الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- أم كانت العبادات سنوية كما في رمضان وهو شهر القران حيث ينفر الناس خفافا وثقالا لتدارس القران وأقل المسلمين في الغالب الأعم من يختم مرة على الأقل.
أم كانت عمرية (الحج) .
وهذا الربط بالقران الكريم إما فهما وإما قراءة في معظم تفاصيل وجزيئات تلك العبادة
…
وبذا لا يستطيع مسلم داخل في هذا المسمى (الإسلام) إلا أن يتعلم الواجب العيني من القران الكريم، وهذه نقطة جديرة بالنظر
…
الصلاة:
وإنما أفردناها بالذكر لأثرها البالغ فهي عبادة تؤدى خمس مرات يوميا، منها ست ركعات جهرية- على الأقل-، ولنذكر بشيء من التفصيل ربط الصلاة بالقران الكريم، والأثر التعليمي لذلك على مستوى ألفاظ القران الكريم عظيم؛ إذ أضحت هذه المفروضات اليومية وسيلة لنشر القران الكريم تحفيظا وإقراء، وصارت الصلاة بذلك مدار قراءته وتلقينه للايات «قارن هذه النقطة فقط بما عند أهل الكتابين فضلا عن غيرهم في حفظ كتاب الله عز وجل، أو جعله عاما» :
فقد كان صلى الله عليه وسلم يقرأ معظم القران موزعا على ركعات الفريضة اليومية:
وذلك إن لم يكن يقرؤه كله، ويدل على هذا ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: ما من سورة من المفصل صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كلها في الصلاة «1» ، وكان صلى الله عليه وسلم يعدد الاي في الصلاة فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدد الاي في الصلاة «2» ، وكان الصحابة رضي الله عنهم
(1) الطبراني في الكبير (12/ 365) ، مرجع سابق، وهو في مجمع الزوائد (2/ 114) ، مرجع سابق.
(2)
الحديث عزاه في مجمع الزوائد (2/ 114) إلى الطبراني، مرجع سابق، وانظر: البيهقي في الكبرى (2/ 253) ، أبو داود (2/ 253) ، مرجعان سابقان فقد بوبا لعد الاي في الصلاة.
يختمون القران في الصلاة، ولا يفعلون ذلك إلا عن اقتداء فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤن القران من أوله إلى اخره في الفرائض «1» ، وعن أبي العالية: قال أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لكل سورة حظها من الركوع والسجود» «2» ، وعن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة من الستين إلى المائة «3» وفي هذا دلالة واضحة على متابعتهم الدقيقة له، حتى كانوا يعدون الايات؛ إذ لم تكن عدد الايات قد دونت بالصورة السهلة الموجودة في عهدنا، ثم استمر العلماء على استحباب ذلك القدر في الصلاة «4» ، وعن ابن عباس قال: إن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (المرسلات: 1) فقالت: يا بني! لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لاخر ما سمعت رسول الله يقرأ بها في المغرب «5» ، وروى ابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعة الأولى من الفجر ب «ألم تنزيل السجدة» ، وفي الاخرى ب «هل أتى على الإنسان» «6» ، بل كان ذلك واضحا حتى قبل الصدع بالدعوة، فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يسمعون «فبأى الاء ربكما تكذبان» «7» .
(1) الطبراني في الأوسط 8/ 123، مرجع سابق.
(2)
أحمد (5/ 59) ، مجمع الزوائد (2/ 114) ، مرجع سابق، وقال:«رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح» .
(3)
البخاري (1/ 202) ، مسلم (1/ 338) ، مرجعان سابقان.
(4)
انظر مثلا: علاء الدين الكاساني ت 587 هـ: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (1/ 205) ، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 2، 1982.
(5)
مسلم (1/ 338) ، مرجع سابق، (الشافعي) محمد بن إدريس أبو عبد الله ت 204 هـ: مسند الشافعي ص 215، دار الكتب العلمية، بيروت.
(6)
البخاري (1/ 303) ، مسلم (2/ 599) ، الحاكم (2/ 554) ، أبو داود (1/ 282) ، ابن ماجه (1/ 269) ، مراجع سابقة.
(7)
مجمع الزوائد (2/ 115) ، مرجع سابق، وقال:«رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام» .
وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطوال كثيرا، ويكمل السورة غالبا، فعن زيد بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الأنفال «1» ، وقد يقرأ بغيرها لعارض كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي وهو في الصلاة مع أمه فيقرأ بالسورة الخفيفة أو السورة القصيرة «2» .
وتسلسلت هذه المنهجية فقد ورد أن أبا بكر رضي الله عنه قرأ في الفجر سورة البقرة فلما فرغ قال له عمر: كادت الشمس تطلع يا خليفة رسول الله؟ فقال رضي الله عنه: لو طلعت لم تجدنا غافلين «3» ، وعن نافع قال: ربما أمنا ابن عمر رحمه الله بالسورتين والثلاث في الفريضة «4» .
ووصل الاعتناء بنشر القران الكريم أنه صلى الله عليه وسلم كان يسمعهم الايات في الصلاة السرية أحيانا، وضبطوا السور التي كان يقرؤها في الصلاة السرية، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة في كل ركعة، وكان يسمعنا أحيانا الاية وكان يطيل في الأولى ما لا يطيل في الثانية، وكان يقرأ في الركعتين الاخريين بفاتحة الكتاب في كل ركعة.
قيل: وكذلك في صلاة العصر؟ قال: وكذلك في صلاة العصر «5» ، وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف فرقها في الركعتين «6» ، وعن
(1) مجمع الزوائد (2/ 118) ، مرجع سابق، وقال:«رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح» .
(2)
أبو عوانة في مسنده (1/ 422) ، مرجع سابق.
(3)
ابن أبي شيبة (1/ 310) ، مرجع سابق، عبد الرزاق (2/ 113) ، مرجع سابق.
(4)
مجمع الزوائد (2/ 114) ، مرجع سابق، وقال:«رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح» .
(5)
البخاري (1/ 270) ، مسلم (1/ 333) ، المنتقى (1/ 56) ، أبو عوانة في مسنده (1/ 474) ، مراجع سابقة.
(6)
سنن النسائي الكبرى (1/ 340) .
أنس رضي الله عنه أم أهل بيته فصلّى بنا الظهر والعصر فقرأ قراءة همسا فقرأ بالمرسلات والنازعات وعم يستاءلون ونحوها من السور «1» ، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية «2» ، وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بهم الهاجرة فرفع صوته، فقرأ وَالشَّمْسِ وَضُحاها (الشمس: 1) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (الليل: 1) فقال له أبي بن كعب: يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء؟ قال: «لا! ولكني أردت أن أوقت لكم» «3» .
كان صلى الله عليه وسلم يسمعهم قراءته في الغالب في نوافل الليل خاصة فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع ركعات، فلما أسن وثقل أوتر بسبع، وصلّى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهن بالرحمن والواقعة قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (الزلزلة: 1) وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (الكافرون: 1) ونحوهما «4» .
ومثل ذلك كان فعل الصحابة، فتسلسلت المنهجية بذلك عن عبد الرحمن بن يزيد قال: صلّى ابن مسعود العشاء الاخرة فاستفتح بسورة الأنفال حتى بلغ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الأنفال: 40) ركع، ثم قرأ في الركعة الثانية بسورتين من المفصل وفي رواية بسورة من المفصل «5» وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قدمت
(1) الطبراني في الأوسط (3/ 147) ، وهو في مجمع الزوائد (2/ 116) ، مرجعان سابقان.
(2)
مجمع الزوائد (2/ 116) ، مرجع سابق، وقال:«رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الأوسط» .
(3)
الطبراني في الأوسط (9/ 106) ، والحديث في مجمع الزوائد (2/ 116) ، مرجعان سابقان.
(4)
صحيح ابن خزيمة (2/ 143) ، مرجع سابق.
(5)
البخاري (1/ 268) معلقا، ووصله الطبراني في الكبير (9/ 263) .
المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ورجل من بني غفار يؤم الناس فقرأ في الركعة الأولي بسورة مريم، وفي الثانية ويل للمطففين أحسبه قال في صلاة الفجر «1» .
ووضع ابن عباس قاعدة عامة لحفظ السور من في النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فعن كريب قال: سألت ابن عباس عن جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة بالليل فقال: كان يقرأ في حجرته قراءة لو شاء حافظ أن يتعلمها لفعل «2» .
بل كانت القراءة في الصلاة وسيلة بلاغ وإنذار فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطور في المغرب، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي «3» .
وربط الاجتهاد في النوافل بالقران الكريم: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة اية كتب من القانتين ومن قام بألف اية كتب من المقنطرين» «4» ، والمقنطرين أي من المالكين مالا كثيرا والمراد كثرة الأجر «5» .
(1) شرح معاني الاثار (1/ 183) .
(2)
شعب الإيمان (2/ 383) ، مرجع سابق.
(3)
البخاري (4/ 1475) ، مسلم (1/ 338) ، مرجعان سابقان.
(4)
أبو داود (2/ 57) ، ابن خزيمة (2/ 181) ، مرجعان سابقان.
(5)
انظر: عون المعبود (4/ 172) ، مرجع سابق.