الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِذَا لَمْ تَسْتَحي (1) فَاصنع (2) مَا شِئْتَ» (3). [خ 6120، جه 4183، حم 4/ 121، 122]
(7) بابٌ في حسن الخُلُق
4798 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يَعْنِي
===
(إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)، حاصله: أن الحياء تمنعك من الأفعال المذمومة القبيحة، فإذا لم تستحي فلا يمنعك شيء منها.
قال الخطابي (4): فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أن يكون معناه الخبر وإن كان لفظه لفظ الأمر، كأنه يقول: إذا لم يمنعك الحياء فعلت ما شئت، أي ما يدعوك إليه نفسك من القبيح، وإلى نحو هذا ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام، وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: معناه الوعيد كقوله عز وجل: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ، وقال أبو إسحاق المروزي الفقيه الشافعي: معناه: أن تنظر، فإن كان الشيء الذي تريد أن تفعله مما لا يُستحى منه فافعله، يريد أن ما يُستحى منه فلا تفعله، انتهى.
(7)
(بَابٌ في حُسْنِ الْخُلُقِ)(5)
4798 -
(حدثنا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب - يعني
(1) في نسخة بدله: "تستح".
(2)
في نسخة بدله: "فاعمل"، وفي نسخة:"فافعل".
(3)
زاد في نسخة: "سئل أبو داود: أعند القعنبي، عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: لا".
(4)
"معالم السنن"(4/ 110).
(5)
حكى العيني (15/ 192) عن الراغب: الخلق بالضم والفتح في الأصل بمعنى واحد كالشُّرب والشَّرب، لكن خص الفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر، وبالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة، انتهى، وقال الحافظ (10/ 456) عن "المفهم": الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره، وهي محمودة ومذمومة، فالمحمودة على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك، فتنصف منها ولا تنصف لها، وعلى التفصيل الحلم والجود، انتهى. (ش).
الإِسْكَنْدَرَانِيَّ -، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (1) صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ» . [حم 6/ 64، 90، 133، 187]
4799 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا. ح: وَحَدَّثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِى بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ،
===
الإسكندراني -، عن عمرو، عن المطلب، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن (2) خُلُقه درجة الصائم القائم).
4799 -
(حدثنا أبو الوليد الطيالسي وحفص بن عمر قالا: نا، ح: ونا ابن كثير، أنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن عطاء) بن نافع (الكَيْخَاراني) بفتح الكاف المعجمة بينهما تحتانية، وذكر البخاري أنه هو عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع المدني، وكذا قال أبو حاتم وغيره، وفرق بينهما أحمد وعلي بن المديني ومسلم وغيرهم، قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة، وكذا قال النسائي، له عندهم حديث واحد في حسن الخلق.
(1) في نسخة بدله: "النبي".
(2)
ويشكل على الحديث بأنه كيف يمكن تحسين الأخلاق وقد قال عليه السلام: "إذا سمعتم بجبل تَغَيَّر عن مكانه فَصَدِّقُوه، وإذا سمعتم برجل تَغَيَّر عن خلقه فلا تصدِّقوه"، "الجامع الصغير"(1/ 69) برواية أحمد في "مسنده"(6/ 443) رقم (27569) عن أبي الدرداء، وأجاب عنه القاري (1/ 335) بأن المراد في الحديث التبديل بالكلية، والمراد في أحاديث التحسين الإزالة الوصفي، يعني القدرة على العمل بها كما ينبغي، فالغضب مثلًا زواله بالكلية ممنوع لكنه يغضب لله لا لغيره، هذا خلق حسن، انتهى. وبه قرر في "مكاتيب مرزا مظهر جانِ جانان"(ص 101)، وأيّده بقول عمر رضي الله عنه: لم يزل عني الغضب، لكنه كان أولًا في حماية الكفر، والآن في حماية الإسلام، وذكر القاري في "شرح الشمائل"(2/ 150) الاختلاف في أنه طبعية أو مكتسبة، ورجح أن بعضها كذا، وبعضها كذا. (ش).
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا مِنْ شَىْءٍ أَثْقَلُ فِى الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ» . [ت 2003، حم 6/ 442، 446، 448]
(1)
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً الْكَيْخَارَانِيَّ (2).
4800 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو الْجَمَاهِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَنَا زَعِيمٌ
===
وكَيخاران موضع باليمن، قال في "القاموس" (3): كيخاران موضع باليمن، منه عطاء بن يعقوب الكَيْخارانىّ، وقال في "معجم البلدان" (4): موضع بفارس.
(عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من شيء أَثْقَلُ في الميزان من حُسْنِ الخُلُق)، لعل المراد بكون حسن الخلق أثقل في الميزان هو الأفعال والمعاملات التي تنشأ من حسن الخلق مع الأقارب والأجانب.
(قال أبو الوليد: قال: سمعت عطاء الكَيْخَاراني)، حاصله: أن أبا الوليد قال في سنده: عن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عطاء الكيخاراني، وحفص بن عُمَرَ، وابن كثير ذكراه بلفظ عن.
4800 -
(حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر قال: نا أبو كعب أيوب بن) موسى، ويقال: ابن (محمد) ويقال: ابن سليمان (السعدي) البلقاوي، قال: وكان ثقة، روى له أبو داود حديثًا في ترك المراء، (حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زَعِيمٌ
(1) زاد في نسخة: "قال أبو داود".
(2)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: هو عطاء بن يعقوب، وهو خال إبراهيم بن نافع يقال: كَيْخَارَاني وكَوْخَارَاني".
(3)
(ص 436).
(4)
(4/ 497).
بِبَيْتٍ فِى رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِى وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِى أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ». [ق 10/ 249]
4801 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِى شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْجَوَّاظُ، وَلَا الْجَعْظَرِىُّ» .
قَالَ: وَالْجَوَّاظُ: الْغَلِيظُ الْفَظُّ. [خ 4918، م 2853، ت 2605، جه 4116، حم 4/ 306]
===
بِبَيْتٍ في رَبَضِ) بفتحتين (الجنة) أي حواليها وأطرافها لا في وسطها (لمن ترك (1) المِراء) أي الجدال والمنازعة (وإن كان مُحِقًّا، وبِبَيْتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبِبَيْتٍ في أعلى الجنة لمن حَسَّنَ خُلُقَه).
4801 -
(حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبى شيبة قالا: نا وكيع، عن سفيان، عن معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة الجوّاظ) المختال، وقيل: الجَموعُ، المَنوع، وقيل: السمين، وقيل: الصيَّاح المهذار (ولا الجَعْظَرِيُّ) وهو الفَظُّ الغليظ، وقيل: القصير يفتخر بما ليس عنده، وقيل: المتكبر، وقيل: العظيم الجسيم الأكول المَنوع.
(قال: والجوّاظ الغليظ الفظ).
قال المنذري (2): وأخرجه البخاري ومسلم بنحوه أتم منه، وليس في حديثهما الجَعْظَري، وقد قيل: الجواظ الكثير اللحم المختال في مِشيته، وقيل: الجَموع المَنوع، وقيل: القصير البَطِنُ (3)، [وقيل: ] الجافي القلب،
(1) وفي "المشكاة"(4832) برواية الترمذي عن أنس عكس ذلك للكذب في الربض وفي الوسط للمراء. (ش).
(2)
"مختصر سنن أبي داود"(7/ 173).
(3)
في الأصل: "البطي"، وهو تحريف.