَنْظُرَ وَلتَعْتَبِرَ قَالَ: نَعَمْ. فَرَكِبُوا جَمِيعًا فَإذَا هُمْ بِدِيَارِ بَادَ أهْلُهَا، وَانْقَضَوْا، وَفَنَوْا خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا. فَقَالَ: أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَارَ؟ فَقُلْتُ: مَا أَعْرَفَنِي بِهَا وَبِأهْلِهَا، هَذِهِ دِيَارُ قَوْمِ أَهْلَكَهُمُ الْبَغْيُ وَالْحَسَدُ. إنَّ الْحَسَدَ يُطْفِئُ نُورَ الْحَسَنَاتِ، وَالْبَغْيُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذُبُهُ. وَالْعَيْنُ تَزْنِي، وَالْكَفُّ، وَالْقَدَمُ، وَالْجَسَدُ، وَاللِّسَانُ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ".
(2)
سورة الحديد: الآية 27.