الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا مع أن العلماء أجمعوا على أن التعوذ ليس من القران ولا اية منه «1» ، وأما ما روي عن ابن مسعود أنه قال: قلت: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «يا ابن أم عبد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأني جبريل عن اللوح المحفوظ عن القلم» «2» فهو حديث لا يعرف ويرده ما سبق من أحاديث.
ولذا ذهب المقرئون إلى عدم التزام هذه اللفظة بعد إذ رأوا أن التزامها ليس واجبا، فجاء عن ابن القاسم أن الاستعاذة: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم بسم الله الرحمن الرحيم «3» فهذا مما للاجتهاد البشري مدخل في التصرف في لفظه، وإن كان الوارد في الاية هو الأفضل، ولذا قال ابن عطية:«وأما المقرئون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله تعالى وفي الجهة الاخرى كقول بعضهم: أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد ونحو هذا مما لا أقول فيه: نعمت البدعة ولا أقول: إنه لا يجوز» «4» .
ثانيا: تعليمه صلى الله عليه وسلم البسملة
«5» :
علمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن البسملة فصل بين السور من الناحية العامة، وأنها تقرأ حال الابتداء بالسورة، عند ابتداء القراءة أو أثنائها وهذا مجمع عليه بين القراء «6» ،
(1) انظر: القرطبي (1/ 86) ، مرجع سابق.
(2)
القرطبي (1/ 87) ، مرجع سابق.
(3)
انظر: القرطبي (1/ 86) ، مرجع سابق.
(4)
تفسير ابن عطية (1/ 120) ، مرجع سابق.
(5)
انظر في معناها: القرطبي (1/ 100) ، مرجع سابق.
(6)
لذا قال الشاطبي- رحمه الله تعالى-: ولا بد منها في ابتدائك سورة سواها
…
انظر الشاطبية ص 26، مرجع سابق.
بغض النظر عن كونها اية من الفاتحة، أو من كل سورة، أو ليست باية، ومن المؤشرات على هذا التعليم: ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم «1» ، وهذا يعني أنهم كانوا يعلمون أن هذه الاية أو الايات التي نزلت ابتداء سورة جديدة بأن يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم عند قراءتها، وإلا فهي من سورة سابقة يخبرهم بها صلى الله عليه وسلم كما تلقاه من جبريل عليه السلام فعند ابتداء السورة لا بد من ذكر البسملة في القراءة بغض النظر عن الخلاف المذكور؛ ولما وصفت أم سلمة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت أنه يبدأ بالبسملة فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين يقطع قراءته (اية اية)«2» ، ولما قرأ عليهم سورة الكوثر قرأها عليهم: بسم الله الرحمن الرحيم:
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)(سورة الكوثر)
…
الحديث «3» ، وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقول: تفتتح القراءة ب بسم الله الرحمن الرحيم «4» ، وهل هذا اجتهاد منه أم له حكم الرفع؟ احتمال
…
وقوله (القراءة) قد يريد السورة كما سبق في حديثه المرفوع، وقد يريد القراءة ولو كانت من غير أول السورة
…
ويكون عند هذا شاهدا لمن قال: يبسمل في أثناء السور «5» .
(1) المختارة (10/ 315) ، النسائي في الصغرى (1/ 250) ، أبو داود (1/ 209) ، مراجع سابقة.
(2)
أبو داود (4/ 37) ، الحاكم (2/ 252) ، واللفظ له، البيهقي في الكبرى (2/ 44) ، مراجع سابقة، وما بين القوسين له، الدارقطني (1/ 307) ، مرجع سابق، وخرجه أيضا في (1/ 312) وقال:«إسناده صحيح وكلهم ثقات» .
(3)
مسلم (1/ 300) ، مرجع سابق.
(4)
البيهقي في الكبرى (2/ 49) ، مرجع سابق، ولم يكر الاستعاذة لأنها ليست من القران بالإجماع.
(5)
انظر: الشاطبية عند قول الناظم في باب البسملة ص 26، مرجع سابق: وفي الأجزاء خير من تلا.