الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَتَّى عَرَفَ الرَّجُلُ الْغَضبَ فِيهِ وَالإعْرَاضَ عَنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ (1) إلَى أَصْحَابهِ، فَقَالَ: والله إنِّي لأُنْكِرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: خَرَجَ (2) فَرَأَى قُبَّتَكَ (3)، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إلَى قُبَّتِهِ فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالأَرْض، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَلمْ يَرَهَا فَقَالَ:"مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟ " قَالوا: شَكَا إلَيْنَا صَاحِبُهَا (4) إعْرَاضَكَ عَنْهُ، فَأخْبَرْنَاهُ، فَهَدَمَهَا، فَقَالَ:"أَمَا إنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إلَّا مَا لَا، إلَّا مَا لَا، يَعْنِي، مَا لَا بُدَّ مِنْهُ". [حم 3/ 220، جه 4161]
(160) بابٌ في اتِّخَاذِ الْغُرَفِ
5238 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ الرُّؤَاسيُّ، نَا عِيسَى،
===
(حتى عرف الرجلُ الغضبَ فيه والإعراضَ عنه، فشكا) أي الرجل (ذلك) أي إعراضه صلى الله عليه وسلم (إلى أصحابه، فقال) الرجل: (والله إني لأنْكِرُ) أي لأعرف منه مما كان قبل ذلك من (رسول الله صلى الله عليه وسلم) من اللطف.
(قالوا: خرج فرأى قبتك، فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سَوَّاها بالأرض، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فلم يرها) أي القبة (فقال: ما فعلت) بصيغة المعلوم أو المجهول (القبة؟ قالوا: شكا إلينا صاحِبُها إعراضك عنه) أي عن الصاحب (فأخبرناه فهدمها، فقال: أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلَّا ما لا، إلَّا ما لا، يعني ما لا بد منه).
(160)
(بابٌ في اتِّخَاذِ الْغرَفِ)
قال في "القاموس": الغرفة بالضم: عُلِّيَّة، جمعها غرفات
5238 -
(حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي، نا عيسى) بن يونس،
(1) في نسخة: "ذاك".
(2)
زاد في نسخة: "فخرج".
(3)
زاد في نسخة: "قال".
(4)
في نسخة: "صاحبنا".
عن إسْمَاعِيلَ، عن قَيْسٍ، عن دُكَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ الطَّعَامَ، فَقَالَ:"يَا عُمَرُ، اذْهَبْ فَأَعْطِهِمْ"، فَارْتَقَى بِنَا إلَى عُلِّيَّةٍ، فَأَخَذَ الْمِفْتَاحَ مِنْ حُجْرَتِهِ (1) فَفَتَحَ. [حم 4/ 174]
===
(عن إسماعيل) بن أبي خالد، (عن قيس) بن أبي حازم، (عن دكين بن سعيد) ويقال بالتصغير، ويقال: ابن سعد (المزني) ويقال: الخثعمي، له صحبة، عداده في أهل الكوفة، روى له أبو داود حديثًا واحدًا في معجزة تكثير التمر، لم يروِ عنه غير قيس.
(قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم -فسألناه الطعام، فقال: يا عمر) بن الخطاب (اذهب فأعطهم، فارتقى بنا إلى عُلِّيَّةٍ) بضم العين وكسر اللام وبالتحتية المشددة، أي الغرفة، والجمع علالي بياء مشددة.
(فأخذ المفتاح من حجرته) بالراء، وفي نسخة: بالزاي وهي معقد الإزار (ففتح).
وقد أخرج هذا الحديث مفصلًا ومطولًا الإمام أحمد في "مسنده"(2)، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا إسماعيل، عن قيس، عن دُكَيْن بن سعيد الخثعمي قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم -ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: قم فأعطهم، قال: يا رسول الله ما عندي إلَّا ما يقيظني والصبية- قال وكيع: القيظ في كلام العرب أربعة أشهر- قال: قم فأعطهم، قال عمر: يا رسول الله سمعًا وطاعة. قال: فقام عمر وقمنا معه، فصعد بنا إلى غرفة له، فأخرج المفتاح من حجزته (3) ففتح الباب، قال دُكين: فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض. قال: شأنكم. قال: فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء. قال: ثم التفت، وإني لمن آخرهم، وكأنّا لم نرزأ منه تمرة.
(1) في نسخة: "حجزته".
(2)
"مسند أحمد"(4/ 174).
(3)
الحجزة: موضع شد الإزار من الوسط، وموضع التلَّة من السراويل. "المعجم الوسيط"(1/ 158).